جولة بين الأفلام الجديدة

الكل يريد أن يبقى

TT

* ما حدث مع «الوقفة الأخيرة» في الأسبوع الماضي عندما جاء ترتيبه عاشرا على قائمة الأفلام التي يرتادها الجمهور في الولايات المتحدة، طالما أن هناك أملا ما في أن يُثير هذا الوجد ما يكفي من رغبة الجمهور الذي تجاوز الثلاثين من العمر الإقبال على أفلامهم. تجربة شوارتزنيغر المخفقة تلك لن توقفه. ربما ستشكل تحدّيا صعبا أمام فيلمه المقبل «عشرة» المبرمج للعرض بعد عام من اليوم، لكن من المبكر التفكير بأن «الوقفة الأخيرة» هو «وقفة أخيرة» بالفعل.

* سلسفستر ستالون هو التالي في هذا الامتحان الذي، كما تعوّدنا القول حين كنّا صغارا، يكرم المرء فيه أو يُهان. ذلك لأن صالات السينما هذا الأسبوع ستشهد انطلاق عروض فيلم جديد له هو «رصاصة إلى الرأس» Bullet to the Head. فيه يؤدي ستالون شخصية قاتل محترف اسمه بوبو (كاملا جيمي بوبو) يقبل الاشتراك مع تحري ينتمي إلى شرطة المدينة (سانغ كانغ) لمعرفة من يقف وراء مقتل شريكه. المخرج هو وولتر هيل، وهو منفذ سينمائي جيّد وذكي وكان تعامل مع أفلام لها بطولات ثنائية حينما قدّم «24 ساعة» و«24 ساعة أخرى» مع نك نولتي (الأبيض) وإيدي مورفي (الأسود). هنا في «رصاصة إلى الرأس» ستالون أبيض والتحري الذي يشاركه البطولة كوري! التوليفة ذاتها لكن هل سيكون الجمهور حاضرا لها؟

* هذا الأسبوع ليس ستالون وحده الذي يمني نفسه بنجاح جديد (يأتي في أعقاب نجاح «المستهلكون 2» قبل أشهر قليلة، بل هناك آل باتشينو وكريستوفر وولكن وألان أركن. ثلاثة ممثلين أكبرهم أركن وأكثرهم شهرة باتشينو لهم باع طويل في السينما وعليهم إثبات أن الجمهور حاضر لهم اليوم كما كان حاضرا لهم من قبل. مهمة صعبة ربما تصلح لأن تكون موضوع فيلم توم كروز المقبل «مهمّة مستحيلة 6». ما يجعلها أكثر صعوبة أن الموضوع الذي تتداوله أفلام العودات هو تقريبا واحد: مهمة أخيرة لهؤلاء «الشيوخ» قبل أن يتقاعدوا. كيرك دوغلاس وبيرت لانكاستر فعلاها في فيلم رديء عنوانه «رجال أشداء» سنة 1986. كلاهما وُلد حين كانت السينما صامتة سنة 1916 واشتركا في بطولة عدّة أفلام في الخمسينات ثم حاولا العودة لتجسيد مفهوم البطولة القديم على نحو لا يخلو من المرح عندما بلغ كل منهما سبعين سنة من العمر.

* على الشاشة الصغيرة يشعر الممثل جان - كلود فان دام بأن الوقت حان لعودته هو أيضا. يقول للإعلامي جاي لينو في برنامج «ذ تونايت شو» بأن نجاح «المستهلكون 2» الذي اشترك بتمثيله لجانب نخبة مماثلة من أبطال الأمس مثل تشاك نوريس ودولف لندغرن بالإضافة طبعا لستالوني وشوارتزنيغر، هو ما يفتح الباب حاليا لعودته. وهو انتهى فعلا من تصوير «مرحبا في الأدغال» ويباشر تصوير «الأعداء أقرب».

* هل تعلمون ما تنضوي عليه كل هذه المحاولات المجهدة؟ إنها، وباستعارة ذلك العنوان، وقفة أخيرة لممثلي أدوار القوّة أمام غزو الجيل الجديد من الممثلين الذين تبتلع وجودهم على الشاشة المؤثرات الخاصّة. البطولة البشرية ضد الكومبيوتر غرافيكس في عالم يبدو أن كل ما هو بشري فيه مهدد على نحو أو آخر.

* بعيدا عن هذا كله، لا يزال هناك وجود لسينما لا تقوم على العضلات ولا على المؤثرات منها «لينكولن» الذي عرض للنقاد اللبنانيين قبل أيام وخرجوا يوم أمس الخميس يعلنون إعجابهم به. في مصر يحط «حياة باي» (محاطا بإعجاب كبير أيضا) في المركز الثاني بعد الفيلم المصري «على جثّتي».