ياسمين عبد العزيز: استخدام «وصلات الردح» في الدراما المصرية أدى لهروب الجمهور إلى التركية

الفنانة المصرية قالت لـ «الشرق الأوسط»: أحرص على تقديم أعمال للأطفال لكون الأفلام التي تتحدث عنهم «مهمشة»

ياسمين عبدالعزيز
TT

قالت الفنانة الشابة ياسمين عبد العزيز، إن فيلمها الجديد «الآنسة مامي» فيلم عائلي يتعمق في المشاكل الاجتماعية ويناقش مشكلة الانفصال بين الزوجين، وضرورة أن يكون هناك حوار بين الزوجين قبل اتخاذ أي قرار. وأكدت أنها أقدمت على تقديم أعمال للأطفال لكون الأفلام التي تتحدث عنهم في السينما «مهمشة» إلى حد كبير. وأضافت في حوار مع «الشرق الأوسط»، أنها ضد استخدام القوة والبلطجة في السينما وعلى الشاشة الصغيرة، وأن استخدام الألفاظ الخارجة و«وصلات الردح» في الدراما المصرية أدى إلى هروب الجمهور إلى مشاهدة الدراما التركية.

وكشفت النجمة الشابة ياسمين عبد العزيز، عن أن إسناد المنتجين البطولة المطلقة للفنانين الرجال وعدم المجازفة بالبطولات النسائية، أدى إلى ضعف البطولات النسائية، مؤكدة أنها ترفض دخول أولادها الوسط الفني حتى يبتعدوا عن الأضواء والشهرة.. وإلى أهم ما جاء في الحوار:

* حدثينا عن فيلمك الجديد «الآنسة مامي» الذي يعرض حاليا في دور العرض؟

- هو فيلم عائلي يتعمق في المشاكل الاجتماعية ويتطرق إلى جزء مهم في المجتمع وهو الزواج وتربية الأطفال، ويناقش مشكلة الانفصال بين الأزواج وضرورة وجود حوار بين الزوجين قبل أي قرار.

* ولماذا وقع اختيارك على هذا الموضوع بالتحديد؟

- الأعمال الفنية لم تتعمق كثيرا في المشاكل الزوجية، وأحيانا تكون الزوجة مظلومة وتعاني في كثير من النواحي الحياتية مع أسرتها وأولادها، وأنا على المستوى الشخصي مررت بهذه التجربة عندما أنجبت أبنائي ياسمين وسيف الإسلام، واختيار الموضوع جاء بعد احتكاكي مع الناس في الشارع واطلاعي على مشكلات كثير من أصدقائي، فاختياراتي دائما تكون مبنية على نماذج حقيقة من أرض الواقع.

* ولماذا لعبت في هذا العمل على «تيمة الأطفال» كما حدث في عملك السابق «الدادة دودي»؟

- المواضيع التي تتحدث عن الأطفال مهمشة إلى حد كبير في السينما، وهذا سبب اختياري لفيلم «الدادة دودي»، وفي رأيي ما دام العمل لقي نجاحا جماهيريا، لماذا لا يتم تكراره في تجربة جديدة ؟ على الرغم من أن الوصول إلى شريحة الأطفال بعمل سينمائي أمر صعب، والأصعب فيه هو كيفية إضحاكهم.

* معنى كلامك أن الفيلم مخصص للأطفال؟

- الفيلم يتواجد الأطفال بشكل كبير في أحداثه، وأرى أن الطفل عندما يكون بطلا في فيلم يكون له جمهور من الأطفال والأسر؛ لكن على الرغم من ذلك فإن الفيلم يخص كل شرائح المجتمع، ويحمل رسالة تدعو للصبر على كل ما نمر به من أزمات ومحاولة حلها ومواجهتها.

* لكن اسم الفيلم «الآنسة مامي» يشبه اسم فيلم قدمته الفنانة صباح من قبل مع الفنان الراحل محمد فوزي؟

- هذا الاسم هو الأنسب للعمل ومعبرا عن أحداثه، لذلك قررنا أن نأخذ هذا الاسم ومن الممكن أن يتشابه مع بعض أسماء الأفلام؛ لكن المضمون مختلف تماما عن فيلم الفنانة صباح.

* هل ترين أن موضوع الفيلم مناسب لما نعيشه من تقلبات سياسية؟

- طبعا العمل مناسب، فالجهور يحتاج إلى مواضيع خفيفة تعمل على إضحاكه حتى لو كانت لا تناقش مشكلة كبيرة، فالجمهور يريد الآن أن يبتعد عن أي تفكير فيما نمر به من أحداث تخص الوطن، ويريد أن يخرج من الفيلم سعيدا، فالسينما رسالة ترفيهية، وأنا ضد الاعتماد على العنف في الأعمال الدرامية والسينمائية.

* وماذا تقصدين بالأعمال التي تساعد على العنف؟

- أنا ضد استخدام القوة والبلطجة في السينما والشاشة الصغيرة، لأن المشاهد عندما يرى بطل العمل يمسك بـ«سنجة» أو سكين في يده، يأخذه وكأنه منطق يعيش فيه المجتمع حاليا.

* تظهرين في فيلم «الآنسة مامي» بنيو لوك مختلف.. حدثينا عنه؟

- هذا مقصود في العمل.. فأركز على كل تفصيلة في العمل الدرامي بداية من المظهر والحوار، فمثلما أنا حريصة على أولادي فلا بد أن أحرص على كل أطفال مصر، بدليل طلب مني في أحد المشاهد أن أقول لفظ خارج وهو «ابن الكلب» ولكنني رفضت، فضلا عن أن جميع أبطال العمل يظهرون بشكل مختلف كالفنان حسن الرداد الذي يقدم دورا كوميديا سيكون مفاجأة للجميع، وكل ما أطلبه من جمهوري هو محاسبتي على أفلامي «الدادة دودي» ثم «الثلاثة يشتغلونها» ثم فيلمي الأخير.

* انتقدك البعض لتقديمك فيلم «الثلاثة يشتغلونها».. ما تعليقك؟

- هذا كلام غير صحيح.. فلم أقرأ أي نقد عن العمل؛ بل أعجب كثيرا من النقاد، ولو فعلا وجد نقد فهو واحد من عشرين؛ لكن في النهاية العمل نجح ونال إعجاب الجمهور.

* طالبتي جمهورك أن يحاسبك من أول بطولاتك «الدادة دودي».. فماذا عن أعمالك السابقة؟

- بالتأكيد أنا أعتز بكل أعمالي السابقة؛ لكن محاسبتي تكون عن العمل الذي أعتبر مسؤولة عنه مسؤولية كاملة ويسوق باسمي، أما الأعمال التي شاركت فيها فتقع المسؤولية على المشاركين جميعا.

* وما رأيك في الأعمال الدرامية التي تكثر من استخدام الألفاظ الخارجة؟

- هذه الألفاظ أولي أسباب هروب الجمهور من مشاهدة الدراما المصرية، والذهاب إلى الدراما التركية، فالدراما التركية حريصة على ألا تقدم ألفاظا خارجة أو «وصلات ردح» طوال العمل؛ بل تحرص على تقديم مناظر جميلة خلابة وحوار لائق ومناسب وجذاب للمشاهد، على الرغم من أن مواضيعهم بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا؛ لكنها استطاعت أن تجذب المشاهد وتدخل عليه البهجة والسرور.

* ألا تخافين من اتهامك بأنك تقومين بتقليد الدراما التركية؟

- إطلاقا.. فكوني أرغب في تقديم شكل مميز وصورة لامعة لا يعني أني أقلد الدراما التركية، فأنا أقدم ذلك في عمل سينمائي كوميدي؛ لكن الدراما التركية تقوم على دراما معينة وشكل رومانسي.

* وأين ياسمين عبد العزيز من الأعمال الرومانسية؟

- أسعي في الفترة المقبلة لتقديم عمل رومانسي؛ بشرط أن أجد فكرة مميزة، لأن البحث عن هذه النوعية صعب جدا، ولا بد أن تكتب بشكل جيد وتهتم بأدق التفاصيل.

* في تصورك.. لماذا يطلق عليك دون غيرك من الفنانات «نجمة شباك؟» - من الممكن لأنني أقدم الشكل الكوميدي، والكوميديا تعمل على جذب شريحة كبيرة من الجمهور، وعلى الرغم من حرصي خلال الأعمال القادمة أن أقدم مواضيع أخرى تراجيديا، فالفنان يجب أن يقدم كل الأشكال في التمثيل التي تبرز موهبته، فضلا عن أن المنتج يلعب على اختيار أسماء الفنانين الرجال الذين يضمن بهم الإيرادات ولا يتحمس للمجازفة بالبطولات النسائية وهو ما أدى لضعف البطولات النسائية.

* ولماذا ابتعدتِ عن تقديم أعمال فنية خلال الثلاث سنوات الماضية؟

- أنجبت ابني سيف الإسلام، ولم يكن من الممكن أن أتركه وأنزل اشتغل، ولذلك قررت أن أمنحه الرعاية والاهتمام، وبعد الاطمئنان عليه قررت أن اختار عملا للعودة وقدمت هذا الفيلم.

* لماذا لم تمنح ياسمين ابنتها فرصة للمشاركة في أعمالها؟

- أمنعها تماما من الظهور في أي عمل أو الذهاب معي خلال التصوير، لأني أرفض دخول أولادي الوسط الفني، وأريدهم أن يعيشوا حياة بسيطة وطبيعية وأن يبتعدوا عن الأضواء والشهرة.

* بصراحة.. لماذا تبتعدين عن إبداء أي آراء سياسية خلال الفترة الماضية؟

- الممثل وضعه مختلف، ولو قمت بإبداء رأيي في أي حدث من الأحداث، من الممكن أن يغضب مني جمهوري الذي يوجد فيه من هو ثورجي وآخر إخواني، وسوف أخسر جمهوري بسبب تصريحاتي، فلماذا أخسر جمهوري الذي يحبني مثلما أنا أحبه؟، فحرصي على جمهوري هو الذي يجعلني أبتعد عن إبداء أي آراء في أي حدث، وأنا بشكل عام لا أجيد التحدث في السياسة.

* لكنك بعيدة عن الأضواء أيضا بشكل عام؟

- أنا أعشق مهنة الفن وأجيد الدور الذي أؤديه، وإن كان لدي أي وقت آخر استغله في الاهتمام بأسرتي وبيتي وأولادي فقط.

* ولماذا لم تقبلي على تقديم أعمال تلفزيونية؟

- قبولي أي عمل درامي تلفزيوني يتوقف على أشياء كثيرة منها، موضوعه والتقنية المستخدمة فيه، فأنا غير مضطرة لأن أقدم عملا من أجل التواجد أو بهدف جمع الأموال؛ لكن إن توفر ذلك لن أتردد في قبول أي عمل درامي، على الرغم من أن لدي عروض كثيرة؛ لكني لم أقرر حتى الآن العودة للدراما التلفزيونية، ولم أوافق على أي سيناريو.