بين الأفلام

القشاش والسيرك

«أسطورة هركوليز»
TT

* «القشاش»(1*)

* متهم بريء هارب بصحبة امرأة ليس لديها أي مبرر لكي تهرب معه. تصليح: ليس لديها أي مبرر صالح للتوظيف الدرامي فعلا. بعد تقديم بطل الفيلم سيد القشاش (محمد فراج)، يسارع المخرج إسماعيل فاروق لتقديم وصلة تهز فيها الراقصة كل ما يمكن أن يتحرك من جسدها أمام الكاميرا، وبعد ذلك بربع ساعة ينتقل إلى صرح الكنيسة حيث السلام والدفء والحمام (شغل الكومبيوتر «غرافيكس») يطير فوق الراهبة التي ستذرف دمعة حنان على خلفية موسيقية حزينة. ليس فقط أن المعالجة برمـتها ساذجة والمشاهد مفتعلة والتمثيل رديء، بل إن أحداث الفيلم تبقى غير قابلة لأي درجة من الإعجاب. والمخرج يعتقد أنه يشتغل فنـا عندما يترك الكاميرا في النهاية تدور نحو عشر مرات في حركات دائرية حول بطليه. مرة واحدة هي بذاتها تصنـع. عشر مرات هي سيرك جوال.

(2*)Hamlet *

* ويليام شكسبير قد يكون كاتبا بديعا ونابغة بين الأدباء والمسرحيين، لكن هذا الفيلم لن يكون برهانا على ذلك. أخرجه الكندي بروس رامزي الذي اختار أن يلعب دور البطولة، كما اختار نقل الأحداث إلى لندن بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة. هناك القليل من «هاملت» كما نعرفها، والكثير من الرغبة في الادعاء بأن الممثل - المخرج يوفـر عملا فنيـا يصلح للاقتداء. يعمد المخرج إلى الأجواء فيحسن اختيارها، لكن ذلك في الخلفية، أما ما هو في مقدمة المشاهد، مثل الأداء - خصوصا من رامزي نفسه - فيبقى أقل قدرة على تجسيد الشخصية التي كـتبت لكي تخلـد.

* «أسطورة هركوليز»(1*) The Legend of Hercules

* للمخرج رني هارلن بضعة أفلام جيدة (مثل «ذاي هارد 2» و«كليفهانغر» و«جزيرة كتثروت»)، لكن هذا الفيلم ليس من بينها. إنها أسطورة هركوليز (أو هرقل) في إنتاج ركيك الأطراف مع ممثل اسمه كيلان لوتز، كان عليه إجراء تدريبات رياضية لكي يقنع مشاهديه بأنه يستطيع أن يحمل سيفا ثقيلا، ناهيك بهدم قلاع ورفع الرجال عن الأرض براحة يده. صانعو الفيلم وضعوا بطلهم أمام تحد اعتقدوه كافيا لتحريك النص الركيك: هرقل الذي عوقب بإرساله إلى مصر عليه أن يهرب من اعتقاله ليتوجـه إلى اليونان ويمنع زواج المرأة التي يحب قبل فوات الأوان. لكن الأوان يفوت، لا على الشاشة، بل بالنسبة لفيلم يأتي متعثرا ويسقط في عروضه بكل جدارة. لصالح العمل أنه لا يحاول أن يكون أكثر مما هو عليه: ترفيه ومتعة للعابرين، ولو أن قليلا من الفن في الترفيه والمتعة كان يمكن له أن ينجز عملا أفضل.