سينما

TT

* شراء ديزني لـ«حرب النجوم».. أهي بداية جديدة أم نهاية؟

* ديزني كانت مؤسسة صغيرة تتعامل مع نوع لا يثمر من أفلام كرتونية طويلة متواصلة

* حينما ابتاعت مؤسسة ديزني المعروفة مؤسسة «لوكاسفيلم» قبل أيام، كانت بذلك تشتري كل شخصيات سلسلة «حرب النجوم» البشرية منها («الأميرة لايا»، «لوك سكايووكر»، «هان سولو») وغير البشرية (C-3PO وR2-D2 والغوريللا «تشوباكا»، وكل مخلوق بين البشر وغير البشر مما يخطر على بال، سبق له أن ورد في الأفلام الستة التي حملت اسم السلسلة وكذلك المسلسلات التلفزيونية الحية والأنيماشن وكل مشروع مقبل يتناول، بنص العقد، أيا من الشخصيات التي ظهرت في هذه الأفلام.

لقد اشترت ديزني «كونا» من الخيال العلمي، وكان المخرج جورج لوكاس رصفه عبر سنوات دؤوب بدأت عام 1977 عندما خرج الفيلم الأول «ستار وورز» وحقق نجاحا عملاقا ليس بمقاييس تلك السنة فحسب؛ بل بمقاييس السنوات اللاحقة أيضا.

طبعا، يمر من دون ذكر لا في العقد ولا سواه، أن شركات الأفلام الهوليوودية الضخمة جميعا، رفضت تمويل المشروع عندما أمسك المخرج بالسيناريو ودار عليها مؤسسة مؤسسة لعله يجد الجهة المستعدة لتوزيعه. في نهاية المطاف وجد ضالته عندما أعادت شركة «تونتييث سينتشري فوكس» النظر ووافقت على توزيعه. لنا أن نتصور دهشتها من نجاح ذلك الفيلم الذي لم يكلف أكثر من 11 مليون دولار لصنعه، لكنه جلب ليس أقل من 897 مليون دولار حول العالم.

* إمبراطورية فضاء

* إنها حكاية نجاح لا تقع إلا في هوليوود ولا تحدث إلا للمؤمنين فعلا بما يُسمى بـ«الحلم الأميركي».. إنها برهان على وجوده. قبل ذلك التاريخ، كان لوكاس (68 سنة) فتى يتلمس طريقه حينما أنجز بضعة أفلام قصيرة في ما بين 1965 و1968. بعض هذه الأفلام كان تسجيليا (مثل «الإمبراطور»، و«الحافلة») وبعضها الآخر روائي («نظرة إلى الحياة» و«هيربي») لكن عمله لم يتوقف عند فعل الإخراج، بل كتب وصور وساعد في الإنتاج والإخراج وقام بتوليف أفلام أخرى عديدة. كان همه البقاء على مقربة من حقول العمل السينمائي بحثا عن فرصة لإطلاق صوته الخاص.

في تلك الفترة تعرف على المخرج والمنتج فرنسيس فورد كوبولا وعمل في مكتب إنتاجه على فيلميه «قوس قزح فنيان» و«أناس المطر». سنة 1971 واتته فرصة تحقيق فيلم روائي طويل كتب له قصته وقام أيضا بمونتاجه، هو:THX 1138. ، بعده ترك الفضاء وحقق كوميديا اجتماعية - شبابية بعنوان «أميركان غرافيتي» وذلك سنة 1973.

من عام 1973 إلى 1977 لم يفعل شيئا سوى الهوس بشيء اسمه «ستار وورز». ما إن أنجزه حتى باتت هوليوود كلها أرضا منبسطة أمامه.. فجأة هو أحد كبار المخرجين - المنتجين إلى جانب فرنسيس فورد كوبولا عبر «العراب» وستيفن سبيلبرغ عبر «جوز».

من حينها، تضم لائحة أفلام لوكاس 80 فيلما من كتابته و67 فيلما أو حلقة تلفزيونية من إنتاجه و19 فيلما من إخراجه (بما فيها أفلامه القصيرة الأولى) و18 فيلما من توليفه بالإضافة إلى عدد أقل من الأعمال التي ظهر فيها مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ممثلا (ثمانية) أو تلك التي صورها بنفسه (سبعة).

محور معظم هذه الأفلام واحد: «ستار وورز» وإثر برهنة الفيلم على نجاحه الكبير، انطلق المخرج - المنتج في إنجاز أفلام أخرى من السلسلة. سنة 1980 قام بإنتاج «الإمبراطورية تضرب من جديد» الذي جلب إليه إرفن كرشنر لإخراجه. بعد ذلك، في عام 1983 أنتج «عودة الجيداي» من إخراج ريتشارد ماركاند. ثم ابتدع خطوطا ممتدة من هذا المشروع في كل اتجاه. فجأة صارت هناك شجرة بأغصن عديدة.. هذا فيلم تلفزيوني بعنوان «إيووكس: معركة إندور»، وفيلم آخر باسم «دجاج روبوت» وحلقات تلفزيونية تحمل اسم «ستار وورز» ثم حلقات ومسلسلات أخرى بقصص مختلفة تحمل الاسم ذاته. وأضاف إليها أفلاما وحلقات أنيماشن وابتكر جيشا من شخصيات ألعاب الفيديو والكومبيوتر. هذا عدا تأسيسه مؤسسة تحمل اسمه لصنع وإنتاج تقنيات الأفلام الخيالية - العلمية والمؤثرات الخاصة. بكلمة بنى لوكاس من فيلم واحد نواة إمبراطورية خاصة به وما لبث أن اعتلاها أيضا.

في عام 1999 قرر العودة إلى الشاشة الكبيرة بسلسلة جديدة من «ستار وورز» فاختار ثلاثية تقع أحداثها قبل الثلاثية الأولى فكان «الأذى الشبح» (1999) و«هجوم الكلونز» (2002) و«انتقام سث» (2005) وهي أفلام أخرجها بنفسه بينما اكتفى بإنتاج «حرب النسخ»The Clone Wars الذي أخرجه ديف فيلوني سنة 2008.

* صفقات ديزني

* بالنسبة لديزني الصورة كانت مختلفة. كما نعلم جميعا، بدأت الشركة على أنها بيت لأفلام الكرتون في الثلاثينات، وتوسعت وكبرت في الخمسينات والستينات وفي ما بعد. في الحقبة الأولى، كانت شكوى مؤسسها وولت ديزني أن هوليوود لم تنظر إلى ديزني وإنتاجاتها وفنونها بعين التقدير. ديزني كانت مؤسسة صغيرة تتعامل مع نوع لا يثمر عن أفلام كرتونية طويلة متواصلة. على عكس «مترو غولدوين ماير»، و«ورنر»، و«كولمبيا»، و«يونيفرسال»، و«فوكس»، و«باراماونت» و«يونايتد آرتستس»، لا تستطيع صنع أفلام على نحو يومي (كما كان الحال آنذاك) باستثناء ما قد توفره على صعيد الأفلام القصيرة بطولة ميكي ماوس والعم دونالد دَك.

في السبعينات قررت ديزني أن تتحول إلى مؤسسة شبيهة بباقي المؤسسات المذكورة، فأخذت تقدم على إنتاج أفلام حية، ولو أنها كانت ملتزمة بالكوميديا العائلية. في الثمانينات دخلت مجال كل أنواع الدراما. في الوقت ذاته، لم تعد المؤسسة الوحيدة المنتجة لأفلام الأنيماشن الطويلة؛ بل انتقلت الوصفة إلى باقي الاستوديوهات الأخرى. اليوم الأفلام الكرتونية التي تنتجها «دريمووركس» و«باراماونت» و«فوكس» تنافس تلك التي تنتجها «ديزني» وأحيانا ما تتجاوزها فنا أو إيرادا.

هذا التجاوز هو ما دفع المؤسسة المعروفة لشراء شركة «بيكسار» للأنيماشن سنة 2006. تلك كانت قدمت، بوصفها شركة مستقلة، أفلاما ناجحة عديدة مثل «توي ستوري» و«حياة بقة» و«مونسترز» و«البحث عن نيمو»، قبل أن تبتاعها «ديزني» في صفقة شملت كذلك كل شخصياتها الكرتونية ومشاريعها المستقبلية وكذلك مكتبتها الخاصة. الثمن الذي دفعته «ديزني» لهذا الاستحواذ هو 7 مليارات و400 مليون دولار.

ديزني اعتبرت هذه الخطوة ضرورية لسد فراغ ولزيادة عدد المنتج من أفلام الأنيماشن، وهذا كان دافعها في صفقة أخرى. فبعد ثلاث سنوات قامت بإبرام اتفاق مع مؤسسة «مارفل» الشهيرة بشخصيات الكوميكس (من «ثور» إلى «سبايدرمان» و«ذ هَلك» إلخ..) فقامت بشرائها مقابل حفنة أخرى من الدولارات بلغت أربعة مليارات.

استراتيجيا، الخطوة الحالية بالغة الأهمية بالنسبة لـ«ديزني»؛ فحصتها خلال العام الماضي من مجمل إيرادات السوق الأميركي في العام الماضي بلغت 12.2 في المائة، مسجلة إيرادات بلغت 977 مليونا و900 ألف دولار. الاستوديو الأول في هذا التعداد هو «باراماونت» (الحصة: 19.2 في المائة والإيراد العام مليار و957 مليون دولار) ثم «وورنر» في المركز الثاني و«صوني» (صاحبة شركة «كولمبيا») في المركز الثالث.

عالميا، حيث بلغت إيرادات الشركات الأميركية مجتمعة 13 مليارا 600 مليون دولار، جاءت «باراماونت» أيضا في المركز الأول تبعتها «وورنر» وحلت «ديزني» ثالثة.

الاستراتيجية الحالية تقوم على أن تشترك «لوكاسفيلم» في سد الثغرات. استوديو «ديزني» سيواصل إنتاج أفلامه المعتادة. «بيكسار» تتكفل بالأنيماشن. «مارفل» تتكفل بالفانتازيا والأكشن الأضخم من الحياة، و«لوكاسفيلم» تكون مشروع «ديزني» للخيال العلمي بأسره.

ولم تتأخر ديزني. مساء الأربعاء الماضي وسارعت لإصدار إعلان يقول إنها تعمل حاليا على فيلم جديد من سلسلة «ستار وورز» يكون فاتحة أفلامها في هذا المضمار. في الوقت ذاته، فإن شركة «فوكس» (مالكة حقوق توزيع الأفلام السابقة) تعمل على إنجاز أجزاء من السلسلة بالأبعاد الثلاثة.

* جولة بين الأفلام الجديدة

* كل قديم جديد

* لم تصنع السينما شيئا في ماضيها لم تعد إليه لاحقا. نظام الأبعاد الثلاثة كان اعتبر منهج عمل فاشلا في الخمسينات، قبل أن تحوله هوليوود الجديدة إلى تجارة نشطة. هيتشكوك مات جسدا، لكن أفلامه وعشرات الكتب والمقالات بالإضافة إلى فيلم جديد عنه، ما زالت تطرحه بصفته علامة فارقة من علامات عصر السينما. و«الوسترن» لا يزال مطروحا وإن لم يكن بالقوة ذاتها والجميع بانتظار ما سينبلج عنه فيلم كوينتين تارنتينو الجديد «دجنغو غير مقيد». وأفلام «الاستهلاك السوداء» أو ما أطلق عليه Blacexploitation تطل كذلك برأسها عبر فيلم جديد ينطلق للعرض هذا الأسبوع بعنوان «الرجل ذو القبضتين الحديديتين» The Man With the Iron Fists.

* هذا الصنف من الأفلام راج أواخر الستينات ومطلع السبعينات واضعا في الحسبان إسناد البطولات الأولى لممثلين أفريقيين - أميركيين. بذلك ولدت شهرة ريتشارد راوندتري، وجيم براون، وبام غير، وأنطونيو فارغاس، ورون أونيل، وتامارا دوبسون، وفرد ويليامسون، وتلموس رسولالا، وملفن فان بيبلز، وآخرين عديدين. وراء هذه العودة مغني الراب RZA الذي لا يكترث أن خبرته لا تشمل التمثيل أو الإخراج، لكنه مقدم عليهما مندفعا بموهبة مأمولة. ومعطيات السوق تشير إلى أن فيلمه هذا سوف يجد ذواقين يقبلون عليه ولو في إطار السينما الأميركية وحدها ولو من باب الحنين إلى سينما ولى نشاطها وقل حضورها نسبيا.

* وRZA نسبة لأسمه الكامل: روبرت فيتزجرالد ديغز) لديه موعد آخر مع الشهرة؛ إذ وقع مع المنتج أندري مورغان (أحد منتجي «العراب») على مشروع فيلم بعنوان «جنكيز خان» كتبه جون ميليوس الذي سبق أن كتب وأخرج «كونان البربري» وسوف يتم تصويره في الصين متحدثا عن فتوحات القائد المغولي الشهير. لكن سؤالي هو: أي دور سيؤديه مستر ديغز؟ معروف، ليس من باب عنصري بل من باب الواقع، أن لون بشرة المغوليين برمتهم وملامحهم وقسمات وجوههم لا تشترك وملامح الأفريقيين في شيء. فهل سيؤدي الممثل شخصية حفيد بعيد؟ أم مستشارا جيء به للمساعدة؟ أم أفريقي جنحت به السفينة إلى أوروبا ومنها وصل إلى مشارف آسيا حيث التقى بجنكيز خان؟ السينما تجعل كل ما سبق ممكنا وهذا جمالها.

* فيلم آخر مقبل يحمل نسمات «البلاكاكسبلويتاشن» هو ذاك الذي أنجزه كوينتين تارانتينو بعنوان «دجنغو غير مقيد» من بطولة جايمي فوكس في دور عبد أسود في أميركا السالفة ينال حريته ويبحث عمن خطف زوجته منه، وفي الطريق سيبيد كل من يعاديه. إنه فيلم «وسترن» أيضا وعنوانه يعود إلى تلك النوعية التي أدمن على صنعها الإيطاليون في صنف كانت له رواجاته أيضا هو «الوسترن سباغيتي»، التي انطلقت في النصف الثاني من الستينات حتى منتصف السبعينات وأحد أبرز أفلامها هو «دجنغو» الذي أخرجه (المتكاثر حينها) سيرجيو كوربوتشي من بطولة فرانكو نيرو، الذي وعن قصد جيء به لكي يؤدي أحد الأدوار الثانوية في فيلم كوينتين تارنتينو، علما بأنه لم يتوقف عن التمثيل طوال هذه الفترة في أفلام إيطالية وأميركية. في «دجنغو غير مقيد» (والدال لا تلفظ حين النطق) نلتقي أيضا بليوناردو ديكابريو وصامويل ل. جاكسون، ومن الجيل القديم، ولجانب فرانكو نيرو، الممثل بروس ديرن الذي كان له أيضا باع في سينما الوسترن في السبعينات.

* هذا الفيلم متأخر عرضه حتى الخامس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) المقبل. قبله ينطلق «طيران» مع دنزل واشنطن (هذا الأسبوع) و«هيتشكوك» (الأسبوع المقبل) و«لينكولن» في السادس عشر من الشهر الحالي. في الثامن من هذا الشهر يواجه جيمس بوند أبراهام لينكولن. فيلم بوند هو «سكايفول» الذي بوشر عرضه عربيا وأوروبيا قبل أميركا، و«لينكولن» هو الفيلم الجديد لستيفن سبيلبرغ.

* بين الأفلام

* «جيمس بوند المعرض للخطر» Skyfall (4*) إخراج: سام مندس.

أدوار أولى: دانيال كريغ، جودي دنش، رالف فاينس، جافييه باردم.

النوع: تشويق جاسوسي| بريطانيا (2012).

عروض: عالمية.

في النهاية يموت العهد القديم ويتركنا الفيلم مع مرحلة جديدة مقبلة. «م». رالف فاينس يجلس على المكتب الذي شغلته جودي دنش لثمانية أفلام. اسمه سيصبح «م» كما كانت هي «م» ومن قبلها روبرت براون وبرنارد لي، وسيتولى إسناد المهام المستحيلة لـ«جيمس بوند». في الحقيقة، وقبل أن يسخن مقعده، يطلب بوند إليه ويسلمه ملفا ويقول له: «لدينا الكثير من الملفات يجب العمل عليها».

أليس غريبا؟ فكرت بعد الفيلم، أن الشخصيات من حول «جيمس بوند» تتبدل.. تتقدم في السن أو تموت، وهو لا يزال كما هو؟ لا. ليس الشخصيات فقط، بل العالم بأسره. قبل خمسين سنة عندما ظهر «جيمس بوند» لأول مرة عبر فيلم «دكتور نو» كان العالم مختلفا كثيرا عما هو عليه الآن وفي كل شيء: التقنيات.. المجتمعات.. القوى السياسية الفاعلة على الساحة.. السينما ذاتها.. والهموم البشرية المختلفة من مكان إلى آخر. «جيمس بوند» ولد آنذاك ليحل مسألتين مترابطتين: كيف يمكن مواجهة المعسكر الشرقي (الشيوعي) والقوى المتحالفة معه؟ وكيف يمكن له أن يذود عن الغرب وحلفائه؟

كانت التركيبة بسيطة والقسمة مقبولة على سذاجتها. لكن الحال، من عقد إلى آخر تبدلت، حتى إذا ما حط «سكايفول» في زمننا الحاضر جاء متشربا هموما ومعضلات بعضها كان مجرد فانتازيات في الستينات والسبعينات، مثل تلك القدرة الهائلة لتقنيات التجسس والاتصالات التي تمحي الهوية المستقلة للجميع. أيام شون كونري وروجر مور كانت تلك الهوية أمرا لا مساس أو لبس فيه. «بوند» عميل مرتبط بسياسة جهاز المخابرات البريطانية التي وحدها تستطيع اختراقه والوصول إليه (أحيانا). في زمن دانيال كريغ في ثالث أدواره البوندية صار من دون دفاعات.. مفتوحا ككتاب.. الكل يستطيع أن يصل إليه.. تصيبه رصاصات الحلفاء والأعداء على حد سواء؛ ليس هو فقط، بل رئيسته «م».. ها هي عاجزة عن التصرف.. في خطر لم تشعر به من قبل.. تترك مكتبها فإذا بالشرير سيلفا (جافييه باردم) يفجره ومركز قيادتها. المخابرات البريطانية عليها أن تلجأ إلى أنفاق لندن القديمة المغلقة. «م» نفسها لن تجد نفسها آمنة حتى في مقر الحكومة البريطانية.. ستهرب مع «بوند» إلى قصر قديم اسمه «سكايفول» طلبا للحماية، ومن دون أسلحة تذكر.

هذا أفضل «جيمس بوند» منذ عقود. وإذا كان لا بد من تقسيم تلك العقود إلى حقب، فإنه إحدى قمم ما تم إنتاجه من السلسلة (23 فيلما رسماي وواحد أقتنص خارج إنتاجات الشركة) إلى اليوم. ليس لأن الحكاية على نحو ما تقدم، بل لأن هذه الحكاية تتحدث عن عالم من دون ضوابط.. عن إرهاب لا يعرف حدودا جغرافية.. عن حاضر ملبد بالمخاطر لدرجة أن المخابرات البريطانية هي التي تلوذ بالهرب وتحاول درء الخطر عن نفسها.

إخراج سام مندس يمنح الفيلم مسحات فنية رائعة. «بوند» الحالي ليس فقط تنفيذا جيدا، كما كان حال أكثر من «بوند» سابق، بل هو فنيا جيد.. وببصمة.. يحمل حرصا على تصوير يشبه اللوحات الفنية بفضل ألمعية مدير التصوير روجر ديكنز (المصور المفضل للأخوين كووَن والذي عمل على 67 فيلما حتى الآن).

3. Skyfall «سكايفول»

* شباك التذاكر

* الطريق لم يكن سهلا أمام «أرغو»، لكنه في النهاية حاز المركز الأول. فيلم الرعب «هضبة صامتة» جديد في المركز الخامس، و«حجم المتعة» يسقط من أسبوعه الأول ويحل عاشرا.

1 (2) Argo: $12,439,228 (4*) 2 (4) Hotel Transylvania: $9,306,899 (1*) 3 (-) Cloud Atlas: $9,416,550 (3*) 4 (1) Paranormal Activity: $8,673,820 (1*) 5 (3) Taken 2: $8,333,606 (2*) 6 (-) Silent Hill: $8,288,154 (1*) 7 (7) Here Comes the Boom: $5,712,744 (2*) 8 (6) Sinister: $5,070,207 (2*) 9 (5) Alex Cross: $5,050,348 (2*) 10 (-) Fun Size: $4,400,220 (1*)

* سنوات السينما

* 1928 ـ «قبل سنوات اليأس»

* كما كانت «وورنر» السباقة لنطق السينما جزئيا سنة 1927 عبر فيلميها «دون جوان» و«مغني الجاز»، حملت أيضا شعلة إنجاز أول فيلم ناطق كليا في عام 1928؛ ففي الثامن والعشرين من يوليو (تموز) قامت بعرض فيلم «أضواء نيويورك»، دراما اجتماعية من مخرج غير مشهور هو برايان فوي وبطولة ممثلين لم يحقق أي منهم شهرة ما من بينهم هيلين كوستيلو وكولين لانديس.

حل «أضواء نيويورك» ثانيا في شباك تذاكر تلك السنة بعد «الغبي المغني» (أيضا لـ«وورنر»). القائمة آنذاك، ككل قائمة بعد ذلك، تحتوي على غالبية من الأفلام الجماهيرية. أما الأفلام الفنية، ومن بينها، إلى جانب ما ذكرناه في الأسابيع الماضية، «الممثلة» لسيدني فرانكلين و«اليقظة» لفكتور فلمنغ و«شحاذو حياة» لويليام ولمان، فقد احتلت مراكز متفرقة بعد ذلك. أيضا من بين الأفلام البارزة «القيادة الأخيرة» فقد منح ممثله الأول إميل جانينغز «أوسكار أفضل تمثيل رجالي».