محمود ياسين: السينما المصرية تحتاج إلى نوعية «جدو حبيبي».. وسعادتي لا توصف عند مشاركة الشباب

قال لـ سمير عطا الله: أرفض الخوف المسبق من فرض التيارات الإسلامية رقابة على الإبداع

الفنان المصري محمود ياسين يتحدث لـ«الشرق الأوسط»
TT

تجربة مختلفة يخوضها الفنان محمود ياسين من خلال فيلمه السينمائي الجديد «جدو حبيبي»، الذي يعرض حاليا بدور العرض السينمائي، والذي يشارك في بطولته مع عدد من النجوم الشباب.

في حواره مع «الشرق الأوسط» بالقاهرة يؤكد ياسين سعادته بتلك التجربة، خصوصا أنها تأتي في وقت تعاني فيه السينما المصرية وتحتاج إلى الوقوف على قدميها بعد عدة هزات تعرضت لها، مبينا أن موافقته على الفيلم جاءت لكونه أعجب بدور «الجد» الذي يجسده، وأيضا لأن العمل يحمل هدفا نبيلا ورسالة إلى الشباب بضرورة الارتباط بجذوره وماضيه، وكذلك لأن الفيلم يجمع بين حماس الفنانين الشباب مثل بشرى وأحمد فهمي، وخبرة النجوم الكبار وعلى رأسهم الفنانة لبنى عبد العزيز.

ويلفت ياسين في حديثه إلى أنه على الرغم من اشتراكه مؤخرا في تأسيس جبهة حرية الإبداع المصرية، التي يقف مؤسسوها في وجه أي محاولة لتضييق الخناق على المبدعين، إلا أنه يرفض الخوف المسبق لدى البعض من فرض التيارات الإسلامية بعد تشكيلهم أغلبية البرلمان المصري لرقابة وحدود معينة على الإبداع. وهذا نص الحوار.

* لماذا وافقت على المشاركة في فيلم «جدو حبيبي»؟

- أعجبني السيناريو الذي كتبته السيناريست زينب عزيز، وبعد قراءتي له وافقت على الفور، لأنه فيلم مختلف عما سبق أن قدمته في طوال تاريخ عملي بالسينما، فهو من ناحية يحمل هدفا نبيلا ورسالة إلى الشباب بضرورة البحث عن جذوره وعدم نسيان الماضي، ومن ناحية أخرى أعجبني دوري بالفيلم، الذي أجسد فيه دور الجد الذي تعود إليه حفيدته وتقف بجانبه في أيامه الأخيرة بحياته، وينجح في التأثير عليها وتغيير مفاهيمها الخاطئة. كما أن الفيلم يتمتع بحس كوميدي راقٍ من خلال الصراع الذي ينشأ بين الجيل القديم الذي يمثله الجد وجيل الشباب الذي تمثله الحفيدة، والسينما المصرية تحتاج إلى مثل تلك الأفلام التي تغرس القيم في نفوس المشاهدين، وقد جلست في البداية مع المخرج علي إدريس وتناقشنا في بعض التفاصيل واتفقنا في النهاية على كل شيء، وأنا سعيد جدا بالعمل معه، فهو مخرج متمكن من أدواته جدا ومختلف.

* هل تقصد بمناقشة التفاصيل أنك تتدخل في السيناريو، وذلك بحكم خبرتك السينمائية؟

- ليس تدخلا في السيناريو بالمعنى الحرفي للكلمة، فأنا متعود قبل بداية أي عمل أن أجلس مع المخرج للاتفاق على التفاصيل داخل العمل، وبمجرد أن تدور الكاميرا ويبدأ التصوير لا أتدخل في أي شيء، وأترك الحرية دائما للمخرج، فهو الوحيد الذي يتحكم في العمل طالما اتفقنا على كل شيء في البداية، وبشكل عام لا يجب أن يتدخل الممثل في أي شيء ما دام بدأ التصوير ودارت الكاميرات، لأن المخرج هو رب العمل.

* وما أبرز التفاصيل التي ناقشتها مع المخرج علي إدريس؟

- على سبيل المثال، اقترحت على المخرج أن أظهر بلحية حتى تكون هناك مصداقية في الشخصية التي أجسدها، فهي شخصية رجل كبير في السن وغني ولديه حفيدة شابة، ورأيت أن اللحية ملائمة جدا للشخصية، لذا طالبت بإضافتها، وهو ما تفهمه المخرج.

* ما سر حماسك الدائم للمشاركة مع النجوم الشباب في أعمالهم السينمائية؟

- ما دام السيناريو جيدا والدور يناسبني فلا أتردد مطلقا في قبول العمل، وسعادتي لا توصف عندما أشارك النجوم الشباب في أعمالهم الفنية، حيث سبق أن شاركت الفنان أحمد السقا بطولة فيلم «الجزيرة» قبل 5 سنوات، ثم فيلم «الوعد» مع مجموعة من الفنانين الشباب، وفي الدراما التلفزيونية سبق أن تعاونت مع المطرب أحمد فهمي في مسلسل «ماما في القسم» وغيره من النجوم، فالشباب دائما هم الذين يدفعون السينما إلى الأمام، سواء في التمثيل أو التأليف أو الإخراج، ويجب الوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم لأنهم روح السينما ونبضها.

* كيف كان رد فعلك عندما علمت مشاركة الفنانة لبنى عبد العزيز لك في بطولة الفيلم؟

- سعدت جدا بذلك الاختيار من جانب المخرج علي إدريس، فالفنانة لبنى عبد العزيز لها تاريخ فني طويل في السينما، وأفلامها ما زال الجمهور يتابعها حتى الآن، وكانت مشاركاتها إضافة مميزة لـ«جدو حبيبي»، والفيلم كان يجمع بين حماس الشباب وخبرة النجوم، وهذا كان أجمل ما فيه.

* الفيلم لم يحقق إيرادات مرتفعة في دور العرض السينمائي.. فهل أنت راضٍ عنها؟

- «جدو حبيبي» تجربة سينمائية أعتز بها، ورغم عدم تحقيقه إيرادات مرتفعة فإنني سعيد به جدا، ولا يجب أن تقاس جودة الأعمال السينمائية دائما بإيرادات شباك التذاكر، فهناك أعمال كثيرة خالدة في تاريخ السينما لم تحقق إيرادات مرتفعة، ويكفيني أن الفيلم مناسب جدا لكل أفراد الأسرة سواء الشباب أو الأطفال أو الكبار.

* على مستوى الدراما، ما شعورك وأنت تغيب عن جمهورك في شهر رمضان المقبل؟

- للأسف لا يوجد لدي مسلسل في رمضان المقبل، وهذا شيء يحزنني جدا، فلم أجد عملا يتناسب مع تاريخي الفني، وأنا أرفض تقديم أي عمل من أجل الحضور فقط في الدراما الرمضانية، فعندما لا أجد أي سيناريو مميز أو أي دور يناسبني لأقوم بتجسيده في التلفزيون لا أضحي بثقة جمهوري فيّ، فأنا دائما أركز على السيناريو الذي يضيف لي والذي لا يخذل جمهوري، فلن أضحي بمشواري الفني الطويل من أجل الحضور لمجرد الحضور فقط والظهور.

* بعض الفنانين أبدوا في الفترة الأخيرة تخوفهم على الفن من زيادة نفوذ التيارات الإسلامية على الساحة السياسية، فماذا عنك؟

- ليس في مقدرة أحد الحد من حرية الإبداع، خصوصا في مصر التي تعتبر رائدة في مجال الفنون بشكل عام والسينما بشكل خاص، فالمواطن المصري مبدع بطبيعته ويحب الإبداع، فالفن هو مرآة الشعوب ويعكس مدى تقدمها وحضاراتها، وأرفض الخوف المسبق من فرض التيارات الإسلامية رقابة وحدودا معينة على الإبداع، لأن مصر لديها صناعة عريقة في السينما منذ أكثر من قرن من الزمان، بالإضافة إلى عدد كبير جدا من المبدعين والمثقفين والموهوبين، كما أن الفنانين لن يقفوا صامتين في حالة تعرضهم لمحاولة الحد من حرية إبداعهم، وأطلقنا مؤخرا جبهة حرية الإبداع المصرية التي يقف مؤسسوها في وجه أي محاولة لتضييق الخناق على المبدعين.

* وما رأيك في المشهد السياسي حاليا مع فتح باب الترشيح لانتخابات الرئاسة؟

- لم أحدد موقفي من المرشحين للرئاسة حتى الآن، وسأنتخب من أراه صالحا للوطن، وقادرا على العبور به إلى بر الأمان وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية، فالمصريون يستحقون حياة كريمة، وعندي ثقة كبيرة في أن الشباب خاصة والشعب المصري بصفة عامة سيجني ثمار ثورته النقية، التي أخرجت أفضل ما في الشعب المصري وجددت الأمل فيه، وتدل على أنه شعب صامد وثائر ويغضب ولا يستطيع أحد أن يضحك عليه.