المطرب حمادة هلال: القضايا الاجتماعية والسياسية مكانها برامج «التوك شو» وليس السينما

أكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الجمهور ناقده المفضل.. ورأي النقاد لا يهمه

لقطة من فيلم «مستر أند مسز عويس» («الشرق الأوسط»)
TT

شاب مستهتر صاحب شخصية ضعيفة، يطمح في أن يصبح مطربا مشهورا، يتزوج بفتاة صعيدية تبدأ في السيطرة عليه بشخصيتها القوية، لكنه يقع في غرامها في النهاية.. باختصار هذه قصة فيلم حمادة هلال «مستر أند مسز عويس» الذي تم عرضه في عيد الفطر المبارك، ولقي هجوما من النقاد المصريين وأيضا سخرية من بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

في هذا الحوار مع «الشرق الأوسط» تحدث هلال عن تفاصيل الفيلم وردود الأفعال حوله، وحقيقة اتهامه باستغلال تيمة الأطفال في أعماله، وتحدث أيضا عن مدى صحة اقتباس الفيلم من «مستر أند مسز سميث».. وفي ما يلي نص الحوار:

* ماذا عن ردود الأفعال التي تلقيتها بعد عرض فيلم «مستر أند مسز عويس»؟

- الحمد لله ردود الأفعال كانت إيجابية بشكل كبير، وهذا ليس رأيي بل آراء الجمهور، حيث لا أكتفي بالمكالمات عبر الهاتف للاطمئنان على رد فعل الجمهور، ولكني أنزل إلى دور العرض، وأحضر الفيلم وسط الناس دون أن يعرفني أحد، وأتعمد أن أكون متخفيا كي لا يجاملني أحد برأيه في العمل، وأثناء وجودي سمعت الكثير من الآراء الإيجابية والسلبية، ومن السلبيات نهاية الفيلم لم تعجب البعض من الجمهور، لذلك أعتبر الجمهور الناقد الأساسي لي في كل عمل فني أطرحه، وأبتعد عن الأفعال الذي يتبعها البعض للترويج للعمل، وهي النزول إلى الجمهور والجلوس على شباك التذاكر، فهذا برأيي سلوك رخيص، وبجانب رأي الجمهور يوجد أخطاء خاصة بي في العمل بعيدا عن المؤلف والمخرج وفريق العمل ككل، أضعها في الاعتبار في الأعمال القادمة وأقوم بتجنبها، وأكرر ذلك في كل عمل أقوم به بداية عرض أول عمل سينمائي لي.

* لكن النقاد هاجموا الفيلم وقالوا إنه دون المستوى.

- لا أخفي أنني أكون في غاية السعادة بمهاجمة النقاد لي، بل تنتابني حالة من الفرحة الغامرة عندما يهاجمون أي عمل لي، وليست هذه المرة الأولى أن يوصف عمل لي بكلمة دون المستوى، فنقدهم يعطيني إحساسا بأن العمل سيحقق إيرادات عالية، وربنا سيكرمني. وأضحكني أحد النقاد عندما كتب عن قصة الفيلم ولم يشاهده، لمجرد أن اسم الفيلم مقتبس من فيلم «مستر أند ميسز سميث» لبراد بيت وأنجلينا جولي، وهذا ما يكشف أن هذا الناقد ليس له علاقة بالسينما، وأنصحه أن يكتب في المعارضة السياسة. الفيلم الكوميدي مظلوم في مصر، يتعرض لهجوم شرس، بل يهاجم قبل طرحه في دور العرض. وهذه مشكلة. ولكن في النهاية الفيلم يستمر ويعرض الكثير من المرات وينسى الناس كل ما يكتب.

* لكن توجد كوميديا فيها إسفاف وتحتاج إلى نقد لاذع.

- لا أنكر ذلك، وهي كوميديا مبنية على الإفيهات الجنسية والإيحاءات، ولا بد أن تهاجم بشدة، وأعترف أن الكوميديا «الراقية» كانت في العصور الماضية، لكن بالتأكيد يوجد كوميديا هادفة ونحتاج التعامل معها بموضوعية كي نتعلم من النقد دون النظر إلى أي مصالح شخصية.

* ما حقيقة اقتباس أحداث العمل من فيلم «مستر أند ميسز سميث»؟

- لا يوجد أي تشابه بين فيلمي والفيلم الأجنبي، فالعمل بعيد تماما في المضمون والأحداث عن فيلم «سميث»، وعندما يشاهده الجمهور سيعرف ذلك، ولكن الصدفة هي التي جعلتنا نختار اسما قريبا من فيلم براد بيت، وكان من الممكن تغيير الاسم إلى اسم آخر، واقترحنا الكثير من الأسماء، ولكن بصراحة الاسم كان مميزا ولافتا للنظر ومضحكا، وبناء على ذلك قررنا الاستقرار على «مستر آند مسز عويس»، ومع مراعاة بأنه «كده كده» الفيلم سيتعرض للهجوم.

* هل تخوفت من تقديم شخصية عويس، خصوصا أن الشخصية «شخصية رجل فرفور»؟

- العمل يدور في شكل به نوع من الفانتازيا، وأعشق هذه النوعية من الأفلام، بالتأكيد قلقت من ردود الأفعال، خصوصا أن الشخصية جديدة على أعمالي، فهو شخص تافه وسطحي وضعيف، حاولت اللعب على طريقته في الكلام ونمط الشعر واكتفيت بذلك.

* لماذا لم تعمل على تغيير الشخصية بشكل كبير في الشكل لتخلق كوميديا؟

- هذه لعبة محمد سعد وأحمد مكي وحلمي، وأنا في النهاية عملي الأساسي مطرب.

* لماذا داخل أحداث العمل تلفظت ببعض الألفاظ النابية وأنت حريص على الاعتدال في ما تقدمه، خصوصا أن لديك جمهورا من الأطفال؟

- قلت كلمة «كلبة» فقط، والدراما كانت تحتاج إلى أن أظهر إلى أي مدى هذا الشخص سلبي وتافه، وكان في السيناريو ألفاظ أكثر بكثير ولكني تجنبتها حرصا على جمهوري الذي لم يعتد على ذلك مني.

* هل أنت من مؤيدي الأعمال الفنية التي تتحدث عن الواقع؟

- أنا من أنصار السينما البعيدة عن الواقع، وأحب الشكل الذي يدور في إطار فانتازي، المشكلات والقضايا مكانها برامج «التوك شو»، والناس تذهب للسينما لكي تنسى القضايا والهموم وتعيش «مود» العمل سواء بالحلم أو الخيال، والعمل لا بد أن يفصل المشاهد عن الأحداث الكثيرة، إضافة إلى أن الموضوعات المليئة بالواقعية لا تحقق النجاح المرجو منها ويكون الإقبال الجماهيري عليها قليلا. السينما لا بد أن يكون فيها صبغة تجارية بعض الشيء كي نستطيع أن نستمر في الإنتاج، فعلى سبيل المثال قمت بعمل فيلم أكشن وتراجيدي «حلم العمر»، ورغم أن العمل قال البعض إنه سيكون في تاريخ السينما المصرية، وكانت النتيجة جلست في البيت 3 سنوات، وعندما عدت بفيلم «أمن دولت» حقق نجاحا وإيرادات وقمت بعمل آخر في نفس العام.

* هل معنى ذلك أنك لا تفكر في أعمال ذات قضايا لها مضمون اجتماعي؟

- الكوميديا هي التي يحتاج إليها الجمهور الآن، والأعمال ذات القضايا الاجتماعية سأقوم بعملها في الوقت المناسب، لكن المنتج ينتج الفيلم، وفي نفس اليوم يتم سرقته على الإنترنت كما حدث مع فيلمي «مستر أند مسز عويس».

* هل يزعجك اتهامك بأنك تستغل تيمة الأطفال في كل أعمالك؟

- شرف كبير لي أن يكون جمهوري من الأطفال، فهذا هو الجيل القادم، وأنظر إلى المستقبل، ويكفيني أن أرسم ابتسامة على وجه طفل، وكان واضحا وهم يرددون أغنية الفيلم «سبونج بوب»، فهذا عندي بالدنيا وما فيها، وأتفاءل بالأطفال في أعمالي، وأسعى دائما إلى أن أعمل بحسب ذوق الناس، أما ذوق أهل الفن فعلى رأسي، وأيضا يعجبني هذا اللون وسأقدمه في الكثير من المرات.

* لكن الأغنية لقيت سخرية من بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي؟

- الأغنية أصبحت نشيدا وطنيا وكل شنط المدارس الآن عليها «سبونج» ولعب الكارتون «مكسرة الدنيا»، وهذا الاستظراف اعتدت عليه عندما غنيت «25 يناير» وتلقيت الكثير من النكات، ولكن هذا جعلني أفرح، فكلما استطعت أن أبكي الناس استطعت أن أضحكهم.

* تردد على بعض المواقع الإلكترونية أنك قررت منع عرض «سبونج بوب» من قنواتهم بسبب أنها أصبحت تشبه أغاني الشاذين جنسيا في أميركا؟

- (ضحك).. يبدو أن أوكرانيا والولايات المتحدة الأميركية تضايقتا من نجاح الأغنية، فهل يظهر رجل طيب؟ كيف يقال ذلك؟ لا أصدق، ورغم ذلك سأقوم بإعادة غنائية لها باللهجة الإنجليزية وبنفس اللحن، ويوجد عرض من إحدى القنوات الفضائية لترجمتها إلى اللغة الإنجليزية.

* معنى ذلك أنك تفكر في الغناء باللغة الإنجليزية؟

- أفكر في ذلك بعيدا عن أن أكسب شهرة من ذلك وشعبية أخرى، ولكن لو فكرت في الغناء فستكون أغنية دينية أخلاقية تتحدث عن الأديان السماوية، وسأتعلم الإنجليزية، فأنا ضعيف فيها، وسأتعلمه من أجل أولادي أيضا، ورغم ذلك لو فكرت في تقديم ديو مع مطرب أجنبي لن أغني بلهجته، وكل واحد يقدم عاداته وتقاليده وثقافته بطريقته.

* هل ترى أن فشل عمل فني أصعب من فشل ألبوم غنائي؟

- في السينما الإيرادات تحسم الموقف، ويوجد نقد على العمل من الجمهور بشكل مباشر وفشله الأصعب بالتأكيد، أما السوق الغنائية فأصبحت كارثة أن تطرح ألبومات لا نحس بها ونعطيها الحقوق العلنية الفكرية ولا مبيعات ولا مكاسب. الفترة الماضية اكتفيت بتقديم سنغل وأغاني الأفلام، وأجلت ألبومي أكثر من مرة، ولكني قررت طرحه في عيد الأضحى المبارك، وأفكر أن أضم أغنية «سبونج بوب» إلى ألبومي القادم نظرا لنجاحها.

* ماذا لو تم دعوتك لمقابلة رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي، وطلب منك الغناء له؟

- أغني لمصر ولأهلها بعيدا عن أي شخص، ولا أغني للأشخاص، ومشواري الغنائي يشهد على ذلك، ولو قابلته سأناشده بضرورة النظر إلى الحقوق الملكية التي تسرق وإفلاس شركات الإنتاج، وأن يقوم بالسيطرة على الإنترنت بوضع قانون لحماية الحقوق الفكرية، وهذا يدر الكثير من المليارات للدخل القومي.