ابنة جبران تويني ومراسلة «سي إن إن» تنضمان إلى أسرة «كلام نواعم»

مازن حايك: الوجود اللبناني في البرنامج جاء «بالمصادفة».. والتجديد مطلوب

TT

تنضم إلى برنامج «كلام نواعم»، الذي يعرض عبر شاشة الـ«إم بي سي»، لبنانيتان عرفتا بعملهما الإعلامي وخبرتهما الطويلة في هذا المجال. فقد أعلن أخيرا عن انضمام كل من النائبة نايلة تويني، والإعلامية أوكتافيا نصر، إلى فريق عمل البرنامج الذي يعرض على شاشة الـ«إم بي سي» منذ عام 2002. ورغم أن الأولى عملت في المجال الخدماتي العام كونها تشغل منصب نائب برلماني عن منطقة بيروت، فإنها تحتل مكانة مرموقة في عالم الإعلام المكتوب، كونها رئيسة مجلس إدارة إحدى الصحف العريقة في لبنان ألا وهي جريدة «النهار». أما مهمة نايلة في البرنامج فلن تكون عادية تقتصر على مشاركتها في إطلالة أسبوعية ضمن الحوارات التي تجريها مقدمات البرنامج، بل ستحمل نفسا مغايرا يغلب عليه الطابع الاجتماعي ويسلط الضوء على قضية إنسانية تتناولها نايلة تويني مرة واحدة في الشهر على طريقتها وبأسلوبها الديناميكي لتقدم للمشاهد طبقا حواريا من نوع آخر قولبته بطريقتها الإنسانية في إطار إعلامي شفاف واستهلته بموضوع يشغل الرأي العام اللبناني وهو موضوع «سجينات بعبدا» الذي يشكل معاناة لم يستطع أحد حتى الآن أن يضع حدا لها، كما ستتطرق في المستقبل إلى مواضيع نسائية إنسانية أخرى، كقضية النساء المعنفات وغيرها من المواضيع التي تهم النساء وتسلط الضوء على معاناتهن في المجتمع العربي.

فنايلة، التي تنتمي لأسرة سياسية وإعلامية (ابنة الراحل جبران تويني)، ستنهل من خبرتها المعتقة في المجالين لتطل في ريبورتاج قصير ومصور تحت عنوان «قضيتي»، تناقش فيه كل مرة قضية إنسانية يعاني منها المجتمع اللبناني. وتصف النائبة تويني هذه الإطلالة بأنها ترضي طموحها الحالي كونها ستقرّبها بشكل أو بآخر من الناس.

أما أوكتافيا نصر، التي سبق أن عملت في محطة الـ«سي إن إن» العالمية لأكثر من عشر سنوات وتم فصلها منها عام 2010 بسبب تعليق نشرته على حسابها الخاص لموقع «تويتر» الإلكتروني أظهرت فيه الاحترام يومها للعلامة الشيخ محمد حسين فضل الله، فقد انضمت بدورها إلى نواعم الـ«إم بي سي» لتشكل، كما قالت زميلتها في البرنامج رانيا برغوت، حالة جديدة فيها الكثير من الجرأة وحرية التعبير، وهو الأمر الذي تتميز به الوجوه اللبنانية التي شاهدناها على مر البرنامج بدءا بالمذيعة هيام أبو شديد مرورا برانيا برغوت ووصولا إلى أوكتافيا نصر ونايلة تويني. وستتميز الفقرات التي تقدمها أوكتافيا بشموليتها وبتوقع خروجها عن النطاق العربي لتطل بين الحين والآخر على جمهور «كلام نواعم» من باب الخبرة التي تحملها في مهنتها كصحافية ومذيعة لبنانية عملت في إحدى أهم المحطات الإعلامية في العالم (سي إن إن).

وستحمل إطلالاتها تلك مقابلات مع شخصيات أجنبية وعالمية تعالج فيها مواضيع مختلفة تتعلق بالعالم العربي وبلبنان ككل، وستكون عنصرا ثابتا في البرنامج، أي واحدة من النواعم المشاركات فيه، وهن الدكتورة فوزية سلامة، ومنى أبو سليمان، ورانيا برغوت.

أما المذيعة رانيا بيروت، التي تعتبر من أهل البيت في الـ«إم بي سي»، فترى أن هذا التلوين الجديد لا شك سينعكس إيجابا على البرنامج ككل، لا سيما أنه تم اختياره أكثر من مرة وحسب إحصاءات أجرتها إحدى شركات المختصة في هذا المجال (Ipsos) كأفضل برنامج «توك شو» في العالم العربي. وتقول رانيا برغوت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن الوجه اللبناني في برامج مماثلة لعب دورا مميزا، ولذلك تمكن من إثبات مكانته بشكل ملحوظ خصوصا أن اللبناني بشكل عام يتمتع بخلفية ثقافية وتربية اجتماعية مغايرة إلى حد ما عن باقي الدول العربية نظرا للانفتاح الإعلامي والثقافي الذي يعيش فيه من ناحية وتعدد أطيافه وتنوعها من ناحية ثانية». وتضيف «أنا سعيدة جدا بانضمام أوكتافيا نصر الإعلامية العالمية والنائبة نايلة تويني صاحبة العمل الصحافي الطويل إلى عائلة برنامج (كلام نواعم)، كونهما ستشكلان إضافتين مميزتين للبرنامج، فتكملان الحلقة الحوارية القوية التي عرف بها منذ بداياته حتى اليوم مع الدكتورة فوزية سلامة وباقي أفراده».

والمعروف أن «كلام نواعم» هو أحد البرامج التلفزيونية العربية التي كانت السباقة في اعتماد الحوارات الاجتماعية النسائية إضافة إلى الفنية والثقافية، من قبل مذيعات شكلن بالنسبة للجنس اللطيف مثلا وقدوة في المجتمع العربي منذ بداية عرضه عام 2002، فترك الأثر الطيب لدى المشاهد عامة، مما أطال بعمره لعشر سنوات متتالية من دون توقف.

لكن هل قصدت الـ«إم بي سي» أن تكون هذه القفزة في البرنامج لبنانية؟ يرد المتحدث الرسمي لمجموعة «إم بي سي» ومدير العلاقات العامة والشؤون التجارية فيها مازن حايك بأن الأمر هو مجرد صدفة، وأن اختيار كل من نايلة تويني وأوكتافيا نصر يعود للخلفية الإعلامية المهمة التي تحملانها وليس لكونهما لبنانيتين، مشيرا في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «كلام نواعم» يحرص دائما على التجديد النوعي فيه، وأحيانا يشمل هذا التجديد الفورمات الخاصة بالبرنامج وشكله والوجوه المشاركة فيه، وأحيانا أخرى يعتمد على تغيير عامل واحد منها. وأشار إلى أن النائبة تويني ستقتصر إطلالتها على مرة واحدة في الأسبوع لضيق وقتها، أما أوكتافيا نصر فستكون جزءا لا يتجزأ من أسرة البرنامج إن من ناحية الإعداد أو التقديم.

واعتبر مازن حايك أن «كلام نواعم» برنامج حواري ذو طابع نسائي بامتياز، وقد استطاع إلقاء الضوء على مواضيع اجتماعية حساسة تندرج ضمن قائمة الـ«تابوهات»، إذ لم يستطع أي برنامج آخر التطرق إليها بهذه الطريقة السلسة من دون إثارة الغرائز أو المبالغة في تقديمها لأنها تعتبر من أصعب المواضيع وأكثرها جرأة، وقد تقبلها المشاهد لأن الـ«إم بي سي» تحرص على معالجتها بطريقة توعوية هادفة.