دومينيك حوراني: الوسط الفني علمني كيف أتعايش بين الذئاب

قالت لـ «الشرق الأوسط»: بعض النجوم مثل «لاعبي الكرة» يملكون قدما قوية دون فكر

دومينيك حوراني في مشهد من كليبها الجديد
TT

انتهت الفنانة دومينيك حوراني من تصوير أغنية «وريني وري» التي ستعرض قريبا على شاشة «ميلودي»، والتي قررت تصويرها بناء على رغبة جمهورها في مصر؛ «الأغنية تحظى بنجاح كبير في مصر ولذلك قررت تصويرها على طريقة الفيديو كليب، وأنا أعتقد أنها ستكون الأجمل بين كل أغنياتي المصورة. فكرة العمل تدور حول فتاة صعيدية قررت أن تصبح نجمة هوليوودية، وهي تعكس واقع حياة الفنانات لأن معظمهن قدمن من القرى إلى المدن، ومع الوقت تغيرن وتطورن وأصبحن نجمات. الفيديو كليب عبارة عن فيلم قصير، وفكرته كانت موجودة في رأسي منذ فترة بعيدة، وكنت أرغب بتحويلها إلى فيلم، ولكن عندما تعرفت عن طريق الصدفة على المخرج إدوار بشعلاني، اقترحت عليه أن ينفذها فوافق على ذلك، ولكن الفيديو كليب لا يعوض أبدا عن الفيلم الذي كنت أفكر فيه، ولكنني رغبت بتنفيذه لأنني أحب الكوميديا، وفي الأساس عُرض عليّ الكثير من العروض السينمائية ورفضتها... وبصراحة لا شيء أسهل من المشاركة في فيلم سينمائي».

وعما إذا كانت فكرة عملها الجديد تنطبق عليها هي أيضا، توضح حوراني «هي تنطبق على معظم الفنانات. الطموح ضروري جدا، وهو يمكن أن ينقل الإنسان من واقع معين إلى واقع آخر مختلف تماما. أنا مثلا كنت أحلم بالعمل في الفن، ولكنني نشأت في أجواء عائلة مثقفة بعيدة كل البعد عن الوسط الفني، ولكنها شجعتني على دخوله، مع أن أحدا من أفراد العائلة لم يتمكن من مساعدتي، لأننا لم نكن نعرف أحدا في الوسط. ولكنني تمكنت من النجاح وتحقيق الاستمرارية وتذليل كل العقبات، على الرغم من أنني عملت بمفردي، معتمدة فقط على الموهبة وعلى جهد شخصي جدا».

ويبدو أن حوراني حاولت من خلال كلامها تمرير رسائل معينة إلى بعض الفنانات؛ «طبعا هناك رسائل أريد أن أمررها! عادة في لعبة كرة القدم، اللاعب صاحب القدم القوية هو الذي يسدد ويسجل أهدافا ولكنه لا يخطط أبدا، بينما مدير الفريق والرؤوس المخططة التي تقف وراء نجاح الفريق لا يسجلون الأهداف، وهذا يعني أن هناك أشخاصا يصلون إلى أماكن متقدمة لا يكونون أهلا لها، بينما هناك أشخاص آخرون يستحقون مناصبهم، لأنهم جاهدوا وتعبوا من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف، ومن هنا تكمن أهمية الإدارة والموهبة».

ولكن كيف تفسر حوراني كلامها بطريقة تتلاءم مع الوضع الذي يعيشه الوسط الفني؟ تقول «الوسط الفني متوحش، ومن الصعب جدا، أن يبرز الفنان (الطيب والمنيح)، وبفضله تعلمت كيف أكون ذئبة بين الذئاب. بمجرد أن تبرز فنانة جميلة وموهوبة وقادرة على إثبات نفسها تشخص عيون الذئاب وتشن الحروب عليها، مما يضطرها إلى مضاعفة جهدها وتبني قرارات مهمة، لكي تكمل المشوار وتفرض نفسها أكثر وأكثر. المنافسة شديدة جدا في الوسط الفني، ومن يصل قبل الآخرين لا يكون بالضرورة أكثر كفاءة من غيره، ولكن الفنان المثابر لا بد أن يصل في نهاية المطاف، وأنا تعذبت كثيرا لكي أصل إلى ما أنا عليه اليوم وأتمنى أن أستمر وأن أصبح أفضل، على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن العربي والتي تؤثر مباشرة على الإنتاج الفني».

حوراني التي وصلت إلى الشهرة معتمدة على مجهودها الشخصي، كما تقول، هل تقصد أن الفنانات الأخريات وصلن بمجهود غير شخصي؟ «لست مضطرة إلى مسايرة أحد، كما أنني لا أعتمد سوى على موهبتي. لست بحاجة لأن أكون صديقة المخرج لكي أكون البطلة. ومن وجهة نظري لا يجب أن تكون كل الفنانات صديقات للمخرجين والمنتجين، لكي يصبحن بطلات، وفي كل الأحوال (مالي ومالهم). وعلى الرغم من أنني لا ألتفت إلى الأخريات، ولكنّ هناك طرقا سريعة للوصول، وكوني لا أعتمد سوى على جدارتي وكفاءتي، لذلك أنا أحتاج إلى وقت أكبر من غيري، على الرغم من أن من يصل بسرعة دون أن يملك الموهبة لا بد أن يتراجع مع الوقت، وأنا أريد أن أصل إلى فوق وأن أظل فوق».

كما تحدثت حوراني عن مشروع مسلسل مصري عرض عليها، وكان من المفترض أن تتقاسم بطولته مع الفنان عصام كاريكا «لا وقت لديّ لمشروع مماثل، لأنه يتطلب مني أن أتغيب لمدة شهر كامل، بينما أنا أحضّر لعمل تمثيلي في لبنان، لا أريد أن أفصح عنه الآن».

ودافعت حوراني عن تجربتها التمثيلية مع طوني خليفة في مسلسل «عيون خائنة» التي رأى البعض أنها كانت فاشلة «بل التجربة كانت ناجحة جدا، والناس يسألونني دائما عنها ويقولون لي بأن دوري كان جريئا جدا، ويومها حظي العمل بأعلى نسبة مشاهدة، كما أن التلفزيون الفرنسي اختارني الفنانة الأكثر تأثيرا بين الفتيات العربيات العالم العربي.. صحيح أنني لم أكرر التجربة من بعده ولكن لي أسبابي. فأنا تلقيت عروضا كثيرة جدا، ولكنها لا تناسب مستواي الفني، لأنني أعرف بأنني سوف أصل إلى مرحلة مهمة جدا في التمثيل ولا أريد أن أحرق نفسي. كل الممثلين الذين يشاركون في الدراما التلفزيونية والسينمائية يكررون أنفسهم من عمل إلى آخر، من ناحية ومن ناحية أخرى، فإن ما يقدم سينمائيا على أنه أفلام، وأشبه بمسلسل تلفزيوني يحولونه إلى فيلم، مع أن الفرق بينهما شاسع جدا، بينما أنا أريد عملا تمثيليا بمواصفات عالمية، ولكنه ليس بالضرورة عملا دراميا.

وعما إذا كانت تقصد بكلامها أنها تريد خوض تجربة الفوازير خلال الفترة المقبلة، نفت حوراني ذلك وأضافت «أنا لا أتحدث عن الفوازير، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل العمل الذي أقصده بكلامي. أنا فنانة استعراضية ولديّ جمهور واسع يحبني وينتظرني، وهذا ما ألمسه من خلال الحفلات التي أشارك فيها، وبخاصة من خلال الناس التي تهجم على المسرح وتحاول الإمساك بقدمي».

ولكن هل ترى حوراني أن لباس بعض الفنانات وأشكالهن المستفزة هي التي تجعل الجمهور يتصرف معهن بمثل هذه الطريقة؟ تجيب «هذا الموقف يدل على حماسة الجمهور ومحبته الكبيرة، لأنه يحاول أن يكون قريبا منا. لا شك أن شكل الفنانة هو الذي يؤثر في الجمهور قبل أغنياتها، ولذلك تكون هناك حراسة مشددة على المسرح، ترافق الفنانات اللواتي يكن مثلي لكي لا نتعرض لتحرشات الشبان الذين يشعرون بالحماس عند مشاهدتنا، مما يضطرنا إلى الهروب والانسحاب من الباب الخلفي للمسرح، حتى إنني في إحدى المرات، وبعد أن هجم الشبان على المسرح انتابتني حالة بكاء شديدة وذعر كبير، واضطررت للاختباء، لعدم وجود مخرج خلفي يمكنني الهرب عبره».

وعما إذا كانت تقصد بكلامها ميريام فارس وهيفاء وهبي عندما تحدثت عن الفنانات اللواتي يشبهنها قالت حوراني «لا أريد أن أذكر أسماء، ولكن هناك فنانات يقدمن نفس نوع الاستعراض الذي أقدمه ويتوجهن من خلاله نحو الجيل الجديد، الذي يحب سماع الأغنية الخفيفة، المثيرة التي تدور حول موضوع مهضوم، لا تستطيع تقديمه سوى الفنانة التي تتميز بالغنج والدلع وبمهارة في الرقص».

في المقابل ترى حوراني أنها تشكل حالة استثنائية على الرغم من وجود فنانات شبيهات لها «طبعا أنا حالة استثنائية! صحيح أن هناك فنانات يقدمن نفس نوع الفن الذي أقدمه، ولكن كل واحدة منهن تقدم أغنياتها بشخصيتها الخاصة، فأنا مثلا لو قدمت أغنية لفنانة أخرى فلن أقدمها بالجو نفسه».

وبالسؤال عما إذا كانت الفنانة مايا دياب انضمت إلى قافلة الفنانات المنافسات لها؟ ترد حوراني «لا أريد أن أذكر أسماء... ولكن هذا النوع من الغناء تحول إل موجة عالمية وهي لا تقتصر على لبنان وحده».

من ناحية أخرى شرحت حوراني خلفيات الفضيحة التي أثيرت حول عرض قدمته مجلة «بلاي بوي» لها «هذا العرض يعود إلى عام 2006 ولكنني تحدثت عنه قبل فترة قصيرة إلى إحدى الصحافيات الصديقات فما كان منها إلا أن نشرته في الصحافة. كل ما في الأمر هو أنني كنت أحيي مهرجانا للجالية العربية في ولاية ميتشغن، وكان من بين الحضور (جماعة البلاي بوي)، وعرضوا عليّ أن أتصور عارية على غلاف المجلة، ولكنني رفضت لأن نواياهم كانت عاطلة وكانوا يريدون أن يشوهوا صورة الفتاة العربية من خلال صورتي، تحت ذريعة أن الفتيات العربيات متحررات، وعندما رفضت عرضهم، حاولوا إغرائي بشتى السبل، كالتصوير بالمايوه أو (تستير) جسدي بخصلات من شعري، حتى إنهم عرضوا عليّ إرسال طائرة خاصة ولكنني لم أتراجع عن موقفي أبدا».

ولكن هل كان من الممكن أن تقبل بالعرض لو تبين لها أن نوايا (البلاي بوي) لم تكن عاطلة ومبيتة؟ «طبعا كنت سأرفض... هم يعتقدون أن الفتيات العربيات يمكن أن يتعرين من خلال فكرة تكونت لديهم عن (كم واحدة بلا أخلاق)».

من ناحية أخرى تنتظر حوراني عودة زوجها من الخارج لكي تحسم مصير زواجها «هو سيعود إلى لبنان في شهر مايو، وعندها يمكن أن نحسم مسألة زواجنا. أنا لا أستطيع أن أتحمل برد أوروبا، وهو كان قد طلب مني أن ننتقل للعيش في لوس أنجليس لأن الوضع الاقتصادي ليس جيدا في لبنان، ولكنني رفضت عرضه لأنني لا أستطيع أن أعيش خارج الدول العربية، واقترحت عليه الانتقال للعيش في قطر أو دبي أو الإمارات، وهو وافق على ذلك. زوجي متعلق جدا بابنتنا ويرغب بالعيش معها ولكني لا أستطيع الاستمرار مع زوج يعيش في بلد وأنا وابنتي في بلد آخر. كل شيء معلق حتى الآن وشهر مايو هو الذي سيحسم إمكانية استمرارنا أو طلاقنا».