المشهد

رحيل سِد فيلد: علم أجيالا كتابة السيناريو

TT

* لو عاد الممثل محمود ياسين إلى بطولة فيلم ما، هل سينتقل من خانة المنسيين إلى خانة المحتفى بهم؟ هل سيمنح الجوائز التكريمية؟ الأمر ليس وقفا على الممثل المصري المعروف، بل هناك دزينة من الوجوه التي التف حولها الجمهور العربي في فترة سابقة؛ ومنها ليلى علوي ويسرا وحسين فهمي، وحتى جيل أصغر قليلا مثل محمود حميدة. الجواب على ما سبق، ومن دون الدخول في التفاصيل، سلبي. إذا ما وجد الممثل من هؤلاء نفسه في قيادة فيلم جديد، فإن هذا سيمر مرور الكرام، على عكس ما حدث مع الممثل المخضرم بروس ديرن منذ أن لعب بطولة فيلم «نبراسكا» الذي جرى عرضه في مهرجان «كان» هذا الأسبوع.

* ديرن ظهر في التلفزيون والسينما منذ الستينات وغالبا في أدوار مساندة قبل أن يشمله الغياب في السنوات الأخيرة. ألكسندر باين أصاب حين اختاره لبطولة «نبراسكا»، وها هو نجم الممثل يصعد من جديد. مهرجان «بالم سبرينغز» السينمائي قرر أنه يريد منحه جائزة الإنجاز عن مجمل أعماله. والترشيح للأوسكار لا يبدو بعيدا على الإطلاق.. تماما مثل الحال عندنا.. أليس كذلك؟

* لعقود واسم سِد فيلد موجود عند كل من ينوي مباشرة كتابة السيناريوهات.. فالرجل علم أجيالا من الكتاب فن كتابة السيناريو للسينما قبل رحيله يوم الأحد الماضي عن 77 سنة. وضع في حياته ثمانية كتب حول الموضوع؛ بينها «أسس الكتابة للفيلم» سنة 1979 الذي هو أفضلها وأكثرها شمولا. وكتاباته أنجبت الصالح (مثل فرانك دارابونت) والطالح (جود أباتوف)، لكنه لم يقترب بنفسه من كتابة السيناريوهات.

* الكتابة للسينما مهنة صعبة، وهناك اختلافات كثيرة في المناهج. أقرأ حاليا سيناريو فيلم جرى إرساله إلي يلعب فيه الكاتب كل الأدوار: هو الممثل وهو المخرج وهو مصمم الديكور ومدير التصوير. أسلوب فيلد (وسواه من الأميركيين) عمد إلى تطويع العملية إلى ما يمكن أن ينتج عنه وضع سيناريو قابل للشراء من قِبل الاستوديوهات الأميركية.. وهو فن مستقل بحد ذاته.

* لا يزال الحديث دائرا حول قائمة أفضل 10 أفلام عربية في التاريخ كما جرى انتخابها في كتاب سيصدر خلال مهرجان دبي بعنوان «سينما الشغف» للناقد زياد عبد الله. ناقدة صحيفة «الإمارات اليوم» علا الشيخ كتبت صفحة كاملة عن الفيلم الذي تربع على قمة هذه الأفلام وهو «المومياء».. تشرح الفيلم الذي جرى إنتاجه سنة 1969 وتؤسس له نظرة موضوعية جديدة لجيل لا يعرف عنه شيئا (ويا ليته يفعل).

* لكن هل استحق «المومياء»، على موضوعه وأسلوبه الفني، أن يتبوأ الصدارة بين الأفلام، أم هي العاطفة التي نفكر بها من حين لآخر؟ لا أدري. شخصيا لم أضع هذا الفيلم (على قيمته الفنية) بين العشرة الأولى، وربما كان سيحط في المرتبة الحادية عشرة مثلا لو كانت القائمة من أفضل 20.