ريما خشيش تكرم صباح وتغني «من سحر عيونك»

قالت لـ «الشرق الأوسط»: غنيت لها لأني لا أقدم إلا الأغاني التي تشبهني

ريما خشيش
TT

بعد مسلسل «الشحرورة» الذي يروي السيرة الذاتية للفنانة صباح والذي قامت ببطولته الفنانة كارول سماحة، وبعد إطلالة الفنانة رويدا عطية في استعراض غنائي راقص بعنوان «رويدا تغني صباح» في إطار «مهرجانات بيت الدين الدولية»، وبعد أن أنجزت الفنانة رولا سعد عملا غنائيا بعنوان «رولا تغني صباح»، فاجأت المطربة الشابة ريما خشيش الوسط الفني قبل يومين وطرحت ألبوما غنائيا بعنوان «من سحر عيونك» الذي يضم 11 أغنية للفنانة صباح.

عندما تسأل خشيش عن «قصة الفنانات» مع الفنانة صباح تجيب: «لا أعرف قصة صباح مع الأخريات؛ بل أعرف فقط قصتها معي. كل ما في الأمر أنه في كل عام تكرم إحدى الشخصيات الفنية في (مهرجان دبي السينمائي) وبما أن أرشيف صباح السينمائي يضم نحو 80 فيلما، قرروا تكريمها في عام 2010، وطُلب مني تقديم تحية لها. وعلى الرغم من أنني أحب صباح كثيرا، فإنني لم أفكر في يوم من الأيام في إحياء حفل غنائي أقدم فيه أغنيات صباح فقط، وعادة أكتفي في حفلاتي بأداء أغنية أو أغنيتن لها فقط. وفي عام 2010 لم تكن رويدا عطية قد غنت لها في (مهرجان بيت الدين)، ولا حتى عُرض مسلسل (الشحرورة) الذي يروي قصة حياتها. من بعدها وفي العام نفسه، شاركت في (مهرجان الربيع) الذي تنظمه (مؤسسة سمير قصير)، وقررت أن أؤدي الأغنيات نفسها التي قدمتها في (مهرجان دبي السينمائي) وأن أقوم بتسجيل الحفل، وقلت إذا كان التسجيل جيدا ربما أطرحه ضمن ألبوم، وهذا ما حصل فعلا وكان ألبوم (من سحر عيونك) الذي هو تسجيل حي لحفل بيروت».

ولأن الربط بين اسم صباح واسم ريما خشيش ليس مألوفا عند الناس، تقول خشيش: «العمل يشبهني 100 في المائة، لأنني لا أغني سوى الأعمال التي تشبهني. أثناء بحثي عن الأغنيات التي أدتها صباح في الأفلام وجدت أنها تملك روائع من ألحان فريد الأطرش ومحمد الموجي، وبليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب. لكن للأسف، فإن الأغنيات المنتشرة لها ليست الأجمل خلال مسيرتها الفنية، ومع أنني كنت أحب صباح كثيرا، ولكنني بعد هذا الاكتشاف صرت أحبها أكثر، وأنا اخترت من بين تلك الأعمال الأغنيات التي تشبهني والتي أشعر أنني أستطيع أن أقدمها على المسرح، بعضها باللهجة المصرية وبعضها الآخر باللهجة اللبنانية، لأن صباح شاركت في أفلام مصرية وكذلك في أفلام مشتركة صورت بين مصر ولبنان. بالنسبة للـCD فهو يضم 11 أغنية هي (سوق على مهلك) ألحان منير مراد، (أنا هنا يا ابن الحلال) ألحان سيد مكاوي، (يا كاويني يا علي) ألحان فريد الأطرش، (رايحة قابل حبيبي)، (حبيبة أمها) و(من سحر عيونك) ألحان محمد عبد الوهاب، بالإضافة إلى أغنيات (السمكة)، (أحبك ياني) و(عَ الندّا). أما السبب الذي جعلني أختار أغنية (من سحر عيونك) عنوانا للألبوم، فلأنها الأجمل والأحب إلى قلبي».

وبالسؤال عن حجم الدلع في شخصيتها، خاصة أن صباح أدت معظم أغنياتها بـ«دلع» كبير، تجيب خشيش: «أنا لست صباح، ولكنني أحببت وتفاعلت مع كل أغنية وقدمتها بالطريقة التي أشعر بها. ولكنني أترك مسألة الدلع للجمهور الذي يمكنه أن يقرر ما إذا كنت دلوعة أم لا».

ولأن المقارنة مع صباح مسألة واردة وتخيف أي فنانة تعيد غناء أعمالها، تقول خشيش: «أنا لم أقلد صباح، ومن يستمع إلى الـ cd يتأكد من كلامي. صحيح أن الناس تقارن بطبعها، ولكن الناس لا يجتمعون على رأي واحد عندما يطرح أي فنان عملا جديدا، ودائما هناك أشخاص يحبونه وآخرون لا يحبونه، كما أن هناك فئة من الناس تراه جيدا وفئة أخرى تنتقد، ولذلك أنا أرى أن أفضل شيء بالنسبة للفنان أن يقدم أعمالا مقتنعا لكي يتمكن من الدفاع عنها، وعندها لن يتأثر كثيرا بكل ما يقال».

خشيش التي تقدم لونا غنائيا جادا لم يساعدها على أن تكون قريبة جدا من كل الناس، هل ترى أن الألبوم الجديد سوف يصالحها مع الناس؟ تجيب: «صحيح أنني أغني اللون الطربي، ولكنني لم ألتزم نوعا محددا من الأغنيات. أنا موجودة على الساحة الفنية منذ 11 عاما وشاءت الظروف أن تكون الألبومات التي قمت بتسجيلها خلال مسيرتي الفنية مزيجا من الموسيقى العربية والآلات الموسيقية غير التقليدية، أي آلات موسيقية مختلفة عن تلك التي ترافق المطرب عادة أثناء الغناء، ولكني أغني دائما مع تخت شرقي وأؤدي الموشحات والأدوار. وكما أن أعمالي القديمة هي أنا، فإن عملي الجديد هو أنا أيضا، أي إنني أجمع بين هذين النوعين من الفن وتجربتي الغنائية ليس محصورة فقط بالدمج الفني التي قدمته من خلال ألبوماتي. ولكنني لا أعرف ما إذا كان عملي الجديد سوف يقربني من الناس، فمن الممكن أن يحبه البعض وأن ينتقده البعض الآخر، وربما من اعتاد على ألبوماتي السابقة لن يتقبل عملي الجديد، الذي يمكن أن يحظى بإعجاب الجمهور الذي يفضلني وأنا أغني الأدوار الشرقية. ولذلك أنا لا أعرف ما إذا كان الألبوم الجديد سوف يقربني من الناس، على الرغم من أنني أتمنى ذلك، والأيام المقبلة هي وحدها الكفيلة بالإجابة عن هذا السؤال».

خشيش التي تعتبر من الأصوات المهمة التي لم تنل فرصتها الحقيقية حتى الآن، بسبب إقبال الشريحة الأكبر من الناس على الأعمال التجارية والاستهلاكية، تقول: «أغنيات صباح التي اخترتها للألبوم، ليست منتشرة كثيرا، ولا يمكن الحصول عليها بسهولة، بل يمكن الاستماع إليها فقط من خلال تسجيلات الأفلام على (يوتيوب) وبصوت رديء جدا. هذا الألبوم سيكون بمثابة تحية للفنانة صباح، وفي الوقت نفسه سيساهم بإحياء الصبوحة عندما كانت في عزّها، أي (صباح الطرب) التي لا يعرف الجيل الجديد أعمالها، أهميتها بصفتها فنانة، والصوت الرائع الذي كانت تملكه».

ولأن هناك أغنيات مشتركة بين ألبومها الجديد وألبوم رولا سعد الخاص بأغنيات صباح الذي تنوي طرحه خلال الفترة القريبة المقبلة، توضح خشيش: «لا مشكلة عندي في ذلك، وأنا طرحت هذا الألبوم بمعزل عما يقدمه الآخرون. صباح تحولت إلى تراث في الفن اللبناني ومثلها فيروز، وكل الفنانين يغنون أعمالهما تماما كما يغنون أعمال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم. الساحة تتسع للجميع والجمهور هو الذي يقرر من هو الفنان الذي يحب أن يستمع إلى أعماله. لا أعرف ربما الناس يحبون أغنيات صباح بصوت رولا سعد أكثر مما يحبونها بصوتي، ولكنني في كل الأحوال أنا لا أدخل بمنافسة معها، كل ما في الأمر أني رغبت في (أرشفة) تلك الحفلة التي تم تسجيها وطرحها من خلال الألبوم، ومن يسمع الـ CD سوف يكتشف أن توجهه هو نحو الأغنيات الطربية. مثلا أغنية من (سحر عيونك) أغنية طربية من ألحان محمد عبد الوهاب ولا تشبه صباح التي نعرفها».

ولكن ماذا يعني لها أن تجتمع ورولا سعد على إعادة أداء أغنيات صباح؟ تجيب خشيش: «لم أفكر في هذا الموضوع، وهو لا يهمني أبدا. كل ما يهمني هو أن أقدم عملي بطريقة تقنعني وأن يصل إلى الجمهور باحترام، ولأنني أحترم الجمهور الذي يسمعني، فإنني أحاول أن أقدم له الأفضل، بمعنى آخر، أنا أهتم بالجمهور أكثر مما أهتم بكوني أجتمع ورولا سعد أو سواها من الفنانات على الغناء للفنانة صباح».

وأكدت خشيش أن صباح كانت على علم بتكريمها في «مهرجان دبي السينمائي»، كما أنها دعيت إلى الحفل الذي أقيم في بيروت، وتابعت: «لكنها لم تتمكن من الحضور بسبب وضعها الصحي، كما أنني في أقرب فرصة ممكنة سوف أزورها لكي أتعرف عليها وأهديها الـCD ولا شك أنه أمر مهم جدا أن يتم تكريم الفنانة صباح قبل موتها، خاصة أنه درجت العادة على تكريم الفنان بعد موته، وأتمنى أن يعمل مطربون آخرون على طرح المزيد من الألبومات لها. شخصيا، لقد تابعت مسلسل (الشحرورة)، وهو أعجبني كثيرا لأنه أضاء على جوانب في حياتها لم أكن أعرفها عنها وصرت أحبها أكثر، كما أعجبني كثيرا أداء كارول سماحة للدور، لأنها ليس فقط مطربة جيدة؛ بل أيضا ممثلة رائعة، خاصة أن الدور صعب جدا وليس بإمكان أي فنانة أن تجسده على الشاشة، ولا شك أن اختيارها له كان موفق جدا. في المقابل، أنا لم أتابع الفنانة رويدا عطية عندما غنت أعمال صباح في (بيت الدين)، مع أنني كنت أتمنى ذلك، ولكن هذا الأمر كان متعذرا بسبب وجودي في أميركا».

كما تستعد خشيش لإصدار ألبوم جديد يضم مجموعة من الأغنيات الخاصة: «لم أخطط لألبوم صباح، بل هو وليدة لحظته، لأنه لم يخطر على بالي في يوم من الأيام أن أقدم عملا مماثلا. إلى ذلك، سوف أحيي حفلتين على مسرح المدينة في 25 و26 مايو (أيار) الحالي.