بين الأفلام

تسجيلية من دبي

من «ميراث» لفيليب عرقتنجي
TT

* بعض ما لم يتّسع الوقت للكتابة عنه حين عرضه في مهرجان دبي العاشر الذي انتهى قبل أقل من أسبوع، يستحق أن يذكر خصوصا أن بعضها كان مثار تضارب في الآراء.

* أحد هذه الأفلام «ميراث» (***) للمخرج اللبناني فيليب عرقتنجي الذي يداهمنا بساعة أولى رائعة تحكي عن هجراته المتعددة من لبنان إلى فرنسا بصحبة زوجته وأولادهما الثلاثة. يوازي بين تلك الهجرات وهجرة والديه من تركيا إلى «سوريا الكبرى» فإلى لبنان. ينتقل بين الماضي البعيد والماضي الأقرب إلينا (الحرب الأهلية وحرب 2006) ويستثمر الوقت بدمج ما يعرضه جيّدا بسيرته الشخصية وآرائه في بلد لم يخرج بعد من مستنقعه السياسي. لكن هناك ما يفلت من زمام اليد بعد ذلك خصوصا عندما أخذ أولاده بناصية الحديث ربما أكثر قليلا مما يجب. ثم هناك بعض المشاهد التي كان يمكن لها أن تختصر: المخرج في بيروت يخرج لأولاده صندوقا خبّأه من أيام الحرب الأهلية يحتوي على عشرات أنواع الرصاص يستعرضها أمامهم. ابنه الأكبر يعبّر عن رفضه لوله أبيه بما يعرضه. ألم يكن الأفضل الاكتفاء بالمشهد عند هذا الحد؟ فيليب يعكس ذاته فإذا بها نحن أيضا. لا يريد أن يُصيب أحدا بحجر، وهذا حقه. ما ينجح فيه هو التعبير عن انفتاحه اليوم وعن افتقاده لوطن لا يزال يحبّه رغم ما يمر به.

* «بيت التوت» (**) جيّد التوليفة حول عودة المخرجة سارة إسحاق إلى منزل ذويها في اليمن اليوم. مثل أفلام كثيرة يحققها مخرجون عن أنفسهم هذه الأيام، يمضي الوقت بمقارنة الخاص بالعام. لكن السبب في هذا الفيلم يبقى غائبا. ليس لدى المخرجة الكثير مما تقوله خارج إطار استعراضها لحياة عائلتها وتصرّفاتهم. الشغل نظيف لكنه يمر من دون قرار فني يرفع من مستواه.

* «شباب اليرموك» (***) هو فيلم تسجيلي آخر مخرجه هو أكسل سيلفاتوري سينز، والإنتاج فرنسي والحديث عن فلسطينيي مخيم اليرموك في سوريا. مثل فيلم مهدي فليفل «العالم ليس لنا»، يقدّم الفيلم أحلام ساكني المخيّم وتطلعاتهم. لقد وصل أطفال الأمس إلى سن الشباب ولم يتغير حالهم الموروث. يريد المخرج من كل منهم أن يتحدّث عن قلقه وشكواه ويلتقط لكل ذلك مشاهد مناسبة التلوين والأجواء.