سمية الخشاب لـ «الشرق الأوسط»: يجب أن تكون هناك وقفة تجاه الأعمال الخادشة للحياء

قالت إنها ستتعامل مع شركة إنتاج «إخوانية» إذا عرضت عليها تمثيل أحد الأعمال

TT

أعلنت الفنانة المصرية سمية الخشاب أنها غير حزينة لخروجها من السباق الرمضاني هذا العام، مؤكدة أن عرض عملها «ميراث الريح» في زخم الأعمال الدرامية التي عرضت في رمضان هذا العام كان من الممكن أن يظلمه، وأكدت الخشاب أنها كانت تنوي العودة هذا العام بمسلسل صعيدي بعنوان «صعايدة جبال الصبر» لكن الوقت لم يسعفها، ثم قررت العودة بعمل اجتماعي بعنوان «ميراث الريح» للمنافسة به في السباق الرمضاني هذا العام، لكن تم تأجيله، وتحدثت الخشاب لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل مسلسلها الجديد وأسباب تأجيله، وألبومها الغنائي الجديد، بالإضافة إلى رؤيتها حول الإخوان ومستقبل حرية الفن والإبداع في مصر.. وفي مايلي نص الحوار:

* لماذا تم تأجيل عرض مسلسل «ميراث الريح» على الرغم من أنه كان مقررا عرضه في رمضان هذا العام؟

- في البداية قمت بعمل جلسات على عمل درامي آخر، وكان المقرر تقديمه قبل «ميراث الريح» وهو مسلسل «الصعايدة جبال الصبر» وهو عمل درامي من تأليف ياسر عبد الرحمن وإخراج حسني صالح، وبعد عقد عدة جلسات لاختيار النجوم الذين سيشاركونني العمل، اكتشفنا أن العمل يحتاج إلى نجم شاب مع العلم أن كل الفنانين في ذلك الوقت كانوا مشغولين بتصوير أعمالهم التي يتم عرضها الآن، وهذا كان سببا رئيسيا في تأجيله، إلى جانب أن السيناريو من الطراز الصعيدي الصرف الذي يحتاج إلى مجهود كبير في اختيار أماكن التصوير وظروف البلد لم تكن تساعد على ذلك، ثم عرض علي سيناريو مسلسل «ميراث الريح» لنفس منتج «الصعايدة جبال الصبر»، وأعجبتني الفكرة على أمل اللحاق بالسباق الرمضاني، ولكننا أخذنا وقتا طويلا في تصويره، وقمنا بتصوير 60 في المائة فقط من مشاهد العمل، نظرا لإيقاف التصوير عدة مرات بسبب الأحداث السياسية في مصر ومنها الانتخابات الرئاسية، وبعد مشاورات مع المنتج والمخرج ونجوم العمل اتفقنا على تأجيله حتى يتم عمله بشكل يليق بقيمة الموضوع.

* هل أغضبك خروجك من السباق الرمضاني هذا العام؟

- إطلاقا، لم ينتابني أي غضب أو حزن، قمت بعمل مسلسلين في العام الماضي، وهما «كيد النسا» و«وادي الملوك» وحققا نجاحا منقطع النظير جماهيريا وماديا وبذلت فيهما مجهودا كبيرا جدا على الرغم من أنني كنت مريضة، وحتى الآن أحصد نجاح العملين، وخاصة المسلسل الصعيدي الذي كان صعبا جدا، وكذلك قمت أيضا بتصوير فيلم سينمائي بعنوان «ساعة ونصف» وفضلت هذا العام الراحة من العمل، مع قيامي بتصوير جزء كبير من مشاهد مسلسل «ميراث الريح» وسيتم استكمال الباقي في الأيام المقبلة، وأعتبر نفسي محظوظة بعدم عرض هذا المسلسل هذا العام لأنه كان سيظلم بين زخم المسلسلات الكثيرة هذا العام، والمشاهدون لا يستطيعون متابعة أكثر من عمل أو اثنين، ولكن عوضت عدم ظهوري في المسلسلات بظهوري في عدد من البرامج حققت فيها نجاحا كبيرا.

* لماذا فكرت في تقديم عمل باللهجة الصعيدية مرة أخرى بعد أن قدمت عملا في العام الماضي؟

- المسلسلات الصعيدية لديها جمهور كبير خاصة في الصعيد.. «الصعايدة بيحبوني جدا وأنا بحبهم»، وهم من الصعب أن يحبوا أحدا خاصة الذي يتحدث لهجتهم، فأنا أتقنت اللهجة الصعيدية إلى درجة أن البعض اعتقد أنني صعيدية، والمجتمع الصعيدي من أسمى الطبقات، والذي يعجبني في تقديم اللهجة الصعيدية من الفنانين الفنان يحيى الفخراني، ومجدي كامل، ومن الفنانات الفنانة سميحة أيوب.

* ماذا عن دورك في مسلسل «ميراث الريح»؟

- «ميراث الريح» عمل درامي متميز من تأليف مصطفى محرم وإخراج يوسف شرف الدين، وهو مخرج متميز ويهتم بكل تفاصيل الشخصية، ويعمل على أن يظهر النجم بصورة باهرة، وأنا سعيدة بالتعاون معه وهو من أفضل المخرجين الذين عملت معهم في الفترة الأخيرة، أما عن دوري في المسلسل فأنا أقوم بدور «رحمة» التي تعمل هي وزوجها في مستشفى في إحدى دول الخليج، ويصاب زوجها بمرض وتضطر رحمة للعودة إلى مصر ويموت زوجها وتصبح أرملة، وتعمل في مستشفى آخر في مصر كمديرة إدارة للحاج إبراهيم الذي يقوم بدوره الفنان محمود حميدة، ثم تبدأ في كشف الفساد الذي يوجد داخل المستشفى، وبجانب عملها تفتح محل قماش، ومن خلال شخصية «رحمة» تبرز العديد من القضايا المهمة في عالم المستشفيات وعالم القروض الصغيرة التي تؤدي بأصحابها إلى السجن.

* لكنك قدمت شخصية «نبيلة» في مسلسل «الحقيقة والسراب»، فهل هي قريبة الشبه من شخصية «رحمة»؟

- شخصية «نبيلة» بعيدة كل البعد عن شخصية «رحمة»، وكذلك المعالجة الدرامية مختلفة تماما، فشخصية «رحمة» لديها أحداث كثيرة داخل وخارج مصر من خلال عملها وموت زوجها وعلاقتها بعائلة الحاج إبراهيم التي تبرز العديد من الأحداث الدرامية، أما شخصية «نبيلة» في «الحقيقة والسراب» فهي شخصية مختلفة حيث ظروف موت زوجها ومرض حماتها هو ما جعلها تخرج إلى العمل.

* تردد في الفترة الأخيرة وجود خلافات بينك وبين الفنان محمود حميدة، فما حقيقة هذه الأخبار؟

- هي مجرد شائعات، فالفنان محمود حميدة من «أطيب خلق الله» وهو نجم بمعنى الكلمة ومتحضر في التعامل مع الجميع، ومتواضع جدا ولا نسمع له أي صوت حتى لو تأخر التصوير، وهو يتعامل مع الجميع بمنتهى البساطة، وبالعكس كان يتعاون معي في وضع خطوط أخرى في دوري حتى لو أدى ذلك إلى تقليل مشاهده في المسلسل، على عكس نجوم تعاملت معهم لديهم «الأنا» متعجرفين في التعامل، ويريدون أن يظهروا في العمل من الجلدة للجلدة، وأنا سعيدة بالتعاون مع حميدة وأرى أننا تربطنا «كيمياء» العمل، وأتمنى أن نتعاون في عمل آخر، وهذا وارد بشكل كبير.

* هل شاهدت الجزء الثاني من مسلسل «كيد النسا» الذي يعرض حاليا؟

- لم أشاهده «ولا تعليق لي عليه» حيث إن وجهة نظري مشكوك فيها، لكن أحمد الله أن الجزء الأول لقي نجاحا كبيرا و«كسر الدنيا»، أنا رفضت الوجود في الجزء الثاني، حيث قلت إنه لا بد أن يكون سيناريو الجزء الثاني أقوى من الجزء الأول، لكن لم يستمع أحد لكلامي، ولكني في رمضان أشاهد نجمي المفضل الزعيم عادل إمام وأرى أن ابنه محمد عادل إمام متألق بشكل كبير وهو يتألق بشكل أكبر عندما يظهر مع والده حيث يعطيه والده «دينامو».

* ما رأيك في مسلسل «الزوجة الرابعة» لمصطفى شعبان؟ وهل تتفقين أنه قريب في الأحداث من مسلسل «عائلة الحاج متولي»؟

- شاهدت بعض حلقات المسلسل وأرى أن مصطفى شعبان يظهر بشكل جيد وكذلك الفنانات المشاركات في العمل، ولكني أرى أنه شبيه للحاج متولي، وفكرة الستات في الدراما والغيرة والزواج تعمل على جذب المشاهد بشكل كبير وتعمل على نجاح المسلسل.

* هل أنت قلقة على حرية الفن في ظل حكم تيار الإسلام السياسي في مصر؟

- أنا غير قلقة على الفن ولا أخشى على الفن من أي شيء، ولكن أحيانا يكون هناك أعمال فيها نوع من خدش الحياء للأسرة العادية، فلا بد أن تكون هناك وقفة وأن يحاسب من يفعل ذلك حيث إن هذا يسيء للفن المصري بصرف النظر عن التيار الذي يحكم البلاد.

* هذا العام يوجد في بعض المسلسلات إيحاءات وألفاظ خارجة تخدش الحياء، ما تعليقك؟

- المشكلة أن بعض الممثلين قاموا بتقليد الأتراك في إبراز الديكور الفخم وارتداء الملابس القصيرة، ويعتقدون بذلك أنهم يعملون على إبهار وجذب المشاهد عن الأعمال التركية، ولكني أعتبر ذلك تقليدا أعمى، فهم قلدوا في الأمور الثانوية وهي الشكل وليس في الموضوع، بالرغم من أن مواضيع الأتراك بعيدة كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا حيث نرى الخمرة والخيانة الزوجية الكثيرة، وهذا لا يوجد في مجتمعاتنا.

* لماذا لحقت بك العديد من الشائعات مؤخرا كالزواج من رجل سلفي وآخر إخواني؟

- هذه الشائعات ظهرت لأن سمية الخشاب أصبح لها شعبية كبيرة ونجومية، والناس كلها يحبونها، والفترة الماضية الناس كانت قلقة من حكم الإخوان لمصر لذلك قام المغرضون بإطلاق هذه الشائعات لهز نجوميتي وشعبيتي، ولكن ربنا خيب ظنهم، وأنا أعتبر الزواج قسمة ونصيب، ولن أتزوج من رجل متعصب في الدين، ولكني سأتزوج من رجل يعرف ربنا، وهذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها هذه الشائعات بل في النظام السابق واجهتني حملات تشويه عديدة، ولكن ربنا كان ينقذني، والذي أراد إيذائي ربنا أذاه.

* هل عرض عليك التعاون مع شركات إنتاج تابعة للإخوان؟

- لم يعرض، ولو عرض فسأوافق، لدينا العديد من الشخصيات الدينية التي أتمنى أن أقوم بتجسيدها كشخصية «رابعة العدوية».

* ما رأيك في الأحداث التي نعيشها الآن في مصر؟

- لا يوجد أي تغيير حتى الآن.. يوجد انفلات أمني، ويوجد بلطجة في الشارع، وزحمة الشوارع والمرور، وأعتقد أن هذا مخطط لكي يتعبوا الناس ويبعدوهم عن الحديث في السياسة «من كتر ما يواجهوه من متاعب حياتية»، فتوجد هناك حرب نفسية على المواطن، ولم يكتفوا بالماء والكهرباء التي تنقطع كل يوم، والأكل المسرطن، أتمنى أن يكون للوزارة الجديدة خطة لمعالجة كل هذه الأمور.

* هل تتوقعين أن يقوم الرئيس الدكتور محمد مرسي بدعوة وفد من الفنانين؟

- لا يوجد أهمية من هذا، أن نزوره أو هو يزورنا ليس هذا المهم، المهم أن يصلح أحوال البلد، وأن يوجد حلولا لمشاكلها، فمشكلة المرور مشكلة كبيرة ويجب حلها وكذلك باقي المشكلات التي يعاني منها المواطنون، خاصة الانفلات الأمني.

* ماذا سيكون ردك إذا تم رفع دعوى قضائية ضدك عن دور قدمته من قبل واعتبره البعض مخلا بالأخلاق؟

- سأترك نقابة الممثلين ترد وأنا سأرد بطريقتي، فالفنانون شريحة كبيرة جدا وسنتصدى لأي أحد يحاول أن يمس بنا، فالفن يعمل على زيادة الدخل القومي وهو الشيء الوحيد الذي يعمل ويدر مالا للبلد، فلا بد من الاحتفاظ بهم وتشجيعهم.

* ماذا عن فيلمك الجديد «ساعة ونصف»؟

- مشاهدي في الفيلم 7 مشاهد فقط وأتوقع أن يلقى استحسانا لدى الجمهور، فهو موضوع مختلف وأغلب أحداثه تتم في قطار، وكل فنان يقوم بدور مختلف عن الآخر وأنا أجسد شخصية «فلاحة غلبانة» تتزوج من رجل كبير في السن، وهو أحمد بدير، ويحاول محمد عادل إمام أن يغازلها، ونرى من خلال هذه الشخصية معاناتها كسيدة. وبالمناسبة كان لي مشهد في العمل «ماستر سين» ولم يتم تصويره نتيجة لظروف البلطجة التي عشناها أيام التصوير، وهذا المشهد كان مهما لي جدا ولكني لا ألوم أحدا لأن الظروف كانت غير مناسبة.

* ماذا عن مشوارك الغنائي؟

- أوشكت على الانتهاء من الألبوم الخليجي، وأستعد في الفترة المقبلة لتصوير أغنية على طريقة الفيديو كليب وسأقوم أيضا بتصوير أغنية مصرية، وأنا عاشقة للون الخليجي ولدي جمهور عريض هناك ولا بد من الاهتمام به.