المشهد

بين دفتي كتاب

TT

* العام ينضمر داخل التاريخ.. Fade Out كما التعبير الوارد في السيناريوهات.. سنة سينمائية أخرى وها هم النقاد يتداولون فيما بينهم ولجمهور كل منهم قوائمهم بأفضل الأفلام التي شاهدوها. هذا الناقد لن يختلف، لكن قناعاته، خصوصا بعد صدور نتائج استفتاء أجراه مهرجان دبي بين 475 ناقدا وسينمائيا، بأن لائحة «أفضل عشرة أفلام» لا يمكن لها أن تعبر عن كل شيء.

* ذلك الكتاب جلب انتقادات واسعة من المعنيين، بعضهم شكك في جدواها، والبعض كتب أنها لا يمكن أن تكون صحيحة كون النسبة الغالبة من الأفلام مصري. المخرج الجزائري محمد لخضر حامينا اشترط أن يجري وضع فيلمه على رأس قائمة العشرة الأولى قبل أن يوافق على حضور مهرجان دبي الأخير (ورد فيلمه ثالثا - ألا يكفي هذا؟). البعض ذكر أن الغالبية المصرية مبررة كون السينما المصرية هي الأكثر عددا، بالفعل، والبعض الآخر فوجئ أن الفيلم الذي نال أكبر قدر من الأصوات هو فيلم شادي عبد السلام الطويل الوحيد «المومياء». هل شاهدته؟ سألني أحد الزملاء. قلت: «شاهدته.. لكنه لم يرد ضمن العشرة الأولى في قائمتي». هذا لا يعني أنني على حق مطلقا.. يعني فقط أنني وجدت سواه أفضل منه ترتيبا.

* لكن لماذا لم يعكس ما بين دفتي الكتاب كل ذلك الجهد الذي واكب أشهرا من استفتاء الآراء؟ لماذا يبدو خفيفا على الرغم من وجود أسماء نقدية رنانة كتبت عن أكثر من مائة فيلم وردت في القائمة الأوسع من بينها علي أبو شادي وإبراهيم الملا وخميس خياطي وكمال رمزي وزياد الخزاعي وعدنان مدانات ومصطفى المسناوي؟ هل هو الورق العادي؟ هل هو الأبيض والأسود أو الألوان؟ هل هو التصميم العام؟ هل هو الغلاف الذي لا يبدو مبتهجا بنفسه؟

* لفت النظر أن عددا من المخرجين سموا أفلامهم بين تلك التي اعتبروها أفضل أفلام السينما العربية قاطبة. لكن دعوني أذكر بعض من خجل من أن يضع عنوان فيلم له في القائمة واعتبر أن هذا ليس حقه: المخرجة اللبنانية إليان الراهب، المخرج التسجيلي محمد سويد، المخرجة الفلسطينية مي مصري، المخرج السوري هيثم حقي، المخرجة المصرية هالة لطفي. الآن بعض الذين لم يجدوا ضيرا في حشر أفلامهم في القائمة. بعضهم على تواضع (مثل محمد خان ومحمد ملص) والبعض بدا كما لو أنه يدخل مزادا دعائيا (مثل يسري نصر الله، خيري بشارة). كان من الضروري تذكير المصوتين من السينمائيين بأنه لا يجوز وضع فيلم اشتركوا فيه في ترشيحاتهم. وهذا لن يكون بادرة، فنحن في «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب» حين نرشح الأفلام لجوائز الغولدن غلوبس نوقع بأن ليس من بين ما نرشحه أي عمل قمنا بالاشتراك فيه بأي حال.

* لكن في صلبه فإن الاستفتاء كان ضروريا ومهما وحدد كيف تتوزّع خارطة السينما العربية بعد كل هذه السنوات التي مرّت عليها. وكل فيلم ورد في قائمة العشرة الأولى جدير بالاحترام ومجموعها وصولا إلى الرقم 100 هو من أنصع ما قدمته مواهب المخرجين العرب بلا ريب.