شاشة الناقد

باب شرقي

المخرج أحمد عاطف خلال تصوير «باب شرقي»
TT

إخراج: أحمد عاطف ممثلون: أحمد ملص، محمد ملص، لويز عبد الحكيم النوع: دراما / تشويق | مصر (2013) تقييم الناقد: (5 from 2) فيلم المخرج المصري أحمد عاطف الجديد «باب شرقي» أفضل من ذاك الذي كان حققه قبل نحو خمس سنوات تحت عنوان «الغابة» في جوانب متعددة، لكنه لا يزال أقل قدرة من أن يسجل الأهداف المطلوبة على صعيد إيصال المضمون كما يجب أن يصل.

وفي حين كان السبب في «الغابة» يعود إلى فوضى كتابية وتنفيذية، فإن المشكلة الأولى هنا تكمن في السيناريو الذي كتبه الأخوان أحمد ومحمد ملص (ليس محمد ملص المخرج السوري المعروف) وشاركه به المخرج عاطف، والقائم على اجتهادات في الكتابة ومنوال من الأماني والتمنيات في دراما كانت تطلب، حسب مادتها الجادة، ما هو أكثر واقعية.

إنه عن أخوين توأمين سوريين (أحمد ومحمد ملص) علمهما والدهما كره الواحد للآخر، طالبا من كل منهما أن يقوى على أخيه، وبذلك زرع في ذات كل منهما كرهه للآخر. حاليا هما في القاهرة، أحدهما مناوئ للرئيس بشار الأسد والثاني مؤيد له. الأول يعمل في منظمة إعلامية تلاحق أخبار ونشاطات الثورة السورية، والثاني مرسل من قبل النظام لكي يصفي شقيقه. والمعركة الكبيرة بينهما تنتظر المشاهد في النهاية لكنها بلا غالب أو مغلوب. في الوقت ذاته ها هو الأب الذي كان يصدح شعرا وثناء على كل النظام ورئيسه يكتشف أنه خدع تماما، واكتشافه (المتأخر) هذا يقوده إلى الانتحار بعدما تركته زوجته التي كانت مع صف الثوار.

وزيادة على ذلك، هناك الضابط العامل في قصر الرئاسة الذي يكتشف أيضا مساوئ رئيسه فيقدم على قتله. حسب الفيلم إذن، فإن بشار الأسد مات قتلا برصاص أحد رجال مكتبه، ما يترك المشاهد حائرا ما إذا كانت هذه أمنية أم نبوءة. والأرجح أنها أمنية، لكن إذا ما تم قتل الرئيس يوما فسيتبنى الفيلم أنه تنبأ بذلك فعلا.

«باب شرقي» هو فيلم لصالح الثورة السورية، خطابه يصب فيها. لكن الثورة السورية ليست بحاجة إلى فيلم تملؤه الافتراضات وتغيب عنه المبررات الدرامية الصحيحة. فيلم ضعيف في خطابه وخالٍ من التحليل السياسي. يتجاهل ما هو أقرب إلى الوقوع، متبنيا ما هو افتراضي. انقلاب الأب على أعقابه لأن الرئيس شتمه هو أضعف من أن يكون دافعا كافيا. التكلف في التمثيل هو أيضا مشكلة تنتاب من مثل دور الأب ومن أخرج مشاهده التي تصور أزماته. حتى تمثيل الشقيقين متفاوت مع تكلف واضح بالنسبة لذاك الذي قام بدور الشرير بينهما.

حين يصل الأمر إلى الإخراج فإن المدهش التزام أحمد عاطف بالمكتوب دون تطوير فعلي أو حضور شخصي. هذا ما يجنبه التعامل مع تفاصيل الكتابة، وفي الوقت ذاته يبعده عن الحضور الذي يتمناه المرء له. يعتمد الفيلم على الكثير من «الكليبات» الواقعية وعلى عدد من تلك الممثلة لحشد الموقف السياسي أو تبنيه إنما بصورة بديهية كان الأجدى تغييبها لصالح مواقف تستلهم عمقا فعليا. العناصر التقنية، ضمن ميزانية إنتاجية محدودة، لا بأس بها، والمخرج يعرف كيف يسرد الموقف قصصيا. ما كان ينقص الفيلم فعل إيمان بأن فكرته (الجيدة) كانت تستحق معالجة أفضل.