نهائي «أراب غوت تالانت» على «إم بي سي 4»

البرنامج يحدد اليوم الفائز بالنسخة الثانية

TT

بعد ثلاثة أشهر حافلة بالعروض المبدعة، والتنافس، والضحكات والدموع، وصل الموسم الثاني من برنامج «أرابس جوت تالانت» على «إم بي سي 4» إلى خواتيمه، ليتابع الجمهور العربي وقائع الحلقة النهائية. أحلام كبيرة تراود المشتركين الـ12 الذين تمكنوا من بلوغ هذه الحلقة، وجهود قصوى يبذلونها يوميا في التدريب والاستعداد لتأدية العروض الأخيرة على خشبة المسرح، تحت أنظار لجنة التحكيم.. بعد أن شهدت منافسات الدور نصف النهائي مستوى عاليا يرقى إلى مصاف العالمية، سواء من الناحية التقنية والفنية أو من حيث خامات المواهب وقدراتها الكامنة. وانعكست تلك العوامل في نسب مشاهدة عالية، وتفاعل من قبل الجمهور عبر الشاشة ومواقع التواصل الاجتماعي؛ «تويتر» و«فيس بوك» و«يوتيوب» وغيرها، ليحصد عدد من العروض أكبر عدد مشاهدة على الشبكة العنكبوتية، في القارات الخمس، مما أوصل أصحابها إلى مشارف العالمية، رغم أن بعضهم لم ينجح في التأهل إلى الدور النهائي من البرنامج، مثل «اللورد غاغا إكس» وراقص الهيب هوب «Haspop»، وغيرهما؛ إذ أصبحت المشاركة وحدها في البرنامج، بمثابة رافعة للفوز بقلوب المشاهدين وعقولهم وأوقاتهم، بغض النظر عن عامل الفوز، أو الخسارة، أو الجغرافيا.

أما في الحلقة النهائية المرتقبة، اليوم الجمعة 29 يونيو (حزيران) الحالي، فوحدها أصوات الجمهور هي التي ستحدد هوية الفائز؛ إذ لا تتيح قوانين البرنامج لأعضاء لجنة التحكيم تسمية فائز ثان في الدور النهائي، بخلاف ما اعتاد عليه الجمهور خلال الحلقات الست للدور نصف النهائي، عندما كان يشاهد فائزا بتصويت الجمهور، وآخر تسميه لجنة التحكيم. يندرج 12 مشتركا تحت مظلة 6 أنواع من المواهب هي: الغناء، والرقص، والعزف، ومسرح الضوء والظل، والكوميديا الارتجالية الفردية (Stand Up Comedy)، والسيرك وألعاب الأكروبات الفنية.. ويستعرضون أفضل ما لديهم في نهائي «أرابس جوت تالانت»، الذي سيشهد فوز أحدهم باللقب، ومعه جائزة البرنامج وقدرها 500 ألف ريال سعودي، بالإضافة إلى سيارة «شيفروليه كامارو» الرياضية.

في موهبة الغناء، يتنافس كل من شما حمدان من دولة الإمارات في الغناء العربي، ومنال ملاط من لبنان في الغناء الغربي، ومكسيم الشامي من لبنان في غناء الأوبرا، وداليا شيح من الجزائر في الغناء الغربي. وفي موهبة الرقص، يتنافس كل من ماهر الشيخ من سوريا في الرقص التعبيري، وفريق «La HALA King Zoo» من المغرب في الـ«هيب هوب» الجماعي. وفي العزف، يتنافس كل من حسن ميناوي من الأردن بالعزف على آلة موسيقية نفخية قام بتطويرها وهي عبارة عن قشة ماصة (شيليمون)، وفريق «OverBoys» من المغرب بالقرع على الطبول، علما بأن الفريق قام بإدخال غيتار الـ«Base» في الدور نصف النهائي. وفي العروض المسرحية، يقدم فريق «خواطر الظلام» من المملكة العربية السعودية عرض «الضوء والظل»، فيما يقدم مهند الجميلي من السعودية أيضا الكوميديا الارتجالية الفردية على المسرح أو ما يعرف بـ« Stand Up Comedy. ». أخيرا وليس آخرا، يقدم كل من حسين رسمي من مصر ورضوان شلباوي من تونس عروضا في السيرك وألعاب الأكروبات الفنية.

وفي ضوء الأجواء الحماسية التي تواكب الحلقة النهائية، تطرح مواهب المشتركين وجنسياتهم وقدراتهم الكامنة عددا من التساؤلات.. فهل تتمكن الموهبة الفذة من حسم المنافسة على حساب عامل الانتماء والجنسية؟ كأن نرى مثلا الجمهور العربي يصوت لصاحب الموهبة بغض النظر عن جنسيته، وهو ما حصل في عدد من الحالات، مثلا مع منال ملاط ومكسيم الشامي اللبنانيين، وشما حمدان الإماراتية، الذين تمكنوا من الفوز بأصوات الجمهور العربي الواسع، لا بأصوات جمهور بلدانهم فقط، وهي بلدان تعتبر صغيرة نسبيا لناحية عدد السكان والمصوتين.

وهل سنشهد تأكيدا لمكانة الفنون التقليدية في قلب المشاهد العربي، أم سنرى تغييرا قد يكون نوعيا يطرأ على نمط الفنون المفضلة لدى العرب؟ بمعنى أننا سنشهد فوزا للمواهب غير التقليدية كالسيرك والرقص التعبيري والـ«هيب هوب» وعروض مسرح الضوء والظل وحتى الأوبرا.. على حساب الغناء أو العزف أو التمثيل.

وهل سنشهد تغييرا في قواعد اللعبة بحيث يعيد الجمهور التصويت لأحد المشتركين الستة الذين اختارهم هو على حساب المشتركين الستة الآخرين الذين اختارتهم اللجنة؟! أم سيكون الفائز باللقب أحد الذين تأهلوا إلى الدور النهائي بقرار من اللجنة وليس بفضل تصويت الجمهور؟ وهو ما يعني بالتالي نجاح اللجنة في التأثير على قرار المشاهد - المصوت، وتغيير القوالب النمطية المسيطرة على أذواق بعض المشاهدين - المصوتين. من شأن ذلك، إن حدث، أن يعيد تسليط الضوء على أهمية «شخص» عضو لجنة التحكيم في البرنامج ودوره، ومدى قربه من قلوب الجمهور، ليمتلك بالتالي القدرة على التأثير في خياراتهم وتغيير ذائقتهم الفنية.