سيرين: أنا وكارول سماحة الوحيدتان اللتان ينطبق علينا لقب الممثلة المغنية

الفنانة اللبنانية تستعد لتصوير أغنيتها «حبايبي».. وترى أن الجمال «ممل» إذا كان من دون ذكاء

TT

قالت الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور إنها تشعر بالسعادة عندما يناديها أحدهم بـ«روبي» (الشخصية التي أدتها في مسلسل روبي) لأن ذلك يشكل دليلا قاطعا على أنها استطاعت أن توصل شخصية «روبي» بصدق، مما أدى إلى انطباعها في ذاكرة الناس.

وقالت سيرين في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أفرح كثيرا عندما ألتقي في مكان عام بسيدة مثلا لا أعرفها تقترب مني وتقول لي: (مرحبا روبي)، فأبتسم لاشعوريا وأرد السلام. وأنا فخورة بما حققه هذا المسلسل من نجاح على الصعيد العربي عامة واللبناني خاصة». وعن سبب انتشار هذا المسلسل برأيها ترد «أعتقد لأنه شكل ثلاثة مسلسلات في عمل درامي واحد، فهو تألف من تسعين حلقة متتالية كل ثلاثين منها تناولت مرحلة مختلفة من حياة (روبي) العزباء والمتزوجة والمطلقة، كما أن حبكة النص ومجموعة الممثلين الذين شاركوا فيه من مصر وسوريا ولبنان أضافوا من دون شك إلى المسلسل انتشارا كبيرا وواسعا، إذ ما زال حتى اليوم يقوم بعض المعجبين به بتصوير أغان على موقع (يوتيوب) مستخدمين مقتطفات منه». وعن رأيها في رد الفعل السلبي الذي أصاب بعض معجبيها لتجسيدها دور الفتاة الوصولية قالت «أعتقد أن هذا كان في البداية، ولكن في ما بعد تعاطف الناس مع روبي لأنهم استوعبوا أسباب تصرفاتها الحقيقية التي تنبع من معاناة داخلية عاشتها منذ طفولتها. كما أنني متأكدة من أنه في داخل كل منا روبي صغيرة، لأننا كلنا نطمح لأن نحقق أحلامنا وأن نكون ميسورين وأصحاب الكلمة الأولى والأخيرة في حياتنا من دون منازع».

وعما إذا كانت تعتبر مسيرتها الفنية انطبعت اليوم بسيرين ما قبل «روبي» وبعده أجابت موضحة «لا أعتقد ذلك أبدا، لأنني عندما قدمت مسلسل (سارة) مثلا للكاتبة كلوديا مرشيليان ارتبط اسمي به أيضا فحقق نجاحات كبيرة في لبنان والعالم العربي وعرض على شاشات فضائية عدة، وكذلك الأمر بالنسبة لمسلسل (غريبة) للكاتب شكري أنيس فاخوري، فبرأيي أن كل عمل قدمته له مساحته الواسعة من النجاح، وبالتالي يفرض نفسه بنفسه، وأشكّل من هذا المنطلق جزءا لا يتجزأ منه».

وعما إذا كانت هناك إمكانية لتقديم عمل فني جديد مع ماكسيم خليل (الممثل السوري الذي لعب معها دور البطولة في «روبي»)، أوضحت سيرين عبد النور أن «آراء المنتجين انقسمت حول هذا الموضوع، إذ إن البعض عارض العودة القريبة (المنتج أديب خير بينهم) لأن المشاهد قد ينزعج من التكرار، فيما تحمس آخرون (كالمنتج مروان حداد) للموضوع لأن الناس ما زالوا مندهشين من العمل السابق، وبناء على الرأي الأخير سنقدّم فيلما سينمائيا يجمعنا نحن الاثنين يعرض في نهاية العام المقبل». أما الممثل الثاني الذي تعتبر أنها شكلّت معه ثنائيا ناجحا أيضا فهو عمار شلق.

وفي موضوع نشاطاتها الغنائية أكدت أنها بصدد الاستعداد لتصوير أغنيتها الجديدة «حبايبي» بداية العام الجديد، وهي من تأليف بهاء الدين محمد وألحان أحمد صلاح حسني وتوزيع طارق مدكور، وأنها أصرت هي المعروفة بأغانيها الرومانسية على أن تقدّم من خلال هذه الأغنية خطا غنائيا مغايرا يرتكز أكثر على اللحن الإيقاعي. وسيرين المعروفة في المجالين التمثيلي والغنائي تعتبر نفسها ممثلة في المرتبة الأولى، وتحلم بتقديم أعمال تمثيلية ملوّنة بالغناء «مع أن المتلقي اليوم لم يعد يهتم كثيرا لهذا النوع من الفن» في رأيها، مشيرة إلى أنها تنتمي في أعماقها إلى مدارس صباح وشادية والراحلة سعاد حسني، وهي في المناسبة أطلقت مؤخرا إعادة لأغنية «مخاصمني بقالو مدة» لشادية لأنها معجبة بالفنانة المذكورة منذ صغرها. ورأت أنها وكارول سماحة تعتبران الفنانتين الوحيدتين في لبنان اللتين تجيدان التمثيل والغناء معا، فبرأيها أن كارول ممثلة ممتازة، وأن ذلك يظهر بوضوح في طريقة غنائها على المسرح أيضا إضافة إلى أنها قدمت أعمالا درامية لا ينساها المشاهد.

وعن التغييرات التي طالتها بعد زواجها وإنجابها لابنتها «تاليا» قالت «كل شيء تغّير بي، إذ كنت في الماضي أعيش حياتي من دون أي مسؤوليات تذكر، وفجأة وجدت نفسي زوجة وأما، الأمر الذي أصابني بتغييرات جذرية في شخصيتي، وفي أدائي اليومي وفي كل شيء تقريبا، واليوم لا يهمني سوى عائلتي أولا، فالشعور بالدفء والحنان ضمنها هو أجمل شعور بالدنيا برأيي، وبعدها تأتي الأمور الأخرى وبينها الفن».

وعن رأيها في الجمال بشكل عام أوضحت الفنانة اللبنانية في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن الجمال لا يساوي شيئا إذا لم يقترن بالذكاء وبالثقافة، وقالت «إذا كان صاحب الشكل الجميل ليس مسلّحا بالتواضع والثقافة معا فإن جماله ممل من دون شك، وهو بالتالي لا يترك شيئا لدى الناس التي يلتقيها، ولذلك نجد أن الفنانات اللاتي اعتمدن فقط على شكلهن الجميل تراجعت شعبيتهن بعد فترة قصيرة».

وعن مشاريعها المستقبلية في مجال الدراما أعربت سيرين عبد النور عن سعادتها بدخولها هذا العام موسم رمضان التلفزيوني، إذ تستعد لدخول استوديوهات التصوير في شهر فبراير (شباط) المقبل للبدء في تمثيل مسلسل يتألّف من ثلاثين حلقة وهو ذو حبكة رومانسية جميلة.

وعما إذا هي تنوي تقديم ألبوم خاص بالأطفال أسوة بكثيرات من زميلاتها الفنانات لا سيما بعدما رزقت بطفلتها الأولى، أوضحت أنها لا تحبذ هذا الموضوع لا سيما أن في ذلك تكرارا لأعمال سبق أن تناولت الموضوع نفسه من قبل عدة فنانات، وأن أطفالنا في رأيها لا يحبذون كثيرا هذه الأغاني لأنهم متعلقون أكثر بأغاني المسلسلات والبرامج الأجنبية التي يشاهدونها يوميا على قنوات «ديزني» وغيرها، مشيرة إلى أن العمل الغنائي الخاص بالأطفال الذي ما زالت تحفظه منذ زمن هو ذلك الذي قدمّته ماجدة الرومي ويتضمن أغنية «عندي بيسي».

وختمت سيرين عبد النور بتمنياتها للشعب العربي في السنة الجديدة بأن تحمل لهم السلام والحب بعدما شهدت وما زالت «خضّات» سياسية عدة أصابت الجميع بالإحباط والخوف.