صالة لواحد

مشهد من «ستار ترك 3»
TT

إخراج: ج ج. أبرامز خيال علمي/ الولايات المتحدة 2013 تقييم: (3*) (من خمسة) في عام 2009 قامت شركة «باراماونت» بالطلب من المخرج والمنتج ج.ج. أبرامز تحقيق فيلم جديد في سلسلة «ستار ترك» الشهيرة. لم يكن الطلب مجردا من رغبة إضافية: إنجاز معالجة جديدة للحكاية القديمة التي وضعها الروائي المعروف جين رودنبيري وأسست لحلقات طويلة الأمد امتدت على الشاشة الصغيرة من الستينات وإلى اليوم وفي تفرعات متعددة («ستار ترك فوياجر»، و«ستار ترك: المسلسل الخامس»، و«ستار ترك: الجيل الجديد») كل منها شكل مسلسلا منفردا. ج ج. نجح في تلك المهمة إلى حد معقول، فمشكلة «ستار ترك» المبدئية هي قيام شهرته على أساس أنه مسلسل فلسفي متعمق يتناول أصل الخلق حينا وأبعاد الإنسانية حينا آخر والمسائل الوجودية دوما. وهذه حدت أكثر من مرة (وليس كل مرة) من نجاح الاقتباس السينمائي الذي بدأ أول مرة سنة 1979 عندما قام الراحل روبرت وايز بتقديم أول فيلم سينمائي تحت هذا العنوان.

هذه المرة المهمة تبدو منجزة على نحو أكمل: ج ج - ومن دون خيانة الأبعاد المتداولة في الحكايات الأصلية - يهذب النتوءات التي كانت تخز خاصرة الجمهور الذي يرضى بقليل من دواعي التفكير ويقترب من المنطقة المنخفضة لسلسلة «ستار وورز».. يحاذيها، على الأقل، في عملية توفير عمل مليء بالمعارك المتتابعة والأسلوب المرئي القائم على إذهال المشاهد ورفع مستوى قبوله العاطفي قبل سواه.

الحكاية هنا تبدأ في مشهد هروب: أفراد قبائل كوكب اسمه نيبيرو، يطاردون اثنين رئيسين من ملاحي المركبة الفضائية «ستار ترك» هما الكابتن كيرك (كريس باين) ومعاونه بونز (كارل أوروبان) هذا في الوقت الذي يسعى فيه سبوك (زاكاري كوينتو) إلى إيقاف هيجان بركاني كفيل بتفجير الكوكب ومن عليه. على الأرض، وبعد نجاة الجميع، يتعرض الكابتن كيرك للتحقيق ويتم سحب المركبة منه. لكن هذا الفعل لن يستمر لأكثر من عشر دقائق من عمر الفيلم. الشرير خان (بنيديكت كمرباتش) يبدأ بتفجير إرهابي لأرشيف الوكالة الفضائية في لندن، ثم يهجم وأعوانه على مقر الوكالة الرئيس في واشنطن، مما يستدعي تجنيد كيرك مجددا وإطلاق يده في مطاردة خان والقضاء عليه. مهمة يتحمس لها كيرك، لكنها تنطوي على أحداث ومخاطر لم تكن بحسبانه.

الفيلم أضخم من محاولة إيجاز حكايته، وهذا جيد. السيناريو (كتبه أليكس كوزمان ودامون لندلوف) يواصل تقديم مراحل متتابعة ينجزها المخرج في سياق حيوي وجذاب يلبي، أولا، رغبة الساعين إلى فيلم خيال علمي مثير. لكن الذي يُحسب للمخرج ليس فقط ذلك الاستخدام الذكي لأدوات التصوير والمونتاج والمؤثرات، بل اهتمامه برسم شخصيات مكثفة يطرح وجودها حدا لا بأس به من الأسئلة الوجودية التي عادة ما تعمد إليها حكايات الكاتب رودنبيري. حين يأتي الأمر لتنفيذ مشهد «أكشن»، فإن الإدارة التقنية مذهلة طوال الوقت. نصف الساعة الأولى أو نحوها تمهيدي لما سيأتي، وما يعيبها أنها تبقى عرضا واستعراضا ولا ترمي للمشاهد ما يكفي من تشويق مما يبقي الصلة باردة. فيما بعد يتبدل الموقف وتتصاعد الأحداث ومعها الاهتمام.

* «ستار ترك».. تاريخ موجز

* انطلقت روايات جين رودنبيري على الشاشة الصغيرة أول مرة سنة 1966 ثم توقفت بعد ثلاث سنوات لتعود أقوى مما كانت عليه في مطلع السبعينات. هناك، لجانب المسلسل الأصلي، خمسة تفرعات كل منها مسلسل قائم بذاته، علاوة على مسلسل من الرسوم المتحركة. سينمائيا، يبلغ عدد الأجزاء حتى الآن 12 تناوب على إخراجها 9 سينمائيين حتى الآن.