بين الأفلام

من «بيزانتيوم»
TT

Byzantium (5 from 2) لعل أفضل أعمال المخرج نيل جوردان هي القديمة فعلا، تلك التي كانت محط تساؤل هذا الناقد لكنها وجدت بين معظم النقاد الآخرين ترحيبا كبيرا مثل «مونا ليزا» (1986) و«لعبة البكاء» (1992). في السنوات العشر الأخيرة خفت الاهتمام به كسينمائي يحدث رهجا كلما حط له فيلم جديد و«بيزنتيوم»، فيلمه الأخير، هو أحد أسوأ إخفاقاته. فيلم رعب حول امرأتين تحولان فندقا مهجورا إلى بيت دعارة، لكن هذا ليس كل شيء: إحداهما قاتلة والثانية مصاصة دماء عمرها الآن مائتا سنة. ليس أن المخرج يفتقد الدراية، لكنه يفتقد الحماس. لديه مشاهد بارعة التكوين لكن ما في داخلها بارد وغير مثير. «بيزنتيوم» في مجمله ليس فيلما جماهيريا ممتعا، ولا هو عمل فني ينشد جمهورا من غير السائد ليمنحه بديل سعر تذكرته.

The Hangover III (5 from 3) هناك وعد بأن هذا الجزء الثالث سيكون الأخير، لكن ما سيجعله الأخير حتما هو أن المشروع قرر الانتحار عندما أقدم تود فيليبس على جمع حاشيته من الممثلين المعتادين في هذا المسلسل (برادلي كوبر، إد هلمز وزاك غاليفاناكيس وجوستين بارثا) والعودة بهم إلى مدينة لاس فيغاس، التي وقعت فيها أحداث الفيلم الأول. ليس أنه لم يكن هناك احتمال أن يصنع فيلما جيدا حتى في الموقع ذاته، لكن المهم هو أنه لا يفعل، والممثلون يبدون في هذه المغامرة الكوميدية كما لو أنهم قاموا بواجبهم لا أكثر. هناك المفارقات الغريبة ذاتها التي كانت مصدر نكات ناجحة في الجزء الأول وناجحة أقل في الفيلم الثاني وأقل من ذلك بكثير في هذا الجزء.

The Dance of Reality (5 from 1) أليخاندرو يودوروفسكي، الذي كان موضوع فيلم «كثبان حسب يودوروفسكي» الذي عرضناه هنا في الأسبوع الماضي، لديه فيلم من إخراجه هذه المرة هو «رقصة الواقع» يسرد فيه حكايته الذاتية على نحو يختلف عن السرد الذاتي التقليدي: الصبي هنا هو يودوروفسكي صغيرا، ووالده هو أبو المخرج، ولو حسب قوله، الذي كان شيوعيا ملتزما (ولو أنه هاجر من روسيا إلى تشيلي) ثم فقد هويته السياسية وانتهى معدم الهوية. يودوروفسكي يظهر معلقا في مشاهد معينة والنتيجة بأسرها هي خلطة فنية مميزة على الرغم من سلبيات عدة تعترض أسلوب المخرج القائم على تفعيل الرمزيات لدرجة الوضوح والإكثار من المشاهد الغرائبية لذاتها.