أفلام «الرعب» تعود إلى السينما المصرية عبر «قصر البارون»

نقاد يحملون المنتجين مغبة الخوف من إنتاجها بحجة ارتفاع التكاليف

ملصق فيلم «قصر البارون»
TT

لا يكاد يذكر اسم أفلام الرعب، حتى تتبادر إلى الأذهان السينما الأميركية، التي نجحت على مدار عقود طويلة في تقديم أفضل أفلام الرعب، واستطاعت من خلالها أن تجذب المشاهدين سواء من الغرب أو حتى من الشرق خاصة العالم العربي.

ندرة أفلام الرعب العربية، دفعت مؤخرا عددا من المنتجين للتفكير في تقديم هذه النوعية من الأفلام، كان أبرزها فيلم «قصر البارون»، الذي أعلن القائمون عليه أنه سيكون أول تعاون مصري أميركي بين شركتي «هوليود» و«ديفا للإنتاج الفني».

ومن المنتظر تصوير «قصر البارون» بتقنية الأبعاد الثلاثية، ويشرف عليه خبراء في صناعة السينما من أميركا وفرنسا، وبحسب منتجيه فسوف يكون باهظ التكلفة.

كانت السنوات الأخيرة قد شهدت ظهور عدد من أفلام الرعب، منها فيلم «أحلام حقيقية» للمخرج محمد دياب، الذي لم يعتمد على فكرة الرعب الدموي ولكنه اعتمد أكثر على التشويق والصدمات. وكذلك فيلم «إدرينالين» للمخرج محمود كامل، الذي اعتمد في تصويره على الإثارة والغموض، حيث تدور أحداثه حول تشريح الجثث.

ومن قبلهما تم تقديم عدد من الأفلام التي حملت في طياتها شكلا من أشكال أفلام الرعب، مثل فيلم «نقطة رجوع» للمخرج حاتم فريد، وأيضا فيلم «شارع 18» للمخرج حسام الجوهري، بالإضافة إلى فيلم «كامب» الذي قدمته مجموعة من الوجوه الشابة. أما في الثمانينات فقد ظهرت محاولات متفرقة لأفلام الرعب، من أبرزها فيلم «الإنس والجن» بطولة عادل إمام والفنانة يسرا عام 1985، وفيلم «التعويذة» الذي قام ببطولته الفنان محمود ياسين عام 1987.

وفي عام 1996 قدم المخرج ياسين إسماعيل يس فيلم «المكالمة القاتلة» الذي قامت ببطولته معالي زايد ورانيا فريد شوقي، حيث تدور أحداثه حول فتاة لاهية تتسلى بالاتصال بأي أرقام، وبالمصادفة تتصل بقاتل يطاردها طوال أحداث الفيلم، كما قدم إسماعيل يس فيلم «بيت الرعب» الذي تناول الرُعب بطريقة كوميدية.

لكن إلى أي مدى استطاعت هذه الأفلام تحقيق النجاح؟ الناقدة الفنية ماجدة خير الله، تؤكد أن مشكلة أفلام الرعب في مصر تتمثل في عدم وجود أي خيال أو إبداع في الكتابة أو الإخراج، كما أن الرقابة تضع العديد من القيود أمام أفلام الرعب حيث لا تراعي طبيعتها الخاصة التي تجعلها تختلف عن غيرها من الأفلام.

وتوضح خير الله لـ«الشرق الأوسط» أن أفلام الرعب الموجودة لم تتعد التقليد، بالإضافة إلى احتوائها على قدر كبير من السذاجة في التناول، مشيرة إلى أن الإبداع هو المشكلة الحقيقية وليس فقر الإنتاج. أما الناقدة الفنية ماجدة موريس، فترى أن صناعة السينما في مصر لا تسمح بإنتاج أفلام رعب نظرا لأنها تحتاج إلى إنتاج ضخم، بالإضافة إلى حاجتها إلى استخدام تقنيات متقدمة وإمكانيات ضخمة وأجهزة خاصة.

وأشارت موريس إلى أن إنتاج أفلام رعب يحتاج أيضا إلى تخصصات دقيقة وإمكانيات فنية عالية مثل استخدام الحيل بطريقة صحيحة، ووجود فنيين على قدر عال من الكفاءة ومنتجين لديهم القدرة على المغامرة في إنتاج فيلم رعب.

أما عن أفلام الرعب التي قُدمت من قبل فقد أكدت موريس أنها تجارب جيدة ولكن من الممكن تطويرها والخروج بأفلام أكثر تقدما. موضحة أن الإنتاج في السينما المصرية يعتمد على منتجي القطاع الخاص فقط، مما يجعل هناك العديد من المشاكل في التسويق والتوزيع خارج مصر، وبالتالي لا يغامر المنتجون بإنتاج أي أفلام إلا إذا كانت هناك ضمانات لنجاح نوعية الأفلام المنتجة. وأشارت إلى أن نجاح فيلم «قصر البارون» لن يعتمد فقط على الإمكانيات المادية والإنتاجية الضخمة المعدة له، ولكن لا بد من أن يكون الكاتب قادرا على فهم هذه النوعية من الأفلام والتعامل معها بطريقة صحيحة.