سينما

TT

* بن أفلك بعد الـ«غولدن غلوب»: لو زرت إيران لاستغلوني إعلاميا

* قال: نشأت ممثلا ولم أكن أفكـر في أن أصنع أفلامي بنفسي

* قبل ثلاثة أعوام، وفي جلسة خاصـة على شرفة فندق فوق جزيرة صغيرة بحجم صخرة كبيرة مزروعة شجرا وثمارا، جلس بن أفلك يتلقـى تهاني من أعضاء «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب» إثر مشاهدتهم فيلمه الثاني مخرجا «البلدة» وقبل أشهر من سباق الـ«غولدن غلوب»، الذي توزعه الجمعية، في مطلع كل عام. حينها، لم يفز الفيلم بترشيح، لكن ممثله الثاني، جيمي رنر، نال ترشيحا عن دوره فيه.

خلال اللقاء، كشف أفلك عن أنه لا يزال يتعلم مهنة الإخراج: «لقد نشأت ممثلا ولم أكن أفكـر في أن أصنع أفلامي بنفسي. ليس أمرا هيـنا وسألت عددا من الممثلين - المخرجين النصيحة وتجاوبوا».

* ما أهم هذه النصائح؟

أجاب: «ألا أخاف من أن أختلف وأجرب، وأن تكون عيني كممثل على الإخراج وعين المخرج على نفسي كممثل»، وضحك حين أضاف: «ما زلت لا أعرف تماما كيف أقوم بذلك».

بن أفلك خامة جيدة كممثل وكمخرج. وربما هو أفضل ممثلا تحت إدارته منه ممثلا تحت إدارة كثيرين من المخرجين. حقق فيلمه الأول كمخرج حين تصدى لرواية بوليسية من دنيس ليهان، الذي كان كلينت إيستوود (وهو ممثل - مخرج بدوره) استعار من بين أعماله «ميستيك ريفر» - أحد أفضل أفلامه. الحكاية التي استهوت أفلك بعنوان «Gone Baby Gun»، وهو أسند البطولة لشقيقه الأصغر سنـا كايسي أفلك. تستطيع بالكاد أن تسمع كايسي وهو يتكلم، لكن الفيلم باستثناء ذلك كان جيدا في إطاره. «البلدة» أفضل منه، وما هو أفضل من الاثنين، هو فيلمه الثالث الذي نال عنه «غولدن غلوب» أفضل إخراج وأفضل فيلم.

بدا بالغ السعادة بتقدير نقاد الجمعية وصحافييها له الذي تجاوز تقدير أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية التي أغفلته عن ترشيحات جائزة أفضل مخرج، ولو أنه الآن يكرر أنه سعيد بالترشيح الذي ناله فيلمه في سباق أوسكار أفضل فيلم، «كيف لا أكون سعيدا وأنا هناك مع هنيكه وسبيلبرغ وآخرين؟».

كانت جائزتا الـ«غولدن غلوب» ما زالتا ساخنتين كالبيض الذي وضعته الدجاجة للتو، عندما التزم بوعده إجراء هذا الحديث في أكثر الأماكن بعدا عن الملائمة: في واحدة من حفلات ما بعد حفلة توزيع الجوائز.

* هل تتوسم أن يكون فوز «أرغو» بجائزة الـ«غولدن غلوب» كأفضل فيلم تمهيدا لفوزه بالأوسكار بعد أسابيع؟

- لا أعتقد أنني أستطيع أن أتكهـن بذلك. أشعر الآن بسعادة كبيرة وثقة جيـدة بالفعل، لكن لا أستطيع ربط هذه الجائزة باحتمالات أخرى. أنا سعيد بأن الفيلم هو أحد الأفلام الخمسة المرشحة هناك، وهذا يكفيني. طبعا، سأكون سعيدا أكثر إذا فزت (يضحك).

* هل هناك مد سياسي لأفلام هذا العام بشكل لافت؟ «أرغو» عن موضوع محتجزين أميركيين في طهران. «زيرو دارك ثيرتي» عن التخطيط لقتل بن لادن. «لينكولن» عن الرئيس وتشريعه المعادي للرق. «دجانغو بلاقيود» حول الموضوع نفسه.

- لا أستطيع إلا أن أوافقك على هذا المنظور. لكن السؤال الآخر الذي يراودني هو ما إذا كان كل ذلك نتيجة حالة طبيعية وأن هذه الأفلام وغيرها أنتجت معا بمحض الصدفة؟ جوابي هو أني لا أعتقد، وليس هناك من تخطيط لذلك. نعيش عالما يمر بفترة اضطرابات واسعة ولا يمكن للسينما أن تتجاهل ذلك.

* كيف تكون في ذهنك أسلوب معالجة «أرغو»؟ ما الخيارات التي كانت مطروحة؟

- لم تكن هناك خيارات كثيرة أمامي. ربما أمكن تقديم هذا الفيلم في أكثر من صورة، يعود ذلك إلى كل مخرج ونظرته وما يرغب في إنجازه من ورائه. لكن بالنسبة لي، كان علي أن أجد كيانا يرضيني على أكثر من مستوى ويرضي الجمهور على أكثر من مستوى إذا أمكن.

* تقصد المستوى السياسي كما الفني؟

- صحيح. بعد حين، كلاهما يصبح واحدا، وإلا لما تمكـن الفيلم من إنجاز ما يريد.

* هل زرت إيران لكي تتطلع على مسائل تساعد على منح الفيلم تلك الدرجة من الواقعية التي مارست بها عملك؟

- لا، لم أفعل. وشكرا على ملاحظتك بما يتعلـق بواقعية الفيلم. رغبت في أن أكون دقيقا، وهذه الرغبة حدت بي لأن أتحرى عن إمكانية السفر إلى إيران. لكن الاستوديو (وورنر) لم يحبـذ الموضوع، على أساس أن سلامتي وسلامة فريق التصوير ستكون مهددة. بعد ذلك، سألت مسؤولين حكوميين، وكانت حجتهم قوية. قالوا لي إنني حتى لو ذهبت كفرد عادي، فإن الإيرانيين سوف يستغلـون المناسبة للقيام بحملة إعلامية مصورة. سيتقدم مني مسؤولون ويصافحونني أمام كاميرات معدة سلفا لهذه الغاية. واقتنعت بوجهة النظر.

* لم تكن هناك معارضة رسمية في هذا الصدد؟

- لا.

* الواقعية التي سألتك عنها لا تعني أنك لم تتدخل أنت وكاتب السيناريو لتأسيس نهاية تشويقية. كما قرأت نهاية الكتاب تختلف عن نهاية الفيلم.

- بالفعل، تختلف. لكن الفيلم ليس تسجيليا لكي يـطالب بأن يلتزم بما حدث، ما لا يتيح إمكانية الخروج عن الواقع. الفصل الأخير أردت له أن يمرر كل ما سبق بتجربة أعتقد لا بد منها. إنه ذروة التشويق الذي هو وسيلة سرد على شبه بأي فيلم سياسي - تشويقي من قبل.

* رغم أن النظام الإيراني ديكتاتوري في الأساس، فإنك ابتعدت عن تنميط الإيرانيين ما أعتقد أنه رفع من شأن الفيلم. أعتقد أن المخرج يخسر إذا ما نمط الشخصيات المعادية عوض منحها وجودا حقيقيا. هل توافق؟

- جدا. لقد كان لدي خيار. لكن على المرء دائما أن يحرص على التفريق بين الناس والمسؤولين والقادة. قبل أن أبدأ التصوير، كانت لدي فكرة عن نظام الحكم الحالي في إيران، رغم ذلك سعيت للمزيد من المعرفة وسألت مخرجين إيرانيين مهاجرين، فإذا بالصورة أكثر سلبية مما كنت أعتقد. أنت كمخرج إيراني تعرض نفسك للاعتقال إذا ما خرجت عن النص. إنه نظام صارم في هذا الشأن.

* كيف تعاملت مع الكتاب كمصدر معلومات؟ هل حاولت تحقيقه كما هو؟

- على العكس. كل ما أوردته مستخلص، في معظمه، من فصل واحد من كتاب توني منديز «سيد التنكر». لم أكن قرأت الكتاب حين خرج قبل ثماني سنوات، لكني قرأت عنه في مقالة لإحدى المجلات وأثارني ما فيه من معلومات. عند هذا الحد تريد أن تعرف ما إذا كنت ستجد مادة جيدة لفيلم سينمائي أو لا.

* كانت هناك محاولة لاحقة لإنقاذ باقي الرهائن..

- نعم، حاولت الإدارة إرسال حامية عسكرية، لكن المهمـة كانت خطرة، لأنها كانت ستعرض الرهائن للقتل فيما لو لجأت السلطات الإيرانية للانتقام.

* تستحق فيلما آخر؟

- (يضحك).. لقد قلت ما أردت قوله في هذا الفيلم. دع غيري يحاول.

* جولة بين الأفلام الجديدة

* سباحة حرة بين الجوائز

* فيلما أكشن سيتنافسان في سباق الإقبال بدءا من هذا الأسبوع. واحد من إنتاج محدود مع ممثلين متواضعي الرتب والأجور، والثاني بميزانية تصل إلى 45 مليون دولار بعد إضافة الحملة الترويجية، أي إن ميزانيتـه الأصلية في حدود الـ30 مليون دولار. الفيلم الأول هو «سباق موت: الجحيم» (Death Race: Inferno)، وهو من تمويل جنوب أفريقي مع مظلـة أميركية، من إخراج جديد اسمه راول ريني، وبطولة أسماء نصف لامعة مثل داني تريو وفينغ رامز ودوغراي سكوت، إلى جانب دم جديد متمثـل بتانيت فينكس ولوك غوس. في مستقبل ما، يقول هذا الفيلم، يمكن إطلاق سراح مساجين خطرين إذا ما فازوا بسباق سيـارات يقام بمحيط سجن (لا بد أنه سجن كبير). المنازلة بين تانيت ولوك؛ تانيت تملك قوة وثبات الرجال وراء المقود، ولوك يملك ما يلزمه من حب القتل في سبيل الوصول إلى ما يريد.

* الفيلم الثاني هو أول بطولة لحاكم ولاية كاليفورنيا السابق أرنولد شوارتزنيغر. عنوانه «الوقفة الأخيرة» (The Last Stand)، وهو بالتأكيد فيلم عودة، رغم أدوار صغيرة حشرها خلال مسؤولياته الرسمية كما فعل حين مثـل دورا صغيرا في «حول العالم في ثمانين يوما» و«ترميناتور 3». بعد تنحـيه، اشترك في دورين محدودين أيضا في فيلمين آخرين؛ هما «المستهلكون» الأول والثاني، لكن «الوقفة الأخيرة» هي وقفته الأولى أمام الكاميرا في دور بطولة مطلق منذ أن لعب بطولة «اليوم السادس» سنة 2000.

* أتوقع أن يحط الفيلم قويـا على المركز الأول. هناك ملايين الفضوليين الذين يريدون معرفة كيف يبدو شوارتزنيغر اليوم وما إذا اختلف عن الأمس. شاهدت الفيلم في عرض خاص وأستطيع أن أقول إنه لا يزال كما هو. كذلك مفهومه لحل المسائل بالقوة، لأن حلـها قانونيا لا ينفع. إنه «شريف» بلدة تكساسية على الحدود مع المكسيك، وهو يعلم أن المواجهة بينه وبين رئيس واحدة من كبرى عصابات المخدرات واقعة لا محالة. ما زال شوارتزنيغر محتفظا بلكنته النمساوية. ليست واضحة كما كانت في السابق، لكنها هناك فهو لا يستطيع تقليد اللكنة التكساسية ولا يحتاج لتقليدها، لأنه نجم الفيلم وعلى الجميع قبوله كما هو.

* الفيلم تمتـع بميزانية، هي أقل من ميزانيـات أي فيلم سابق للممثل المذكور. فهي لم ترتفع عن الثلاثين مليون دولار (من دون مصاريف الترويج والإعلانات)، مما يعني أن التصوير والإنتاج ذاتيهما استهلكا عشرين مليون دولار لا أكثر، لأن أجر شوارتزنيغر الآن هو عشرة ملايين دولار ريثما يتأكد له أن الإقبال كفيل برفع سعره كما كان في السابق.

* ثاني فيلم أكشن رجالي كبير بعد هذا الفيلم هو «يوم جيـد للموت» المعروف بـ(A Good Day to Die Hard) سيكون الجزء الخامس من سلسلة «داي هارد»، ومن بطولة بروس ويليس الذي ينتمي إلى نفس طينة شوارتزنيغر سينمائيا وسياسيا (كلاهما محافظان)، وهذا سيفتتح غزيرا حول العالم في السابع من الشهر المقبل، وسيتأخر حتى الرابع عشر من الشهر ذاته قبل افتتاحه في السوق الأميركية. أجر بروس ويليس 25 مليون دولار، وميزانية الفيلم ليست معلنة بعد، لكنها تتراوح بين 80 و120 مليون دولار.

* أخيرا، تجد المخرجة كاثرين بيغيلو نفسها مطالبة بإيضاح نقطة مهمـة تتعلـق بفيلمها «الثانية عشر والنصف ليلا» وهي أن الفيلم لا يؤيد عمليات التعذيب أو يبررها. وهي كتبت هذا الكلام في مقال خاص ظهر في «ذا لوس أنجليس تايمز» قبل أيام. هذا بعد أن تلقـت شكاوى كثيرة من أن الفيلم إذ يصور عدم مبالاة بطلته بعمليات تعذيب الأسرى على أيدي عملاء الـ«سي آي إيه»، فإنه يقدم بذلك موافقته عليها. تقول كاثرين: «أي واحد يعمل في السينما يدرك أن تصوير الشيء بدقـة لا يعني الموافقة عليه».

* شباك التذاكر

* سقوط شنيع لفيلم الرعب «منشار تكساس» ينتقل به من المركز الأول إلى التاسع في غضون أيام. «زيرو دارك ثيرتي» يحتل ذلك المركز، يليه الفيلمان الجديدان «منزل مسكون» و«فريق الغانغستر».

1 (-) Zero Dark Thirty: $23,817.850 (4*) 2 (-) A Haunted House: $18,481,171 * 3 (-) Gangster Squad: $16.710.166 (2*) 4 (3) Django Unchained: $11.065.426 (4*) 5 (4) Les Miserables: $10.128.292 (3*) 6 (3) The Hobbit: An Unexpected Journey: $9.444.270 (3*) 7 (8) Lincoln: $6.614.027 (3*) 8 (5) Parental Guidance: $5.873.006 (1*) 9 (1) Texas Chainsaw 3D: $5.150.392 (1*) 10 (6) Jack Reacher: $4.014.833 (4*)

* بين الأفلام

* وراء كل تراجيديا أغنية (Les Miserables) «البؤساء» إخراج: توم هوبر.

أدوار أولى: هيو جاكمان، راسل كرو، آن هاذاواي تقييم الناقد: (2*) (من خمسة).

عروض: دولية Is there another way to goooooooo?»» يتساءل هيو جاكمن وهو يشرح حالته المأسوية في أحد مشاهد هذا الفيلم، المسحوب عن مسرحية غنائية تم تقديمها فوق أحد مسارح نيويورك لأول مرة سنة 1980، عندما يتفوه بكلمـة (Go) فيمطـها، يكاد يطرح السؤال ذاته الذي يشغل بال بعضنا من مطلع الفيلم؟ إلى أين يتجه هذا العمل فعلا؟ أهناك طريقة أخرى لتقديمه «البؤساء»؟ رواية فيكتور هوغو المنشورة سنة 1862 لم تكتب كمادة غنائية، بل كفعل أدبي.

لكن، ما قد ينجح فوق خشبة المسرح، في حال تحويلها إلى ملحمة غنائية، لا ينجح بالضرورة على الشاشة. أو تحديدا، ليس مضمون النجاح على الشاشة رغم الخيارات الفنية والتقنية الكثيرة التي يمنحها الفيلم في مقابل ما تمنحه المسرحية.

في هذا الفيلم استخدام للمؤثرات (يطالعنا من المشهد الأول) ثم لمنوال يتكرر لاحقا أكثر من مرة، فالكاميرا تبدأ عالية لتصور المكان ووضعية الممثل - المغني فيه، ثم ما إن يفتح ذاك فمه حتى تنتقل إليه في لقطة قريبة متوسـطة (وأحيانا قريبة - كلوز أب) وتبقى هناك بلا أي خيارات أخرى، كما لو أن هناك علاقة بين الصوت والصورة لا يمكن إدراكها إلا بممارسة المنوال نفسه في معظم المرات. أو كما لو أن علينا مشاهدة الفم مفتوحا على آخره لكي نتأكد من أن الممثل يغني بالفعل؟

القصة في خلاصتها المعروفة موجودة: صراع طويل الأمد بين فالجان (جاكمان) والضابط جافريه (كراو). نتابع الأول في السجن لسرقته رغيفا. يذكره جافريه بأن مدة العقوبة كانت خمس سنوات وعقوبة محاولة الهرب هي أربعة عشر سنة. إثر إطلاق سراحه وتحقيقه ثروة تمكنه من التحول إلى صناعي ناجح، يعاود سجانه السابق جافريه البحث في ماضيه تمهيدا لإعادته إلى السجن.

توم هوبر كان أنجز عملا جيـدا، وإن لم يكن بالغ الجودة، من قبل، هو «خطاب الملك»، وفيه استعرض قاموسه من القواعد الفنية التي جعلته قادرا على بلورة الأجواء جيدا وإبراز عامل التصميم الفني وتصاميم الإنتاج المختلفة على نحو متآلف وطبيعي لافت. لكنه هنا ينجز عملا مختلفا، لا بنوعيته فقط، بل بمستواه أيضا. إنه فيلم صعب الضبط والإدارة حتى من دون أن يكون موسيقيا، ما البال إذن لو أن الغناء فيه مسجـل خلال التصوير، مما يجعل الممثل تحت عبء الإجادة تعبيريا وصوتيا في كل مرة. وفي فيلم يخلو من الحوار ومن كاميرا تخرج عن نطاق الشخصيات لتقدم تصويرا فعليا لمضمون الرواية الشهيرة، فإن ما يرتسم لدينا هو 155 دقيقة من عذاب مزدوج يمر به الممثلون لإتقان ما يقومون به، وينتقل إلى المشاهدين، خصوصا أولئك الذين كانوا ينشدون فيلما وليس مسرحية مصورة.

المشكلة ليست في الأصوات، وليست حتى في تحويل الرواية إلى فيلم غنائي أو، بالأحرى، تحويل المسرحية التي اقتبست عن الرواية، إلى فيلم غنائي، بل في معالجة تتكرر بكل ما فيها من تسطيح. المتكرر هنا ليس فقط حركة الكاميرا والقطع أو الانتقال من مشاهد كبيرة إلى صغيرة، بل إيقاع الصوت والغناء المتحول، بعد حين، إلى إيقاع ضاج ورتيب. كذلك قلـة حيلة المخرج البريطاني في مسألة توفير تصاعد درامي مقبول.

* سنوات السينما

* 1930 | المنتج الطيـار

* «ملائكة الجحيم»، هو الفيلم الذي قدمه المنتج والمخرج والطيـار هوارد هيوز سنة 1930، من بطولة جين هارلو وكانت في مطلع نجوميتها، وبن ليون وجيمس هول اللذين لم يحققا لاحقا نجومية تذكر. ودارت أحداثه ما بين الأرض (أحداثه العاطفية) والسماء (مشاهده البطولية، إذ تقع أحداثه خلال الحرب العالمية الأولى).

حين أعلن المنتج هيوز أنه بصدد تحقيق هذا الفيلم، تم النظر إلى المشروع كما لو كان متوقـعا من منتج يهوى الطيران وله مغامراته الجنونية فيه. هذا المشروع بوشر بالتحضير له حين كانت الإنتاجات ما زالت منقسمة بين غالبية صامتة وأقليـة ناطقة، وعلى هذا الأساس كانت المطروحة للبطولة ممثلة نرويجية اسمها غريتا نيسون. حين تم قرار تنفيذه ناطقا، لم يعد استخدامها ممكنا بسبب صعوبة لكنتها الإنجليزية فاستبدلت.