سينما

TT

* آمي أدامز: لا أتصرف كما لو كنت رجلا.. وأنا مدمنة عمل

* في الحياة الخاصة تفضل أن تكون ضعيفة وتتحاشى المجابهات

* في ثلاث عشرة سنة ظهرت الممثلة آمي أدامز (38 سنة) في 30 فيلما. كانت واحدة من بنات فيلم نسائي البطولة عنوانه «أسقط ميتا أيها الجميل» Drop Dead Gorgeous سنة 1999 تولت أدواره الأولى كيرستين دانست وإيلين باركن وكريستي آلي بجانب برتني مورفي وأليسون جاني، والآن هي البطلة النسائية لفيلم «المشكلة مع المنحنى» الذي يظلله وجود كلينت إيستوود، فهذا فيلمه الأول ممثلا منذ أن لعب بطولة «غرام تورينو» (2009) وأول فيلم يمثله من دون أن يخرجه أيضا منذ أن أدى بطولة «في خط النار» (وولفغانغ بيترسون – 1993). فيه تؤدي آمي دور امرأة تكتشف في إصرار أبيها، كما يؤدي كلينت إيستوود الدور، باعثا لها على الفوز في مضمار مختلف من الحياة. الفيلم ليس «مليون دولار بايبي» مع استبدال الملاكمة بلعبة البايسبول مطلقا، بل هو موضوع جديد حول الرجل المسن (إيستوود) الذي يريد البرهنة عن قدراته في اكتشاف المواهب، وهي المحامية التي تكتشف أشياء جديدة بمجرد معايشتها أزمة ذلك الرجل مع نفسه والعالم المحيط.

وهذا ليس فيلمها الجديد الوحيد. هذا العام نراها في فيلم النوستالجيا «على الطريق» (لوولتر سايلس) الذي تقع أحداثه في الستينات و«السيد» (لبول توماس أندرسن) الذي تقع أحداثه في أواخر الأربعينات. الفيلم الذي لفت الأنظار إليها كما لم يفعل فيلم لها من قبل هو «جولي وجوليا» (نورا إفرون – 2009) الذي لعبته أمام ميريل ستريب..

* إلى الآن يزداد عدد الممثلين المشهورين الذين تقفين معهم، إيستوود، ستريب، فيليب سايمور مور.. ما موقفك إزاء ذلك؟

- هذه متعة خالصة في الواقع. في مسيرة الممثل مراحل كثيرة، وإذا كان مثابرا، يأتي اليوم الذي سيقف فيه أمام ممثل آخر هو أو هي معجب به، وهذا ما حصل معي. كل واحد من هؤلاء الذين ذكرتهم هو قمة وخبرة تجعلني أتواضع كثيرا أمامها.

* كيف تصفين إيستوود ممثلا؟

- محترف خالص، وفي الوقت ذاته سهل في توظيف تقنياته. هناك ممثلون جيدون كثيرون يعيشون الشخصية التي يؤدونها على الشاشة ولا يريدون تركها، بل يعيشون فيها طوال مدة التصوير. وأعتقد هناك من يأخذها معه إلى البيت بعد التصوير. أنا لم أجرب ذلك بعد، لكن ما أدهشني هو أن كلينت يدخل ويخرج من الشخصية بسهولة. هو من يلعب الدور أمام الكاميرا بكل تلقائية ومن يتخلص منها حين يعود إلى مقعده بانتظار بدء المشهد التالي.

* بالمقارنة، كيف تجدين الممثل فيليب سايمور هوفمان الذي مثلت أمامه «السيد»؟

- هذا ثاني مرة أمثل فيها أمام فيليب (المرة الأولى كانت في «شك» قبل أربع سنوات) لذلك أستطيع أن أقول إنني أعرفه إلى حد بعيد. إنه ممثل يعامل الدور بجدية مطلقة. تصور ممثلا لا يزال يقرأ بعناية فائقة كل مشهد على حدة ويضع ملاحظاته على هامش كل صفحة كما لو أنه يمثل الدور على الورق أولا. وحين ينتقل إلى الشاشة ينتقل جاهزا لكل احتمال. بل أنت الذي تجد نفسك مندهشا أمام قدرته الفائقة على التمثيل.

* هناك مباراة في التمثيل بينه وبين واكين فينكس.. كيف تعاملت مع هذا الشأن؟

- «السيد» هو فيلمهما قبل أن يكون فيلم أي طرف آخر. نعم هناك دور كبير لي، لكن الفيلم ليس عني بل عنهما. مشاهدتهما يمثلان تساعدك بصفتك فنانا على أن تنمو. يدفعك لكي ترفع مستوى أدائك درجات كثيرة. لا تستطيع أن تكون غائبا عما يدور أو غير مشترك فيه.

* في «المشكلة مع المنحنى» نراك قوية الجانب خصوصا في المشهد الذي يدور بين زملاء لك من المحامين. تحسنين الدفاع والصد.. هل أنت كذلك في الحياة العامة؟

- قبل أن أقول لك نعم أو لا، في الفيلم أقوم بدور امرأة في داخلها شخصية صلبة، لذلك أقف في مواجهة ما يحدث في محيطي بصفتي محامية. لكني في الحياة الخاصة أستطيع أن أؤكد أنني لست كذلك على الإطلاق. أنا في الحياة الخاصة بين أن أمثل أنني صلبة وقوية أو أن أكون من أنا. في الحالة الأولى سيشتمني الناس ويعتبرونني صعبة المراس. في الحالة الثانية سيعتبرونني امرأة ضعيفة. بين الحالتين قد أفضل أن أكون ضعيفة وأتحاشى المجابهات.

* كيف تجابهين المواقف الحادة؟

- أجابهها بقدر كبير من الأنوثة. أنا امرأة أحب أن أكون كذلك. أحب الرجل. لا أريد أن أكون رجلا ولا يهمني أن أتبدل ولا أعتبر أن علي أن أتصرف كما لو كنت رجلا لكي أحل مشكلاتي. هذا التصرف ليس في شخصيتي. وعندما فكرت في أن علي أن أتصرف كما لو كنت قوية بالفعل، وجدت أنني لا أستطيع لأنني إنسانة منطقية، لذلك أعالج المسائل من منطلق أنوثتي حتى ولو حاول البعض استغلال ذلك.

* بدأت السينما نسبيا متأخرة..

- نعم. كنت في الثامنة والعشرين.. نعم نسبيا متأخرة.

* هل وجدت أن ذلك حرمك من فرص أفضل؟ كيف أثر ذلك على مهنتك؟

- نعم بدأت نسبيا متأخرة، هذا صحيح. لكني لا أعتقد أنه حرمني من أدوار سابقة لعبتها ممثلات أخريات إذا كان هذا هو القصد من السؤال. ما أعتقد أنه حدث بالفعل أن بدايتي المتأخرة جعلتني أقبل على العمل بلا توقف. تستطيع أن تقول عني إنني مدمنة عمل رهيبة. في بعض الأحيان يبدو أنه من الأسهل عليك أن تعمل على أن تتوقف عن العمل. هل يحدث هذا معك؟

* دائما.

- بالنسبة لي أعلم أن هذا ربما وهم.. أعني أن يكون سهلا العمل عن عدم العمل. لكني أعتقد أنني حين أعمل أشعر بأنني أستطيع أن أتحكم في عملي، في حين أنني حين لا أعمل قد تفلت الأمور مني تماما فلا أستطيع التحكم بها.

* هل تدفعك بعض الأفلام التي تمثلينها لكي تتجاوزي معضلات الحياة أو لتحقيق نفسك على نحو جديد؟

- الحقيقة نعم. الفيلم الجيد هو ميدان مبتكر للأفكار والممثل يصبح طرفا فيها. مثلا في «السيد» كان همي أن أتفاعل مع الموضوع وأن لا أبقى خارجه. أعتقد أنك شاهدت الفيلم وتعرف أنني أمثل دور زوجة ذلك الرجل ذي الأطوار الغربية (فيليب سايمور هوفمان)، إن لم أتجاوب ذاتيا، سأكون حاضرة فقط. هذا حدث كبير. أيضا العديد من الأفلام التي تشاهدها قد تحثك على تكوين جانب جديد من حياتك أو على أن تفعل شيئا مهما أو أن تقوم برحلة لم تقم بها من قبل.

جولة بين الأفلام الجديدة سباق الجوائز

* ترتفع نسبة الأفلام النوعية بين عروض الأفلام هذا الأسبوع، وذلك لأن المنافسة على الأوسكار و«غولدن غلوبس» وأي جائزة ذات قيمة فنية وإعلامية بدأت بالفعل. العروض الحالية من الأفلام التي تتوجه ظاهريا إلى بائعي التذاكر وكليا إلى سباق الجوائز تشمل «المشكلة مع المنحنى» (وورنر) و«السيد» (واينستين كومباني) والفيلم التسجيلي «حكايات الليل» الذي يدور حول مستوى العناية بالمرضى في المستشفيات العامة. وكان «هوب سبرينغز» قد بوشر عرضه قبل ثلاثة أسابيع، لكنه أضعف من يلج المباراة رغم حسن تأدية ميريل ستريب لدورها. وفي الشهر المقبل، سنجد المزيد من الأفلام النوعية؛ من بينها الفيلم التسجيلي «الغرفة 237» ثم «ثلاثة أيام من هاملت» و«كلاود أطلس» و«آرغو» و«وحوش البرية الجنوبية» و«حياة باي» و«الأرض الموعودة».

* والدعوات لمشاهدة العروض الجديدة في حفلات خاصة بأعضاء «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب» المانحة لجوائز «غولدن غلوب»، التي يمثل هذا الناقد فيها صحيفة «الشرق الأوسط»، تهطل كالمطر منذ انتهاء مهرجان تورونتو في السادس عشر من سبتمبر (أيلول) الحالي. وهي تشمل أفلاما أميركية وعالمية من بينها فيلمي الأنيميشين «بيتلويني» لتيم بيرتون و«فندق ترانسلفانيا» لجندي تارتاكوفسكي و«محلق» Looper الذي يستحق على الأقل لقب أفضل خيال علمي لهذا العام، و«هنا يأتي الانفجار» لفرانك كوراسي مع سلمى حايك وهنري وينكلر و«موازنة» للمخرج نيكولاس جاريكي الذي شوهد في مهرجان تورونتو وسيفتتح مهرجان أبوظبي في الحادي عشر من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وكذلك «الصحبة التي تحتفظ بها» لروبرت ردفورد الذي شوهد في مهرجان فينيسيا. ومن لم يستطع اللحاق بواحد من هذه العروض الخاصة، فإن مكاتب الإعلام لكل فيلم أو شركة سوف ترسل لك راضية الفيلم على أسطوانات تشاهدها في راحة ببيتك.

* قبل أيام تناهى إلى المسامع أن المسؤولين عن السينما الجزائرية اجتمعوا لاتخاذ قرار حول أي فيلم يمكن إرساله إلى ترشيحات أفضل فيلم أجنبي.. على الإخوة هناك السرعة في اتخاذ هذا القرار لأن باب الانتساب سيغلق مع نهاية هذا الأسبوع. الدول التي سارعت لإرسال أفلامها كثيرة خصوصا خلال الأسبوعين الماضيين. السينما الإيطالية بعثت بتحفة الأخوين تافياني الصغيرة «قيصر عليه أن يموت» للأخوين باولو وفيتوريو تافياني. ومن الهند «BARF» وهو دراما خفيفة حول ثلاثة شبان يتعلمون أن الحب، حسب تعبير صانعي الفيلم، لا يمكن تحديد ماهيته! والفلبين لديها دراما عن لوطي عجوز يعيش حالة قلق من مصيره بعدما تقدم به العمر وبات وحيدا. وفي حين تقدم رومانيا فيلمها الذي عرضته في «كان»، «ما وراء الهضبة»، اختارت إستونيا فيلما كان عرض في مهرجاني كارلوفي فاري وتورونتو هو «صنع الفطر» لتوماس هوشر. أما إسرائيل، فبعثت بفيلمها «املأ الفراغ» الذي سبق له أن شوهد في «كان».

* شباك التذاكر

* أفلام كثيرة جديدة هبطت السوق هذا الأسبوع بينها فيلم كلينت إيستوود «المشكلة مع المنحنى» الذي حط ثالثا، ولو أنه خلال أيام الأسبوع ذاته تقدم إلى المركز الأول. فيلم «السيد»، جاء سابعا

* 1 (-) End of Watch: $13,835,660 (3*) 2 (-) House at the End of the Street: $13,404,090 (2*) 3 (-) Trouble with the Curve: $12,720,215 (3*) 4 (2) Finding Nemo: $9,446,606 (3*) 5 (1) Resident Evil: Retribution: $6,710,204 (2*) 6 (-) Dredd 3D: $6,300,572 (2*) 7 (-) The Master: $5,724,022 (4*) 8 (3) The Possession: $2,366,003 (2*) 9 (4) Lawless: $2,321,512 (3*) 10 (5) ParaNorman: $2,292,641 (2*)

* بين الأفلام

* القاضي والجلاد Dread إخراج: بيت ترايفيز أدوار أولى: كارل أوروبن، أوليفيا ثيرلبي، لينا هيدي.

النوع: أكشن/ الولايات المتحدة (2012).

تقييم: (2*)(من خمسة) كل العناصر التي تستخدم اليوم لتقديم فيلم علمي - خيالي يحمل منحى من التفكير في شؤون المستقبل، موجودة على نحو طبيعي في هذا العمل الذي ابتكر شخصيته جون واغنر ورسمه كارلوس إزغويرا على صفحات مجلة «كوميكس» «IPC» البريطانية سنة 1977. ما هو غير موجود تحقيق الفيلم الصحيح والجيد عن الموضوع عوض خلق حالة من المؤثرات الدائمة والخدع البصرية اللاهية وبالأبعاد الثلاثة حتى يتضاعف قدر الأذى.

القاضي درد هو أحد قضاة عصر لاحق معين من قبل السلطات لكي يمثل القانون في عالم مستقبلي يقع في ضواحي المدن المكتظة. إنه ليس قاضيا يجلس على كرسي العدالة ويستمع لمحامي الدفاع ووكيل النيابة وهما يترافعان بخصوص هذا المتهم أو ذاك، بل رجل قانون يمارس المقاضاة ويحكم على الفور وليس من شأنه اقتياد المحكوم عليه إلى السجن إذا وجده مذنبا بل يستطيع أن ينفذ فيه حكم الإعدام إذا ما وجد أنه يستحق ذلك.

هناك ما يكفي من دلائل في المجتمعات الغربية للشعور بأن المستقبل بعد بضع سنوات قد يكون على صورة لا تخلو من هذا التعسف. السلطات تحاول درء الإرهاب بمختلف أنواعه عن طريق اتخاذ إجراءات لم تكن واردة في حسبان المجتمعات المذكورة قبل عشرين أو خمس وعشرين سنة. الآن تتكاثر الأفلام التي تتحدث عن قبضة السلطات القوية على شؤون الحياة والأفراد وبعضها، مثل «أرث بورن»، يضعها في الزمن الحالي. لكن هذه الطروحات، محتملة الحدوث أم لا، يمكن لها أن تفيد الأفلام التي تتعامل معها من حيث منحها العمق الدرامي الذي تستحقه. أما هنا، فإن هذا العمق محدود جدا، إنه مشار إليه في أفق ما (كما الحال في النسخة الجديدة من «توتال ريكول») أكثر مما هو معمول به. العالم الذي يصوره هو عالم ما بعد وقوع كارثة نووية حيث الحياة تصبح، عمليا، مستحيلة وربما يصبح من المتعذر التحكم بالجريمة من دون قوة ضاربة تقتل أولا (وهناك كثير من العنف في هذا الفيلم) وتسأل ثانيا.. أو لا تسأل بالمرة.

على عكس شخصيات كوميكس أخرى (أيرون مان، باتمان، سبايدر مان.. إلخ) لا يحمل القاضي «درد» وجهين: واحد إنساني يكشفه الفيلم لنا بمجرد خلع القناع، وآخر تحت ذلك القناع حين ينبري لمجابهة الأشرار. درد الحالي دائما تحت القناع لا تستطيع أن تتجاوب معه أو ضده، وتفاعلك بالتالي يبحث منذ البداية عن بديل وتعويض. والممثل الذي يؤديه (كارل أوروبن) لا يحمل اسما مشهورا ولا يستطيع أن يخلع القناع لكي يبرهن على أن لديه قدرة على التمثيل أو على الأقل عكس ذلك الشعور بأنه قاس على النحو الذي يقترحه عليك لباسه وحركاته.

المخرج بيت ترايفيز يعتقد أنه يستطيع الاستغناء عن كل مقومات العمل الجيد بمجرد أن عليه التوجه لجمهور واسع. ولعله أراد أن يقدم عملا لا يعترف بما تحاوله أفلام «سوبر هيرو» أخرى وهو الإقدام على «خلطة فوزية»، حيث قليل من الأكشن هنا وقليل من المواقف الدرامية هناك وقليل ثالث من الكوميديا، وكلها مقادير ممتزجة، قد تنجح بدورها أو قد لا تنجح.

الشخصية ذاتها كانت انتقلت إلى الشاشة سنة 1995 عندما لعب سيلفستر ستالون الدور. لم يكن فيلما جيدا لكنه كان أفضل قليلا من هذا العمل و.. شاهدنا وجه ستالون بالفعل.

* سنوات السينما

* 1927 | بين حربين

* العالم السينمائي كان على موعد مع فيلمين أميركيين دخلا التاريخ. واحد لفنه العظيم والثاني لكونه أول فيلم يفوز بالأوسكار الذي أقيم في العام التالي. الأول هو «الجنرال» للكوميدي الفذ باستر كيتون الذي روى فيه حكاية رجل في الحب خلال الحرب الأهلية الأميركية ينقذ حبيبته ويخبر الجيش الجنوبي عما يدبره له الجيش الشمالي من هجوم مباغت. لا مجال هنا للحديث عن تصاميم المخرجين كيتون وكلايد بروكمان وتنفيذهما لعمل ملحمي وكوميدي في الوقت ذاته.

الفيلم الثاني هو «أجنحة» لويليام أ. ولمان وهو عن حرب أخرى، تلك العالمية الأولى وبطلها صديقان يحبان امرأة واحدة (في حين تحب أحدهما فتاة أخرى هو لا يشعر بها) ويدخلان الحرب معا (طيارين). المفاجأة الدرامية هي أن أحدهما يطلق النار خطأ على الآخر فيقتله. ليس فيلما خاليا من العيوب، لكن مشاهده الجوية بالغة الإجادة بلغة زمنها وحتى اليوم.