كارلا يونس: المذيعات الرصينات والمثقفات عدن من جديد إلى الواجهة

اختيرت في هذا الموسم من رمضان لتقديم برنامج «كول وشكور»

كارلا يونس
TT

لم تغادر المذيعة التلفزيونية كارلا يونس سرب «حلوة الحياة»، لكنها حازت فرصة كبيرة كما وصفتها لـ«الشرق الأوسط» عندما اختارتها محطة الـ«إل بي سي» وبالتحديد رولا سعد، صاحبة شركة «فانيلا» للإنتاج التلفزيوني، لتطل في شهر رمضان في برنامج بعنوان «كول وشكور». فكارلا التي عرفها المشاهد العربي من خلال برنامج «حلوة الحياة»، الذي تشارك في تقديمه منذ نحو ثلاث سنوات إلى جانب كل من كارلا أبو جودة وعفاف دمعة واليز فرح باسيل، استقلت عن زميلاتها لتبدأ مشوارها الحقيقي مع التلفزيون من خلال «كول وشكور» الذي تتنقل فيه بين عدد من المطاعم اللبنانية مستضيفة أحد المشاهير الذي يرافقها في زياراتها لتلك الأماكن، حيث تلتقي فيها مسؤولي المطبخ (الشيفات) لتقف على أهم وصفات الطعام التي يحضرونها لتكون بمثابة هدية البرنامج لربات المنازل في بيوتهم، واللاتي يردن تقديم الأطباق الأشهى لعائلاتهن.

تقول كارلا يونس في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إنها مسؤولية كبيرة أحملها على عاتقي وفي الوقت نفسه فرصة لطالما حلمت بها، وأتمنى أن أنال إعجاب المشاهدين وأكون عند حسن ظنهم». وتضيف «البرنامج جميل، وأحببت فكرته كثيرا لأنها تدخل دون استئذان منزل كل بيت عربي في هذا الشهر الكريم، لا سيما أن هناك عددا من المشاهير الذين يرافقونني في زياراتي لمطاعم موزعة في مختلف المناطق اللبنانية، فأتسامر معهم، وفي الوقت نفسه أتعلم وإياهم من أهم طهاة تلك المطاعم أفضل وصفات الأكل اللبناني والغربي التي نشتهر بتحضيرها هنا في لبنان، والتي بإمكان ربات المنازل أن يحضروها على مائدة رمضان». ومن الوجوه التي استضافتها كارلا يونس في برنامجها وتنوي اصطحابها معها في تنقلاتها المقبلة، طوني بارود، وزوجته كريستينا صوايا، والنائب اللبناني سامر سعادة، والممثلون جورج خباز وطلال الجردي وبياريت القطريب، وغيرهم. وعن شعورها بشأن تقديم هذا البرنامج في شهر رمضان بالذات تقول «لأن هذا الشهر مبارك أعتقد أن الأبواب فتحت أمامي، وهي فرصة أرادها رب العالمين لي في هذا الموسم وأنا شاكرة له، كما أشكر ثقة القائمين على البرنامج لاختيارهم لي». وعما إذا كانت هذه الخطوة ولدت لدى زميلاتها نوعا من الغيرة ردت قائلة «على العكس تماما، فهن باركن لي وساندنني، فنحن جميعا على قلب واحد ونشكل عائلة حقيقية، ولا نتمنى سوى الخير لبعضنا بعضا». وتعترف كارلا بأنها في البدء لم تستوعب الموضوع؛ لأن تصوير البرنامج بدأ بسرعة كي يكون جاهزا في وقته، إلا أنها بعد مرور وقت قليل أصابها القلق، وشعرت بأن المسؤولية التي تنتظرها لا شك ستلعب دورا كبيرا في حياتها المهنية، وتمنت أن تكون على المستوى المطلوب أمام المشاهدين، فالبرنامج - كما تقول - زودها بخبرة إضافة لخبرتها في برنامج «حلوة الحياة» الذي ما زالت تثابر على تقديمه مع فارق واحد وهو أنها تملك اليوم ملعبها الخاص بها. وأشارت إلى أنها في الواقع قليلا ما تدخل المطبخ أو تحضر الطعام، وأن ألذ طبق تحب أن تتناوله من يدي والدتها «الفوارغ»، وهي أكلة صعبة لا تجيد طهيها كثير من ربات المنازل اليوم.

وما لا يعرفه كثيرون هو أن كارلا جاءت إلى عالم التلفزيون بعدما تخلت عن الغناء الذي شكل مهنتها الأولى، وتقول في هذا الصدد «لم أنسجم مع عالم الفن أو الغناء بالتحديد، فهو متعب لا استقرار فيه، كما أنني لم أجد نفسي قادرة على ملازمته فغادرته دون أسف حتى إنني نسيت تماما أنني كنت مغنية وصار الموضوع من الماضي. وأعتقد أنني كسرت القاعدة لأن هناك عددا لا يستهان به ممن أعرفهم فضلوا عالم الغناء على مهنتهم الأساسية». وعن رأيها في الساحة الإعلامية اليوم تقول كارلا يونس «لقد عاد زمن الإعلاميات المثقفات والرصينات إلى الواجهة بعيدا عن الاتكال على الشكل الحسن فقط، وهي بادرة خير، وغالبية مقدمات البرامج اليوم يتمتعن بهذه المواصفات وبتن يجتهدن لإبرازها». وأشارت إلى أنها شخصيا تقرأ كثيرا لصقل إطلالاتها التلفزيونية، وأنها من محبي قراءة الكتب الحقيقية، أي التي تحكي سيرة مشاهير في عالم السياسة مثل الرئيس الأميركي بيل كلينتون، أو وزيرة الخارجية الأميركية الحالية هيلاري كلينتون، التي وصفتها بالمرأة القوية التي لا تنكسر، وغيرهما، وأكثر الشخصيات التي أعجبت بها هي ملكة الأردن السابقة نور، فقد تأثرت بصراحتها وبتفاصيل حياتها التي روت فيها كيفية انتقالها من مجرد بنت عائلة أرستقراطية إلى ملكة. وعما إذا كانت تخاف الانكسار ردت بثقة «كلنا معرضون لانكسار، لكن الأهم ألا نستسلم، بل نقف من جديد ونتابع». وعن الخطوة المقبلة التي تتمنى أن تحققها في عالم التلفزيون، تؤكد المذيعة كارلا يونس أنها لا تتقيد بأي فكرة معينة، فهي جاهزة لأي اقتراح لأنها تعتبر نفسها تخضرمت في برنامج منوع على مستوى عال من الحوارات ألا وهو «حلوة الحياة» على قناة الـ«إل بي سي»، ولذلك فهي لا تستصعب تقديم أي برنامج آخر بعده لا سيما إذا ما صب في إطار الفن، حيث سبق أن عملت في هذا المجال ودرست في «كونسرفتوار» وتعرف ما يجري حقيقة في كواليسه.

وبعد تجربتها في التقديم مع زميلاتها من النساء هل تتمنى كارلا يونس خوض تجربة جديدة مع أحد الزملاء الرجال؟.. سألناها فردت مبتسمة «ما أريده في الحقيقة حاليا هو أن أكون مستقلة في عملي لا أكثر ولا أقل».

أما القول المأثور الذي تعتبره عنوانا لحياتها الشخصية والمهنية فهو «لا تدينوا لئلا تدانوا»، وتعلق قائلة «في الحياة علينا أن نكون حذرين في الحكم على الآخرين ولو كنا نملك خلفية معينة عنهم، ولذلك من الأفضل ألا نستغرق في أفكار وأحكام نطلقها عليهم فقط لأننا نستمتع بها، لأننا كلنا معرضون للخطأ ولا أحد منا كامل».