كارين سلامة: عادات وتقاليد المجتمع العربي لا تستوعب الافكار الجريئة في تلفزيوناتنا

رسالة مقدمة برنامج «على ذوقك» في قناة المستقبل ازالة الكآبة والاحزان وهموم الحياة اليومية

TT

في صغرها كانت مغرمة بمتابعة برامج التلفزيون ولكنها لم تكن تتوقع انها في يوم من الايام ستكون مذيعة في استديوهاته، وفي ظل هذه الصدفة التي هي خير من ألف خطة لدخول المجال الاعلامي، تعتبر بدايتها الاعلامية منطقية جدا وتتسم بالهدوء والتريث، اما عن مشوار الالف ميل الخاص بها فتعتبر انه من حسن حظها انها بدأته في اجواء قناة «المستقبل».

* اصبح عدد المذيعات اكثر من عدد المذيعين، فهل سيأتي ذلك اليوم الذي سيكتب فيه على بوابة المجال الاعلامي: ممنوع دخول الرجال؟

ـ بما ان الرجال قد استحوذوا على كل المجالات ببراعة، لماذا لا يتم ترك المجال الاعلامي تحت سلطة النساء يتدبرن أمره بطريقتهن الخاصة والجميلة.

* تمتلئ برامج الفضائيات الترفيهية تحديدا بعبارات الغزل المباشر للمذيعات، ما تعليقك؟

ـ حينما يكون البرنامج ترفيهياً هل انتظر من مشاهد او مشاهدة ان يتكلم معي بجدية مثل الذي يتصل ببرنامج يناقش قضية سياسية، في النهاية فان المشاهدين الذين يتصلون ببرنامج لا شك انهم بالدرجة الاولى يحبون المذيعة وهم بالنسبة لي من الصنفين البنات والشباب، ويتم التعبير عن هذه المحبة بالكلمة الجميلة.

* ما هي رسالتك في الاعلام التي تجسدينها عبر برامجك؟

ـ ازالة الكآبة والاحزان والهموم عن الانسان العربي والحد من ضغوط الحياة اليومية عليه من خلال مادة ترفيهية لا تخرج عن اطار الادب والذوق وفي صورة تتسم بالعفوية حتى تصل سريعا.

* ما اجمل شيء في تقديم البرامج بالنسبة لك كإعلامية؟

ـ ليس هناك اجمل من ان يكون لديك امتياز دخول قلوب الناس والتأثير ايجابيا فيهم، هنا تكمن المتعة والجمالية بأسرها للاعلاميين الحقيقيين.

* لكن ألا يؤثر دخول الاعلاميين ببرامج يومية الى المشاهد العربي على هذه العلاقة؟

ـ لا ينطبق ذلك على جميع الاعلاميين، وعني تحديدا لم اظهر بشكل يومي الا في شهر رمضان، وذلك لان شهر رمضان له وضعه الخاص طبعا، ولكل قاعدة استثناءات.

* هل الشهرة في الاعلام حظ أم بالجد والمثابرة؟

ـ الاثنان واردان، هناك اعلاميون يشتهرون في اسابيع، وليست لديهم مادة اعلامية تستحق ان يكون لديهم هذا السطوع، وهناك من قضوا عمرا يثابرون ويجدون ولم يتم الاحتفاء بهم بحجم اعمالهم.

* كيف تطور الشخصية الاعلامية من مستواها؟

ـ كما يقال ان الزمن له ثمن، كل لحظة يقضيها الاعلامي في الاستديو بين اوراق الاعداد للبرنامج والتلفت تجاه الكاميرة والتعامل مع الجمهور، كل ذلك يصب في مرفأ النضج.

* المشاهد في هذا العصر اصبح شديد النسيان فكيف يترك الاعلامي اثرا لا ينسى في ذاكرته.

ـ لو تعاملت الشخصية الاعلامية مع المشاهد بحب وحميمية لن ينسى المشاهد هذه الشخصية حتى لو تغيبت لفترة طويلة، وسيظل المشاهد محتفظا بذكرى لهذه الشخصية الاعلامية.

* معظم البرامج المطروحة في الساحة مقتبسة من بعضها البعض فهل هذا عجز عن الابتكار؟

ـ لا، بل كل الافكار قد تم تنفيذها، والافكار التي لم تنفذ حتى الآن هي افكار البرامج الجريئة، التي لا يستوعبها المجتمع العربي في ظل عاداته وتقاليده، عكس المجتمع الغربي الذي لديه مساحة لا حدود لها من الحرية لتنفيذ الافكار الجريئة.

* ما رأيك في ظاهرة اقتباس البرامج الغربية وتنفيذها في العالم العربي، مثل برنامج من «سيربح المليون» وبرنامج «الحلقة الاضعف»؟

ـ لم لا، طالما ان هذه البرامج سيتم تنفيذها بشكل رائع في العالم العربي وقابلة لان تنجح كما رأينا من البرامج التي ذكرتها ويكون لها جمهور عريض وهذا الاهم.

* ولكن هل الاعلاميين العرب قادرون على منافسة الاعلاميين الغربيين؟

ـ نعم حينما يكونون طبيعيين جدا، لان هذا ما يميز الاعلاميين الغربيين في حديثهم وكل شيء.

* هل اناقة المذيعة وفخامة الاستديو تخفيان سطحية وعيوب البرنامج؟

ـ يمكن لمدة حلقتين او ثلاث حلقات، بعد ذلك سيتضح للمشاهد كل شيء، لا سيما ان مشاهد الفضائيات في هذه الايام لا تنطلي عليه الخدع.

* طغاء البرامج الترفيهية على البرامج الجدية، ما سببه في نظرك؟

ـ سببه ان الوضع السياسي الحالي للعالم اصبح محبطا، فمن الطبيعي ان ينفر المشاهد العربي من الجدية في البرامج، ويكثر من متابعة البرامج الترفيهية والفنية والغنائية تحديدا.