دياماند أبو عبود: «روبي» لم يسئ للفتاة اللبنانية.. فهذه النماذج موجودة في الواقع

ترى أن هناك تشاركا عربيا في الحياة كما في الفن والدراما

دياماند أبو عبود
TT

بعد مشاركتها في مسلسل «باب إدريس»، وبعد تجربة فنية حافلة في مجالي الفن والمسرح، نجاح جديد يضاف إلى رصيد الفنانة دياماند أبو عبود من خلال مسلسل «روبي» الذي يعرض حاليا على عدد من الفضائيات العربية والذي يحظى بنسبة مشاهدة عالية قل نظيرها مقارنة مع المسلسلات العربية الأخرى، مما ساهم في انتشار معظم الممثلين المشاركين فيه وتحقيقهم شهرة عربية واسعة تمتد من المحيط إلى الخليج. أبو عبود التي تجسد شخصية «شيرين» في المسلسل ترى أن هذا العمل شكل محطة أساسية في مسيرتها.. «كل عمل فني أشارك فيه، أسعى لأن يكون محطة في حياتي الفنية.. يضيف إلى تجربتي، وبدوري أضيف إليه بصفتي ممثلة، ومن بينها مسلسل (روبي) الذي شكل محطة إضافية جديدة في مسيرتي المهنية، سواء على مستوى الدور أم على مستوى العمل كلل، لأنه أثبت وجوده من ناحية؛ وحقق انتشارا عربيا واسعا من ناحية أخرى ويعود الفضل في ذلك إلى محطة (إم بي سي)».

وتنفي أبو عبود أن يكون الانتشار هو العامل الأساسي الذي اكتسبته من خلال مشاركتها في هذا المسلسل: «الانتشار مجرد نتيجة ليس أكثر، لأن العمل جيد وكذلك الدور الذي قدمته. مسلسل (روبي) طرح موضوعا جديدا وعالجه بأسلوب درامي جديد، وبالنسبة لدوري، فهو أضاف إلي، خاصة أن الناس تعاطفوا مع شخصية (شيرين)، تماما كما أضافت الأدوار الأخرى إلى كل الممثلين المشاركين في العمل، لأن الناس صدقوا الشخصيات، وهي شخصيات صعبة ومن واقع الحياة».

وعن الانتقادات التي وجهت إلى المسلسل، من ناحية تقديم الفتاة اللبنانية بصورة الفتاة السهلة التي ترتبط بعلاقات مع الرجال، خاصة أن «روبي» قدم أكثر من نموذج عن هذه الفتاة، اعترضت أبو عبود قائلة: «مثل هذه النماذج موجودة في الحياة، ولكنها لا تنطبق على كل الفتيات اللبنانيات والمصريات. الدراما تطرح مشكلات من هذا النوع، لأن المشكلات والصراعات بين الشخصيات، وبينها وبين نفسها، هي التي تصنع الدراما. لا يجوز أن تكون كل الشخصيات متشابهة في المسلسل، وإلا لن يكون هناك صراع ولن تكون هناك دراما، وأنا لا أعتقد أن مسلسل (روبي) أساء إلى صورة الفتاة المصرية أو اللبنانية، ووجود مثل هذه الشخصيات في الدراما لا يعني أن الفتاة اللبنانية أو المصرية هي كذلك في الواقع. إلى ذلك، فإنه لم يتم تناول الشخصيات بطريقة عبثية أو للتسلية؛ بل لإيصال رسالة معينة إلى المتفرج». وعن موقفها من تقليد الدراما التركية والمكسيكية من خلال تقديم مسلسلات عربية طويلة، والإضافة التي قدمتها إلى الدراما العربية بشكل عام والدراما اللبنانية بشكل خاصة، أوضحت أبو عبود: «نحن لم نقلد المكسيكي والتركي والفنزويلي، بل المسلسل مقتبس من مسلسل مكسيكي يحمل الاسم نفسه، والكاتبة كلوديا مارشليان أعادت كتابة النص بطريقة جديدة تتماشى مع واقع مجتمعنا وحياتنا. (روبي) نوع جديد من المسلسلات، ونحن حاولنا اختباره، أثبت نجاحه».

وفي مقارنة بين المسلسل الطويل والمسلسل القصير، لا ترى أبو عبود أن الأول أخذ من درب الثاني، «فكل نوع له خصوصيته وكيانه، وكل مسلسل سواء كان طويلا أم قصيرا، لا بد أن يفرض نفسه إذا توفرت فيه مقومات النجاح. وبالنسبة لي بصفتي ممثلة، فلا مشكلة عندي في الوجود في كليهما، وكل ما يهمني هو العمل والدور».

أبو عبود التي تحظى موهبتها بإعجاب معظم الممثلين والممثلات، هل ترى أنها من خلال مسلسل« روبي» حظيت بإعجاب الجمهور أيضا؟ تجيب: «من خلال دور أقدمه، أحاول أن أقدم الأفضل، وأشتغل على نفسي لكي أعطي الدور حقه. دوري في (روبي) كسائر أدواري الأخرى، لأنني تجربتي بصفتي ممثلة عبارة عن تراكم تجارب وخبرات، ولا شك أن دور (شيرين) أضاف إلى هذه التجربة. شخصيا؛ يهمني أن أتعلم من كل تجربة فنية أخوضها، كما أحاول أيضا أن أعطيها وأن آخذ منها، لأنها تضيف إلى خبرتي بصفتي ممثلة، تماما كما تضيف تجاربي في الحياة إلى تجربتي التمثيلية، لأنني أستخدمها لخدمة أدواري، ولذلك أنا راضية عن كل الأعمال التي قدمتها خلال مسيرتي الفنية، لأنني أسعى دائما إلى تقديم الأفضل للجمهور لأنني أحترمه وأيضا لأنني أحترم مهنتي».

من ناحية أخرى، توضح أبو عبود التي خاضت تجارب سينمائية ومسرحية مختلفة لم تحقق لها الشهرة التي اكتسبتها من خلال مشاركتها في الدراما التلفزيونية: «أعرف جيدا ماذا أريد، والشهرة لم تكن هاجسا بالنسبة لي في يوم من الأيام، فأنا أعمل وفق ما تمليه علي قناعاتي، وإذا حصلت على الشهرة فيلكن، وإذا لم أحصل عليها، فلن أهتم على الإطلاق.

أنا قررت أن أكون ممثلة لأنني أحب التمثيل، ولذلك درست هذا الاختصاص لأن هدفي الأول والأخير هو العمل في المجال وليس أن أصبح نجمة أو فنانة مشهورة».

ولأن الشهرة والنجومية تحرضان عادة المنتجين على اختيار ممثلة دون سواها لأعمالهم، توضح أبو عبود: «هذا الأمر يتوقف على المنتج نفسه. ومن وجهة نظري الخاصة، لا أعتقد أن الممثل غير الجيد يمكن أن يطلب إلى الأعمال حتى لو كان نجما، وأنا أفضل أن أكون ممثلة جيدة على أن أكون نجمة».

ورفضت أبو عبود التعليق عندما سئلت عن نسبة النجوم الذين هم ممثلون غير جيدين، واكتفت بالقول: «لا أعرف! الوقت كفيل بإثبات ما إذا كان الممثل نجما أم ليس نجما. لأن الممثل الجيد هو الذي يثبت نفسه ويستمر، أما الممثل غير الجيد، فلن يستمر أبدا. الناس ليسوا أغبياء، بل هي تفرق جيدا بين الفنان الموهوب والفنان غير الموهوب».

ولأن هناك نسبة كبيرة من الطاقات الفنية الجيدة بعيدة عن الشاشة، لمصلحة ممثلات يتمتعن بأشكال جميلة، ترى أبو عبود أن «الفرصة لا بد أن تأتي، والممثل الجيد سينال فرصته. لا أحد يأخذ من درب الآخرين، وإذا كانت هناك ممثلات قابعات في بيوتهن ودون عمل، فهذا لا يعني أن الممثلات اللاتي يظهرن على الشاشة هن اللاتي يتحملن المسؤولية، لأنني أؤمن بأن كل إنسان ينال نصيبه في هذه الحياة. شخصيا؛ لا أعرف عن أي ممثلة يبحث المنتجون؛ هل عن الممثلة صاحبة الموهبة، أم تلك التي تتمتع بمقاييس جمالية معينة، وهذا السؤال يجب أن يوجه إليهم، لأنهم يعرفون أكثر من غيرهم من هي الممثلة التي تخدم العمل».

أبو عبود المعجبة بالنجمة ميريل ستريب، تقول: «ليست بحاجة لأن أتحدث عنها، لأنها ببساطة ميريل ستريب! هي ممثلة مقنعة وصادقة في كل دور قدمته وتجيد تقمص الشخصيات، كما أنها تجيد التنويع في أدوارها، بدليل أن كل دور لعبته أهلها للترشح لجائزة الأوسكار. لبنانيا؛ تلفت نظري جوليا قصار، وتقلا شمعون، ورولا حمادة، وراندا الأسمر، وكارمن لبس، أما بالنسبة للممثلات العربيات، فأنا لست متابعة جيدة للدراما العربية، لكي أحكم على تجاربهن بشكل جيد، ولكننني أحاول أن أتعلم من كل ممثل أو ممثلة جيدة، لكي أطور نفسي».

هل فتح مسلسل «روبي» أمام أبو عبود أبواب الفن العربي، وهل هي مع تجربة الأعمال العربية المشتركة؟ تجيب: «العالم العربي أصبح بعضه منفتحا على بعض، وأنا مع هذه النوعية من الأعمال لأنها تعكس الواقع العربي، فهناك مشاركة عربية في الحياة كما في الفن والدراما، شرط أن لا تكون هذه المشاركة مجانية وهذا ما تحقق من خلال مسلسل (روبي). فكل شخصية في مكانها الطبيعي، والتعاطي مع الشخصيات كان منطقيا، ولا توجد مشاركة لمجرد المشاركة. أما بالنسبة للأبواب التي فتحها أمامي العمل، فلا يوجد شيء محدد حتى الآن، وأتمنى أن تتاح أمامي الفرص عربيا». أبو عبود التي شاركت ميشال جبر في آخر أعماله المسرحية «شي غريب» ومحمود حجيج في فيلم «طالع نازل» الذي سيعرض قريبا في الصالات، بالإضافة إلى مشاركتها بدور صغير في فيلم «تنورة ماكسي»، ترى في المسرح والسينما قيمتين فنيتين كبيرتين جدا على مستوى الطرح، والمواضيع واللغة، «فهما يخدمانني كثيرا ويشبعانني فنيا كممثلة. المسرح، كما في السينما، يساعدانني على تطوير نفسي كممثلة، لأن كل أدواتي يجب أن تكون جاهزة.. في المسرح، يجب أن يكون جسدي جاهزا مثل فكري.. صوتي.. إحساسي، وإحساسي بالمكان. صحيح أن المسرح ليس في أفضل أحواله في لبنان، ولكنه اليوم أفضل من السابق، وهناك شيء من الإقبال عليه، والأمر نفسه ينطبق على السينما التي لا ينقصها سوى الإنتاج، لأن معظم المخرجين يعتمدون على الإنتاج الخارجي، بعيدا عن الدعم المحلي. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأفلام اللبنانية جيدة جدا وأثبتت نفسها، وكل ذلك يصب في مصلحة السينما اللبنانية».