الفنانة هي الدجاجة التي تبيض ذهبا للزوج مدير أعمالها

الارتباط الفني يبدأ «بالحب والغرام» وينتهي برفع القضايا المالية

TT

«هي الدجاجة التي تبيض ذهبا».. إنها العبارة التي تستعمل دائما للإشارة إلى الاستغلال المادي الذي تتعرض له الفنانة، من قبل زوجها الذي يحمل أيضا صفة مدير أعمالها، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا. ففي معظم الأحيان، عندما يقع الطلاق بين الفنانة وزوجها الذي يدير أعمالها، فإنها تظهر في الإعلام وتتحدث بغصة وحسرة عن غبن لحق بها لمجرد أنها منحت الثقة لشريك عمر ودرب ومهنة، غدر بها و«أكل تعب» سنوات طويلة من كدّها وتعبها. وآخر مثال ربما على ذلك حيث احتفل قبل أقل من أسبوعين الملحن البحريني عصام كمال بزواجه بالفنانة اللبنانية مشاعل وهي الفنانة تقيم منذ طفولتها في السعودية وتحظى باهتمام كبير بالمشاركة في الأعراس والمناسبات الخليجية وخاصة السعودية ويبدو أن عصام كمال الذي قدم لها ألحانه السابقة والناجحة لها سيشرف على «أجندتها» الممتلئة بالمناسبات الفنية.

ولكن للأزواج مديري الأعمال وجهة نظر مغايرة، فمثلا زوج إحدى الفنانات المعروفات، الذي يصر على عدم ذكر اسمه من أجل «بناته»، يستنكر بشدة الكلام الذي يقال عن أن الفنانة هي الدجاجة التي تبيض ذهبا لزوجها، بل ويعتبر أن هذا الكلام ينطبق على أهل الفنانة لأنهم هم من يتعاملون مع ابنتهم على هذا الأساس، ويبرر السبب الذي يدفع بالفنانات إلى القول بأن الأزواج يسرقون أموالهن، بقوله «ليس لديهن عذر آخر! وهل يحملن المسؤولية لأنفسهن، وإذا توجهن بهذا الاتهام إلى الأهل، فلا شك أنه سيرتدّ عليهن، لأن الزوج في النهاية هو شخص غريب، وهي تتزوجه كي تستفيد من خبرته وأمواله ولكي تحصل على الشهرة، وعندما تحقق كل ما تريده تطلب الطلاق. ويبدو أن الفنانة تحتاج إلى كبش محرقة وبعض الأزواج يرتضون ذلك وأنا واحد منهم».

وعن السبب الذي يجعله لا يوضح هذه الحقيقة أمام الرأي العام، يوضح «أيهما أسهل اجتماعيا أن يتحدث الناس عن المرأة أو عن زوجها، طبعا عن الزوج.. كيف أقبل أن تكون أم أولادي هي الجانية حتى لو كانت جاحدة أو ناكرة للجميل. أنا تخليت عن عزة نفسي وكبريائي من أجل أولادي، وفي مثل عمري، لا أهتم بمثل هذه الأمور، طالما أن مصلحة الأولاد تقتضي ذلك».

أما ايلي ديب زوج الفنانة نوال الزغبي، فلطالما دعا إلى رد الاعتبار إلى أزواج الفنانات ومديري أعمالهن، لأن الفنانات، بحسب رأيه، «لسن ملائكة (نازلات) من السماء، والمسؤولية يجب ألا يتحملها دائما الزوج أو مدير الأعمال».

ولأنه عندما يحصل طلاق بين الفنانة وزوجها أو خلاف بينها وبين مدير أعمالها تسارع إلى القول «سرقني» أو تشير إلى «إساءة أمانة»، يقول ديب «هذا الكلام غير صحيح ويجب ألا يصدق الناس هذه الفكرة المغلوطة. أنه لا يكون الإخلاص متوفرا أكثر عندما يكون زوج الفنانة أو شقيقها هو من يدير أعمالها! وتكون النتيجة، أنها تسارع إلى كيل الاتهامات لهما، كما يقال (زوج الست) أو (عايش على ظهرها) أو (هي كانت الدجاجة التي تبيض ذهبا). هل يعقل أن يقال مثل هذا الكلام على شخص يتمتع بالخبرة والكفاءة، يتزوج فنانة ويحتضنها منذ بداية المشوار، بعد أن كانت مجرد هاوية».

أما أيمن الذهبي طليق الفنانة أصالة فيرد بشيء من الاستهزاء على مقولة أن الفنانة هي الدجاجة التي تبيض ذهبا «هل يعقل أن تكون كل الفنانات مظلومات وكلهن يطلقن لأن أزواجهن سيئون! ما هذه الصدفة. هناك أنغام، أصالة، نوال الزغبي، ماجدة الرومي، ديانا حداد، فجميعهن كانت زيجاتهن فاشلة وجميعهن يرددن الكلام نفسه».

في المقابل ترفض الفنانة دومينيك حوراني فكرة زواج الفنانة مدير أعمالها إذ تقول «هي ليست موجودة في قاموسي، بل وأجدها معيبة وشائنة، إذ لا يجوز أن تعيل المرأة زوجها، لأنها عندما تفعل ذلك وهو يرضى ويسكت فهذا يعني أنها تحصل على أموالها بطرق غير شرعية. لا يجوز أن يكون الفن مصدر رزق بالنسبة للفنانة، بل يجب أن يظل مجرد هواية بالنسبة إليها، وأن تصرف هي عليه من أموال زوجها، وليس أن تعمل هي من أجل المال لكي تتمكن من تأمين مصاريف عائلتها. بمجرد أن تعتمد الفنانة هذا المبدأ فمن المؤكد أن هناك شيئا ما مشبوها، ولذلك أنا أيضا ضد زواج الفنانة برجل فقير لأنه لا يستطيع أن يؤمن لها متطلباتها».

وتتابع حوراني «شخصيا أنا أطرح علامات استفهام كثيرة حول مسألة إدارة الرجل لأعمال زوجته، لأنه لا يحق له ذلك، وإذا حصل هذا الأمر فلا شك أنه سينعكس الأمر بطريقة سلبية على فنها، ولذلك يكون الفشل هو نصيب تلك الزيجات، لأنه في الأساس زواج قائم على (الطمع) والمصلحة المادية. في الزيجات المماثلة يكون هدف الرجل هو مال الفنانة، لأنه لم يتزوجها حبا بها، ويدعي أنه (فهمان) بينما هو في الحقيقة لا يكترث لشيء ولا يهمه أمرها ولا فنها. ولأن المصلحة هي التي تحكم هذا الزواج، فمن الطبيعي ألا يكون وفيا لها، وقد يخونها.. عندما لا يكون الرجل هو المعيل لعائلته يصبح من دون شخصية، ومع الوقت تشعر الفنانة بالملل مع هكذا نوع من الرجال، ويمكن أن تلجأ إلى غيره لأن المرأة تشبه الهرة وهي تذهب عند من يطعمها أكثر، وعندما يرضى الزوج بهذا الأمر فهذا يعني أن هناك شيئا ما يحصل».

الفنانة مادلين تؤكد أن الفنانة هي الدجاجة التي تبيض ذهبا لزوجها إذا كان يدير أعمالها، مع أنها ترى أن ذهب الفن تراجع في الفترة الأخيرة، وتضيف «هناك فرق بين أن يكون زوج الفنانة هو مدير أعمالها من الأساس، ويكمل معها المشوار، وبين أن يدخل زوج أو خطيب الفنانة فجأة إلى حياتها الفنية ويتعدى على المهنة وينصب نفسه مديرا لأعمالها، ففي الحالة الثانية لا بد أن يكون الفشل هو حليفها. وإذا أخذنا تجربة الفنانة نوال الزغبي مثلا، فإن مشكلاتها مع زوجها إيلي ديب لا علاقة لها بإدارة الأعمال، بل بأسباب أخرى، لأن إيلي ديب مدير أعمال (شاطر)، والأمر نفسه ينطبق على تجربة الفنانة أصالة وطليقها أيمن الذهبي، فكلاهما كان ناجحا في عمله ومتفهما لطبيعة عمل زوجته، لأنهما كانا يعتبران أن مصيرهما معلق بمصير زوجتيهما، ومصلحتهما من مصلحة نوال وأصالة كونهما كانا يستفيدان ماديا من وراء عمل الزوجة الفنانة».

وترى مطر أنه من الطبيعي أن تبرز الخلافات المادية بعد وقوع الطلاق بين الفنانة وزوجها مدير الإعمال «هو في النهاية يتقاضى نسبة أرباح معينة، ولأنه في الأساس زوج فهي يمكن أن تكون متسامحة معه، وبدل الـ30 في المائة أو الـ40 في المائة يمكن أن تعطيه بيتا وتساهم معه بأشياء كثيرة، لأن الزوج في البيت لا يمكن أن يعامل على أنه مدير أعمال، ولذلك عندما تقع الخلافات يبرز موضوع المال إلى العلن. من هنا أنا ضد فكرة أن يحمل الرجل صفتين في حياة الفنانة صفة الزوج وصفة مدير الأعمال، ولكن هذا لا يعني أنها لا يمكن أن تستشيره في بعض الأمور، وأن تتشارك معه في بعض الأفكار، لكي تفوّت على نفسها الوقوع في مشكلات هي بغنى عنها من أجل أغنية أو فيديو كليب».

ولكن مطر لا تحكم بالفشل على مصير كل هذه الزيجات «هذا الأمر يعود إلى نفسية الأطراف المعنية بالموضوع، ولأن الزواج هو شراكة عمر، مع الوقت لا بد أن تتغير أشياء كثيرة. مثلا قد تصبح الزوجة قبيحة وعندها يبحث الزوج عن امرأة غيرها، وربما يحصل الخلاف لأسباب أخرى». وهل هذا يعني أن الفنانة هي الضحية دائما؟ تجيب مطر «ثمة وجهة نظر في هذه المسألة.. فهي يمكن أن تخسر كل شيء ويذهب مالها وتعبها وجهدها سدى. لكنها الحياة، ويجب أن نتقبل كل شيء. ولكن يبقى شيء مهم آخر وهو حريتها كإنسانة، التي يمكن أن تدفع (ما فوقها وما تحتها)، لكي تفوز بها، بخاصة عندما تشعر أن زواجها تحول إلى عبء ثقيل وعندها ستقول له (خذ كل شيء.. بس طلّقني)».

الفنانة نادين الراسي ترى أن الزواج عبارة عن شركة، والقوي فيها هو الذي يمسك بزمام الأمور، «من هذا المنطلق أنا أرفض فكرة أن يدير زوج الفنانة أعمالها بمعنى أن تصرف هي عليه من مالها، بل يجب أن يكون لديه مردود مادي مستقل، ولكنني لا أعارض أن يكون مدير أعمالها، بمعنى أن يوفر لها الحماية، أن يفرق بين ما يناسبها وبين ما لا يناسبها، أن يحميها من الخطر وأن يخاف عليها، على بيته وأولاده».

وتضيف الراسي «المرأة بحاجة إلى رجل إلى جانبها والرجل ليس عضلات فقط، بل رجل منتج، يؤمن لها الحماية وعندما تكون من دون عمل يستطيع أن يهتم بأمورها».

ولأن الزوج - مدير الأعمال يكون له دور فاعل في عملها توضح الراسي «من المؤكد أنه يعمل ومن المؤكد أيضا أن يتقاضى نسبة مئوية من أرباحها، وهناك مثل يقول (ما فيش خصام بين الأحباب)، ولكن ماذا يمكن أن يحصل إذا لم يستمرا (أحبابا)؟ عندها سيخرب الزواج والعائلة. لست ضد أن يشرف الزوج على عمل زوجته وأن تكون علاقته مباشرة مع الأشخاص الذين يديرون عملها، ولكنني ضد أن يتحول إلى موظف عندها، لأنه عندما تبدأ المشكلات ويقع الطلاق، فإن المواضيع المادية ستفتح قبل غيرها، وهي ستذكره بالمبالغ المادية التي كانت تدفعها له.. وفي الأساس فإن المرأة التي تدفع لزوجها، لا تشعر بأن هناك رجلا في بيتها وببساطة (عندما تشعر المرأة أنها زلمي لا تعود بحاجة إلى زلمي)».

كما ترى الراسي أن المرأة يمكن أن تقول «زوجي سرقني» بمجرد أن تتيح فرصة أن تصرف عليه وتوضح «ممنوع على المرأة أن تشعر أنها مسؤولة عن زوجها، بل يجب أن تشعر دائما أنها مسؤولة منه، وللأسف لن (يأكل الضرب) أحد سواها، وفي النهاية يمكن أن تخسر كل شيء، مالها، تعبها، شقاء عمرها، ولكي لا أكون ظالمة، يمكنني أن أؤكد أن 90 في المائة من هذه الزيجات محكومة بالطلاق، لأن الرجل الذي ليس ليه مردود مادي مستقل يفقد رجولته».