شاشة الناقد

بالمطرقة.. كريس همسوورث في «ثور: العالم الداكن»
TT

إخراج: ألان تايلور عن روايات كوميكس من تأليف ستان لين.

أدوار أولى: كريس هامسوورث، ونتالي بورتمان، وتوم هيدلستون، وأنطوني هوبكنز.

النوع: فانتازيا/ سوبرهيرو (الولايات المتحدة 2013).

* «عالمك سيدمر»، يقول لوكي (توم هيدلستون) لـ«ثور» (كريس همسوورث)، والقول يتبعه التنفيذ. المدينة تبدو كما لو كانت خرجت لتوها من تحت غبار قنبلة نووية. الحياة ليست ما كانت عليه ويجب ألا تكون. والوحيد الواثق من النصر هو ثور نفسه الذي يعد حبيبته بأنه سينقذها ثم يعدنا بأنه سينقذ العالم بأسره.

إذن وبعد المغامرة السابقة التي قدمتها شركة «مارفل» المبنية أساسا على كتل من «السوبرهيروز»، ها هو «ثور» يعود وفي باله سبر غور المغامرات الفانتازية بالنجاح نفسه إن لم يزد عليه.

الماثل على الشاشة الآن فيلم آخر يعتمد على غرافيكس الكومبيوتر اعتمادا كليا، ليس فقط لتصوير دمار لندن (قرب نهاية الفيلم) بل أيضا لتصوير كل شيء آخر، بما في ذلك الأمكنة الثابتة والقريبة التي يجري وضع الممثلين فيها. تلك الديكورات الفانتازية يراد لها أن تبدو كما لو كانت من طبيعة الكوكب الذي تقع عليه نصف الأحداث. ها هو «ثور» فوق الكوكب الذي يعيش فيه شقيقه الشرير لوكي، يريد العودة إلى الأرض، لكن الجسر الذي كان يسير عليه كلما غادر ذلك المكان أو عاد إليه، مقطوع.. عليه أن ينتظر لاستنباط وسيلة أخرى، لكن في هذا الحين، نرى الفتاة التي يحبها وتحبه جين (نتالي بورتمان) تنتظر عودته كما وعد، وحين لا يأتي تحاول الاستمرار في حياتها الخاصة. فجأة تنتقل إلى جانب «ثور» وأول ما تقوم به - عمليا وبعد أن يزول عنها الخوف - هو صفع صديقها لأنه أخل بوعده.

«ثور: العالم الداكن» من النوع الذي إذا ما سردت حكايته بدا سخيفا، لكنه ليس أسخف من عشرات الأفلام الفانتازية الحديثة الأخرى بما فيها الفيلم السابق. إلى جانب تلك العلاقات، هناك الخطط الشريرة التي تحاك ضد الأرض وتحاك طويلا، مما يجعل المشاهد يشعر بأنه لا يكترث لها بقدر ما ينتظر تنفيذها. منذ لحظة تنفيذها يدخل الفيلم مرحلة جديدة من التفاعلات التقنية الجاهزة لتحويل الفيلم إلى مزيد من البصريات المتفجرة والأصوات الهادرة والصراعات التي تقع بين الأفراد والأمم. ضمن هذا السياق، مشهد دمار هنا مثل مشهد دمار في فيلم آخر. وحين يمسك بطل الفيلم بتلك المطرقة ليقضي على وحش من الصخور المتراصة بضربة واحدة تستطيع أن تعدّ الضربة جاءت لتقضي على آخر ذرات المنطق. المؤذي أكثر من سواه هو أن لا شيء يأتي تحت خانة الإبداع، وكل شيء محسوب، وأحيانا كثيرة متوقع. لمنح الفيلم «الواقعية» يجري - كما الحال دوما - استلهام المباني اللندنية التراثية (منها مثلا مبنى «معهد البحرية البريطانية» المشيد منذ القرن السابع عشر) لتدميرها لعلنا نتأثر أو نغضب قبل أن نخرج من دار السينما القريبة ونرى أن الأكاديمية، بل كل لندن ما زالت كما هي. إخراج ألان تايلور من تلك المهام التنفيذية التي يقوم بها سينمائيون يريدون البقاء تحت الطلب. التمثيل بدائي من الجميع باستثناء توم هدلستون.. مثل معظم الأشرار تريدهم أن ينجحوا حتى النهاية.