جولة بين الأفلام الجديدة

أسبوع ذو صبغة نسائية

TT

* في اليوم الذي عرض فيه المخرج - المنتج جورج لوكاس حصّته في استوديو ديزني للبيع بمبلغ يصل إلى ملياري دولار، كانت الشركة المعروفة مشغولة في اجتماعات إدارية متلاحقة لتحديد الخطوات التالية لإعلانها بأن سلسلة «ستار وورز» ستنطلق قريبا بحكايات جديدة تواصل سرد مستقبل أحداث الثلاثية الأولى عوض أن تعود إلى ما قبلها. والمسألة ليست بالطبع محض سينمائية أو مجرّد قرارات إنتاجية، بل لها علاقة ببورصة المؤسسة الضخمة التي ارتفعت أسهمها مباشرة بعد قيام لوكاس بعرض حصّته فيها للبيع.

* هل ينوي لوكاس فعلا التقاعد عن العمل وهل بيعه حصته ومن قبل ذلك حقوق «ستار وورز» (بأكثر من أربعة مليارات دولار) هو التمهيد لأن يعيش في جزيرة استوائية يشتريها ويشم فيها هواء منعشا، أم هو بالفعل، وكما أعلن، يريد أن يبحث عن مشاريع صغيرة من تلك التي لو استمر عليها في فترة ما قبل «ستار وورز» لما جنى ما حققه من شهرة وثروة؟ الأيام ستؤكد واحدا من هذين القرارين: هو إما سيكف عن الحلم ثريا أو سيفتح فصلا جديدا من حياته يختلف عن صفحات فصوله السابق.

* «ديزني» لم تكن الوحيدة التي كان لديها أسباب عاجلة للاجتماعات المغلقة، بل قامت شركة «صوني» طوال الأسبوع نفسه بعقد سلسلة من الاجتماعات بعضها له علاقة بفيلم كانت طلبت من المخرج ديفيد فينشر الاستعداد له ثم.. اختفت أخباره. الفيلم هو «الفتاة التي لعبت بالنار» والطبيعي جدّا أن تتقدم «صوني» من فينشر لتحقيق هذا الفيلم البوليسي إذ هو من حقق لها، وبنجاح جيّد، «الفتاة ذات الوشم التنين»، وكلاهما - بالمناسبة - منقولان عن فيلمين سويديين من كتابة الراحل ستيغ لارسن.

* مباشرة بعد نجاح فيلم فينشر وافقت صوني على معالجة جديدة للفيلم الآخر لكنها كبحت جماح رغباتها عندما قررت أن الفيلم السابق تكلّف 90 مليون دولار. ومع أنه أنجز دوليا نحو 233 مليون دولار، إلا أنها ترغب في تقليص حجم التكلفة بالنسبة للفيلم الثاني. أجر فينشر ليس المشكلة، لكن أجر بطل الفيلم دانيال كريغ هو المشكلة التي تتناقض مع قرار «صوني». ذلك أن جيمس بوند السينما الذي قبض 17 مليون دولار عن دوره في «سكايفول» يريد زيادة أجر وليس تخفيضا كما تريد الشركة.

* بالنسبة لديفيد فينشر فهو مثل من يدخل مكتبة ويحتار أي كتاب يريد أن يشتريه فيخرج من دون كتاب. عدد الأفلام والمشاريع التي له علاقة بها، على نحو أو آخر، يبلغ أحد عشر. ولحين كان «فتاة مختفية»، الذي لا علاقة له بالسلسلة الأخرى، قريب الاحتمال لكن الثابت أن السيناريو ليس حاضرا بعد لكي يتم الاتفاق عليه وسيتطلب ذلك بضعة أشهر. ما يعني أنه إذا ما سوّت «صوني» خلافها مع دانيال كريغ، فإن فينشر سيعيد وضع «الفتاة التي لعبت بالنار» في الأولوية.

* روني مارا، التي لعبت بطولة «الفتاة ذات الوشم التنين» لديها فيلم جديد تنطلق عروضه في أسبوع واحد بين برلين ومدن الولايات المتحدة. هو أحد أفلام المسابقة البرلينية المقامة حاليا، وفي الوقت ذاته مدرج للبدء بعروضه التجارية في الأسبوع المقبل. مخرجه ستيفن سودربيرغ ليس غريبا عن المهرجانات ولو أن اختياره المعتاد هو مهرجان «كان» وليس برلين (أو فينيسيا). الفيلم بعنوان «تأثيرات جانبية» وهو تشويق درامي تؤدي فيه مارا شخصية فتاة شابة تتناول دواء وصفه طبيب بسبب حالتها القلقة لكن الدواء يتسبب في حالات جانبية غير متوقّعة.

* كاد «تأثيرات جانبية» أن يكون الوحيد في سوق الأسبوع المتوجه لجمهور من الراشدين 60 في المائة منه نسائي (كما هو متوقع)، لكن «أغنية غير منجزة» هو فيلم منافس له ينطلق في الأسبوع ذاته ويحتوي على مضمون نسائي قوي متمثل بممثلة جديدة هي جيما أرترتون وأخرى مخضرمة هي فينيسا ردغراف. ويتعامل الفيلم مع المسرح والتمثيل كما يُعيد الممثل البريطاني ترنس ستامب إلى الواجهة في دور صغير.