آلين لحود: أغنيات والدتي ملك للناس ولا أشعر بالغيرة

قالت لـ «الشرق الأوسط»: لماذا أتكلم «مصري» وهم لا يتحدثون لهجتنا؟!

آلين لحود
TT

في عمل مسرحي يحمل توقيع الفنان غدي الرحباني، تشارك الفنانة آلين لحود، الفنان غسان صليبا بطولة مسرحية «ع أرض الغجر»، التي تؤدي فيها دور زينة ابنة زعيم الغجر، والفتاة اللعوب التي تحب رجلين في وقت واحد وتحتار من تختار من بينهما، عن هذا الدور تقول ألين: «جديد ومختلف، ودراستي للتمثيل والإخراج أفادتني كثيرا في هذا العمل. الدور مركب ويحتاج إلى مقدرة تمثيلية، ويجمع بين الرقص والغناء والتمثيل، وفي هذا العمل أقدم 3 أغنيات منفردة، وديو مع غسان صليبا وتريو يجمعني بالفنانين غسان صليبا وطوني عيسى ضمن مشهد معبر جدا يجمع بين التمثيل والغناء».

آلين لحود ترى أن هذه المسرحية أتت في مكانها وزمانها المناسبين في سياق مسيرتها الفنية: «التجربة جيدة جدا وربما تفتح الأبواب في المستقبل أمام الكثير من التجارب المستقبلية. كل عمل أنجزته خلال مسيرتي الفنية كان جواز سفر أوصلني إلى أعمال جديدة، حتى لو كانت هذه الأعمال مختلفة وغير متشابهة».

ولأن معظم الفنانات يتمنين المشاركة في أعمال مسرحية، ولأن الفرص قليلة بل نادرة، تحدثت ألين عن السبب الذي جعل القيمون عن المسرحية يختارونها دون سواها للمشاركة فيه: «المسرح في لبنان أصبح شبه مغيب، ومن يبحث عن فنانة للمشاركة في عمل مسرحي غنائي، فيجب أن يختار من تتوفر فيها كل العناصر التي يتطلبها هذه النوع من الأعمال المسرحية، أي فنانة تجمع بين الغناء والتمثيل، وتتمتع بحركة رشيقة على المسرح.. وأعتقد أن هذه المقومات متوفرة فيّ كفنانة».

وهل تصنف آلين نفسها ضمن خانة الفنانات الشاملات؟ تجيب: «من المفترض أن يكون الأمر كذلك، ولكن لا يحق لي كفنانة أن أمنح صفة معينة، كل ما يمكنني قوله هو أنني أستطيع أن أمثل، أن أغني وأن أرقص بشكل جيّد، والمسرح الغنائي يحتاج إلى تكامل بين هذه الفنون الثلاثة. وشخصيا لا أفرق بين آلين الممثلة وآلين المغنية، ولم أقل في يوم من الأيام أنا مغنية قبل أن أكون ممثلة، بل أنا أعمل في المجالين بشكل متوازٍ، بدليل أنني جمعت بينهما».

ولكن هل تحلم بفيلم استعراضي في مصر؟ «ولماذا لا يكون في لبنان؟!»، تجيب ألين، وتتابع: «عندما أفكر بعمل استعراضي سوف أنفذه في لبنان، لأنني لا يمكن أن أمثل باللهجة المصرية، وحتى لو عُرض علي عمل مماثل، فشرطي أن أتكلم باللهجة اللبنانية. هناك من يقول إن اللغة العربية واحدة، طالما أن الأمر كذلك، ومع احترامي الشديد للمصريين، فلماذا أتكلم لهجتهم ولا يتحدثون هم لهجتي؟ أما إذا كان العرض له علاقة بالفوازير، فالوضع يختلف لأنه يتعلق بعمل تلفزيوني رمضاني مؤلف من 30 حلقة، وأنا لست ضد هذه التجربة شرط أن تقدم بإطار يشبهني وليس بإطار تقليدي، ويمكن أن تقدم أيضا باللهجة اللبنانية، على الرغم من أن الفنانات المصريات تفوقن فيها. في كل الأحوال، كل العروض يجب أن تخضع للدراسة وعلى ضوئها يمكن أن أقرر، ولكن الأولوية عندي تبقى للأعمال اللبنانية».

في مقارنة بين المسرح والسينما والتلفزيون، تحقق آلين نفسها في هذه المجالات الثلاثة.. «أحب كل هذه المجالات ولو لم يكن الأمر كذلك لما كنت خضت تجربة العمل فيها جميعا، ولكن يبقى للمسرح سحر خاص، يتجلى من خلال التفاعل المباشر مع الجمهور. في المسرح أنا أعيش اللحظة، بينما في السينما والتلفزيون لا يمكن أن ألمس ردة فعل الجمهور إلا بعد عرض العمل، إلى ذلك فإن إعادة تصوير المشهد أكثر من مرة يفقد الممثل بعضا من إحساسه».

المخرج روميو لحود (عم آلين) يرى فيها بطلة أعماله المسرحية المقبلة، ولكن آلين تنفي أن تكون مسرحية «ع أرض الغجر» الاختبار الذي دفعه إلى مثل هذا القرار: «لو كان هذا العمل بمثابة اختبار، لكان انتظر واختبرني في بعلبك مع كركلا. هو يعرف جدا الإمكانات التي أتمتع بها كفنانة، وابتعاده عن الساحة الفنية يعود إلى أسباب إنتاجية وعائلية».

وهل تتوقع آلين أن يقدمها عمها في أعمال مسرحية تشبه تلك التي قدم والدتها الفنانة الراحلة سلوى القطريب من خلالها؟ تجيب: «ليس مطلوبا أبدا أن أكون نسخة من والدتي، بل يمكنني أن أفرض نفسي على الساحة الفنية والمسرحية بشخصيتي الخاصة والمستقلة. أنا لا أريد أن أكمل مسيرة والدتي، لأن هذا لا يجوز أولا، وثانيا لكوننا شخصين مختلفين تماما. صحيح أنني تعلمت الكثير منها، والبعض يراها من خلالي، لأن الجينات الوراثية لها دور في ذلك، وهذا الأمر خارج عن إرادتي، ولكني لا أطمح لأن أحلّ مكانها أو أن أكمل ما كانت قد بدأت فيه، وحتى لو جددت بعض أعمالها، فسوف أقدمها بطريقة مختلفة وعلى طريقتي الخاصة. سبق أن تناقشت وعمي بإعادة تقديم مسرحية (بنت الجبل) ولو حصل هذا الأمر ورأت المسرحية النور، فلا شك أن الناس سوف يلاحظون الفرق بيني وبين والدتي، لأنني لا أستطيع أن أكون مثلها بل سوف أكون أنا نفسي وسوف أقدم العمل انطلاقا من إحساسي الخاص».

آلين التي تفكر أيضا بتجديد أغنيات والدتها، تقول: «المشروع لا يزال قائما، ولكنه مؤجل، لأنه ضخم جدا، ويتطلب الكثير من الجهد والوقت. ولن يكون مجرد مشروع قائم على فكرة تجديد أغنيات، بل سوف يكون عملا جديدا من نوعه، كما أنه لن ينفذ بناء لرغبة كانت قد طلبتها والدتي مني، مع أنها كانت تتمنى أن أصل إلى مستوى فني راقٍ جدا كالذي وصلت هي إليه والذي أعمل بدوري من أجل أن أصل إليه أنا أيضا. تجديدي لأغنيات والدتي جاء نتيجة لرغبة أؤمن بها أنا شخصيا، ولا شك أنها كانت ستباركها لو أنها لا تزال على قيد الحياة».

وتصف آلين إعادة أداء بعض المغنيات، مثل كارول سماحة وإليسا، بأصواتهن أعمال والدتها بـ«الخطوة الحلوة»، وأضافت: «تؤكد من ناحية أن هذه الأغنيات لا تموت، ومن ناحية أخرى هي نوع من التكريم لوالدتي من خلال أصواتهن، ولقد عبرت كل فنانة عنه على طريقتها الخاصة. وشخصيا لم أشعر بالغيرة لأن والدتي ملك للناس وليست ملكي أنا وحدي.. أمي غنت لكل الناس».

وينتظر آلين في الفترة المقبلة الكثير من المشاريع الغنائية: «لقد انتهيت من تسجيل أغنية (ماي واي) باللغة العربية، وسوف أطرحها قريبا في الأسواق، كما أنني بصدد التحضير لأغنية جديدة مع الفنان مروان خوري، والعمل معه رائع جدا لأنه يتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة جدا، انتقت عدواها إليّ. من بعد دويتو (بعشق روحك) وصلتني أصداء إيجابية جدا، خاصة أنه احتل المراتب الأولى في (التوب 10) في الكثير من الدول العربية، وهو يعتبر من بين أبرز الأعمال التي قدمتها خلال مسيرتي الفنية».