المطرب «المنتج».. ظاهرة تنتشر لمواجهة تحديات شركات الإنتاج

من بينهم راشد الماجد وهشام عباس وأنغام وهيفاء وهبي

TT

شهدت الساحة الفنية في الوطن العربي في الفترة الأخيرة ظاهرة عزوف المطربين عن الاستعانة بشركات الإنتاج لتقديم ألبوماتهم، والاعتماد على الإنتاج لأنفسهم في مقابل ذلك، في محاولة لتجنب أي خسائر ناجمة عن المشكلات التي تمر بها شركات الإنتاج، سواء كانت مشكلات اقتصادية أو ناجمة عن عدم الالتزام ببنود التعاقد أو الاحتكار.

من بين من أقدموا على خطوة الإنتاج مؤخرا المطرب هشام عباس، الذي أعلن عن أنه سينتج ألبومه الجديد لنفسه بعد أن فسخ تعاقده مع شركة «روتانا» عام 2009، بينما يفاضل حاليا بين شركتي «صوت الدلتا» و«جودنيوز» لتقوم إحداهما بتوزيع الألبوم.

كذلك قرر المطرب محمد محيي العودة إلى سوق الكاسيت من جديد بألبوم من إنتاجه الخاص، وسوف يضم 14 أغنية وذلك بعد معاناته مع شركات الإنتاج، حيث كان آخر ألبوماته هو «مظلوم» في عام 2008، بينما لا يزال الفنان الإماراتي حسين الجسمي يجهز ألبومه الذي ينتجه بنفسه بعد فسخ عقده مع شركة «روتانا». وبخطوة الجسمي مع «روتانا» فتحت شهية الكثير من فناني «روتانا» بمراجعة أنفسهم واللحاق بالجسمي. والمعروف في السنوات الماضية أن الفنان السعودي راشد الماجد أيضا هو من ينتج لنفسه وتحقق ألبوماته توزيعا كبيرا على مستوى الوطن العربي يفوق توزيع الألبومات التي تنتجها شركة «روتانا».

المطربات أيضا اتخذن نفس القرار، حيث قررت كل من المطربتين المصريتين أنغام ومي كساب الإنتاج لنفسيهما لأول مرة. المطربات اللبنانيات لم يكنّ بعيدا عن قرار الإنتاج لأنفسهن، فالمطربة هيفاء وهبي قررت إنتاج ألبومها المقبل بنفسها، بعد أن فسخت عقدها مع شركة «روتانا» بعد مماطلتها في طرح أحدث ألبوماتها منذ العام الماضي. كما أعلنت المطربة ديانا حداد هي الأخرى أن ألبومها المقبل سيكون من إنتاجها وسوف يضم 13 أغنية باللهجات اللبنانية والخليجية والمصرية والعراقية.

وإلى هذا ستتجه أيضا المطربة المغربية جنات، التي تخوض تجربة الإنتاج لنفسها في ألبومها الجديد، الذي سيتضمن 10 أغنيات تعاونت فيها مع عدد كبير من الشعراء والملحنين.

المطربون الشباب لجأوا إلى نفس الفكرة، بعد أن قرر المطرب الشاب جوني أن ينتج ألبوماته لنفسه، حيث يرى أن الشركات تقدم الآن على الإنتاج لبعض النجوم فقط، وذلك بسبب وجود القرصنة على الألبومات الجديدة، مما جعل الشركات لا تحقق أرباحا.

نفس الأمر تكرر مع المطرب الصاعد أحمد عزت، الذي بدأ في الإعداد لألبومه الأول بعد أقل من عام من خروجه من المرحلة النهائية من الموسم الثامن لبرنامج «ستار أكاديمي». أما المطرب عزيز الشافعي فقد طرح بالفعل ألبومه «راجع» بعد أن أنتجه على نفقته الخاصة.

تعليقا على اتجاه المطربين إلى الإنتاج لأنفسهم، يرى المنتج ياسر حسانين صاحب شركة «كلمة» أن موضوع قرصنة الإنترنت جعل من الصعب تحقيق الأرباح لأي مطرب من خلال إنتاج ألبوم جديد له، لكن ذلك لا ينطبق على مطربي الصف لأول مثل عمرو دياب ومحمد منير. ويرى حسنين أنه خلال الفترة المقبلة من الممكن أن تنتهي فكرة الألبوم الكامل، وسيكتسح «الميني ألبوم» الساحة الغنائية، وهو ما سيشجع على اتجاه المطربين إلى الإنتاج لأنفسهم إذا كانت لديهم القدرة على ذلك.

أما أسامة رشدي، المدير التنفيذي لشركة «أرابيكا ميوزك»، فيرجع ظاهرة الإنتاج للنفس إلى سوء الأحوال الاقتصادية بشكل عام، الذي أثر بدوره على سوق الكاسيت ككل، مما جعل أي مطرب لديه القدرة الخروج من تلك الأزمة أن ينتج لنفسه أو يؤسس شركة إنتاج خاصة به إن أمكن ذلك. ويؤكد رشدي أنه على الرغم من ذلك فإن شركات الإنتاج تحاول أن تقوم بعملها، مستشهدا بشركته التي تنتج حاليا ألبوما للمطربة نانسي عجرم والمطرب محمد منير.

أما نبيل إدوارد، مدير الإنتاج بشركة «ميلودي»، فرفض فكرة إنتاج المطربين لأنفسهم، وبحسبه فإن «مسألة الإنتاج ليست مجرد أموال تدفع ومصروفات خارجة، ولكنها عملية معقدة وإدارة ذكية تحتاج إلى خبرة لا توجد لدى المطربين والفنانين».

ويلفت إلى أن هناك مطربين يعتقدون أن شركات الإنتاج تجني أرباحا خيالية من ورائهم، في حين لا يستفيدون هم من تلك الأرباح، مشيرا إلى أن بعض النجوم يطلبون أسعارا فلكية مقابل التعاقد مع شركات الإنتاج، وهو ما يؤدي إلى ابتعاد كثير من شركات الإنتاج عنهم.

ومن جانبها تشير أميرة محروس، المسؤولة الإعلامية لشركة «فري ميوزيك»، إلى أن إنتاج المطربين لأنفسهم أصبح ظاهرة في الوقت الحالي، في ظل عدم توفر المبالغ الفلكية التي يطلبونها من شركات الإنتاج مقابل تعاقدهم معها، مبينة أن هناك مطربين عندما يجدون أنهم سيأخذون مبلغا أقل من الشركات المنافسة يشعرون وقتها أن سعرهم قد انخفض في السوق، فيتجه إلى الإنتاج لنفسه، وتصبح الشركات للتوزيع فقط وليس للإنتاج.