«الهانم» نبيلة عبيد قبل اعتزالها التمثيل تفتح قلبها لـ«الشرق الأوسط»: كبار النجوم يتعرضون لـ«مذبحة» لمصلحة الفن الهابط!

TT

ـ «إمرأة تحت المراقبة» حولني إلى «إمرأة قيد الاعتزال»! ـ لهذا السبب.. فرحت جدا بتسلم جائزتي الأخيرة ـ فستاني في مهرجان التلفزيون.. هل يستحق كل هذا اللوم؟

ـ أستعد لمشروع سينمائي ضخم يحتاج الصبر والتفرغ القاهرة: يوسف أبو شادي أعلنت نجمة مصر الأولى نبيلة عبيد في مؤتمر صحافي عقدته حديثا في منزلها بالقاهرة انها قررت ومن الآن فصاعدا اعتزال الفن بسبب ما أسمته بـ«الحرب» التي يتعرض لها كبار رموز الفن، وأكدت ان ما يحدث انما هو «مذبحة» لمصلحة الفن الهابط، وأوضحت ان تنفيذها لقرارها بالاعتزال سيكون ساري المفعول فعلا اذا استمر الوضع على ما هو عليه، وان ما يرجئ قرار الاعتزال فقط التزامها بفيلم جديد يمثل في حد ذاته حدثا سينمائيا كبيرا.

حول هذه الواقعة وغيرها من القضايا فتحت نبيلة عبيد قلبها لـ«الشرق الأوسط» في هذا الحوار:

* هل صحيح انك تنوين بالفعل تنفيذ قرارك بالاعتزال؟

ـ كل ما قلته في المؤتمر الصحافي أنا أعنيه فعلا وكل كلمة ذكرتها لا أنوي التراجع عنها على الاطلاق في حالة استمر الوضع على ما هو عليه.

* واذا لم يستمر الوضع فرضا؟

ـ في هذه الحالة فقط لن يكون هناك ما يبرر اعتزالي الفن الذي أحبه جدا وأعيش من أجله، ومنذ بداية شبابي، وضحيت من أجله أيضا بالكثير.

* ما دمت تحبين الفن الى هذا الحد، لماذا اذن تسرعت باعلان قرار اعتزالك المشروط؟

ـ أولا، ما فعلته ليس تسرعا، وثانيا كان قرارا لا بد منه، وأتى في توقيت مناسب جدا، وثالثا، ما الذي كنت أنتظره أن يحدث أكثر من ذلك حتى أتخذ هذا القرار الحاسم، ما يحدث الآن مهزلة لا يمكن لضمير أي فنان أو فنانة أن يسكت عليه، لأنه وبكل المقاييس «مذبحة» يتعرض لها نجوم التمثيل الكبار في مصر، ولا هدف لها سوى تشويه الفن المتميز والحقيقي لمصلحة الفن الهابط وحده، والا قل لي من المستفيد مما يحدث الآن على الساحة؟

أصعب قرارات حياتي

* هل تتفقين معنا في أن قرار اعتزالك، وفي الوقت الحالي تحديدا حيث تعيشين أنضج وأزهى وأقوى مراحل نجوميتك السينمائية، من أصعب قرارات حياتك على الاطلاق؟

ـ هو بالفعل أصعبها جميعا.

* اذن، نحب أن نعرف منك ما هي الظروف والملابسات التي دفعتك لاتخاذ هذا القرار؟

ـ كنت في اميركا التي تعودت ان اسافر اليها كل سنة، وهناك وفي أحد مطاعم لوس انجليس التقيت وبالمصادفة أحد المليونيرات الهاربين من مصر، وعرفت انه ينعم الآن بما نهبه من أموال وتسهيلات أخذها من البنوك المصرية، وهو في النهاية ليس الا هاربا واحدا فقط ممن أصبحنا في مصر نطلق عليهم «مافيا قروض البنوك». وهنا أدركت انني كنت موفقة عندما اخترت موضوع فيلم «امرأة تحت المراقبة» فهو يعالج قضية الساعة، ولكن تفاؤلي هذا لم يدم طويلا، لأنني فوجئت وفور وصولي الى القاهرة بقرار عرض هذا الفيلم، فاجتاحتني حالة من الغضب الشديد.

* ولماذا تحديدا؟

ـ لأني وجدت «امرأة تحت المراقبة» يعرض في سرية كاملة، وبلا أية دعاية، ولا أى اعلان يكشف عن قيمته الفنية، مع انه في الحقيقة وللانصاف، من أهم أفلام السينما المصرية في الفترة الأخيرة، فضلا عما يؤكده من الناحية التاريخية مستقبلا من وعي السينما المصرية حتى في أصعب سنوات تغييب وعيها وأزمتها الكبيرة بدورها في رصد أهم قضايا المجتمع في حينها، ان لم يكن قبل ان تستفحل هذه القضايا بشدة وتظهر على السطح، ومعالجتها بأسلوب سينمائي راق، وجيد المستوى جدا بعد رصدها وتقديمها للجمهور، فالفيلم يطرح فعلا قضية «مافيا القروض» وما يحدث من دمار لمن يحاول مواجهة هذه المافيا المتسترة وراء اشخاص يخفون نياتهم الدنيئة جدا خلف مظاهرهم الفخمة جدا.

تحذيراتي تبخرت في الهواء

* لماذا اذن لم تتخذي احتياطاتك بهذا الشأن عندما وافقت على بطولة الفيلم؟

ـ كنت متحمسة جدا لهذا الفيلم عندما عرضوه علي، ووجدت في تقديم هذه القصة وما تثيره من قضية تهم المجتمع، واجبا وطنيا، وللعلم أنا اتفقت على أن يعرض الفيلم في توقيت جيد، وان يتم اعداد دعاية جيدة له، وبما يليق به وبي كفنانة تعد من نجمات السينما العربية.

* وهل أخذت موافقة، ولو شفاهة، على ما تريدين بالنسبة للدعاية للفيلم؟

ـ نعم. وافق على كل ما يتعلق بالمطلوب في الدعاية المنتج المنفذ للفيلم صفوت غطاس، وكان ذلك امام المخرج اشرف فهمي، مخرج هذا الفيلم الذي كان موجودا معنا وحضر الاتفاق.

* ولكن أليس موزع الفيلم، وليس منتجه، حتى ولو كان منتجا منفذا، هو المسؤول أصلا عن الدعاية للفيلم؟

ـ أنا ومن أول لحظة عرفت فيها اسم الموزع الذي سيكون له حق توزيع الفيلم وعمل الدعاية اللازمة له أبديت اعتراض عليه.

* لماذا؟، ـ لأنه لا يعطي الأفلام التي يوزعها ما تستحقه من اهتمام ورعايته لها.

* لكن لماذا لم يتم الأخذ برأيك؟

ـ لا أعرف، فأنا قلت رأيي، وفوجئت بعد ذلك على انه تم الاتفاق بينه وبين المنتج المنفذ على أن ينال حق توزيع الفيلم، وهذا معناه انه لم يتم الالتفات الى تحذيراتي.

* وماذا تستنتجين من ذلك؟

ـ طبعا النتيجة معروفة ومؤكدة، فلا بد انه توجد مؤامرة للتعمية الاعلامية والاعلانية عن الاعمال السينمائية الجادة والجيدة، وأترك لك أن تستنتج أنت ما يعنيه ذلك، من خطة مدبرة للتقليل من شأن رموز السينما وما يقدمونه للجمهور المصري والعربي من أعمال سينمائية متميزة، وهذا لمصلحة الفن الهابط والقضايا السطحية والتافهة.

الكوارث الثلاث.. السبب

* هل الدعاية وحدها التي ترينها المسؤولة عما لحق بالفيلم؟

ـ هناك في الحقيقة أكثر من كارثة وقعت لهذا الفيلم، وكلها المسؤول عنها، الى حد كبير، الموزع، فالكارثة الأولى كانت التوقيت غير المناسب لعرض الفيلم.

* وما هو الخطأ في هذا من وجهة نظرك؟

ـ التوقيت جاء في اسبوع الاستعداد لدخول المدارس، وهو اسبوع يشبه المواسم عندنا في مصر، ينتهزه أولياء أمور الطلبة والطالبات لشراء احتياجات الأبناء من لوازم بدء العام الدراسي الجديد، وطبعا يصعب ان يكون هناك اقبال جماهيري من ناس هم أصلا مشغولون عن السينما في اشياء أخرى تتعلق بمستقبل أبنائهم.

* وماذا عن الكارثة الثانية؟

ـ تم عرض الفيلم الرائع هذا في دور عرض سينمائية معروف مقدما مستواها بين دور العرض الراقية، فهي دور هامشية، وليس لها ثقلها الكبير في سوق عرض الأفلام، ولا تناسب على الاطلاق فيلما بهذا القدر، ويعرض لأول مرة، وهو ما يعني بالضبط «اخفاء» فيلم، وليس «عرضه» ابدا ووضعه بعيدا عن الأضواء.

* اذن، لم يبق سوى ان نعرف الكارثة الثالثة؟

ـ انا حدثتك عنها، وهي التي تتعلق بالدعاية «وافيشات» الفيلم، وهو ما لا أريد أن أكرره عما اسميه وباختصار «سوء الدعاية» المتعمد للفيلم.

* ولكن، أليس في اسناد منتج الفيلم البطولة اليك، وأنت نجمة كبيرة والى النجمين فاروق الفيشاوي وعبد المنعم مدبولي، ما يمكن أن يبعد سوء النية عنه، باعتباره قد اسند البطولة لنجوم كبار، ولا يمكن بعد ذلك ان تتطرق الى ظنونه امكانية فشل عمل دفع فيه أجور كل هؤلاء النجوم المتميزين؟

ـ لا تنس أن من مهازل نظام تعامل التلفزيون مع المنتجين المنفذين هو المسؤول عن حدوث مثل هذه الكوارث، وفشل الأفلام المنتجة تلفزيونيا بهذا النظام، فالمنتج المنفذ يأخذ أجره قبل أن يبدأ حتى تصوير الفيلم، وبمجرد ان يسند فيلمه الى موزع فإنه يصبح في هذه الحالة خالي المسؤولية.

لا فرصة.. للانقاذ!

* لماذا لم تتصلي بالمنتج المنفذ لكي تبدي له ملاحظاتك هذه لعله يتمكن مع الموزع الذي اختاره من انقاذ الفيلم؟

ـ المنتج لم يكن موجودا في القاهرة عند عرض الفيلم، وقد اتصلت به فعلمت انه سافر للخارج تاركا كل شيء للموزع.

* ولماذا لم تتصلي برئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون باعتبار التلفزيون هو الذي قدم المال للمنتج المنفذ؟

ـ أنا فعلا اتصلت بعبد الرحمن حافظ رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون، وأسعدني جدا انه أصدر أوامره بضرورة تقديم اعلان للفيلم، وحدث ذلك بالفعل فور اتصالي، وتمت اذاعة الاعلان ولكني أرى ذلك شيئا لا يكفي، وان كان لا يوجد امامه ما يمكنه ان يفعله أكثر من هذا.

* والآن، ما هو تقييمك لكل ما حدث؟

ـ حقيقة، أشعر بمرارة شديدة بسبب ما حدث وبالرغم من كل المعاناة والاجتهاد سواء من ناحية المخرج الكبير أشرف فهمي، أو نجومه وكلهم لهم تاريخهم الفني، فالفيلم تم اهداره وبهذه الطريقة الغريبة جدا، ولذلك لم يكن هنا مفر من اعلان الاعتزال.

* وبعد الاعتزال، ماذا ستفعلين؟

ـ لدي العديد من المشروعات الخاصة التي يمكنني أن أتفرغ لها، خاصة ما يتعلق بنشاطي في الجمعيات الخيرية، أكثر من فكرة وفي مجالات متعددة يمكنني أن اتفرغ لها تماما.

* البعض انتهز الفرصة واشاع احتمال تفرغك للحياة الزوجية؟

ـ «هم يضحك وهم يبكي» علي رأى المثل، فالشائعات لا تكتفي بأن تطاردني عندما أقرر العمل في فيلم جديد، ولكنها لا تتوقف عن مطاردتي أيضا حتى عندما أقرر الاعتزال.

* اذن، هي مجرد شائعة؟

ـ نعم، لأن موضوع الزواج لم يعد الآن من اهتماماتي، فقد انتهى تماما.

* وهل توافقين على أن «امرأة تحت المراقبة» قد حولك الآن الى «امرأة تحت الاعتزال»؟

ـ نعم، أوافق.

* هل يمكن ان نعرف المزيد عن مشروعاتك الخاصة؟

ـ أنا وكما تعرف أسافر كل عام الى اميركا، وهذا ليس لمجرد النزهة والاستمتاع ببهجة الحياة هناك بقدر ما هو أيضا لدراسة السينما، وفي نفس الوقت أقضي الكثير من أوقاتي في زيارة الاستوديوهات الاميركية، باعتبارها أحلى فرصة لمعرفة الجديد في التجهيزات التكنولوجية وتقنيات الوسائل الحديثة عالميا في التعامل مع الأفلام السينمائية.

* وما هو دخل كل ذلك بمشروعاتك؟

ـ أنا أنوي ان شاء الله قريبا، وسواء اعتزلت الفن أو لم أعتزل، أن أنشىء مشروعا ضخما يستوعب أحدث التجهيزات والتقنيات السينمائية الجديدة، وبالتأكيد مثل هذا المشروع الكبير يحتاج مني الى تفرغ.

* وماذا عن هجوم بعض النقاد على الفستان الذي ارتديته في حفل ختام مهرجان الاذاعة والتلفزيون؟

ـ هل أنا أصبحت فعلا «امرأة تحت المراقبة» والى هذا الحد؟! ما ارتديته لم يكن أكثر من مجرد فستان، وعلى «الموضة» كما يقولون، وهذا ليس غريبا علي لأني معروفة ومن زمان بحرصي على ارتداء أحدث صيحات العصر من أزياء، فأنا أحب الأناقة جدا، والمفروض أن أغلب «موضات» ملابس «السواريه» بهذا الشكل الذي عليه فستاني، ولا أظن ان مثل هذا الموضوع يحتاج مني كلاما أكثر من ذلك.

وفي ما يخص الجائزة، أنا فعلا كدت أطير من الفرحة عندما نادت علي سناء منصور وذكرت اسمي فلم أشعر بنفسي، وهذا حقيقي كان شعورا، وعبرت عن انفعالي هذا بلا افتعال كما ظن البعض، وأما السبب في ذلك فيعود الى أنني ظننت انه سيحدث معي في الليلة الختامية لمهرجان التلفزيون ما سبق ان حدث معي في الليلة الختامية للمهرجان القومي فبدأت أقلق، ولكن هذا القلق ذاب فجأة عندما سمعت اسمي، ففرحت، فهل في هذا شيء غريب، عموما أنا عندي جوائز كثيرة وأكثر مما يتخيل الكثيرون.