المشهد

قروش طائرة

من «شاركنادو»
TT

* إذا قدت سيارتك على الطريق السريع 405 الذي يحاذي البحر من جنوب لوس أنجليس إلى باقي المدن والبلدات الواقعة على الساحل بطول 116 كلم، لا بد أن تنتابك أفكار خيالية قد يصلح بعضها لأفلام رعب خصوصا إذا ما حط الليل وأنت ما زلت تبحث عن فندق على الطريق ترتاح فيه من عناء الرحلة. هذا حدث معي، لكني وجدت الفندق الذي أريد قبل أن تتحول رحلتي إلى فيلم سينمائي.

* المخرج أنطوني فيرانتي وجد ما يبحث عنه عندما قرأ سيناريو بعنوان «شاركنادو» Sharknado وقام بجزء من هذه الرحلة ليستشف الأجواء المطلوبة بالفعل. النتيجة مصورة في فيلم رعب مستقل تم عرضه في صالات مختارة في ليلة واحدة من هذا الشهر على سبيل التجربة، فهو لا يزال بلا موزع. ومفاده أن عاصفة بحرية عملاقة هبت على ساحل لوس أنجليس وخلفت وراءها نوعا من أسماك القرش الذي يستطيع أن يطير من الماء إلى أسطح المنازل وشوارع الأحياء ليلتهم البشر.

* توظيف الخيال العلمي لتسريب علاقة بين الوحوش والطبيعة وانتقاد الإنسان على سوء معاملته ليس جديدا. كل أسطورة «غودزيللا» السينمائية قائمة على أن ذلك الوحش العملاق تكون من الانفجارات النووية وتلويث البيئة. كذلك أفلام تسجل فعل التلوث ذاك في مملكات النمل والفئران وأسماك البيرانا وسواها ما يجعلها تهاجم العدو المشترك المسمى إنسانا.

* هذه الأفلام دائما ما كانت مثيرة للخيال. تعلم حين تجلس إليها أنها لا تقع، لكنك - إذا ما كنت تحب الفانتازيا أكثر من ولعك بالواقع - تريد أن تخشى وقوعها على أي حال والطريق إلى ذلك مشاهدتها وهي تنتقم من الأخيار والأشرار على حد سواء. وسواء أكان المناخ البيئي وتلويثه مسؤولا أو بريئا من المسؤولية، فإن فكرة خروج وحوش من البحر أو قدومهم من باطن الأرض أو هبوطا من الفضاء ستبقى مثيرة لابتسامات قلقة.