المشهد

TT

* مؤلف «طارد الأرواح» يتذكر

* 40 سنة مرت على إطلاق فيلم ويليام فريدكن «طارد الأرواح» The Exorcist الذي تحول إلى واحد من كلاسيكيات أفلام الرعب، جنبا إلى جنب «سايكو» لألفرد هيتشكوك، و«اللمعان» لستانلي كوبريك، و«ليل الموتى الأحياء» لجورج أ. روميرو.

الفيلم، كما كان معروفا آنذاك وحقيقة ما زالت قائمة وستبقى، مقتبس عن رواية وضعها الكاتب ويليام بيتر بلاتي سنة 1971، وفيها أن فتاة صغيرة تقمصتها الروح الشيطانية، ما تطلب تدخل راهب كاثوليكي متخصص في طرد الأرواح. لكن روح المشاهدين هي التي تطلع قبل أن تغادر روح الشيطان جسد تلك الفتاة التي لعبت شخصيها ليندا بلير البالغة اليوم 54 سنة.

للمناسبة سيتم إطلاق الفيلم على «دي في دي» بنظام «بلو - راي» في مطلع الأسبوع المقبل. لكن في مقابلة حديثة له نشرتها صحيفة «لوس أنجليس تايمز» كشف الكاتب أن الرواية كادت أن لا تشهد أي نجاح. بل الواقع، وحسب قوله، أخذت مكتبات نيويورك في إعادة النسخ التي كانت وصلت إليها إلى دار نشر «هاربر وراو» التي قامت بنشر الرواية. مقابلة تلفزيونية كان الكاتب الناشئ حينها يحتاج إليها لكي يروج لكتابة تم إلغاؤها، وبكلمة واحدة: سقط الكتاب ميتا قبل أن يحيا.

لكن «الحياة مليئة بالمفاجآت» كما قال الممثل الراحل فيكتور بوونو في فيلم رالف نيلسون «غضب الله» الذي مر عليه 40 سنة أيضا ولم يتذكره أحد، وذلك في المشهد الذي يحتضن فيه عدوه بشدة لمنعه من الهرب ثم يفجر نفسه وذلك العدو بقنبلة نووية وهو يضحك هازئا. ذلك أن برنامج التوك شو الذي كان يقدمه ديك كافيت، الذي سبق أن اعتذر عن إجراء المقابلة، عاد وطلب بلاتي على نحو طارئ. ضيفاه اللذان كانا سيحلان في تلك الحلقة اعتذرا واحدا تلو الآخر، ولم يعد «في الميدان إلا حديدان» كما يقول المثل اللبناني (مسقط رأس والدة الكاتب) فإذا بالبرنامج يطلبه هاتفيا بينما كان يتناول الغذاء: «كنت قريبا من الاستوديو وركضت إليه. وعوض الدقائق القليلة التي كنت أعتقد أني سأحظى بها، فزت بـ45 دقيقة كاملة لم أتوقف فيها عن الترويج للكتاب».

النتيجة؟ اكتسح الكتاب المبيعات وتربع على قمتها حسب لائحة «نيويورك تايمز» الشهيرة. وفي حين كانت هوليوود أعربت عن رفضها فكرة تحويل الرواية إلى فيلم (دار به بلاتي على كل أستوديو وفي أعقابه تسلم خطابات الرفض) ها هي تتسابق لإنتاجه حيث فازت به «وورنر».

«طارد الأرواح» الفيلم، كان مزعجا بقدر ما كان مرعبا. عروضه اللبنانية المبتورة في أكثر من مكان، جعلت كثيرين من الرواد يغادرون القاعة خوفا من موضوعه ومشاهده. وهذا وقع في عواصم أخرى حول العالم. مشاهدة الفيلم مرة ثانية (قام مهرجان «فينيسيا» بعرض نسخة جديدة منه هذا العام) تكشف عن مخرج غسل العنف بالعنف كما عاد وفعل في أفلامه الأخيرة ومنها «البقة» و«جو القاتل». اليوم، ويليام فريدكن يعيش على مجد فيلمه السابق ذاك، وكذلك على مجد فيلم بوليسي هو «الاتصال الفرنسي» أنجبه قبل عامين من «طارد الأرواح»، أي سنة 1971.