بين الأفلام

أفلام من روتردام

TT

* حين انتهى مهرجان روتردام السينمائي الدولي في الأسبوع الماضي، تم الإعلان عن ثلاثة أفلام فائزة بينها «قاتل كلبي». شاهدت هذا الفيلم وأضفت فوقه فيلمين آخرين من تلك التي عرضها المهرجان الهولندي.

* الفيلم الأول:

36 (2*) حط هذا الفيلم التايلاندي على شاشات روتردام مسبوقا ببعض الاهتمام فهو خرج بجائزة من قسم «تيارات جديدة» وأخرى من الفيبريسكي، اتحاد نقاد السينما الدوليين، إثر عرضه في مهرجان بوسان الكوري في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وهي الجائزة التي تُمنح للأفلام التي تتوخى القيمة الفنيّة فوق ما عداها. لكن ومن دون معرفة من هي الأفلام التي نافسته على هذه الجائزة، لا يمكن تحديد سبب فوزه. يملك الفيلم ناصية جميلة كبداية فهو عن فتاة تدمن التصوير وتربط لقطاتها بالحياة حولها. كل شيء تلتقطه أمامها له معانٍ وجدانية (يُراد له أن تكون عميقة) في حياتها. إنه كما لو كانت تسجّل من خلال لقطاتها الفوتوغرافية الثابتة الحياة التي تمر بها والأمكنة التي تشغلها. لكن الفيلم إذ لا يملك حبكة ولا قضية ويتعامل مع مفارقات متكررة (تعود المصوّرة إلى ذات الأمكنة وتتحدّث إلى ذات الأشخاص) لا يمكن أن يجد الكثير ليتحدّث عنه بعض ترسيخ أفكاره. فيلم مقبول الفكرة في أفضل حالاته، يريد أن ينتقل بها إلى مستوى جديد، لكن المخرج ناوابول تامرونغرتانريت يرفض مبدأ التخلي عن الانضباط المحدد لمعالجته.

Karaoke Girl (2*) فيلم تايلاندي آخر مختلف تماما باستثناء انتمائه، مع الفيلم السابق إلى فصيلة السينما المستقلة في بلاده. المخرجة أسمها فيسرا فيشيت - فاداكان وهي كانت ذات مرّة تنزل في فندق صغير عندما التقت بطلة فيلمها واستمتعت لقصّتها. القصّة أعجبتها وقررت تحقيق هذا الفيلم عنها راوية فيه كيف أن بطلتها الشابّة تركت عملها في أحد المصانع خارج بانكوك بعد ثلاث سنوات من الخدمة كان راتبها فيها لا يتجاوز الثلاثة دولارات يوميا. ليس أنها تبغي تحقيق ثروة طائلة، لكن لديها عائلة تريد إطعامها وهذا ما يودي بها للعمل كفتاة ليل. لسنا أمام ميلودراما من أي نوع بل متابعة تسجيلية المعالجة للمرأة التي عانت طويلا لكنها ترفض أن تعامل كضحية. الفيلم يحترم هذه الرغبة ولا يصنع دراما من مشكلتها، لكنه يقع في مشكلة أخرى تقنية وفنية.

My Dog Killer (3*) في المعالجة شبه التسجيلية ذاتها نجد فيلم المخرجة التشيكية ميرا فورمايوفا (سبق لها تحقيق فيلم رديء قبل ثلاثة أعوام بعنوان «ثعالب صغيرة») تنتقي بعناية قصّة شاب من ذوي شعر الرأس المحلوق («سكينهيدز») يحاول مساعدة أبيه إقناع والدته بالتوقيع على ورقة تجيز للأول بيع بعض العقارات لأجل الاحتفاظ بمنزله الخاص. المشكلة هي أن والدة بطل الفيلم (أدم ميهال) كانت تركت الزوج من دون طلاق وعاشت مع عشيق غجري وأنجبت منه صبيا قبل الاستقلال بنفسها عن الجميع. الآن على الشاب العنصري أن يتعامل مع اكتشاف العمر: شقيقه من أب آخر هو غجري. المادة مثيرة للاهتمام كذلك شغل المخرجة المتأني على العمل واعتمادها على ممثلين غير محترفين.

3. My Dog killer «