شاشة الناقد

سيرة بلا معنى

آشتون كوتشر في «جوبس».
TT

إخراج: جوشوا مايكل شتيرن.

تمثيل: آشتون كوتشر، درموت مولروني، جوش غاد.

النوع: دراما (سيرة حياة)/ الولايات المتحدة - 2013 تقييم: (2*)(من خمسة) سارعت شركتا الإنتاج «أوبن رود» و«فايف ستار فيتشر» بإنتاج هذه السيرة لحياة ستيف جوبس مؤسس شركة «آبل» التي رغب لها أن تجسد الفن في صناعة الكومبيوتر، الذي قال ذات مرة: «نحن نخلق فنا ولا نتبع أذواقا». كان مضى 18 شهرا فقط على وفاة جوبس بسرطان الأمعاء عندما طُرح الفيلم في الأسواق.

واحد كان عليه أن يتأكد قبل أن يتم صرف عشرات الملايين على هذا الإنتاج، ما إذا كانت شهرة ومكانة جوبس كافيتين لجذب الجمهور الكبير؛ فهناك فرق بين أن يتمتع المرء بشهرة ونجاح في حياته التي يقضيها بيننا، وأهمية أن تنتقل إلى الشاشة وسريعا بعد رحيله.

عادة ما يفعل التلفزيون ذلك.. يثب على المناسبة قبل فوات الفرصة أو قيام أحد من هذا الوسط باقتناصها قبله، لكن السينما كانت دائما تقيس أعمالها تبعا لموازين أخرى تبدو اختفت من التقدير حين تمت الموافقة على تحقيق فيلم لم يعان فقط من فقدانه الأهمية، بل من سوء الطالع عندما تدحرج الفيلم سريعا بعيدا عن القمة الموعودة.

الفيلم يلاحق حياة الشخصية التي يمنحها الممثل آشتون كوتشر حضورا يزيد من الإحساس بأن العملية بأسرها لم تكن مدروسة وأن الفيلم صُنع على نحو مستعجل. كوتشر ممثل من درجة رابعة حتى حين لا يكون مطلوبا منه تأدية شخصية معروفة.. ما البال هنا عندما يصبح لزاما عليه تشخيص رجل كان يحمل في داخله ذاتا معقدة لم يستطع الممثل التعبير عنها إلا بترداد المواقف المنصوص عليها في السيناريو. هذا إلى جانب أنه يفتقد الخبرة التي تؤهله للتغلب على نواقص السيناريو في خانة توفير ملامح وعناصر الشخصية التي يقوم بتأديتها.

هذا السيناريو يقرر المرور على عدة مراحل مهمة في حياة جوبس، مثل المرحلة التي عمل فيها لصالح مؤسسة أخرى غدت عملاقة هي «زيروكس»، ومرحلة أخرى كان خلالها أحد رواد شركة «بيكسار» الشهيرة في مجال سينما الـ«أنيماشن». بهذا التجاهل أقدم الفيلم على تخصيص نفسه بالرابط بين جوبس وتأسيسه شركة «آبل» مما جعل الفيلم يبدو كما لو كان أشبه بإنتاج آخر لـ«آبل» إنما من دون «الفن» الذي وضعه جوبس أساسا لمنتجه هذا.

للمخرج شتيرن طريقته في الإيحاء بأن جوبس كان ولعا بالآفاق التي كان يراها بوضوح حتى قبل تحقيقها.. هناك ذلك المشهد الذي يقف فيه وسط حقل ويفتح ذراعيه للحياة والمستقبل. اختيار المخرج الساذج هو أن يجعل الكاميرا تطير من حوله. على الأرجح لو لم تقم الكاميرا بدورتها تلك لوصلت الفكرة أكثر نقاء. متى يعلمون أن الكاميرا لا حق لها في أن تصبح القضية؟

ولا الموسيقى أيضا.. لكنها هنا مستخدمة كما هو متوقع من فيلم يستلهم عناصر أخرى لإثبات رؤيته الاحتفائية بصعود جوبس على سلم النجاح. خلال ذلك لا مكان عند صانعي الفيلم لتقديم حياة جوبس كما كانت بالفعل، وكما وردت في كتاب وولتر إيزاكسون عنه.. تلك التي سمعنا أنها كانت زاخرة بالشغف والقوة والإحباط والخوف وحب السيطرة. ما يبقى هو فيلم لا يستطيع أن يغنيك عن كتاب.