سينما

TT

* نيكول كيدمان لـ «الشرق الأوسط»: في الـ 45 ما زلت مسحورة برحلة الإنسان في الحياة

* الممثلة الأسترالية: أتطلع في أفلامي إلى النزوح من الأدوار المريحة إلى الأدوار غير المريحة في سن الخامسة والأربعين وأم لفتاتين وزوجة وربّة بيت ما زالت الممثلة كيدمان تجد الكثير من الوقت لكي تمثل. بل إنها اليوم أكثر انشغالا مما كانت عليه قبل ثماني أو سبع سنوات. فيلمان انتهت من تصويرهما هما ««همنغواي وغيلهورن» و«وقّاد» وآخر سيعرض لها بعنوان «الصحافي» وثالث دخلت تصويره في باريس وموناكو هو «غريس موناكو» وما لا يقل عن ثمانية أفلام مؤكدة في مراحل مختلفة ستقوم إما بلعب بطولاتها أو بإنتاجها.

فيلمها المقبل «الصحافي» عمل ساخن جدّا بالنسبة إليها. الشخصية التي تؤمها هي لامرأة غريبة الأطوار تمارس الحب بالإيحاء مع سجين بعيد عنها بضعة أمتار، ولديها في الوقت ذاته القدرة على مواجهة نفسها بقسوة. للدور التقت بنساء وجدن أنفسهن على علاقة عاطفية مع مساجين وتحدثت إليهن وكوّنت المعالم النفسية والعاطفية للشخصية التي تؤديها. لكن الجانب الآخر هو أنها في أفلامها الأخرى المنتهية حديثا تتحوّل إلى شخصيات بالغة التباعد ما يجعلها، إذا ما خرجت هذه الأفلام على النحو الموعود، الممثلة الأكثر جرأة من بنات جيلها.

* «الصحافي» الذي شوهد في مهرجان «كان» هو عمل جريء لم تقومي به من قبل. هل نتحدّث أولا عن شعورك حين قرأت السيناريو؟

- قرأت السيناريو وكنت شاهدت فيلم لي دانيال السابق «برشيوس» ولم أكن أتوقع أن يعرف علي تمثيل دور من هذا النوع. يبدو لي أنه كلما ازدادت سنوات المهنة عند الممثل، صار مطلوبا منه تأدية أدوار معيّنة تتحول إلى شكل نمطي ما يسبب لديه الإحباط.

* لماذا في رأيك يحدث ذلك؟

- في البداية هو أمر محمود، فحدوثه دليل على أن الجمهور يريده هكذا. يقبل عليه في هذه الصفة أو في هذه الشخصية ويبتعد عنه إذا ما اختلف أو ابتعد هو عنها. الناس تبحث عن كيف أعجبها الممثل وليس عن كل شخصياته. لذلك من الصعب جدّا أن يشهد الممثل النجاح ذاته في كل الأنواع ومهما اختلفت أفلامه. بالنسبة إلي أتطلع في أفلامي إلى النزوح من الأدوار المريحة إلى الأدوار غير المريحة. ودوري هنا بالتأكيد غير مريح لا لي ولا إلى الذين اعتادوا أن يقيّموني حسب الأدوار السابقة. إنه مخيف لدرجة كبيرة بسبب ما يحمله من دلائل ومواقف عاطفية وجنسية. لكن الممثل عليه أن يلتزم بالدور عوض أن يهرب منه.

* شارلوت، تلك المرأة التي تؤدينها في الفيلم ليست سهلة. كيف تقمصت دورها؟

- هي بالفعل ليست سهلة والطريقة الوحيدة التي كان يمكن لي أن أقوم بدورها أن أصبح هي. مثلت الكثير من المشاهد مع جون كوزاك والتقيت به خارج التصوير مرّات، لكننا امتنعنا أن ننادي بعضنا بأسمائنا الحقيقة حتى انتهى الفيلم. عند نهاية التصوير جاء إلى شقتي ودق الباب وقال: «هالو.. أنا جون» (تضحك). هناك مشهد أعدته نحو عشر أو اثنتا عشرة مرّة. كنت متوتّرة جدا وربما كنت أعيش شارلوت في توتّرها لأكثر مما ينبغي.

* الفيلم سيعرض هنا قريبا، لكنه عرض في «كان» أولا. ماذا كان شعورك حين شاهدته هناك؟

- قلت في نفسي: «هذا هو أنا إذن». كنت أشاهده كنيكول كيدمان من جديد. كانت الشخصية التي أمامي مختلفة عني. لكني كنت مرتاحة.

* كيف يختلف لي دانيالز عن سواه من المخرجين؟

- في كثير من الأمور. لي يستعمل اللقطات البعيدة. تجد نفسك وحيدا فهو مختبئ في ركن ما يصوّرك من دون أن تشعر بالكاميرا. يترك الحرية كاملة لك لكي تتحرّك في داخل اللقطة كما تريد. لقد انتهيت من «وقّاد» Stoker لبارك تشان ووك والفارق بين المخرجين كبير جدا فبارك ممنهج إلى أقصى درجة. كل لقطة، كل كلمة كل حركة وكل شيء مصمم عنده وعلى الممثل القيام به على نحو لا اختلاف فيه عما في بال المخرج. إنه مخرج رائع لكن أسلوبه على قدر كبير من التمسّك بالتفاصيل. عملت على نحو متوالٍ مع مخرجين مختلفين ومتناقضين.

* ما الذي يدفعك إلى قبول فيلم بالدرجة الأولى؟ السيناريو؟ الموضوع؟ الشخصية؟ أم المخرج؟

- أعتقد أنني ما زلت مدفوعة بالمخرج وقدراته. أعرف الكثير عمّن سأعمل معهم أو لن أعمل معهم. على الرغم من هذا، وبالنسبة لشخصية شارلوت، فإن وجودها هو دافع أساسي. إنه تمدد أقوم به لكي أمثّل شخصية لم أمثّلها سابقا.

* لديك فيلم جديد آخر هو «همنغواي وغيلهورن» عن الرحالة والكاتبة وزوجة أرنست همنغواي الثالثة همنغواي الثالثة مارتا غيلهورن. دور جديد عليك أيضا.

- أعتقد أنني ذكرت لك هوسي بهذا المشروع منذ عدّة سنوات عندما التقينا أول مرّة. كان عنوانه «يستحق الموت لأجله». السبب يكمن في شخصية مارتا التي هي من مهدت الطريق أمام النساء ليكن مراسلات حربيات وراحلات ومكتشفات. هي الأصل. وأنا سعيدة جدا بأني فزت بدورها. يأتي مقتل الصحافية ماري كولفين في سوريا لتذكيرنا بالمخاطر التي تواجهها الصحافيات الإناث على نحو خاص لذلك فإن تقديم المرأة التي كانت وراء هذا البذل النسائي والأصوات التي كثيرا ما تمضي من دون تقدير أو تسقط في الحروب من دون أن نسمع الكثير عنها فيما بعد أمر رائع بالفعل.

* يبدو لي، وأنا بالطبع لم أشاهد «وقّاد» ولا «الموت لأجل» أنك تحققين الآن ما أردت تحقيقه منذ سنوات: الانتشار من خلال الأعمال غير المتشابهة… - هذا ما ذكرته قبل قليل. أنا في الخامسة والأربعين من عمري الآن وما زلت مسحورة بالرحلة التي يقوم بها الإنسان عادة في الحياة. بالشخصية التي تطرق بابا موصدا أو تمشي في درب مختلف. وهناك الكثير من الشخصيات وأريد أن أختار ما يثير عندي الإحساس بأنني بت أتقدم في المهنة على نحو نوعي.

* لكنك من البداية حاولت البحث عن أدوار مختلفة كنت في الكثير من الأفلام النوعية..

- صحيح، لكن أيضا لم أمثّل قبل عشرين سنة أو أقل كل هذا العدد من الأفلام النوعية.

* على ذكر السن. هل تفكرين في عامل الزمن؟

- أشعر بأني أصبحت أتعب أسرع من الأول. بعض الأوجاع هنا وهناك (تضحك).. الحقيقة أن كل رغبتي في الحياة هي أن أختبر الحياة في أوجهها المختلفة وأن أعيشها ثقافيا وعاطفيا. أعلم أنني الآن أملك وعيا يجعلني أكثر شعورا بالعاطفة الإنسانية. أكثر رقّة وأكثر فهما. آمل أن يكون لي دور، من خلال عملي، للمساهمة في معالجة ما يحدث في العالم. كفتاة شابّة وككل فتاة تمضي الأيام كما لو أن كل ما يهم هو تلك المسرّات الصغيرة. لكن اليوم الحياة نفسها تكبر من حولك وتتطلب منك أن تكبر بدورك. مشكلة إذا بقيت في مكانك السابق (تضحك).

* إلى جانب هذه الأفلام الثلاثة لديك فيلم رابع تقومين حاليا بتصويره.. إنه عن الأميرة غريس كيلي. هل تطلّب البحث في حياتها وقتا طويلا؟

- لا.. لأنها حديثة العهد وهي ممثلة شاهدناها حين كنا أولادا. ولا نزال نشاهد بعض أفلامها في العروض التلفزيونية أو هي متوفّرة في الأسواق. لكن الرغبة في تمثيلها كانت شديدة والبحث عن شخصيّتها الحقيقية لم يكن صعبا لأن الكثير كُتب عنها من وجهات نظر مختلفة. لكن أسمح لي أن لا أتحدّث عن فيلم ما زال قيد التصوير ولا أستطيع أن أتكلّم عنه كثيرا.

* تكلمت عن كل تلك الأدوار التي قمت بها بحثا عن شخصيات تكون امتدادا لك. هل هناك أدوار امتنعت عن تمثيلها؟ ولماذا؟

- هناك بالطبع أدوار لم أمثّلها حتى حين كان السيناريو جيّدا أو المخرج معروفا. هناك أيضا أدوار مثلتها لكني امتنعت عن تنفيذ بعض ما نصّ عليه السيناريو.

* على سبيل المثال..

- في فيلم «الآخرون» كان هناك مشهد ينص على أن أضرب ابنتي. في الحقيقة لم يكن هذا المشهد واردا في السيناريو وإلا لامتنعت عنه أو طالبت بتغييره من البداية. لكنه طلب مني خلال يوم التصوير فتوقّفت عن العمل. لا أستطيع أن أقوم بأي دور ينص على إهانة شخص آخر.

* سباق الجوائز

* جولة بين الأفلام الجديدة

* في الأسبوع المقبل تنطلق عروض «أرغو»، الفيلم الجديد للممثل - المخرج بن أفلك وفيه يلعب دور ضابط استخبارات في السي آي إيه يتنكّر في شخص منتج هوليوودي، فيؤسس شركة ويطبع لها بطاقات ويؤمّن لها المتطلّبات الضرورية ثم يحط في طهران مدّعيا أنه سيصوّر فيلما فيها وتنطلي الحيلة على الإيرانيين. هناك فريق من موظّفي السفارة الأميركية يلجأ إلى السفارة الكندية والضابط، الذي يؤديه بن أفلك نفسه، يبدأ بالبحث عن وسيلة لتهريب الفريق إلى خارج إيران. هذا هو فحوى الفيلم الجديد الذي سيحاول الاستفادة من الزخم الحاضر قدر الإمكان. فالعلاقات الأميركية - الإيرانية كما نعلم جميعا والجمهور قد يندفع لمشاهدة هذا الفيلم نتيجة هذا الصراع القائم، كذلك فإن الجمهور أيّد فيلم أفلك السابق «البلدة» وصار يثق به مخرجا وممثلا

* وكنت من بين الذين توقّعوا قراءة اسم المخرجة هيفاء المنصور بين الأفلام التي تم إرسالها للأكاديمية بهدف معاينتها وترشيحها. لكن قائمة الأفلام الداخلة المرحلة الأولى من سباق الأوسكار للأفلام الأجنبية والتي أعلنت قبل أيام لا تتضمّن اسمها أو اسم الفيلم الذي أخرجته «وجدة». الغالب هو أنها، أو مسؤولي الإنتاج، فاتهم الموعد النهائي لتقديم الأفلام وبالتالي فاتتها الفرصة للالتحاق. كما هو معلوم، هناك ثلاث مراحل لهذه الجائزة، كما لكل سباق أوسكار في أي فرع آخر. هنا يتم لكل دولة إرسال الفيلم الذي ترتئي أنه يستحق. هناك لجنة من بضع عشرات لمشاهدة هذه الأفلام. هذه اللجنة تختار الأفلام التي تنال تقديرها ما يعني أن مجرد إرسال فيلم ما لا يعني أنه اشتراك رسمي. هو عرض أول يليه انتخاب، يعلن في العاشر من الشهر الأول من العام المقبل، يليه بعد ذلك، وفي الشهر الثالث من العام، حفلة الأوسكار التي سيتم فيها الإعلان عن الفيلم الفائز من بين الخمسة التي تم ترشيحها رسميا.

* كذلك غابت السينما المصرية على نحو مثير للتعجّب: لم يتم لها إرسال فيلم يسري نصر الله «بعد الموقعة»، الذي تحوّل إلى نجم مهرجانات، ولا فيلم إبراهيم البطوط «الشتا اللي فات» (الذي هو أفضل فيلم مصري هذه السنة)، وربما عاد الأمر إلى أن السينما ليست أهمية أولى في العهد الجديد. لكن مصر ليست وحدها البلد المنتج الغائب فلا وجود لترشيح لبناني أو تونسي أو سواهما من الدول العربية التي سبق لها أن شاركت سابقا. الغياب على أي حال ليس كاملا. باسم فلسطين تم إرسال «لما شفتك» لآن ماري جاسر والسينما الجزائرية انتدبت «زبانة» لسعيد ولد خليفة والمغرب بعثت بـ«بيع الموت» (ولو أن عنوانه الإنجليزي مختلف إذ يعني «موت للبيع» Death For Sale) لفوزي بن سعيدي.

* وهناك موضوع أميركي آخر متّصل بإيران من دون أن يكون سياسيا (على الأقل في شكل مباشر). فعدد الأفلام الداخلة المرحلة الأولى من سباق الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي، بلغ رقما قياسيا هو 71 فيلما. لكن السينما الإيرانية غائبة هذا العام، على عكس الدورة الماضية عندما لم تكتف بالحضور، بل «لطشت» أوسكار أفضل فيلم أجنبي أيضا عن «انفصال» لأصغر فرهادي. هل من سبب؟ تتساءل صحيفة «لوس أنجليس تايمز» ثم تذكر أن السلطات الإيرانية قررت عدم الاشتراك هذا العام احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام وللنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وعنوانه «براءة الإسلام». هذا ما كانت إيران أعلنته أيضا، لكن المرء له الحق في التساؤل عما إذا كان السبب الحقيقي هو عدم وجود ما يمكن ترشيحه هذا العام. وإذا ما كان هناك فيلم يستحق الترشّح ولم يتم إرساله إلى الأوسكار بسبب الفيلم المسيء، فهل عدم إرسال فيلم ردّ صائب في هذه الحالة؟

* أخيرا، فإن حركة ارتياد الأفلام في لندن مشلولة هذا الأسبوع بسبب انطلاقة الدورة السادسة والخمسين من مهرجان لندن السينمائي. ليس أن العروض التجارية ممنوعة في هذه المناسبة، بل ما زالت متوفّرة، لكن الشغف سيحدو بالمقيمين لمتابعة أعمال المهرجان الإنجليزي التي انتشرت هذه السنة فوق أكثر من رقعة عوض البقاء في محيط منطقتي ووترلو ولستر سكواير.

* بين الأفلام

* صبي على درّاجة Premium Rush إخراج: ديفيد كووب أدوار أولى: جوزف غوردون - ليفيت، مايكل شانون، دانيال راميرز.

النوع: تشويق | الولايات المتحدة (2012).

تقييم: (3*) (من خمسة) ليس معروفا الآن أي من أفلام الكوميدي الصامت باستر كيتون (في العقد الثاني من القرن الماضي) هو الذي نراه فيه يركب دراجة منطلقة فوق شوارع المدينة من دون أن يكون قادرا على السيطرة عليها. لقد كان راكبها الثاني، سقط الأول قبل أن يتمكن من الدراجة بنفسه. وجد نفسه معصوب العينين. المكبح لا يعمل لإيقاف الدراجة الهوائية المنطلقة. السيارات تمر به من كل جانب ثم هناك تلك الهضبة التي تنتهي عند حافّة تشرف مباشرة على الطريق السريع المزدحم بالسيارات ومن دون مكابح سوف تسقط الدرّاجة إلى الطريق لا محالة. لكن فجأة هناك حافلة ركاب كبيرة وعالية تمر في اللحظة ذاتها التي وصلت فيه دراجة كيتون إلى الحافة وحافلة أخرى من نفس النوع آتية من الاتجاه المعاكس. دراجة كيتون تترك الأرض إلى ظهر الحافلة الأولى فظهر الحافلة الثانية ثم إلى الأرض من الناحية الثانية وبذلك ينجو كيتون من مشروع موت محتم.

أذكر القراء أنه يومها لم تكن هناك إمكانية تصوير خدعة بصرية من هذا النوع، ولا مؤثرات خاصّة تجعلنا نعتقد أن ما نراه صحيح.. كان صحيحا بالفعل. هذا على عكس فيلم ديفيد كووَب الجديد «سرعة أساسية» حيث تتدخل المؤثرات على نحو أو آخر أكثر من مرّة في حكاية تقوم كلها على مخاطر منشأها ركوب درّاجة هوائية بسرعة فائقة لإيصال مغلّف صغير إلى عنوان معيّن… ونعم… الدراجة التي يركبها ويلي، بطل الفيلم (جوزف غوردون - ليفيت) لا مكابح لها أيضا، ولو أن ذلك لا يبدو مشكلة بالنسبة لراكبها.

ويلي هو «بوسطجي» على دراجة يلبّي طلبات الزبائن مع رفاقه في العمل. يعرّفنا الفيلم في البداية مشقات عمله. عليه كحامل رسائل الوصول إلى العنوان المخصص في أسرع وقت ممكن، والسرعة شرط رئيسي في هذا العمل لذلك يعمل العقل كموتور وقائي طوال الوقت. يبحث عن مخرج من مفاجآت الطريق ومخاطر السرعة وعن احتمالات النجاة إذا ما وصل إلى مفترق طرق ولا يريد التوقّف عند إشارة السير. يقود درّاجته، تبعا لذلك، كيفما شاء: على الرصيف، في الاتجاه المعاكس للسير، بلا اكتراث للقوانين.. كله مسموح عنده في سبيل الوصول بالأمانة إلى العنوان المنشود. مهاجرة صينية (جامي تشانغ) تتصل بمكتب الشركة التي يعمل لها وتطلب إرسال حامل رسائل إليها لتسليمه غرضا لإيصاله بعد ساعة ونصف. ينبري ويلي لهذه الغاية لكن ما أن يأخذ المغلف حتى يتقدّم منه شرطي (مايكل شانون) يعرّف نفسه بأكرمان ويطلب استرداد المغلّف، لكن ويلي يرفض وينطلق والتحري في أعقابه: هذا يفسر المطاردة الأولى التي تمتد لعدّة مطاردات قبل أن يصل الفيلم إلى نهاية المطاف في الوقت المناسب. المغلّف يحتوي على وصل لمبلغ دفعته المهاجرة ثمنا لدخول لابنتها الصغيرة مرفأ نيويورك.

الحقيقة هي أن المهاجرة الصينية كانت تستطيع الوصول إلى ذات النقطة في نحو ساعة إذا ما تركت جامعة كولومبيا حيث تعمل وركبت القطار من المحطة القريبة ثم سارت لنحو عشر دقائق صوب المكان الذي تريد الوصول إليه. لكن ما كان سيكون لدينا فيلم نراه لو فعلت ذلك. ما يزعج ليس هنا، بل في تركيبة ساذجة فحواها هذا التحري الكاريكاتيري الذي، يعرّفنا الفيلم في مشاهد منفصلة، كان قتل صينيا في نادي قمار وهو مطالب باسترداد المغلّف وإلا فسوف يتم قتله. هذه المشاهد ليست فلاشباك ولا فلاشفوروورد، بل غصون جانبية تظهر لتوقف حركة الفيلم وتعرض خلفيات يظن المخرج كووَب أنها مبتكرة. على ذلك يبقى الفيلم مثيرا طوال عرضه وخفيف الأهمية أيضا.

* شباك التذاكر

* فيلم الأكشن الجديد «مخطوفة 2» خطف شبّاك التذاكر مسجلا رقما كبيرا في مطلع الأسبوع. إنه فوز لممثله الأول ليام نيسون في الوقت الذي حط فيه فيلم تيم بيرتون الجديد «فرنكنويني» في المركز الخامس 1 (-) Taken 2: $52,618,902 (3*) 2 (1) Hotel Transylvania: $26,734,490 (3*) 3 (6) Pitch Perfect: $14,736,400 (1*) 4 (2) Looper: $12,268,077 (4*) 5 (-) Frankenweenie: $11,550,826 (3*) 6 (3) Trouble with the Curve: $3,870,410 (3*) 7 (4) House at the End of the Street: $3,698,359 (2*) 8 (5) End of Watch: $3,384,112 (3*) 9 (9) The Master: $2,000,128 (4*) 10 (7) Finding Nemo: $1,808,460 (3*)

* سنوات السينما 1928 | باريس والعالم

* نخطو الآن إلى عام 1928 الذي حفل بنحو ستين فيلما تستحق التقدير نحو عشرين منها تحفا من مستويين صغير وكبير. السينما آنذاك كانت لا تزال تطلق الأفلام الصامتة كغالبية لما يتم إنتاجه لكن شيوع النطق كان قد بدأ كما الحال قبل أربع سنوات عندما أخذت السينما تعمد إلى نظام الأبعاد الثلاثة.

مرّة أخرى تنافس الكوميديان باستر كيتون وتشارلي تشابلن على من هو ملك الكوميديا الصامتة. تشابلن قدّم «السيرك» الذي هو من بين إبداعاته بلا ريب ودار حول مهرّج في سيرك آيل لإغلاق أبوابه، لكن كيتون هو الذي أنجز الفيلم الأفضل وهو «المصوّر»، تحفة صغيرة حول مغامرة مصوّر وكالة صحافية في الحي الصيني وفشله في الحب وفي العمل ولو إلى حين. كما أنجز كيتون «المركب بيل جونيور» في نفس العام الذي لا يقل إجادة.