المشهد

وداعا نقاد السينما

TT

* أين ذهب ديريك مالكولم، وأنطوني كوين، وجوناثان رمني، وفيليب فرنش وآخرون من نقاد السينما البريطانية المشهورين؟ لماذا فجأة توقف هؤلاء في فترة متقاربة وتم استبدالهم؟ هل وجدت صحفهم، من «إيفنينغ ستاندرارد» إلى «ذا تايمز» و«ذا إندبندنت» و«ذا أوبزرفر» أن عليها أن تعفيهم عن العمل؟ وهل يعود السبب إلى عامل السن أو إلى عامل الاقتصاد؟

* فجأة ومن دون كثير مقدمات خلت الصحف الإنجليزية من تلك الأسماء المعروفة وتم استبدالها بأسماء جديدة على القارئ أن يتعرّف عليها من جديد. ربما كانت مسؤولة وجيدة ومثقفة سينمائيا، لكن لكل قارئ نقد من يحبذه من النقاد وعلى ذلك فإن أسابيع كثيرة قد تمر من قبل أن يعتاد على قراءة ناقد جديد حل محل ناقده المفضل وأشهر بعد ذلك ليثق به ويعتمده.

* الناقد ديريك مالكولم يعزو السبب إلى عاملين. أولا يوافق على أن رواتب النقاد المذكورين كانت أعلى مما تود الصحف دفعه، لكنه يجد أيضا أن الصحف تريد «دما جديدا». لعل السبب الثاني هو الأساسي، فالصحف عموما تحاول التقرّب إلى جيل جديد من القراء ولو أن هذا ليس بالأمر السهل لثلاثة أسباب:

أولا: الصحف الورقية تحارب الإنترنت والتصفح الرقمي وتخسر.

ثانيا: الجيل الجديد زبون لمشتريات حديثة (تثيره الإعلانات التي هي مَعين الصحف الأول فيشتري) أكثر من الجيل الذي تجاوز الأربعين مثلا، لكن هذا الجيل الجديد لا يكترث لقراءة النقد المطبوع أكثر مما يداوم عليه الجيل الأسبق.

ثالثا: صفحات السينما لا تجلب معلنين كثيرين لأنها، كباقي الصفحات الثقافية، متخصصة ومتوجهة إلى قراء محدودين على الرغم من شيوع السينما كحالة جماهيرية. بالتالي لا يهم من يكتب لأنه لن يستطيع تغيير الوضع كثيرا.

* والمسألة ليست بين جيلين أو ثلاثة. نعم ديريك مالكولم وفيليب فرنش وصلا، إن لم يكن تجاوزا، سن التقاعد، لكن رومني وكوين مثلا هما من الجيل اللاحق (في مطلع الأربعينات). الواضح إذن، أن بعض السبب وراء استبدالهم يعود إلى العامل الاقتصادي الكامن وراء كل إجراء آخر. لكن لم يتم تحميل النقاد النتيجة في حين أن السبب الرئيس يكمن في عدم وجود مصالحة حقيقية وفاعلة بين الصحيفة الورقية ونسختها الإلكترونية؟