بين الافلام

«العرس الكبير»
TT

* الناقد والدولار

* الناقد الأميركي رتشارد روبر ربما خلف الناقد الراحل روجر إيبرت رسميا كناقد صحيفة «شيكاغو صن تايمز» السينمائي لكن هل بإمكانه أن ينجح في مسعاه الوصول إلى مرتبة زميله الراحل إذا ما رش بهارات على كل فيلم يراه؟ طبعا تتفاوت الآراء، لكن أن لا تبلغ مستوى الغرابة عندما يمنح الناقد أربعة نجوم لفيلم في رداءة «سريع وهائج 6» لجوستين لين؟ روبر وجد أن المسلسل «صاحب المليار دولار من الثروة، يواصل إنجازه ليقدّم جزءا هو الأسرع والأكثر غرابة إلى اليوم». منذ متى للنقد علاقة بالدولار ومنذ متى كانت السرعة (أو البطء) مقياسا للقيمة الفنية؟

* الناقد هو واحد من نقاد أميركيين كثيرين أعجبهم عمل بلا روح. فيه ثلاث خصال غريبة: عضلات دواين جونسون التي تبدو مثل أفعى كوبرا التهمت وليمة كبيرة أمام كاميرا «ناشونال جيوغرافيك»، واستخدام كلمة «كبير» بمعدل مرّة كل مشهدين، ثم لقطات لا تستمر الواحدة لأكثر من ثلاث ثوان قبل أن تليها أخرى. هذا فيلم بلا روح لأنه من بطولة السيارات. أما الشخصيات البشرية فتبدو كما لو كانت ملحقة بها: دوّاسات بنزين أو عجلات عريضة أو مصابيح جانبية. هي أيضا تتحدّث كما لو كانت تقرأ عن شاشات «تويتر». وحين يصل الأمر إلى فين دييزل يكفيه أن الرجل يريد إيهامك بأنه «كول» للآخر.. إلى درجة أنه بلا روح. المشكلة التي يعانيها أن صوته يشبه محرك «ألفا روميو» يعاني من كثرة الاستهلاك!.

* على شاشة أخرى توجد كوميديا إضافية، تحت عنوان «العرس الكبير» لمخرج آخر اسمه جوستين هو جوستين زاكهام، لمن لم يشبع بعد من حكايات العائلات المبنية خطأ. الصحافة النقدية البريطانية اجتمعت على منحه نجمة واحدة كما لو كان الموقف اتخذ في اجتماع حاسم. نجمة من ناقدة «ذا غارديان» كاثرين شورد ومثلها من أنطوني كوين في «ذا إندبندنت» وثالثة من فيليب فرنش في «ذ أوبزرفر» وأخرى من كريس توكي في «ذا دايلي مايل». ليس أن الصحافة الأميركية (الفريق المرموق منها) كانت أكثر رأفة هذه المرّة. في التفاصيل وفي الإجمال هذا الفيلم يستحق جائزة أسوأ فيلم للسنة ولو أننا ما زلنا في نصفها الأول.