إلهام شاهين: «الوزيرة» تعيدني إلى الدراما.. وفخورة بدفاعي عن المرأة فنيا

قالت لـ «الشرق الأوسط» : رغبتي في زيارة مبارك حرية شخصية

الفنانة المصرية إلهام شاهين
TT

تعود الفنانة إلهام شاهين إلى الدراما التلفزيونية بمسلسلها الجديد «قضية معالي الوزيرة»، الذي تؤدي من خلاله دور امرأة تصل إلى منصب وزيرة في الحكومة المصرية بعد أن كانت نائبة في البرلمان.

وفي حوارها مع «الشرق الأوسط» تكشف عن تفاصيل الشخصية، فهي امرأة تسعى من خلال مشروعاتها الخيرية إلى مساعدة البسطاء، ومع دورها السياسي لا تتهاون في الحق أو تقبل أي خطأ، لافتة إلى أنها على المستوى الشخصي تهتم بشكل خاص بقضايا المرأة عبر أعمالها الفنية.

وبعيدا عن الفن أكدت شاهين أن إعلان رغبتها في زيارة الرئيس المصري السابق حسني مبارك يعد حرية شخصية، وأن من أساسيات الثورة المصرية إعطاء كامل الحرية للآخرين، مبدية في الوقت نفسه رفضها للقوائم السوداء للفنانين التي ظهرت في أعقاب الثورة.. وفي ما يلي نص الحوار.

* في البداية حدثينا عن تفاصيل شخصيتك في مسلسلك الجديد «قضية معالي الوزيرة».

- أجسد من خلال المسلسل شخصية وزيرة في الحكومة، وتحديدا وزيرة للسياحة، وهي سيدة كانت في بدايتها سيدة أعمال ناجحة، وابنه لرجل أعمال كبير كانت لديه الكثير من القرى السياحية، بينما هي تشارك في عدد من المشروعات الخيرية، وهو السبب الذي جعلها تحظى بحب الناس وتقديرهم، مما دفعهم إلى مطالبتهم لها بأن تتخذ قرار ترشيح نفسها كعضو في البرلمان المصري، وذلك حتى تستطيع أن تقدم لهم خدماتها بشكل أكبر، وأمام إصرارهم تستجيب بالفعل إلى ما طلبوه منها، وترشح نفسها وتتفوق على منافسيها، لتصبح واحدة من نائبات مجلس الشعب، بل نائبة مشاغبة جدا، لا تتهاون في الحق أو تقبل أي خطأ، وتنحاز على مدار عملها إلى صفوف الفقراء والبسطاء.

* هل معنى ذلك أن أحداث المسلسل كلها تنصب فقط على الجانب السياسي؟

- لا، على الإطلاق، فهناك عدد من المحاور والجوانب الأخرى في المسلسل، مثل الجانب الرومانسي المتمثل في قصة الحب ثم الزواج التي تنشأ بين الوزيرة وبين أحد رجال الأعمال والنائب في البرلمان أيضا، وهو الدور الذي يشخصه الفنان مصطفى فهمي، كما أن هناك جانبا اجتماعيا آخر يتمثل في وفاة الأب وأبناؤه صغار، وكيف أن الأم هي التي قامت بتربيتهم وعانت معهم حتى وصل أبناؤها إلى مكانة عالية في المجتمع. وللعلم فإن الجانب الاجتماعي لا يتعلق فقط بشخصية الوزيرة، بل سيجده المشاهدون في كل شخصية من شخصيات المسلسل، التي أجاد المؤلف محسن الجلاد في أن يجعلها مليئة بالقصص الاجتماعية.

* مع هذا السياق الدرامي، هل يحمل المسلسل إسقاطات سياسية على نظام الحكم السابق أو يتطرق إلى ثورة 25 يناير؟

- لا، وهذا يعود إلى أن العمل انتهت كتابته قبل اندلاع الثورة بعاميين كاملين، ولكن ما سنقدمه من خلال أحداث المسلسل سيكون كلاما صريحا عن الأخطاء التي كانت موجودة، وهذا يظهر من خلال ما تقوم به الوزيرة من دفاع عن الحقوق وما تتبناه من قضايا، كما يلقي المسلسل الضوء على عدد من السلبيات، منها على سبيل المثال من يسعون إلى عضوية البرلمان بهدف الوجاهة الاجتماعية، ومن يقرر امتلاك السلطة مع المال.

* يعد المسلسل هو التعاون الأول بينك وبين المخرجة رباب حسين، هل يمكن أن تصفي لنا شكل التعاون بينكما؟

- بالفعل هو اللقاء الأول بيننا، وأرى أن المخرجة رباب حسين متمكنة جدا من أدواتها، وأنا عن نفسي أشعر براحة كبيرة وأنا أعمل معها لشعوري بوجود كيمياء خاصة بيننا، تولدت منذ عقدنا جلسات العمل قبل بدء التصوير، وأكثر ما يلفت الأنظار في هذه المخرجة هو أنها تهتم بشكل كبير بأداء الممثل ليخرج أفضل ما لديه من موهبة أمام الكاميرات، كما أنها تحب الممثل الذي تعمل معه بشكل كبير، وهو ما ينعكس على أدائه.

* من خلال حديثك عن شخصية الوزيرة لاحظنا وجود التزام شديد من جانبها، فهل لجأت إلى رسم «لوك» جديد تظهرين من خلاله ليتناسب مع الدور؟

- لا، لم ألجأ إلى «لوك» جديد، فقط حاولت أن تتسم الملابس التي أظهر بها على مدار الحلقات بالجدية، من خلال ارتداء «التايير» و«البدلة»، كونهما من أكثر الملابس التي تبعث على الوقار والحشمة، وهو ما يتناسب مع الشخصية الصارمة الجادة التي يجب أن تتسم بها الوزيرة أو النائبة، حتى إن الألوان ستكون هادئة حتى تتوافق مع الشخصية الكلاسيكية، وبالطبع هناك ابتعاد عن الملابس الكاجوال أو الجينز أو أي من الألوان الصاخبة

* كم من الفترة يتبقى على انتهاء تصوير المسلسل؟

- نحن انتهينا من تصوير كل المشاهد الداخلية، وكان هناك صعوبة في المشاهد الخارجية بسبب أنها تدور في أماكن حيوية، مثل مجلس الشعب ومجلس الوزراء ووزارة السياحة ووزارة الداخلية ومديرية الأمن، وقد تسبب انشغال مجلس الشعب بالجلسات البرلمانية المتتالية حاليا باستحالة التصوير بداخله، مما أجبر فريق العمل على إقامة نموذج للقاعة الرئيسية بمجلس الشعب من أجل التصوير، والاكتفاء ببعض المشاهد الأخرى خارج المجلس. وبشكل عام انتهى حتى الآن تصوير ما يقرب من 85% من أحداث المسلسل، وسننتهي من تصوير باقي الحلقات خلال شهر على أكثر تقدير، لتبدأ بعدها رحلة المونتاج، ليكون المسلسل جاهزا للعرض خلال شهر رمضان المقبل.

* أشاد بك النقاد والإعلاميون من قبل بسبب كونك تتطرقين دوما إلى قضايا المرأة على الشاشة، كيف تقيمين ذلك؟

- أنا بالفعل أرى نفسي كذلك، فأنا في البداية والنهاية امرأة تحب أن تكون في صف النساء وإنصافهن، وهناك سيدات كثيرات حينما يقابلونني يقولون لي: «أنت تنحازين لقضايانا»، وأكون سعيدة وفخورة جدا بذلك، لأني بالفعل حينما أمثل أشعر أن بداخلي «محاميا» يدافع عن المرأة ويحب دوما أن يكون منصفا لها.

* بعيدا عن الدراما التلفزيونية، لماذا ابتعدت عن شاشة السينما طيلة العامين الماضيين؟

- لا، لم أبتعد، فبعد أن قدمت «واحد صفر» و«خلطة فوزية» كنت أحضر لعمليين سينمائيين جديدين من إنتاجي، هما فيلمي «يوم للستات» و«هز وسط البلد»، والفيلم الأول أنا في انتظار مخرجته كاملة أبو ذكرى من الانتهاء من تصوير مسلسلها «ذات» حتى نبدأ في تصوير مشاهده، أما فيلم «هز وسط البلد» فأنا أنتظر انتهاء مسلسلي «قضية معالي الوزيرة» حتى نحدد موعد بدء التصوير.

* تردد أن هناك اعتراضات رقابية على فيلم «هز وسط البلد»، فهل هذا صحيح؟

- لا، لم أسمع بهذه الاعتراضات على الإطلاق، الفيلم فقط تم إرجاء تصويره، وتم الاتفاق مع مخرجه محمد أبو سيف على ذلك.

* تعرضت لهجوم شديد خلال الفترة الأخيرة بسبب إعلانك أنك ترغبين في زيارة الرئيس السابق حسني مبارك في المركز الطبي الذي يعالج به، ما قولك؟

- أنا لم أسمع عن هذا الهجوم، لأني باختصار لا أقرأ أيا من الصحف ولا يبلغني أي شخص ممن حولي بما يكتب عني، لكني أتمنى ممن ينتقدني أن لا يشغل نفسه بي، فأنا حرة في رغبتي، وأعتقد أن الثورة قد قامت من أجل الحرية واحترام رأي الآخرين، فليس من حق أي شخص الحجر على رأيي، كون ذلك ليس من الأخلاقيات التي ننادي بها بعد الثورة.

* وهل تعترفين بـ«القوائم السوداء» التي ظهرت في أعقاب الثورة؟

- أتمنى أن أعرف من قام بوضع هذه القوائم، فأي شخص بإمكانه أن يصنع قائمة على هواه ويطلق عليها أي لون ويضع فيها الأسماء التي يريدها، وبالتالي أنا لا أعترف بهذه القوائم على الإطلاق.