شاشة الناقد

«ألعاب الجوع» الثاني: البقاء للأشقى

جنيفر لورنس في «ألعاب النار: الاحتراق»
TT

إخراج: فرنسيس لورنس عن رواية سوزان كولينز ممثلون: جنيفر لورنس، جوش هتشرسون، دونالد سذرلاند، فيليب سايمور هوفمن، ليام همسوورث، ستانلي توشي، ودي هارلسون.

النوع: فانتازيا مستقبلية [الولايات المتحدة 2013] تقييم:(3*) (من خمسة) هناك ثورة في الأفق ستقلب موازين القوى في المستقبل كما رسمته الكاتبة سوزان كولينز ويوفّره فيلم فرنسيس لورنس «ألعاب الجوع: الاحتراق»، الجزء الثاني من الثلاثية التي ورد جزؤها الأول قبل عام ونصف، لكن لا يمكن أن نقول عنها إنها ثورة ربيع وهي بلا ميدان في وسط المدينة. قوامها مواجهة بين جياع الأرض وفقرائها وبين النظام الذي تحصن في العاصمة تحت رئاسة «سنو» (دونالد سذرلاند) الذي، على الأقل، لديه شعر طبيعي على عكس وودي هارلسن وستانلي توشي اللذين يعمدان إلى ارتداء شعر مصطنع تماشيا مع دوريهما. الثورة التي في التحضير (والتي سنشاهدها في الجزء الثالث بعد عام) لا علاقة لها بالشعر الطبيعي أو المصطنع، بل بحاجة السكّان إلى الطعام والمسكن وبعض رغد الحياة. «سنو» يرى أن بطلة مبارزات العام السابق كاتنيس (جنيفر لورنس) مؤهلة لا لتشارك في مباريات هذا العام فقط، بل لتخمد الثورة عبر احتوائها لكي تبدو كما لو كانت مع النظام. الخطة التي لا يؤمن بجدواها أحد سواه، تستند إلى ما كسبته كاتنيس من تعاطف الناس فأصبحت بفضله بطلة لا بد وأن تقف إلى جانبهم. وهي تستجيب للخطة لأن «سنو» هدد بحرق وإبادة قريتها.

«مباريات المرّة الماضية تبدو لعب أولاد حيال هذه المرّة»، يقول وودي هارلسون الذي لا يترك الكأس من يده، لكن الحقيقة أن ألعاب هذا الفيلم ليست بالضراوة ذاتها. ففي حين عرض لنا الجزء السابق الصراع بين اللاعبين سعيا للبقاء أحياء وقتال كل منهم للآخر بضراوة متناهية، يحوّل الفيلم الجديد الشطر الأكبر من هذا الصراع، إلى واحد بين البشر (بينهم كاتنيس طبعا) والطبيعة فاللاعبون، في معظمهم، متحدون هذه المرة ولا يرغبون في قتل بعضهم البعض. لكن ما سيواجهونه هو عواصف وفيضانات وغازات غير طبيعية. في وسط ذلك، سيستعير المخرج وكتابه خيطا مما ورد في «أوديسا الفضاء 2001» (معركة القرود عند الماء) ثم يميل إلى أزياء «حرب النجوم» فيصوّر جنود السلطة بها.

لا بأس بالاستعارات، لكن ما يحدث نتيجة تغيير شروط اللعبة وتحويل الصراع بين المشاركين على أساس أن البقاء للأقوى، هو مرور الفيلم بفترات باردة لا تشويق فيها تتبلور فيها منظومة جديدة مفادها أن البقاء للأشقى. لكن ذلك ضروري فالمخرج ليس في وارد تغيير أحداث الرواية بل الحفاظ عليها وعلى مفهومها الفلسفي. ما يصيب الفيلم بتأثير مضاد هو الفترة الطويلة من التحضير لخوض تلك المباريات حيث تكاد الكاميرا تستقر داخل المدينة في ردهات القصر أو في الاستديو أو في الردهات المخصصة للاعبين.

«ألعاب الجوع: الاحتراق» موجه صوب من شاهد الجزء الأول. المشكلة هي أن من فاته ذلك الجزء وورد إلى هذا الفيلم ليستكشفه سيكون أكثر المشاهدين ضياعا إذ يتحاشى هذا الجزء إيراد أي معلومة تفيد المشاهد الجديد وتساعده على ركوب القطار مع بطلته.