«طنة وغني» و«شخصية أو غنية» أحدثها

برامج التسلية والمنوعات تغزو من جديد الشاشات اللبنانية

TT

في الوقت الذي تجري فيه محادثات مكثفة بين الفنانة مايا دياب وإدارة تلفزيون «إم تي في» من أجل إيجاد حل مقبول لدى الطرفين لإعادة تصوير برنامج المنوعات «هيك منغني» في موسمه الجديد، بدأت محطات لبنانية أخرى بعرض برامج ألعاب ومنوعات على شاشتها ترتكز على الموسيقى والأغنية من ناحية وعلى مقدمة تتمتع بالحس الفني وبالشكل اللافت من ناحية أخرى محاولة بذلك استقطاب المشاهد في الوقت الضائع الذي تستغرقه «إم تي في» في مشاوراتها مع مايا دياب ولتشكل بذلك منافسة مرتقبة لهذا النوع من البرامج الذي عاد إلى الشاشة الصغيرة من جديد بعد فترة من الغياب.

فمحطة «إل بي سي» من جهتها بدأت بعرض «شخصية أو غنية» وهو برنامج ألعاب وتسلية تقدمه جوزيان الزير التي سبق وتعرف إليها المشاهد في برامج انتقادية كوميدية بينها «كتير سلبي» على شاشة «إم تي في» وهو كناية عن برنامج مسابقات ترفيهي يقدم وعلى مدى ساعة ونصف معلومات عامة وأغاني وضحكا وتسلية وجوائز مالية ويتطلب من المشارك فيه اختيار رقم من بين 14 ضيفا وتبدأ مرحلة الأسئلة والمسابقات منذ اللحظة الأولى بحيث المطلوب من المشترك معرفة المهنة التي يمارسها الضيف أو اسم الأغنية التي يخبئها إلى أن يصل لمرحلة النهاية وتحسب النقاط التي جمعها والتي على أساسها يربح مبلغا من المال. ورغم أن البرنامج يتضمن الألعاب بشكله العام ولكن الانطباع الأول الذي أخذه المشاهد عنه هو أنه يرتكز على الموسيقى والأغنيات مما يجعله يندرج في لائحة البرامج الموسيقية تماما كالذي يقدم على شاشة تلفزيون «المستقبل» تحت عنوان «طنة وغني» وفيه يقوم المشتركون بالغناء على موسيقى أغان معروفة تقدمها مذيعة البرنامج «رزان المغربي» على طريقتها فأحيانا يؤديها المشترك بشكل جيد وأحيانا العكس ولكنها في الوقت نفسه تكشف عن هواية الغناء التي يتمتع بها أحد المشاركين فتشكل بابا ينفتح أمامه لامتهان الغناء. كما يستضيف البرنامج في فقراته التي تتوزع على سبع وهي: «غني وصيبا وعالعمياني والكلام بمحلو وغني أوكي وغني وجود وصيبا كمان والسبق عاللقب» بعض أهل الفن الذين يلونون البرنامج بأغانيهم ويولدون جوا من الفرح والمرح بين المشتركين السبعة الذين يتم اختيارهم عشوائيا دون أي يكون لديهم أي علاقة سابقة بمهنة الغناء. وفي الختام يستطيع المشارك أن يحقق الفوز بمبلغ من المال يصل إلى 20000 دولار.

وتدافع جوزيان الزير في حديث لـ««الشرق الأوسط»» عن مقولة أن برنامج «شخصية أو غنية» يشبه إلى حد ما برنامج مايا دياب «هيك منغني» فتقول: «لا أعلم كيف استطاع المشاهد أخذ هذا الانطباع مع أن البرنامج لا يشبه لا من بعيد أو قريب أي برنامج آخر وإذا أردتم التركيز على مايا دياب فأنا أقول لكم إنني لا أقوم بأي فقرة تشبه ولو فقرة واحدة في برنامجها فالفورمات ككل هي مغايرة تماما فهي لديها فريقان وأنا لا وهي لديها ضيوف معروفون وأنا لا وبرنامجها يرتكز على الموسيقى والأغاني أما أنا فيرتكز برنامجي على الألعاب والحزازير والربح فكيف باستطاعتهم التشبيه ما دام ليس هناك من قاسم مشترك واحد بين البرنامجين؟» وأضافت جوزيان الزير التي سبق وقدمت برامج تلفزيونية أخرى على قناتي «المستقبل» و«دبي» وتدربت على الإلقاء التلفزيوني من قبل المخرج الإذاعي الراحل عمر الزين: «أعتقد أن مايا دياب شكلت حالة فنية من ناحية اللوك وليس من ناحية التقديم وأصبح الناس لا شعوريا يقارنون بينها وبين أي مقدمة برنامج منوعات أو تسلية أخرى ولكني أريد القول بأن مايا وأنا لا نتشابه إلا في قامتنا الطويلة وكوننا ننتمي إلى نفس البرج ألا وهو العقرب».

واعتبرت جوزيان أن البرنامج لا شك سيكون له وقعه الجيد على المشاهد خصوصا أنه يتيح له المشاركة فيه ولو صوريا وهم يتسمرون أمام الشاشة ويبحثون عن طبيعة مهنة هذا الضيف أو ذاك ويبدون آراءهم في هذا المشترك أو الآخر.

والمعروف أن برنامج «هيك منغني» الذي سبق وقدمته مايا دياب على قناة «إم تي في» أثيرت حول عودته إلى شاشة المحطة المذكورة التكهنات والأسئلة الكثيرة بعد سوء التفاهم الذي حصل بين الطرفين (مايا وإدارة إم تي في» إثر تقديم مايا دياب برنامج «deal or no deal» على قناة «النهار» المصرية قبل أخذ الإذن من إدارة «إم تي في» للقيام بهذه الخطوة حتى أن المحطة بادرت إلى البحث عن فنانة أخرى تقوم بتقديمه ورشحت يومها دومينيك حوراني للقيام بذلك إلا أن المحادثات عادت من جديد إلى الواجهة بين الطرفين بانتظار حل مقبول لجميع الأطراف. أما المخرج كميل طانيوس الذي وقع على عدد من برامج التسلية والمنوعات التلفزيونية وبينها «هيك منغني» ومؤخرا «طنة وغني» أوضح أن سبب عودة هذا النوع من البرامج إلى الواجهة اليوم هو اشتياق المشاهد لها إذ صار يفضل تمشية وقت من المرح والتسلية أمام الشاشة الصغيرة بدل متابعة برامج الحوارات السياسية فقط وكون هذه البرامج شكلت نجاحا ترجم بحجم الإعلانات الذي تستقطبه من ناحية ونسبة المشاهدة العالية التي حققها من ناحية ثانية فعمدت إدارات البرامج إلى إحيائها من جديد. وقال في حديث لـ««الشرق الأوسط»»: «هناك دائما موضة برامج تغلب على أخرى بين موسم تلفزيوني وآخر فكما شاهدنا في الماضي انتشار برامج الانتقادات الكوميدية تابعنا أيضا برامج تلفزيون الواقع في حقبة أخرى إضافة إلى موجة برامج الحوارات المنوعة التي ولدها برنامج (مايسترو) مثلا أو (ضد التيار) وجميعها كانت برامج ناجحة ولاقت صدى طيبا لدى المشاهد تماما كما يحصل حاليا لبرامج الموسيقى والألعاب».