شاشة الناقد

ذئب في الغربة

هيو جاكمان في معركة من «وولفرين»
TT

إخراج: جيمس مانغولد تمثيل: هيو جاكمان، وتاو أكاموتو، وول يون لي، وبرايان تي.

النوع: أكشن | الولايات المتحدة - 2013 تقييم: (*3)(من خمسة) عندما انطلقت سلسلة «رجال إكس» التي كان من بين شخصياتها «ذا وولفرين» سنة 2000 كانت الرسالة المراد بثها هو أن يفخر الرجال والنساء المختلفون عن السائد بأنفسهم وقدراتهم غير الطبيعية. لا تخجل منها بل مارسها حين تقتضي الحاجة وفي الوجهة الصحيحة. حافظ على كبريائك وكن واثقا وقويا. صحيح أن الفيلم دار عن مجموعة من الأبطال ذوي التشويهات الجسدية أو الذهنية التي تنقلب إلى قدرات غير طبيعية، إلا أن هذه الرسالة تصب في كل خانة تتجمع فيها أقلية ما وهذا ما تعزز وضعه في الأجزاء اللاحقة فإذا بالأجزاء الثلاثة الأخرى تمعن في النطق بلسان حال «المستضعفين» بخلاف أنهم ليسوا مستضعفين على الإطلاق حين يطلقون العنان لقدراتهم غير المحدودة.

وولفرين، كما أداه دائما هيو جاكمان، كان واحدا من هذه المجموعة لكن في عام 2009 تم سحبه من الفريق وتخصيصه بفيلم شائك عنوانه «أصول رجال إكس: وولفرين» أخرجه كفن هود بنجاح كبير. الفيلم الجديد هو الجزء الثاني من هذا العمل المنشق وهو أفضل فنيا من الفيلم السابق وربما سيحقق نجاحا جماهيريا موازيا في أضعف الاحتمالات.

لكن الرسالة هنا تختلف: وولفرين هو شخص وحيد وحزين حين لا يجد حوله ذلك الفريق الذي شاركه المغامرات السابقة. وهو أكثر تذمرا حين يأتي الأمر إلى خوض مغامرة في بلد بعيد، اختيرت لتكون اليابان. لكنه قبل دعوة صديق قديم كان خاض وإياه الحرب العالمية الثانية (وولفرين لا يشيخ) ليكتشف أن المسألة تتعدى مجرد الزيارة والحديث عن الذكريات وتوديع الصديق الذي يشارف على الموت، إلى السقوط في شبكة من المصالح التي لا يمكن أن تتم إلا بإزهاق الأرواح - وروحه من بينها.

الياباني العجوز (يؤديه هاروهيكو يامانوشي) لديه ابن غامض (هيرويوكي سانادا) وحفيدة مخلصة (تاو أوكاموتو) ورجل مهام تشوبه المحاذير اسمه هارادا (ول يون لي) وسريعا ما يجد وولفرين نفسه في حرب ضروس لم يكن يرغب بها مع مقاتلي النينجا. لكن المقاتل - البطل الذي عادة ما كان سعيدا بالمواجهات (طريقة أبطال الثمانينات وما قبل) ليس ظاهرا في هذا الفيلم. لأن وولفرين، كما ذكرنا، حزين ويعاني من الغربة والوحدة ويتذمر من طول البقاء. لكن ما يساعده على طلب الحياة تلك السكاكين التي تخرج من بين أصابعه: عشرة نصال حادة يستطيع استخدامها في دكان الجزارة أو بديلا لآلة قطع الأوراق أو في مصنع نجارة. لكنه بالطبع يستخدمها للقتال عوضا عن السيوف والخناجر. ولا بد لرجل مثله أن يكون مل سماع أصوات تلك النصال كما تتردد في الفيلم - لكن ما بيده حيلة.

دائما ما كان السؤال المنطقي هو أين تختفي تلك النصال عندما لا يكون وولفرين بحاجة إليها؟ طبعا نراها تخرج وتدخل من باطن يده. كيف إذن لا تجرحه أو تقطع شرايينه؟ لكن الفيلم، ككل الأفلام السابقة، وبل كالفكرة الواردة في مجلات الكوميكس أساسا، تتحاشى جوابا على سؤال تعتبره ساذجا. ما نراه هنا يبقى أكشن جيد التنفيذ من المخرج جيمس مانغولد. يستفيد من المواقع اليابانية وثقافة البلد ويمزجها بثقافة الشخصية ومصدرها الأميركي. الحكاية تبقى مبعثرة الأوصال، لكن الإخراج، كحرفة، يغطي الكثير من هذه النواقص.