شاشة الناقد

هنري كافيل أو سوبرمان الجديد
TT

إخراج: زاك سنايدر ممثلون: هنري كافيل، آمي أدامز، مايكل شانون، كيفن كوستنر، دايان لين.

النوع: أكشن مأخوذ عن شخصيات كوميكس | الولايات المتحدة (2013).

تقييم الناقد: (*2)(من خمسة) هنري كافيل، الذي يخلف براندون راوث الذي خلف الراحل كريستوف ريفز في لعب شخصية سوبرمان من العام 1978 (الذي كان بدوره خلفا لثلاثة أو أربعة ممثلين تناوبوا على تقديم هذه الشخصية)، هو ممثل بريطاني ممشوق وجاذب مع بعض الموهبة في الأداء. في الحقيقة موهبته الوحيدة البارزة هي حسن أخذه «البوزات» ترويجا لنفسه وللفيلم. وهو بكلمة أخرى، ليس ممثلا جيدا يمكن الاتكال عليه في بلورة حس درامي ما على غرار كرستيان بايل الذي لعب شخصية باتمان في الثلاثية الأخيرة.

هناك رابط بين الفيلمين وهو أن كليهما من إنتاج كريستوفر نولان، لكن في حين أن نولان أخرج «باتمان يبدأ» و«الفارس الداكن» ثم «الفارس الداكن يصعد» فإن هذا الفيلم من إخراج زاك سنايدر ما يعني أننا أمام عمل من أعماله الصارخة والضاجة والتي تهوى استعراض ما وصلت إليه المؤثرات الغرافيكية من إنجازات. طبعا هو يشرف على العمل ككل بما في ذلك المؤثرات، لكنه لا يصنعها وبما أن الفيلم مليء بها، فإن نسبة ما يخرجه من مشاهد حية تبقى محدودة قياسا بفيلم من ساعتين وعشرين دقيقة تم صنعه بميزانية ضخمة (225 مليون دولار) كانت تكفي لإنجاز 225 فيلما صغيرا وحميما (لا أحسب كلفة الترويج الإعلامية التي تصل إلى مائة مليون دولار أخرى).

يبدأ الفيلم فوق كوكب كريبتون لتقديم الحكاية الخلفية لسوبرمان: إنه طفل أبيه جور - إل (راسل كراو) الذي ينتظر قيام الشرير زود (مايكل شانون الذي يقطب عينيه فتدرك أنه عدو) بانقلاب عسكري ولا يتوقع للكوكب أساسا حياة مديدة. يشحن الأب طفله في مركبة ويبعثه صوب الأرض وهو بالطبع لا يحط في العراق أو في أنغولا أو سمرقند بل في سمولفيل، ولاية كانساس حيث يتبناه المزارع جوناثان (كيفن كوستنر) وزوجته (دايان لين). كل ما سبق شوهد في فيلم رتشارد دونر «سوبرمان» سنة 1978 لكن هذا الفيلم هو إعادة تقديم (أو كما يسمونه بلغة الكومبيوتر Reboot) للحكاية على أي حال.

أولى معجزات سوبرمان التي تجسد قوته كما شخصيته الباذلة في سبيل الغير، إنقاذه حياة أطفال حافلة مدرسية سقطت في النهر. هنا تدخل الممثلة آمي أدامز على الخط. في الأفلام السابقة هي الصحافية التي يعمل سوبرمان، متخفيا بشخصية مصور فوتوغرافي، إلى جانبها. كانت، كما يذكر كثيرون منا، ساذجة وقعت في حب سوبرمان وتساءلت عما يكون من دون أن تدري، وإلى حين، أنه هو ذاته المصور الذي يتظاهر بأنه أكثر سذاجة. هنا يمنح الفيلم دورا أفضل للمرأة جاعلا آمي صحافية حائزة على جائزة بوليتزر ولديها شخصية مستقلة. الثمن هنا هي أنها تعرف هوية سوبرمان. هذا يسبق وصول الشرير كوكب كريبتون إلى الأرض وتحديه سوبرمان. كل ذلك في نحو ساعة. الباقي فصولا من مشاهد الأكشن والمعارك والطيران السريع.

نعم يستطيع سوبرمان الطيران بسرعة تتجاوز كل سوبرمان سابق. لكنك لن تشعر بأنك تشاركه متعة التحليق أو إثارتها الكاملة. ذلك لأن ما تبقـى من الفيلم هو حركة بلا بركة. مشاهد مغالى في فبركتها التقنية ولا تحمل أي روح أو فن. يطير وهما لكن الفيلم من الثقل بحيث لا يستطيع سوى النط!