تظاهرة «سينما عربية» في بيروت

عروض بارزة وورشة عمل حول المرأة والسينما

TT

شهدت بيروت تظاهرة فنية بعنوان «سينما عربية» اقيمت في حرم الجامعة اللبنانية ـ الاميركية تعاون على احيائها كل من «مؤسسة الحريري» و«معهد العالم العربي» في باريس و«الجامعة اللبنانية ـ الاميركية».

فضمن اطار «لقاءات صيدا 2000» نشطت التظاهرة على مدار ثلاثة ايام بحيث عقدت ورشة عمل صباحية يومية ناقشت موضوع «المرأة في السينما العربية» وشارك فيها اكاديميون وباحثون واختصاصيون وسينمائيون بينهم المخرج نادر مكناش من الجزائر واسامة فوزي من مصر ومنى واصف كما واحة الراهب من سورية وشاركت في الورشة ماجدة واصف من معهد العالم العربي في باريس ومجموعة كبيرة من السينمائيين اللبنانيين.

واضافة الى ورشة العمل عرضت خمسة افلام روائية في الفترات المسائية وهي افلام كانت قد نالت جوائز في مهرجان السينما الذي نظمه معهد العالم العربي في باريس في يوليو (تموز) الماضي، وقد تمت عروض بعض المخرجين والممثلين الذين ناقشوا الافلام بمشاركة نقاد لبنانيين.

وبالتالي فقد تسنى للجمهور اللبناني مشاهدة فيلم «بركة الشيخ» للمخرج السوداني جاد الله جبارة والذي يتطرق الى مأساوية الممارسات الشائعة المعروفة بالدجل والشعوذة. اذ يتمكن بعض المحتالين من خداع اهالي قرية بسيطة فيقومون بطرد شيخهم بعد اتهامه بقتل احد طلبته لاكتشافه علاقة شرعية بينه وبين زوجته. ومن الافلام التي شاهدها اللبنانيون خلال التظاهرة الفيلم الجزائري «حريم مدام عثمان» للمخرج نادر مكناش الذي ينقلنا الى الجزائر العاصمة مع بدايات الحرب الأهلية هناك عام 1993 وتحديداً الى منزل مدام عثمان التي كانت قد شاركت في حرب التحرير، وها هي تعيش وحيدة مع ابنتها بعد ان هجرها زوجها وتجد نفسها امام تحد جديد للمحافظة على عالمها وهو تحد يتطلب مقاومة من نوع آخر غير تلك التي عرفتها ايام الاحتلال الفرنسي.

وقد عرض فيلمان تونسيان جديدان، احدهما فيلم «موسم الرجال» آخر نتاجات المخرجة مفيدة تلاتلي، وهو روائي يعكس عذابات نساء من جربة تكسرهن قسوة التقاليد وتمزق احداهن مرارات المدينة وتقلباتها. وعرض كذلك فيلم تونسي آخر وهو قصير بعنوان «اول عيد ميلاد» للتونسي كامل شريف ويحكي قصة عائلة تونسية تهاجر الى فرنسا وتعيش بدايات تأقلمها في المجتمع الغربي وذلك بتسليط الضوء على صغير الأسرة رفيق اثر اكتشافه لعادات لم يكن قد عايشها من قبل.

اما الفيلم الخامس الذي تم عرضه فهو «جنة الشياطين» للمصري اسامة فوزي ويبرز تقلبات المصائر من خلال حياة متسول يموت تحت تأثير جرعة مخدرة بعد حياة كريمة ومنتظمة عاشها كرجل واب وزوج في اسرته. واهمية عرض هذه الافلام تنبع من قيمتها الفنية حيث نالت تقديرات وجوائز اثر غربلة لا يستهان بها في مهرجان السينما العربية الذي يقيمه معهد العالم العربي في باريس.

وجدير بالذكر ان التظاهرة السينمائية اكتسبت اهمية خاصة بسبب اهتمامها بعرض عدد من ابرز الافلام العربية التي تعرض للمرة الأولى في لبنان من ناحية وبطرحها لقضية المرأة العربية في السينما من ناحية ثانية بمناقشة اكثر من محور منها صورة المرأة في السينما والتلفزيونات العربية ومحور المرأة العربية العاملة في السينما والتلفزيون اضافة الى انه تم التطرق الى افلام النساء العربيات اللواتي بتن يحصين بالعشرات، واستطعن ان يقلبن المعادلة بعد ان خضعت المرأة طويلاً لنمطية سينمائية رسمها الرجل عقوداً فجعل منها ضحية مرة وحالمة غير عقلانية مرة اخرى وحمقاء لا تملك ارادة تخرجها الى النور مرة ثالثة.

وجدير بالذكر ان النتائج التي توصلت اليها الورشة سترفع الى مؤتمر قمة المرأة العربية الذي تنظمه مؤسسة الحريري بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة اليونسكو الذي سيعقد في القاهرة خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ومن ابرز هذه التوصيات انشاء صناديق وطنية واقليمية ودولية لتمكين النساء من الدراسة والاخراج والانتاج والعمل في مختلف المهن السينمائية كذلك طالبت بالعمل على انشاء مركز معلومات حول سينما المرأة وحث المؤسسات الاكاديمية ومراكز الابحاث ودور النشر على وضع دراسات وابحاث ميدانية عن سينما المرأة وعن صورة المرأة في السينما العربية.

واقترح المجتمعون عقد مؤتمر عربي موسع مع ورشات عمل مختلفة حول موضوع المرأة في السينما العربية لمتابعة الخطوة التي بدأت في بيروت داعين الى انشاء امانة سر دائمة تأخذ على عاتقها تنظيم هذا المؤتمر المقترح.