باسمة حمادة: مسلسل «وطن النهار» لا يمس العراقيين بشكل مباشر.. والكويتيون عاشوا فترة تلاحم

الفنانة الكويتية تقدم عملا تذكر من خلاله الغزو على الكويت.. وتؤكد: ما نراه في مسرحياتنا «استهزاء» بالآخرين

باسمة حمادة
TT

تقوم الفنانة الكويتية باسمة حمادة بأداء دور امرأة طيبة في مسلسل «ساهر الليل 3» (وطن النهار)، الذي يتناول فترة حرب الخليج وغزو الكويت، مقدما خلفية زمنية للأحداث بطريقة إنسانية من خلال قصص رومانسية، ليروي للمشاهدين رسالة حب في زمن الحرب.

وعن دورها تقول حمادة «في (وطن النهار) تدور شخصيتي حول الزوجة المثابرة التي تحافظ على بيتها وأسرتها، والتي تتجاوز علاقتها مع أبنائها حد الأمومة لتتعامل معهم كصديقة أيضا. وفي فترة غزو الكويت تمر بظروف نفسية صعبة، نظرا للدمار الذي حل بالبلد، بعدما كان يعيش في حالة استقرار وأمان، وهنا يبرز دوري من ناحية ردود فعلي على هذه الأجزاء، وكيفية تعاملي كأم وطنية تخاف على أبنائها وجيرانها، في ظل المأساة التي حلّت بنا». وتابعت «يمكن القول إن المسلسل يتحدث بشكل مباشر عن كيفية التلاحم والتقارب الذي عاشه الكويتيون أثناء الأزمة لتضميد جراحهم بعد هذا الغزو».

واستبعدت الفنانة أن يثير المسلسل أي أزمة مع العراقيين، كونه «لا يمس العراقيين بشكل مباشر، ولا يتحدث عن الغزو في حد ذاته، وإنما يروي قصص الناس وكيفية تعاملهم مع بعضهم بعضا أثناء الأزمة، سواء كانوا كويتيين أو مقيمين، وحالة الحب والتكاتف التي كانت بينهم». وأضافت حمادة «هنا نعتبرها رسالة نقولها ليس فقط للشعب الكويتي، بل لكل شعوب العالم، بأن الحب يصنع المعجزات ويحقق السلام ويقيم الأمان، فالحب أسمى المعاني التي وهبنا إياها الله». وفي ما يخص أعمالها في شهر رمضان قالت حمادة «لديّ ثلاثة أعمال في شهر رمضان القادم، ولكل مسلسل أبطاله، وأجواؤه، وشخصياته، فـ(شارع 30) يختلف تماما عن (وطن النهار)، حيث إنني ألعب دور الزوجة التي تعاني من مشاكل مع زوجها وبسببها تفقد كثيرا من الأشياء في حياتها، ومسلسل (أنت عمري) أيضا يختلف، حيث ألعب فيه دور المرأة الملونة ذات المائة شخصية في آن واحد». وأضافت «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، ولكل مشاهد نوع من المسلسلات التي يحب أن يتابعها، لكن مسلسل (وطن النهار) له أجواؤه الخاصة، من حيث حديثه عن أزمة مر بها البلد، وذكريات مأساوية لأهالي البلد الذين فقد بعضهم الأخ والابن والأم والأب، بمعنى أنه يتناول قضية وطنية، ودائما كل ما هو وطني يتربع على سلم أولوياتنا». وفي سياق آخر، لمحت الفنانة باسمة حمادة إلى أنها تتمنى العمل في مسلسل أردني، خاصة في حال كان العمل قويا، والدور مشجعا ويضيف لها كفنانة، وأضافت «الفنان ليس مجرد مرحلة، وليس محصورا في حدود، بل هو عطاء. ومن ناحيتي أبحث دائما عن الأفضل، وأحب التمثيل بالفصحى كالمسلسلات التاريخية، فأنا أتابعها بغض النظر عن جنسيتها، سواء أكانت سورية أو مصرية أو أردنية أو لبنانية، وأتمنى أحيانا أن أكون جزءا منها، فأنا أصبو لكل عمل يقدم ويضيف شيئا مميزا وعلامة فارقة للفنان».

كما أعربت حمادة عن رغبتها في دخول عالم المسلسلات الكوميدية، لكنها رفضت أي عمل يعتمد على «الاستهزاء» ولا يقوم على كوميديا الموقف، وتساءلت عن الكتاب الذين يكتبون كوميديا موقف كالراحل نجيب الريحاني، الذي اعتبرته مدرسة في هذا المجال، وقالت «أتابع الكثير من المسرحيات، وما نراه عمليا هو استهزاء ممثل بممثل آخر، وهذه ليست كوميديا، لكن لو تابعت مسرحية (جحا يحكم المدينة) لسمير غانم فستعرف الفرق، وستضحك على المواقف. أيضا الأفلام الأبيض والأسود التي أحب متابعتها، رغم قدمها وحداثتها في ذلك الوقت، فإنها بعيدا عن الهزل، لو وجد نص في وقتنا الحاضر بهذا الشكل فسأكون سعيدة للمشاركة في هكذا عمل».

وعن مسرح الطفل ومسرحيتها الجديدة «الاختراع العجيب» قالت «الطفل أولوية بالنسبة لي، فأنا أحب المشاركة في مسرحيات الطفل، لما لها من دور في تربيته وتنشئته، وهو دور أحب القيام به، خاصة إذا كانت المسرحية تقوم على التوعية بالطريقة الصحيحة، ولم تكن مقصورة على القفز واللعب، فالطفل يأخذ النصيحة ممن يقدمها له بطريقة تدخل قلبه وعقله في آن معا حتى ولو كانت الشخصية الشريرة في المسرحية، ومسرحية الاختراع العجيب فيها هذا النوع من التوعية الصحيحة بالنكتة وبالممثل الطريف، فالطفل يحب التعلم عن طريق الكوميديا والحب وليس التخويف والترهيب».

وفي ما يخص كثافة ظهورها في المسلسلات قالت «عندما أدخل موقع التصوير لا أدخله على أنني ممثلة، بل أدخله كفرد من أفراد الأسرة، أتعاون مع الجميع من جهة إنتاج إلى ممثلين، في محاولة مني لإنجاح العمل، كما أن للاسم دوره، وفي الدراما الخليجية عموما نجد أن كل العناصر متوافرة من وجوه نسائية أو رجالية، والعناصر الشابة أيضا، والكل يحصل على فرصه. وبالنسبة للخليجيين، فما دام الفنان قادرا على تقديم الأدوار التي تناسبه بقوة وبقدرة على الإقناع وعلى نيل محبة الجمهور فلمَ لا يحظى بأدوار عدة؟».