بين الأفلام

من «بوينت بلانك»
TT

ثلاثة معروضة لا يفوتها الزمن (*4)Point Blank

* سنة 1967 انتقل المخرج البريطاني جون بورمان إلى الولايات المتحدة لكي يحقق فيها فيلمه الأول هناك. الطلب تم عن طريق بطل الفيلم لي مارفن الذي دافع عن بورمان أمام شركة مترو والسيناريو مأخوذ عن رواية جيدة لرتشارد ستارك حول عضو عصابة يحاول الانتقام من رئيسها (جون فرنون) الذي حاول قتله وسرق منه زوجته (أنجي دكنسون) وحصته من الغنيمة. الفيلم يختلف عن أي فيلم بوليسي آخر قبله وإلى اليوم. شخصيات الفيلم كلها أسرة ومعنى بالبحث في دواخلها وتقديم دوافعها. أجواء العمل الفنية تميزه. اللعب على الصوت (مشهد سير لي مارفن صوب هدفه في ممر طويل يسمع كما لو كان طلقات مسدس) ضروري، والتصوير (من الجيد فيليب لاثروب) يضمن لكل العناصر وجودا خاصا.

(*4)400Blows

* هذا فيلم فرنسوا تروفو الأول. حققه سنة 1959 حول صبي عاشق للسينما يترعرع في الخمسينات على صور هوليوود والسينما الفرنسية وعلى عشق وجوه الممثلين والممثلات. لديه مشكلات في البيت ومشكلات في البيئة ومشكلات أخرى مع طموحاته. المخرج بنى الحكاية على ذكرياته الشخصية عندما كان مندفعا بلا حدود صوب ذلك الخيال الجميل بالأبيض والأسود. في كل ما يعرضه هناك حس مفرط وجمالية مبهجة حتى في لحظات الفيلم الداكنة. النهاية وحدها (الكاميرا تركض وراء الصبي وهو يتوجه إلى البحر هاربا من الواقع ومقبلا على المستقبل) يمكن أن تكون مادة للدراسة في المعاهد لشدة بلاغتها.

(*4)Scarecrow

* «الفزاعة» (1973) يرمز للسينما الأميركية في تلك الفترة وإلى عنفوانها وجمالياتها كما لا يفعل إلا عدد قليل من الأفلام الأخرى. أخرجه جيري تشاتزبيرغ (احتفى به مؤخرا في مهرجان كارلوفي فاري) حول صداقة مرحلية بين شاب رقيق يحاول العودة إلى زوجته الرافضة (يؤديه آل باتشينو) وبين رجل من أصحاب السوابق لم يكن يعرف معنى الصداقة وحين ألمت به أخلص لمتاعب صديقه ذاك. الدراما إنسانية وليست عاطفية والمعالجة رقيقة صورها فيلموس زيغموند بمستواه الشعري الرفيع. بطلا الفيلم كانا لا يزالان في مطلع انطلاقهما، لكنه فيلم مخرجه الذي اختفى عن الساحة في السنوات العشرين الأخيرة للأسف.