يسرا اللوزي: تستهويني الأدوار الصعبة.. وكسرت نمطية المرأة الصعيدية في 5 مشاهد

قالت لـ «الشرق الأوسط»: سأتعلم «الرقص» إذا طلب مني تجسيد شخصية سامية جمال

يسرا اللوزي
TT

لفتت الفنانة الشابة يسرا اللوزي أنظار الأوساط الفنية، واستطاعت أن تكسب الرهان على قدرتها التمثيلية في تقديم أدوار مركبة ومتنوعة، مثلما حدث في الفيلم السينمائي «ساعة ونصف»، الذي يعرض حاليا في دور العرض السينمائي، حيث جسدت شخصية الدكتورة ثناء التي تتحدث اللهجة الصعيدية بإتقان عبر خمسة مشاهد بالفيلم اعتبرها بعض النقاد بمثابة شهادة ميلاد جديدة لها، بينما انتقد آخرون تقديمها للدور لكون ملامحها لا تتواءم مع طبيعة الشخصية الصعيدية.

يسرا تحدثت مع «الشرق الأوسط» في هذا الحوار، عن طموحها الفني والعثرات التي تقابلها، وطريقة تقديمها هذا الدور، بشكل مختلف، مشيرة إلى أن أهل الصعيد ربما يرونه مثيرا للضحك أحيانا.. وفي ما يلي نص الحوار:

* ألم تخشي من المجازفة بتقديم شخصية صعيدية في «ساعة ونصف» وهي بعيدة عن ملامحك؟

- أنا أعشق المجازفة والاختيارات الصعبة في أدواري، وعندما قرأت السيناريو أعجبتني الشخصية ووافقت علي تقديمها على الفور، وقمت بالتجهيز من حيث مذاكرة الشخصية بكل خلفياتها وجوانبها وتدربت كثيرا على اللهجة الصعيدية ومحاولة إتقانها مع الجلوس مع مصحح اللهجة الذي ساعدني كثيرا، وقمت بالتركيز على كل مشهد، والمشاهد لا تتعدي خمسة مشاهد فقط، واستطعت أن أعمل عليها بكل قوتي وأن يكون كل مشهد إضافة لما قبله.

* لكن انتقدك البعض لتقديم هذه الشخصية نظرا لأن ملامحك أوروبية بعيدة عن الشخصية الصعيدية تماما؟

- عندما جاءني الدور وقلت لأصدقائي من الصعيد والمنيا وسوهاج وقنا، إنني سوف أعمل دور صعيدية، فكان ردهم: الحمد لله سوف تظهر شخصية صعيدية لونها أشقر بعيدا عن الدور النمطي الذي تقدمه الأعمال الفنية. وأخبرني البعض منهم أنهم في الصعيد يضحكون على هذه الأعمال.. هذا «الكلاشيه» زرعه في الجمهور تقديم الأدوار الصعيدية بشكل معين وتقليدي في بعض الأعمال الدرامية، ولذلك وصل الانطباع لدى الجمهور أن الصعيدي يكون لونه أسمر، وهذا غير صحيح، فتوجد صعيديات يشبهنني في كثير في الملامح.

* هل الأصعب على الممثل تقديم 5 مشاهد أم 20 مشهدا؟

- تقديم خمسة مشاهد هو الأصعب بالتأكيد؛ حيث تكون الرسالة مكثفة في العدد القليل من المشاهد، وتتطلب الكثير من التركيز، فلو وقع مشهد سيؤثر على الدور كله، لكن لو كان الدور عشرين مشهدا، فمن الممكن أن تقع بعض المشاهد والباقي يشيل الدور ويجعله مقبولا.

* قدمت بعض هموم المرأة الصعيدية في هذا العمل، هل ترين أن المرأة الصعيدية هي التي تعاني فقط؟

- المرأة العربية والغربية تعاني من الاضطهاد، وليست الصعيدية فقط.. المجتمع دائما ذكوري، وظلمها ليس في الوجود على الساحة السياسة، ولكنني أرى أن المرأة مقهورة بشكل عام وبدرجات مختلفة في العالم، حتى القانون لم ينصفها.

* لماذا فضلت أن تكون الشخصية مرتدية الحجاب؟

- أثناء قراءتي السيناريو، سألت المؤلف والمخرج: هل ثناء محجبة؟ سألوني: «إنت عايزاها إيه؟»، فقلت لهم «إنتوا شايفينها إيه؟»، وقاما بالرد في وقت واحد: «شايفينها محجبة»، واختياري أن تكون محجبة جاء بناء على خلفياتها الريفية، وبعد ذلك زواجها من رجل لا يقرأ ولا يكتب، فكانت الصورة المكملة لكل حياتها وأسلوبها في الحوار أن تكون مرتدية الحجاب كي نعبر عن المضمون.

* لكنك ارتديت الحجاب أكثر من مرة في عدد من الأعمال، هل هذا مقصود؟

- إطلاقا لم أكن متعمدة، ولكن الدور يعرض علي بهذا الشكل ويعجبني، ففي فيلم «بالألوان الطبيعية» ارتديت الحجاب بعد أن كانت البنت متحررة، وبعد ذلك ارتدت الحجاب لإحساسها بالذنب تجاه خطأ قامت به، وهذا يحدث مع كثير من البنات في الواقع، وقدمت المحجبة في مسلسل «فرتيجو» نظرا لأنه يوجد البعض من الصحافيين تكون خلفياتهم ريفية وعندما يعملون في القاهرة يستمرون على نهجهم القديم وعلى عاداتهم وتقاليدهم، الثالثة في فيلم «ساعة ونصف» والدور كان يتطلب ذلك.

* بدأت انطلاقتك مع المخرج العالمي يوسف شاهين، لماذا لم تستثمري هذا النجاح في أعمال متلاحقة؟

- كنت أرفض كثيرا من الأعمال طوال أربع سنوات، وعلى الرغم من أن أغلبها كان عروض بطولة مطلقة، فإنني رفضتها نظرا لسوء السيناريو، بجانب انشغالي في دراستي الجامعية، وكنت أريد أن أعيش سني في الجامعة وأمثل في مسرح الجامعة، وقمت بالعديد من الأدوار في هذا المسرح، وقمت أيضا بتجسيد شخصيات ساهمت في تكوين شخصيتي وأنا في هذه السن، وجعلتني أركز في كل اختياراتي والاختلاف في الأدوار، وأتناقش وأبدي رأي بمنتهي الصراحة والوضوح في أي عمل يعرض علي.

لكن كنت أوافق على الأعمال التي يتزامن تصويرها مع فترة الإجازة، والسوق الإنتاجية أغلبها لا يحترم المواعيد، وعانيت من ذلك، بل لا تكتب تواريخ في العقود، فكان الاتفاق وديا.

* البعض يتهمك بالتعالي وفرض نفسك نجمة على فريق العمل؟

- أكره كلمة «نجمة»؛ فالبعض يستخدمها بشكل خاطئ ومن قبيل الدعاية والمنظرة الفارغة، ومن حقي أن أتناقش أبدي وجهه نظري، ولي تعليقاتي على أي سيناريو مع المخرج والمؤلف وأطالب بتغيير بعض الكلمات في الشخصية، والمثير أنهما يردان بالترحاب، لكن بعد استعدادي للدور، يختفي المؤلف والمخرج وتقوم فنانة أخرى بتجسيد الشخصية، لكن لا أنسي أنه عندما عملت مع المخرج العالمي يوسف شاهين قمت بإبداء رأيي في بعض الجمل وكان شديد التفاهم واستجاب لطلبي، إذن فليس هذا تعاليا، ولكني أسعى إلى عمل جيد، وهذا واضح، حيث أعمل عملا واحدا في العام باستثناء العام الأخير، حيث قمت بعمل مسلسلين في آن واحد نظرا لاختلاف الدورين، وهما «خطوط حمراء» و«فيرتيجو» في رمضان الماضي.

* هل اختيارك فيلم «قبلات مسروقة» الذي عرض منذ سنوات كان صائبا؟

- عندما عرض علي هذا الفيلم رفضت العمل به نتيجة لضعف السيناريو، ولكن لإلحاح فريق العمل، وأيضا لقلة خبرتي في الاختيارات في هذه الفترة قبلت الدور وقمت بالتعديل عليه، لكني تعلمت من التجربة دون شك، لكن لو عرض علي في الوقت الحالي، فلن أقوم بعمله، واعتراضي ليس على فريق العمل؛ بل ضعف السيناريو. ولكني لست نادمة على عمل هذا الفيلم لأن التجربة كانت مفيدة.

* هل ستختلف اختياراتك عن الأعوام السابقة رغم تحقيق النجاح أخيرا؟

- بالتأكيد سوف تكون لدي مسؤولية أكبر من الأول، وأسعى للأصعب والمختلف في الاختيارات، ولكن اختياراتي تظل كما هي، لأني دائما أختار الأدوار التي يوجد بها كثير من التحدي لي، ودائما لا أقبل أي شخصية بسهولة.

* هل تعاملك مع المخرج الراحل يوسف شاهين اختلف عن التعامل مع المخرجين الآخرين؟

- ليس عندي مشكلة في التعامل مع المخرجين، ولكن البعض منهم غير متصالحين مع أنفسهم، بمعنى أن اللف والدوران في توصيل المعلومة هو الأساس في التعامل، ومن الممكن أن يرشحني أحد لدور، وأبدي بعض التعديلات على السيناريو وبعد أيام يختفي المخرج، وحدث معي هذا أكثر من مرة، ولكن لو اعتذر كان أفضل بالنسبة لي لأني كنت سوف أحترمه لذلك. بالإضافة إلى أننا لدينا مشكلات كثيرة؛ أبرزها سوء طريقة إدارة العمل الإنتاجي، أما شاهين فكان يسبقه النظام والجدول الواضح للمواعيد، وهو كان يحترم الممثل ويخاف عليه.

* قمت بتقديم العديد من الأفلام القصيرة، ما سر عشقك لهذه النوعية من الأفلام؟

- الفكرة هي التي تجذبني، والتي فيها رسالة لأي شيء يخص المجتمع، أقبلها على الفور، وأيضا تكون بالنسبة لي تجربة وورشة تمثيل، لكي أدعم موهبتي أستفيد منها كثيرا، ويوجد الكثير من هذه الأفلام دخلت مهرجانات وحصلت على جوائز.

* أنت قلقة على الفن في ظل الأحداث الجارية الآن؟

- قلقة على الفن من أهل الفن أنفسهم، أصبح هناك إهمال فيه، والبعض منهم يقوم بإنتاج أعمال رديئة ولا يفرق معهم سوى الأجور، وأتمنى أن تنتج أعمال جيدة في الفترة المقبلة.

* ما السيرة الذاتية التي تجذبك لتجسيدها في عمل فني؟

- أتمنى تجسيد شخصية الفنانة الراحلة سامية جمال، على الرغم من أنني لا أجيد الرقص، ولكنني سأقوم بتعلم الرقص من أجل هذه الشخصية لأنني أعشقها بكل طريقتها وخفة دمها وحسها العالي، ولو قمت بذلك، فهذا نوع من التحدي الجديد.

* تردد أنك انزعجت لتشبيهك بالممثلة التركية بيرن سات المعروفة باسم سمر وفاطمة؟

- إطلاقا أنا لم أنزعج من تشبيهي بها؛ بالعكس أنا قلت إنني يمكن أن أقوم بدور أكون شقيقتها فيه.. البعض يرى أنا كلتينا تشبه الأخرى، ولكن ما يضحكني أن هناك بعض المعجبين يأتون للتصوير معي على أني هي (سمر) على الرغم من أن الشبه ليس كبيرا لهذه الدرجة.

* لماذا هاجمت على بعض المواقع الإلكترونية الأعمال التركية؟

- لم يحدث على الإطلاق، وبعض وسائل الإعلام تناقلت تصريحات لي على موقع التواصل الاجتماعي، وهذا الموقع انتحله البعض وتناقلته بعض وسائل الإعلام، لكن صرحت بأن الأعمال التركية استطاعت أن تجذب الناس عن طريق المناظر الخلابة، ولكن هناك أشياء غير واقعية مثل الملابس والمنازل التي يعيشون فيها وتظهر بمظهر أنيق طوال الوقت، وهذا غير منطقي.