مي حريري: أخبار السياسة طغت على الفن.. ولست في وارد إقامة علاقة حب أو زواج حاليا

ترى أن مايا دياب خسرت وعاصي الحلاني عفوي وكاظم الساهر متكبر

TT

وصفت الفنانة مي حريري المطربة الجزائرية فلة بالأستاذة وصاحبة الشخصية الفذة، وبالصوت الذي لن يتكرر، مثنية على مشاركتها لها الغناء على طريقة الراب في الأغنية التي أدتها مع ابنها جونيور ملحم بعنوان «باهواك». وقالت مي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المشاركة جاءت بالصدفة بعدما استمعت فلة لأغنية الديو الجديدة التي تؤديها مع نجلها، والمتوقع أن تكون بمثابة هديتها لمحبيها في عيد الأضحى المبارك، إذ أعجبت بأداء مي وإحساسها العالي في الغناء. وأضافت «أنا سعيدة جدا بهذه الأغنية، وفخورة بالخطوة التي قامت بها تجاهي مطربة كبيرة مثلها، وأتمنى أن يحبها الناس. كما أنني صورت الأغنية في كليب مميز أخرجه فادي حداد».

مي، التي سبق أن أدت أغنية ديو مع المطرب ملحم بركات (زوجها الأسبق) بعنوان «وغلاوتي عليك خليني في بالك»، تحضر أيضا لإطلاق أغان أخرى إلى جانب الديو الذي يجمعها مع فلة وابنها جونيور، بينها أغنية لمناسبة عيد الأم كتبها داني الراسي ولحنها ياسر جلال ووزعها طوني سابا، ويقول مطلعها «بغيابك كبر همي، وأخد الأمل العايش فيّ، من بعدك شو باعمل أمي، مين بدو يخاف عليّ»، وهي تقدمها كتحية لوالدتها التي رحلت عن الدنيا منذ فترة وأصابها غيابها بفراغ كبير كما تقول.

ووصفت مي حريري الساحة الفنية بالركود التام، لا سيما أن الأخبار السياسية طغت على الأخبار الفنية، وأنها شخصيا تفضل الاستماع إلى حوار سياسي بدل الفني، مشيرة إلى أن «الساحة الفنية بشكل عام تغربلت، وما عادت فيها المعمعة والفوضى اللتان شكلتا عنوانها في السنوات الماضية، فكل فنان أخذ مكانه وثبت عليه». وقالت «أعتقد أن ما يدور حولنا وعندنا من أحداث سياسية وعسكرية صار الشغل الشاغل لدى 80 في المائة من الناس، حتى إن عدد الحفلات الفنية أصبح أقل، وهناك فنانون كبار اضطروا إلى إلغاء بعض حفلاتهم الغنائية بسبب الأوضاع السائدة على الساحة العربية». وأضافت «أعمال البيزنس بشكل عام تأثرت بأحداث الساحة العربية والفن أول المتضررين».

وعن رأيها في ما يحدث على الساحة العربية قالت «لدي حزن عميق من جراء هذه الأحداث، فأنا بطبعي لا أحب الحروب، فهي تشعرني بالاختناق، وأحزن كثيرا على الضحايا الذين يسقطون هنا وهناك، لأي طرف انتموا، لأن هناك دائما من يلعب بنا تماما كأحجار الشطرنج».

وعما إذا هي منشغلة حاليا كأي أم عادية بدخول أولادها المدارس أجابت «طبعا، فأنا أم في النهاية، وأحب الاهتمام بأولادي خاصة في مناسبات كهذه، فقد عدت لتوي من بلجيكا، حيث يتابع ابني جونيور دراسته، وأشرفت على جميع التحضيرات التي تسبق موعد الموسم الدراسي لديه، وحاليا أهتم بشراء القرطاسية والكتب والحاجات المطلوبة لدخول ابنتي سارة(6 سنوات) المدرسة، وأنا سعيدة بذلك، وأشعر بلذة كبيرة وأنا أقوم به بشغف كبير بعدما صرت أكثر نضوجا، وأقدّر معنى هذه الاهتمامات للأولاد». وسألت «الشرق الأوسط» مي حريري عما إذا كانت ما زالت متمسكة بقرارها بعدم التطرق إلى حياتها الخاصة في أحاديثها وإطلالاتها الإعلامية، فأجابت «طبعا، ولن أعود عنه». وقالت بعفويتها المعروفة بها «بتعرفي ليه؟»، لأن أحدا لم يعد يملك حياة خاصة، فنوعية الناس والعالم تغيرت، والأسرار لم تعد موجودة في هذا العصر، والأخبار تنتقل بسرعة من هنا إلى هناك بفضل الاتصالات والمواقع الإلكترونية من ناحية وحب الثرثرة من ناحية ثانية».

وعن سبب تفضيلها المال على الجمال كما ذكرت في إطلالة تلفزيونية أخيرة لها ردت قائلة «المال في أيامنا هذه أهم، وبإمكانه أن يجلب الجمال، ولكن بالنهاية ليس هناك أهم من الصحة». وتضيف «السعادة في حد ذاتها لا يجلبها لا هذا ولا ذاك، وهي على كل غير موجودة خصوصا عند أهل الفن».

مي التي تعترف بأن أداءها الغنائي تحسن عن الماضي فصارت أكثر تمكنا وخبرة في إظهاره، علقت على هذا الموضوع قائلة «لقد اتبعت تمرينات خاصة مع اختصاصي الفوكاليز طوني البايع، ثم إن الألم في حد ذاته يعلّم الفنان ويبلور صوته، فلقد مررت بحالات ألم كثيرة واكتشفت أنها كان لها دورها المهم في نضجي الفني عامة».

وعن حياتها اليوم ومدى حاجتها إلى حب جديد يلونها أو زواج يقويها قالت «حب؟ أي حب؟ أنا اليوم أعيش لأولادي. حظي قليل مع الحب، والزواج أمر غير وارد حاليا، فإضافة إلى كوني غير محظوظة فأنا أبحث دائما عن المستحيل والصعب، ولذلك تصعب الأمور علي أكثر فأكثر».. ثم تضحك وتقول «على كل الرجال أصبحوا قلة قليلة في هذا الزمن.. والله يستر».

وعن نوعية الأغاني التي تستمع إليها حاليا ردت مي حريري «في سيارتي ألبومان، أحدهما لوائل جسار الذي أعشق صوته وأستمع إليه عندما أكون حزينة فيبكيني، وآخر لأيمن زبيب أستمع إليه عندما أكون فرحانة، لكن الموضوع ليس أنني لا أستمع لأحد آخر، ولكن أهل الفن بشكل عام غير مرتاحين، والناس أيضا، وأنا أعدّ للمليون كلما أردت إطلاق أغنية لهذا السبب أيضا». وتبدي الفنانة اللبنانية رأيها في برنامج «the voice» الذي يعرض حاليا على قناتي «إم بي سي» و«إل بي سي»، فتقول «هو برنامج جميل، ولقد أحببت كثيرا الفنانين العمالقة المشاركين فيه، فعاصي هو الأكثر عفوية وقريب للقلب وطيب، أما صابر الرباعي فهو يتمتع بالأدب والأخلاق والثقافة، فهو فنان كامل، وشيرين طبيعية وغير مصطنعة، أما كاظم الساهر فهو في رأيي لم يستطع بعد أن يتأقلم مع البرنامج، فمن يشاهد (the voice) يشعر بسرعة بأنه خارج عن السرب وكأنه متكبر». ورأت أن هذا النوع من البرامج يكشف وجه الفنان الحقيقي، وليس من شأنه أن يخفف من وهج النجم المشارك فيها، بل على العكس يولّد علاقة مميزة بينه وبين المشاهد. وتضيف «لكن الأمر يختلف بين الفنان والفنانة، فأعتقد أن المرأة كلما لفّها الغموض وأقلت من إطلالاتها كان ذلك أفضل، أم أنكم تخالفونني الرأي؟».

وعن رأيها في برامج الألعاب والمنوعات المنتشرة أخيرا على عدد من التلفزيونات قالت «أعتقد أن مايا دياب عملت جاهدة للوصول إلى النجومية في هذا الإطار، لكنها في رأيي خسرت كثيرا بعد المشاكل التي حصلت بينها وبين محطة (إم تي في)، فهذه المحطة هي التي كانت السبب في شهرتها، وكان عليها أن تتنبه لهذا الأمر. أما بالنسبة للبرامج الأخرى فأنا لا يتسنى لي الوقت لأتابعها، لكن رزان مغربي مقدمة محترفة - تقدم حاليا برنامج (طنّة وغنّي) على شاشة (المستقبل) - ولها مكانتها في هذا النوع من البرامج، و(بتليق لها) الكاميرا». وبلمحة سريعة لشريط حياتها وصفته مي حريري بأنه تخلله الحلو والمر، وأنه ما من شيء وصلت إليه بسهولة، فكل شيء دفعت ثمنه، لكنها في المقابل كما تقول لم تفرط يوما في اسمها.