سينما

TT

* ألفرد هتشكوك لا يزال كلمة السر بعد كل هذه السنين

* بات مؤكدا أن الممثل أنطوني هوبكنز هو الذي سيلعب شخصية المخرج الفذ ألفرد هتشكوك في فيلم يتم الإعداد له حاليا بعنوان «هتشكوك» يتناول حياة وأعمال المخرج في السنوات التي سبقت مباشرة صنعه فيلم «سايكو» سنة 1960 وهو أحد أهم أعماله المحتفى بها في قوائم نقاد السينما. وفي حين أن هوبكنز قام بتصوير لقطات تستخدم حاليا للدعاية إلى الفيلم، إلا أن ذلك لا يعدو أمرا طبيعيا لترويج مسبق للعمل الذي سيدخل التصوير في الأسابيع القليلة المقبلة. ما لا يبدو طبيعيا هو أن يبقى هتشكوك على تلك الشهرة والقدرة على استحواذ الاهتمام إلى اليوم، أي بعد مرور 22 سنة على رحيله. ليس فقط أن هناك فيلما عن حياته يجذب إليه ممثلا من أبرز العاملين في الميدان اليوم، بل هناك كل تلك الكتب والمقالات والتظاهرات والعروض السينمائية التجارية التي تتوالى طوال أيام السنة منذ وفاته وإلى اليوم. وهناك أكثر من مشروع لإعادة صنع أفلام قديمة لهتشكوك من بينها «طيور»، ولو أن القليلين يعتقدون أنه بالإمكان تجاوز السقف الذي بناه هتشكوك عاليا.

إلى ذلك، ها هو مهرجان «كان» يحتفي بطريقته بالمخرج الكبير عن طريق عرض فيلم صامت له هو «الخاتم» (1927) الذي مزج فيه المخرج التشويق لجانب قصة رومانسية تقوم بها ليليان هول ديفيز أمام كارل بريسون.

لكن إذا ما كان هتشكوك مطلوبا اليوم كما كان بالأمس فإن البعض عانى من سطوته طويلا. المخرج برايان دي بالما، الذي لديه فيلم تشويقي جديد بعنوان «عاطفة»، هو أحدهم، فلسنوات عديدة عامله النقاد السينمائيون كساع لتنفيذ أفلامه كنسخ هتشكوكية. ولم يكن ذلك رأيا يحتمل الصواب والخطأ، بل كان مستقى من أعمال المخرج السابقة ومنها «شقيقتان» و«جاهز للقتل»، ومع أنه لم ينكر ذلك فإنه طالب النقاد بالنظر إليه من جديد وقد خرج من عباءة هتشكوك حينما قام بتحقيق Scarface سنة 1983.

سينمائي آخر عانى من السلطة غير المنظورة عليه هو الممثل أنطوني بيركنز الذي لعب شخصية الشاب الذي يتنكّر، في حالة شيزوفرانية كاملة، بزي أمّه ليقتل النساء اللواتي يلجأن إلى الفندق الذي يديره.

في مذكّراته، كتب الممثل أنطوني بيركنز عن دوره في «سايكو» قائلا: «هذا الدور بقدر ما كان مهمّا لي بقدر ما كان لعنة لاحقتني لعقود. لقد حبسني في إطار من الأدوار لم أستطع الخروج منه».

لكن بقدر ما كان الفيلم لعنة حسب ممثله، كان هتشكوك نفسه بمثابة لعنة أصيب بها العديد من الذين رغبوا في تقديم أفلام رعب وتشويق جيّدة.

إذ ما صادفه كل منهم هو سقف وضعه ألفرد هتشكوك ليس عبر هذا الفيلم وحده، بل عبر أفلامه الأخرى التي تبحث في اللغز والجريمة والتشويق مثل «فرتيغو» و«الطيور» كما «النافذة الخلفية» و«الحبل» و«فرنزي».

منذ أن عرف أبناء المهنة وهواة السينما شكل وسينما ذلك الفنان بات من الصعب تحقيق أعمال من ذات المنهج تتجاوز ما حققه هو. لا عجب أن نقاد فرنسا الذين أصبحوا فيما بعد مخرجين كبارا مثل جان - لوك غودار وكلود شابرول وفرنسوا تروفو وآخرين بقوا فوق كراسي النقد، اعتبروه واحدا من السينمائيين - المؤلّفين ونابغة عصره.استعارات نتيجة ذلك السعي لتجاوز هتشكوك، أن العديد من المخرجين وجدوا أنفسهم في نطاق تقليده والتشابه به أكثر مما هم بقادرين على تحقيق ما هو أفضل مما حققه بنفسه من أعمال. المخرج الفرنسي كلود شابرول كان يوصف بأنه هتشكوك فرنسا كونه في أفلامه الأولى مثل «الصبي المتوحش» و«خيانة امرأة» و«جرائم الشمبانيا» وسواها، تأثر كثيرا بأسلوب هتشكوك في العمل من حيث عرض كل الحقائق من دون خوف من فقدان المفاجأة وترك القصّة تعمل لوحدها مع توقيت أحداثها والاهتمام بتصوير المشاهد لقطة لقطة حتى ولو كانت متوقّعة.

وبينما كان كلود شابرول يُكنّى بألفرد هتشكوك فرنسا، كان اللقب يحط على كتفي المخرج العربي كمال الشيخ الذي استند، أساسا، إلى ذات المنوال الفني والتفصيلي المدروس موفّرا كل المعلومات الممكنة باستثناء ما يجب أن يبقى محجوبا حتى النهاية. وكل من شابرول والشيخ عرف أيضا قيمة التصوير المتأمّل والموحي وكيف يمكن تحريك الكاميرا على نحو تصبح عيني المشاهد وليس فقط وسيلة للمتابعة.

لكن التأثير ليس حكرا على مخرجي الأمس. ها هو المخرج م. نايت شيامالان يستعير بعض أجواء المخرج الكبير في قصصه وبعض كادراته واستخداماته. كما في «الحدث» دلائل ليست خفيّة على أن هتشكوك وأفلامه في البال كلما جلس شيامالان ليكتب أو لينفّذ ما يكتب. هذا بالطبع ليس تذكرة مفتوحة للقول إنه مقلّد بارع أو لاعتبار شيامالان نجح في موازاة فن هتشكوك أو مجاورته، فهذا غير صحيح.

واحد من أهم الاختلافات بين سينما هتشكوك وسينما المقلّدين والمستعيرين (وهذان النوعان مختلفان عن نوع المتأثّرين) حقيقة أن المخرج الرائع مال إلى تحديد ما يدور من البداية من دون خشية فقدانه الغموض. لم يعمد هتشكوك في «سايكو» أو في «النافذة الخلفية» (1954) أو في «غريبان في القطار» (1951 - الذي أعيد عرضه تجاريا في لندن قبل أسابيع قليلة) وسواها إبقاء سبب الجريمة (فاعلها) والجريمة ذاتها مجهولين. مشاهدو أفلامه كانوا يعرفون تماما من ارتكب ماذا لكن هذا، بفعل عبقرية المخرج ومداركه في كيفية إحلال لغز مكان آخر واستبعاد المتوقّع، لم يكن ينتقص من حجم التشويق والغموض الماثلين طوال العرض.

حين قام هتشكوك لتحقيق فيلمه الرائع «فرنزي» سنة 1972، وذلك بعد فترة اختفاء دامت ثلاث سنوات، مارس ما كان يفعله سابقا وأنجز عبره نجاحا كبيرا رغم اختلاف الجيل آنذاك، عن الجيل الذي اعتاد هتشكوك توجيه أعماله الأسبق إليه.

سر هتشكوك إذ جرت العادة أن تقوم الأفلام على لغزية «من القاتل؟» اختلف هتشكوك بأنه قدّم في معظم أفلامه التشويقية من هو القاتل محوّلا السؤال إلى كيف سيتمكّن البريء من إثبات براءته؟

سر هتشكوك (إذا ما صح التعبير) يشمل أيضا أسلوبه في تحريك الحدث عبر إيحاءاته وصنع التشويق الفعّال من خلال القبض على تفاصيل العلاقة المنشودة بين المشاهد والفيلم. حين نرى جيمس ستيوارت مقعدا فوق كرسي متحرّك يتلصص على جيرانه من النافذة الخلفية (في «النافذة الخلفية») فإن في اللقطة الأولى له مجلّدا من تفسير الشخصية. في «فرتيغو» (1958) فإن اللقطة التي تدور فيها الكاميرا حول جيمس ستيوارت وكيم نواك وهما غارقان في قبلتهما الوحيدة دورة كاملة لينتقل الحدث من الغرفة (حيث بدأ) إلى برج الكنيسة (حيث انتهى) ما يكفي لدراسة ماحصة حول سياسة هتشكوك في التصوير وسياسته في تصوير ذلك الفيلم بالتحديد.

الحقيقة أنه فقط هتشكوك كان قادرا على تأليف الغموض على نحو لغزي شامل. مطلع «فرتيغو» مطاردة على أسطح مباني سان فرانسيسكو (مرّته الأولى في المدينة) إنه يخاف المرتفعات، لكنه وشرطي في أثر هارب من العدالة يقفز من سطح إلى آخر. الهارب يقفز بنجاح. الشرطي يقفز بنجاح. التحري ستيوارت (بثيابه المدنية) ينزلق فيتعلّق بإطار معدني يحيط بحافّة المبنى المرتفع وينظر تحته إلى الأرض البعيدة وكله خوف من السقوط. الشرطي (بثيابه الرسمية) يعود إليه لينقذه. يمسك بيده محاولا رفعه، لكنه يفقد توازنه ويسقط.

لا تفسير مصوّرا لكيف تمكّن التحرّي من البقاء حيّا. لعل شرطيين آخرين كانا على مقربة وأنقذاه. لعله تحامل على نفسه وصعد السطح زحفا. بل لعل كل الفيلم الذي نراه هو حلم أو كابوس.. لا نعرف متى وقع لبطل الفيلم (جيمس ستيوارت)، هل قبل المطاردة أو بعدها. ولا أحد يعلم حتى اليوم.

* جولة في سينما العالم

* رحيل أديب سجل حضوره

* رحيل الكاتب المكسيكي كارلوس فوينتيس عن الثالثة والثمانين، قبل أيام قليلة، لن ينتج عنه، على الغالب، إعادة إطلاق أي من الأفلام العشرين التي قامت السينما باقتباسها عن أعماله. ولو أن بعض هذه الأفلام يستحق المشاهدة لا على ضوء رحيل الكاتب الذي احتل مكانة كبيرة في الأدب اللاتيني فحسب، بل لذاتها أيضا. فوينتيس شارك مثلا، سنة 1967، في كتابة سيناريو «الأب بارامو» الذي أخرجه كارلوس فيلو وهو واحد من غزيري الإنتاج في السينما المكسيكية. كتب فوينتيس أيضا «وقت للموت» (1966) الذي حققه المخرج المكسيكي المعروف أرتورو ريبستين، مخرج رواية نجيب محفوظ في نسختها المكسيكية «بداية ونهاية» سنة 1994.

في عام 1989 قام المخرج لويس بوينزو بتحقيق فيلم أميركي من أعمال كارلوس فوينتيس هو «الأميركي العجوز» The Old Gringo مع جين فوندا وغريغوري بك وجيمي سميتس بين آخرين.

بالمقارنة، فإن فوينتيس أقل شهرة من الكاتب اللاتيني الآخر غبريال غارسيا ماركيز (الأكثر حضورا في أعمال سينمائية أكثر شهرة وانتشارا)، لكنه يشاركه في احتلاله مركزا أوّل في الحياة الثقافية.

* الأفلام الناعمة التي ستتصدّر إطلاقات الأسبوع الحالي من الأفلام الجديدة ربما كانت أنعم من اللزوم في مواجهة دكانة الصورة الفردية في فيلم تيم بيرتون «دارك شادوز» (ظلال داكنة) أو جنوح أبطال العالم في الخيال والفانتازيا في «ذ أفنجرز» (المنتقمون).

لذلك قد لا يكون مستبعدا على الإطلاق بقاء هذا الفيلم الذي يدور حول مهمة كابتن أميركا وأيرون مان وثور وهوكآي وذ هلْك، إنقاذ الأرض ومشاهدي الفيلم من غزو فضائي محتمل على القمّة بين الأفلام خصوصا أن فيلم بيرتون فشل في احتلال الموقع الأول - وهو فشل أيضا في إقناع نقاد كثيرين بأنه فيلم جيّد.

* أما الأفلام الناعمة - ولو في المظهر على الأقل - فمن بينها «ماذا تتوقعين حين تتوقّعين» الذي يجمع، للمرّة الأولى والأرجح الأخيرة، بين جنيفر لوبيز وكاميرون دَياز، كذلك «هستيريا» الذي كنت أعتقد أنه فيلم رعب عن شخص مصاب بهستيريا متفوّقة عن العلاجات الطبيّة ينطلق في سلسلة جرائم مخيفة فإذا به عن المرأة (ماجي جيلنهال) التي كانت أول من اخترع جهاز الاهتزاز الآلي المحمول. مهما كانت قيمة هذا الجهاز فإنها لا تنطلي على هذا الفيلم الذي يشكو من شاهده إلى الآن من ضعفه.

* ما ينتظره المشاهدون منذ أسابيع، وتبعا لحملة إعلامية متواصلة على الإنترنت وفوق تقاطع الطرق في المدن الأميركية الكبرى، هو الجزء الجديد (الثالث) من «مين إن بلاك» (رجال في الأسود) من إخراج باري سوننفيلد (الذي سبق له وأن حقق الجزء الثاني قبل عشر سنوات) ومع ول سميث وتومي لي جونز (اللذين يقودان الفيلم) لجانب جوش برولين، إيما تومسون مع ظهور للمخرج تيم بيرتون في دور صغير وظهور آخر للمغنية لادي غاغا في دور أصغر.

هذا الفيلم هو المرجّح لأن يخلف «ذ أفنجرز» على القمّة وذلك في الأسبوع المقبل، لكن إن لم يفعل فإن بعض السبب قد يعود إلى سمعة سيئة لحقت به عندما تعثّر الإنتاج لعدة سنوات تمّت فيها كتابة السيناريو أكثر من مرّة من دون أن يحظى الفيلم بالسيناريو الذي يوافق عليه كل الفرقاء. المقدّمة الإعلانية للفيلم تفيد شيئا واحدا: السيناريو الذي تم تصويره حظي بموافقة بطله سميث فهو في كل المشاهد والأكثر جذبا بين بطليه - أي في مقابل تومي لي جونز العبوس.

* بين الأفلام

* الألوان ذاتها في لقاء جديد ظلال داكنة Dark Shadows إخراج: تيم بيرتون أدوار أولى: جوني دَيب، ميشيل فايفر، هيلينا بونام كارتر، إيفا غرين النوع: فانتازيا.

التقييم: (2*) (من خمسة) يستطيع المرء أن يدرك سر انجذاب كل من الممثل جوني ديب والمخرج تيم بيرتون كل للآخر. أمر يؤكده مجددا، اللقاء الثامن بين السينمائيين المعروفين حتى الآن. الأول دائم البحث عن شخصيات غريبة يلعبها وبيرتون لديه الكثير منها في باله. أما الثاني فهو يرغب في ممثل يستطيع تقمّص الشخصية المفضّلة: الرجل الذي لديه قدرة بارعة تُغلف الظاهر الضعيف: جوني ديب في «سويني تود» قاتل شرس متخف بثياب ومهنة حلاّق. في «إد وود»، قبل ذلك، فإن وود المخرج المعروف بأنه أسوأ مخرج أميركي في الخمسينات والستينات، لديه صفات أخرى تجعله محببا من قِبل أترابه في المهنة السينمائية. وفي حين أن ديب يحمل أمراضا تشخيصية في «سليبي هولو» إلا أنه تحر ذو تصميم عال في الواقع. بكلمة، هناك خير وشر في إناس جوني دَيب كلّهم بطريقة يلخّصها اختيار بيرتون لعنوان أحد أفلامه السابقة «هالووين قبل الكريسماس»، فهالووين عيد يحتفي به ذوو الدكانة (والبعض يقول ذوو النوايا الشريرة) في حين أن الكريسماس هو عيد الميلاد لمن يعتبره المسيحيون مخلّصا. إذن لقاء كل شر هناك خير والعكس صحيح والأمور تبعا لذلك دائما رمادية، بل داكنة للسواد أكثر قليلا مما يجب.

«ظلال داكنة» يحوي هذا في شخصية بارناباس (ديب) فهو مصاص دماء، لكن لديه ما يوفّره للعائلة التي تركها، قبل ثلاثين سنة بالغة الثراء وعاد إليها ليجدها لا تملك أكثر من ذكرياتها السابقة. وجوده يعقّد الأجواء ويفرّق أهل البيت لكن هؤلاء كانوا يعايشون التفرقة حتى من قبل عودة بارناباس. بدوره، لم يكن بارناباس «فامباير» باختياره، بل نتيجة لعنة من أنجليك (إيفا غرين) التي كانت تعتقد أنها تخلّصت منه بدفنه في باطن الأرض. لكن بارناباس يخرج من حفرته ووجوده بين أفراد العائلة سيمنحه، والفيلم، مناسبة للتدخل في شؤونها بغاية إصلاح حالها.

ديب يلعب الدور كما هو منتظر منه: يحتفي بغرابته مانحا جمهوره التمثيل من دون ردّ فعل كبير. الموقف من دون التعبير. تمثيل تحت الرادار كما لو أنه غير مكترث لإنجاز المهمّة لكنه من البراعة بحيث يسطو على كل شيء (الشخصيات الأخرى تصبح أكثر ثانوية بمزيد من الوقت). جوني يلعب تحت الرادار ليس عن ضعف أو عدم اقتناع، بل لأنه بات يرى في هذه الأدوار بصمته الفنية الخاصّة التي يريد المحافظة عليها بأقل قدر من التجديد. وهو ماهر بلا ريب فيها. في هذا الفيلم، كما في سلسلة «قراصنة الكاريبي» هو محور الفيلم ويمينه ويساره أيضا.

مغلّف أيضا في طيّات هذا العمل، وصف العالم الذي نعيشه بأنه المكان الأمثل لشخصيات الفيلم الداكنة. هناك في قلب الفيلم حكاية العائلة التي خسرت موقعها الطبقي حين سطا آخرون على إمبراطوريّتها الصغيرة في تجارة الأسماك، لكن ذلك إذ يعكس تناحرا بلا ريب، إلا أن باب القصيد كامن في أن عالما داكنا كالذي نحياه بحاجة إلى شخصيات من داخل الشر لكي تنقذه. مفهوم لا يلقى لدينا أي قبول، لكنه اختيار ينتمي إلى مخيّلة المخرج الجانحة، والتي بقدر ما تجنح بقدر ما تبدع في إطار سينما المخاوف هذه.

شباك التذاكر «ذ أفنجرز» يواصل احتلاله المركز الأول للأسبوع الثاني على التوالي، وربما سيمتد وضعه الثابت لأسبوع ثالث أيضا، هذا مع العلم بأن مجمل ما حققه أميركيا حتى الآن هو أكثر من 250 مليون دولار، في حين أن إيراداته العالمية سجّلت في ثلاثة أسابيع رقما قياسيا لسرعته وهو مليار ومليونا دولار.

1 (1) The Avengers: $103,163,207 (3*) 2 (-) Dark Shadows: $28,805,422 (2*) 3 (2) Think Like A Man: $6,300,296 (2*) 4 (3) The Hunger Games: $4,488,020 (3*) 5 (5) The Lucky One: $4,055,227 (1*) 6 (4) The Pirates!: $3,211,011 (4*) 7 (6) The Five Years Engagement: $3,095,645 (2*) 8 (-) The Best Exotic Marigold Hotel: $2,146,588 9 (9) Chimpanzee: $1,624,099 (2*) 10 (-) Girl in Progress: $1,366, 591

* سنوات السينما

* 1922 الحلقة الثالثة: نوسفيراتو: الفيلم الأفضل لجانب «نانوك الشمال» و«روبين هود» و«أوليفر تويست» وسواها من الأعمال التي ميّزت ذلك العام (ومنها أيضا سبعة أفلام قصيرة ومتوسّطة الطول من عبقري الكوميديا باستر كيتون)، فإن الفيلم الأفضل بين كل ما أنتج في تلك السنة هو «نوسفيراتو» للألماني و. ف. مورناو.

كان مورناو تقدّم إلى أرملة الكاتب الأيرلندي برام ستوكر طالبا منها بيعه حقوق تحويل رواية «دراكولا» إلى فيلم سينمائي. لكن هذه رفضت ما فرض على المخرج تغيير اسم الشخصية والكثير من الأحداث والمفارقات الواردة في الرواية الأصلية. لكن كل هذا التغيير كان ظاهريا. تورية للحد من الأذى إذا ما رفعت الأرملة قضيّة ضده (وهي فعلت وخسرت).

بصرف النظر عن هذه الخلفية التي تستحق حديثا أطول، فإن النتيجة الماثلة مذهلة: فيلم رعب أوّل من نوعه ونوعيّته يتولى سرد حكاية متشابكة الأطراف، معالجة باستخدامات فنية وبصرية رائعة التكوين لاعبة على الأبيض والأسود بجدارة. بعض المشاهد (كتلك التي تقع في قصر نوسفيراتو، أو على السفينة التي تقلّه عبر البحر أو مشهد جنازة ملتقطة من نقطة مرتفعة) يبقى في البال من المشاهدة الأولى وإلى الأبد.