سينما

TT

* ناوومي ووتس: مثلت حالة واقعية عرضتني للغرق

* حاليا نراها في «المستحيل».. وقريبا في دور الأميرة ديانا

* ناوومي ووتس هي قصّة نجاح أخرى لممثلة عاشت، خلال طفولتها وفترة صباها، حياة ذات ظروف صعبة. كانت الممثلة المولودة سنة 1968 في شورهام، بريطانيا، في السابعة حين توفي والدها ووجدت نفسها تنتقل من مدينة إلى مدينة مع أمها وشقيقها إلى أن هاجر الثلاثة إلى استراليا وهي في الرابعة عشرة من العمر. لا أسباب معروفة وراء هذه الهجرة، لكن ناوومي قررت في تلك السن المبكرة أنها تريد أن تصبح ممثلة. وبعد أن أقنعت والدتها المتمنّعة عن قبول الفكرة ظهرت في أفلام دعائية لأربع سنوات ثم - وفي سن الثامنة عشرة - وجدت لنفسها دورا صغيرا في فيلم استرالي بعنوان «لأجل الحب وحده».

ناوومي لم تمض الكثير من الوقت في رحاب السينما الأسترالية وفي عام 1993 انتقلت إلى هوليوود حيث سجّلت حضورها بفيلم صغير للمخرج جو دانتي. وهي بقيت تلعب أدوارا صغيرة في أفلام صغيرة وأحيانا أدوارا كبيرة في أفلام صغيرة حتى اختارها المخرج ديفيد لينش كواحدة من بطلتي فيلمه البوليسي «مولهولاند درايف».

اليوم وبعد إحدى عشرة سنة من ذلك الفيلم، ناوومي ما زالت نجمة بسبب ذلك الفيلم. شوهدت في سلسلة من الأفلام الجيدة من بينها «وعود شرقية» لديفيد كروننبيرغ و«كينغ كونغ» لبيتر جاكسون و«لعبة عادلة» لدوغ ليمان و«ج. إدغار» لكلينت إيستوود وحاليا نراها في «المستحيل» للإسباني خوان أنطونيو بانويا عدا عن تلك التي ستعرض لها تباعا. «المستحيل» فيلم رائع مع تميّز: ليس الميلودراما السهلة التي يمكن أن ينجرف تحتها فيلم عن كارثة حقيقية، بل عمل روائي معيش بأزماته التي لا بد أن الشخصيات الحقيقية (تلك التي نجت من كارثة التسونامي سنة 2004) عايشتها.

* أعلم أنك قابلت ماريا بيلون، المرأة الإسبانية التي تعرّضت لمأساة تسونامي والتي تقومين بدورها.. ما كان سبب المقابلة؟

- كان ضروريا مقابلتها لأنني كممثلة كان عندي الخيال المطلوب لكي أتصوّر وضعي النفسي وسط تلك الكارثة، لكن ما أردت معرفته منها هو كيف يمكن لشخص أن يمر بما مرّت به وهو لا يدري وسط العاصفة الكبيرة ما الذي حدث لباقي أفراد العائلة. أي مشاعر كانت تنتابها وهي تتساءل عما إذا كانت تستطيع البقاء على قيد الحياة وفي الوقت ذاته تتساءل عما حل بأسرتها. ماريا قادتني في دروب هذا الدور والغريب أن مشاعرها حول ما مرّت به ما زالت حاضرة. لا تتحدّث عما عانته في شكل ذكريات بل تعبّر عنه كما لو أنها تعايشه فعلا.

* أتصوّر أنك لم تواجهي كارثة من هذا النوع في حياتك.

- كنت في لوس أنجليس حين وقع زلزال 1994 لكن طبعا لم أختبر أي كارثة بهذا الحجم. إنها الأكبر على ما أعتقد.

* ما مصادرك الخاصة حول ذلك التسونامي الذي ضرب شبه القارة الآسيوية في ذلك الحين؟

- كنت أمثل فيلما مع جورج كلوني سنة 2004 عندما وقعت هذه الكارثة وتابعتها كما سواي متسمّرة أمام شاشة التلفزيون. لكن حينما وافقت على بطولة الفيلم عدت إلى ما هو متوفّر من أفلام تسجيلية وهي كثيرة وعايشتها. لقد صوّرنا معظم الفيلم في إسبانيا لكن كان لا بد من مشاهد في تايلاند وصاحبنا سوء حظ إذ إن الجو كان ملبّدا والعواصف كانت تهب تباعا. المخرج خوان أنطونيو بايونا استفاد منها لكن تصوير المشاهد تعرقل بسببها أيضا.

* مشاهد الطوفان تمّ تصويرها في إسبانيا؟

- نعم، والحقيقة أنها كانت مخيفة. سألتني إذا ما واجهت كارثة من هذا النوع، وقلت لا. لكن بالتأكيد التصوير في الماء يجعلك تشعر بالرهبة.. كممثل لم يكن لدي أي اختيار فيما سأقوم به من حركات. أمثل حالة واقعية في المياه الجارفة قد تعرّضني للغرق وكل ما أستطيع القيام به هو أن أتبع التعليمات الصادرة لي حتى لا أتعرض لسوء. نفس الحالة لكن مع ضمانات أمنية بالطبع.. إنما مع مخاطر.

* هل حدث ما يمكن أن يهدد حياتك فعليا خلال التصوير؟

- كل شيء كان محسوبا وتقنيا كل شيء سار على ما يرام. كانت البيئة الفعلية للتصوير آمنة لكن على الرغم من ذلك كان تمثيل الدور في حوض كبير من الماء المتدفق من أصعب ما قمت به في حياتي كممثلة. في إحدى المرّات كنت وباقي الممثلين نبتلع الماء المتدفق علينا. هذا حقيقي. على الشاشة بالطبع حين شاهدت الفيلم تعجّبت من أنني قمت بكل ذلك.

* من هذا الفيلم إلى فيلم جديد آخر منتظر هو «دايانا»، عن الأميرة التي هز موتها المبكر وجدان كثيرين. هل تستطيعين الحديث عنه ولو قليلا؟

- أتذكر أنني كنت في حفلة عشاء في مدينة فانكوفر (كندا) حين سمعت بالحادثة وتابعناها لاحقا على شاشة التلفزيون. أعتقد أن حكاية الأميرة ديانا تستحق أن تشاهد في فيلم روائي، لكني أعتذر إذا لم أكن أرغب في الحديث طويلا عن الفيلم لأنه سيكون موضوعا ساخنا حين يأتي وقت عرضه.

* لديك بضعة أفلام انتهى تصويرها منها مثلا «أمهات» و«سنلايت جونيور». هل هي فترة نشطة في حياتك الفنية؟

- بالتأكيد. لدي أيضا «فيلم 43» الذي سيعرض قريبا. إنه أمر جيد بالنسبة لي العمل على نحو متواصل. لا أدري ماذا أفعل بأوقات فراغي وفي الوقت ذاته اختياراتي صعبة. لا أقبل بمعظم ما يعرض علي أو أسمع به.

* ما تقولينه مثير للاهتمام لأنك قبل نحو عشر سنوات كنت ما زلت ممثلة غير معروفة.. ثم جاء «مولهولاند درايف» لديفيد لينش… كيف أثر ذلك الفيلم إيجابا على مهنتك؟

- أثر كثيرا. لقد قدّمني وجعلني أطفو على سطح السينما. أشعر بأنني كنت محظوظة عندما اختُرت للعب هذا الدور لأنه بعد أكثر من عشر سنوات ما زال أكثر الأفلام التي مثلتها مثار تعليقات المشاهدين. بعض الأفلام تنجز هذا النجاح لممثلين وحينها ترفعهم من مستوى مغمور إلى مستوى مشهور. طبعا هناك ممثلون كثيرون يعبرون المهنة التي يقومون بها دون أن ترتفع بهم وكثيرون منهم ممثلون جيّدون لكن من دون أفلام كبيرة. أتذكر أنني حتى أقوم بتمثيل مشهد اختبار قدّت سيارتي من أقصى المدينة (لوس أنجليس) إلى أقصاها لأن الفاكس عندي لم يكن يعمل وكان لا بد من توقيع أوراق قبل فوات الأوان.

* إنه مؤسف ألا نرى أفلاما أخرى من ديفيد لينش.

- فعلا. وضعت يدك على موضع الألم. أعتقد أنه مخرج رائع تفتقده هوليوود هذه الأيام. لكني سمعت أنه عائد بمشروع جديد.

* ما رأيك إذن في أن المخرجين الجيدين هم أقل نجاحا من سواهم؟

- هذه وجهة نظر أخالفها لأن هناك عددا كبيرا من المخرجين الجيّدين الذين يعملون حاليا. لكن ما أوافق عليه أن مخرجين لديهم أسلوب ذاتي وينتمون إلى سينما المؤلف هم الذين لا يعملون كثيرا.

* هذا ما قصدته. المهم أنك لا تتوقفين عن العمل. بل في الواقع لم تتوقفي منذ ذلك الحين..

- أعتقد أنه إلى جانب أن الحظ خدمني في إيجاد بعض الأفلام التي منحتني فرصة التقدّم والنجاح هناك جانب شخصي هو النظام. أقصد أنني أحب التخطيط ووضع القوائم. هذا لا يعني أنني لا أمر بحالات فوضوية. هناك مراحل من الفوضى لا بد منها فنحن في النهاية ممثلون نتعرّض لمختلف ما تتعرّض إليه مهنة السينمائي من صعود وهبوط وما ينتج عن ذلك هو فجوات في مسيرة الواحد منا وأنا كان لدي نصيب من هذه الفجوات قبل «موهولاند درايف» على الأخص. لكن بعد ذلك أصبح جدولي مكتظا ولو حسن التنظيم لفقدت السيطرة على حياتي في وقت علي أن أتماسك فيه لكي أنجح.

* جولة بين الأفلام الجديدة

* انطلاق مهرجان «بالم سبرينغ»

* على الطريق من لوس أنجليس إلى بالم سبرينغز، أول مهرجانات السنة، ترتفع حرارتان: حرارة الجو البارد الذي تعيشه مدينة لوس أنجليس إذ يتبدّل نحو السخونة المعتدلة المناسبة لجو صحراوي في هذه الفترة، وحرارة التشوّق للعودة إلى مهرجان المدينة الذي كان هذا الناقد تابعه بضع مرّات من قبل لكنه انقطع عنه في الأعوام الثلاث الأخيرة. «بالم سبرينغز فيلم فستفال»، قد لا يكون اسمه على شفة ولسان كل مشتغل بالسينما أو هاو لها، لكن مع حضور يتوقّع له أن يزيد عن 135 ألفا، كما تقول صحيفة «ذا لوس أنجليس تايمز» صباح يوم الخميس لا بد أن يعيد المرء النظر بمسلّماته ويقصد ذلك المهرجان الذي يعقد دورته الرابعة والعشرين من الثالث حتى الرابع عشر من هذا الشهر.

* تتوعدنا رسالة الدعوة: «حضّر نفسك لتسونامي سينمائي: 180 فيلما من 68 بلدا من بينها 63 فيلما طويلا لمخرجين جدد ومن بينها أيضا 61 فيلما تشهد عرضها العالمي الأول». موقع المهرجان كان ذكر أنه من بين الأفلام الواحد والسبعين التي تم تقديمها لأوسكار أفضل فيلم أجنبي حصل المهرجان على 42 منها (تمثّل 41 دولة).. حسنا، في قاموسي هذا وحده كاف للاحتفاء بالمهرجان على الرغم من أنه لا يتقدّم بعد مهرجانات العالم الأساسية وفي طليعتها «برلين» و«كان» و«فينيسيا». وربما لن يستطيع لأنه يختلف عن هذه بمواصفات تجعله إعلاميا أقل سطوعا. حتى مع وجود نجوم بينهم هذا العام هيو جاكمن ورتشارد غير وهيلين ميرين، هذا نوع من المهرجانات لا يزال يعمل بوقود تقليدي اسمه: حب السينما أولا.

* لقد سبق وشاهدت فيلم الافتتاح وعرضناه هنا على صفحات «الشرق الأوسط». إنه الفيلم الإسباني الرائع «سنو وايت» لبابلو برجر، ذاك الفيلم المصنوع، كما «الفنان» من قبل، بأسلوب السينما الصامتة فعليا والذي يتجاوز ما حققه الفرنسي ميشيل أزانافيشيوس في هذا الإطار من حيث جدّية تناوله الحكاية. وفي عام وردت فيه ثلاث نسخ من حكاية «سنو وايت والأقزام السبعة» هي «مرآة مرآة» و«سنو وايت والصياد» فإن هذا الفيلم الإسباني المرشّح للأوسكار في قسم أفضل فيلم أجنبي، ليس فقط أفضلها بل من أفضل ما تم إنتاجه في العام الماضي من أفلام.

* «سنو وايت» شغل إسبانيا الصامت (عن اختيار حديث وإنتاج زمن أصوات الدجيتال الهادرة) ليس الفيلم الصامت الوحيد في هذا اللقاء، ولو أن الفيلم الآخر هو من إنتاج أعوام لم يكن الصوت التحق بعد بصناعة الأفلام. إنه «فراشات سادورني»، أبيض - أسود أرجنتيني حول قزم يلعب في السيرك ثم يدخل السجن وحين خروجه يحاول شق طريق مختلف.

* وراء الحاضرين تكمن الأفلام الجديدة متوالية. هذا الأسبوع خمسة أفلام تشهد توزيعها الواسع (وثلاثة في حدود ضيّقة) تبدأ بفيلم غس فان سانت «أرض موعودة» وتمر بفيلم رعب مستقى من سلسلة «مذبحة تكساس» وبالأبعاد الثلاثة هذه المرّة. لكن «ذا هوبيت» و«دجانغو طليقا» يحاصران كل جديد مقبل ليستمرّا على قمة الإيرادات كما تدل الأرقام ذاتها.

* شباك التذاكر

* «دجانغو طليقا»، الفيلم الجديد لكونتين تارانتينو، انطلق قويا لكن «ذا هوبيت» بقي مسيطرا على القمة هذا الأسبوع. باقي الأفلام الجديدة اضطرت لاحتلال مراكز متأخرة وفي مقدّمتها «البائسون» في المركز الثالث.

1 (1) The Hobbit: An Unexpected Journey: $32,820,222 (3*) 2 (-) Django Unchained: $30,698,195 (3*) 3 (-) Les Miserables: $28,027,982 (3*) 4 (-) Parental Guidance: $14,887,404 (1*) 5 (2) Jack Reacher: $14,010,452 (4*) 6 (3) This is 40: $13,186,866 (1*) 7 (5) Lincoln: $7,508,756 (3*) 8 (6) The Guilt Trip: $6, 707,233 (2*) 9 (7) Monsters, Inc.: $6,636,083 (3*) 10 (4) Rise of the Guardians: $$4,900,384 (2*) بين الأفلام حياة لينكولن لسبيلبرغ.. ثم ماذا؟

«لينكولن» إخراج: ستيفن سبيلبرغ.

أدوار أولى: دانيال داي - لويس، سالي فيلد، تومي لي جونز.

تقييم الناقد: (3*) (من خمسة).

عروض: دولية هناك فترات انتظار طويلة في هذا الفيلم الجديد للمخرج ستيفن سبيلبرغ الذي، عدا استقبال نقدي إيجابي كبير بين صحف الولايات المتحدة، فاز بجائزة نقاد تورونتو قبل أيام. الفترات تتواصل لأن سيناريو توني كوشنر قائم عليها فهو يدور حول الأيام العصيبة التي قضاها الرئيس الأميركي بانتظار اتخاذ الكونغرس الأميركي القرار الذي سيميز حكمه كله: تحرير الملوّنين من العبودية.

ككتابة سينمائية وجد توني كوشنر أن على ذلك القرار أن يأتي في نهايات الفيلم لأنه ذروته الدرامية، وهو ليس قرارا خاطئا بالطبع.. المشكلة هي أن ما يسبق قيام الكونغرس بعقد اجتماعه لدراسة القرار والتصويت له أو عليه، لا ذروات درامية فيه، بل ولا شحنة تشويقية تمهّد وتهيئ ومن ثم تدفع المشاهد لأن يكترث لما يعرف - بحكم التاريخ - أنه تم بالفعل وهو التصويت إيجابا على المشروع ما مكن لينكولن من تحقيق نصره السياسي الأبرز خلال فترة صعبة كانت حرب الولايات الشمالية والجنوبية مستعرة بسبب هذا الموضوع أساسا.

الفيلم ليس سيرة ذاتية عبر أحقاب بل هي تبدأ بالرئيس الأميركي السادس عشر قبل بضعة أسابيع من التئام الكونغرس، بحزبيه التقليديين الجمهوري والديمقراطي، لمناقشة رغبة الرئيس في إصدار تشريع يمنح الحريّة للأفرو - أميركيين. يعايش تباين وجهات النظر والتحذيرات من أن صدور القرار قد يؤدي إلى استمرار الحرب الأهلية غير البعيدة عن واشنطن دي سي. كما يعايش الحرب من خلال زيارته لمواقع القتال ويلمّ بآلامها. في الواقع، معظم الفيلم يتم داخل جدران ما يعتبر بيته، لكن القليل منه خارجي، بما في ذلك مطلع الفيلم حين يجلس الرئيس أمام جنود سود شاركوا في موقعة ويتحدّثون عن جهودهم في الحرب وتطلّعهم إلى يوم تسود فيه العدالة وتختفي العبودية والعنصرية. قبل ذلك بدقيقة واحدة يقوم مدير تصوير سبيلبرغ المفضل يانوش كامينسكي بتصوير تلاحم المقاتلين على الجانبين في تلك الموقعة. يصوّرها بوحشيّة مماثلة بتلك التي صوّر فيها وحشية القتال في «إنقاذ المجنّد رايان» مع اختلاف بيّن: في الفيلم السابق تستمر الموقعة نحو ثلث ساعة. في هذا الفيلم لا تتعدّى الدقيقة. فقط من باب منحنا، من حق المرء أن يعتقد، طعما للحرب وتمهيدا عينيا لما شهده لينكولن منها.

إذ يختار السيناريو والإخراج وبالتالي الفيلم بأسره الانتقال إلى مشاهد التحضير للقرار التي تقع إما في بيت الرئيس أو في مقر الكونغرس آنذاك، تتوالى المشاهد بصيغة تقريرية مثيرة للضجر. هذا الفيلم، أراد أو لم يرد، يتحوّل إلى درس في التاريخ من حيث لا تريده أن يكون. وإذا ما أضفت إلى هذا الدرس حقيقة أن أستاذه (سبيلبرغ) يستند إلى سيناريو لا يوفّر ما هو جديد أو مثير فإن الناتج هو كل ذلك الترقّب والانتظار. وحين يقع تتساءل «ثم ماذا؟». هناك محطات معهودة للمخرج فهو يصوّر لينكولن كما يصوّر سبيلبرغ كل شخصية أب في أفلامه متدفقة الحنان. لكن حسنات الفيلم الفعلية هي محض فنيّة من تصوير ذي إضاءة واقعية وحركة محدودة تدفع للتأمل، وموسيقى لـ«جون وليامز» تتخلى عن اللحن الهادر والمضج صوب ترانيم بسيطة.

سنوات السينما 1930 | أوسكار العام

* خمسة أفلام تم ترشيحها لأوسكار أفضل فيلم في دورته الثانية (الأولى عقدت قبل سنة وفاز بها «أجنحة» من إنتاج 1927. هذه المرّة كان الصوت غزا هوليوود وكل الأفلام التي ترشّحت للأوسكار كانت ناطقة. لكن قبل الغوص فيها لا بد من إشارة إلى أن حفلتي أوسكار أقيمتا ذلك العام وليس واحدة. الأولى في ربيع السنة (الثالث من أبريل /نيسان) وفاز بالأوسكار فيلم من إنتاج العام السابق هو «لحن برودواي»، والثانية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) وحصرت بأفلام السنة الحالية.

في هذه الدورة الثانية (والأهم حقيقة) خرج «كل شيء هادئ على الجبهة الغربية» المعادي للحرب بأوسكار أفضل فيلم. أما الأفلام المرشّحة الأخرى كانت موسيقية («استعراض الحب») ودرامية («الطلاق») وسيرة حياة («ديزرللي») ثم أكشن كبير بعنوان «البيت الكبير» الذي قام ببطولته روبرت مونتغمري والذي نوجزه في الحلقة المقبلة.