شاشة الناقد

حرب سرية

ترانسفورمرز: عصر الإبادة
TT

إخراج: مايكل باي Michael Bay أدوار أولى: مارك وولبرغ، ستانلي توشي، كيلسي غرامر، نيكولا بلتز، جاك راينور.

تقييم الناقد:(1*) إذا كنت تبحث عن شاحنة قديمة تشتريها راجع تاريخ السيارة بعناية، فقد تكون تلك التي خاضت غمار حروب «ترانسفورمرز» وانتهت إلى مرآب سيارات بلا عمل أو حركة. إنها شاحنة تستطيع أن تخوض المعارك وتتحول من مجرد عربة بعجلات ومحرك قوي إلى قوة دافعة تذود عن كوكب الأرض بأسره، فهي ليست شاحنة من صنع البشر بل لها اسم مميز يحفظه من دأب على مشاهدة سلسلة «ترانسفورمرز» منذ بدايتها هو أوبتيموس برايم.

الرجل الذي يبحث عن وسيلة لإنقاذ منزله من البيع ولدفع فواتير المدرسة لابنه، والذي يجد هذه الشاحنة فيقرر أن يفكها ويبيعها، اسمه كايد ييغر (مارك وولبرغ) لا يبدو أنه شاهد أيا من أفلام هذه السلسلة من قبل، لذلك لم يكتشف، وهو يقودها من مرآب الشركة إلى مرآب منزله، حقيقة أمرها إلا بعد حين، لكن المفاجأة من نصيبه وحده، أما الجمهور فقد سبقه لمعرفة الفيلم بأسره حتى قبل ساعتين من نهايته.

ييغر هو بطل هذا الفيلم، الذي هو إعادة تشغيل للجزء الأول مع إضافة أحداث جديدة؛ بحيث لا يضطر لتكرار ما ورد سابقا، يحاول أن يسدد ديونه في الوقت الذي يواصل توجيه ابنته الجميلة (نيكولا بلتز) منتقدا حريتها الزائدة: «تنورتك تزداد قصرا كل مرة ترتديها» و«التقبيل غير مسموح به في بيتي». وهو يتوجه إلينا مكررا حتى لا ننسى «أنا مخترع».. طبعا لا نرى كثيرا من هذه الاختراعات، لكنه يذكرني ببطل الحلقات الثلاث الأولى شايا لابوف الذي كرر في الجزء الثالث عبارة «لقد أنقذت الأرض أكثر من مرة».

مشكلات كايد ييغر تلتقي ومشكلات أكبر حجما منه ستدفع بالشاحنة التي تجيد كل شيء باستثناء صنع البيتزا، للذود عنه ومساعدته على دحر أشرار الكون وفي مقدمتهم، وحسب الفيلم، مسؤول في وكالة المخابرات الأميركية (كلسي غرامر) الذي يقود الحرب ضد المخلوقات الميكانيكية منذ سنوات. حسب هذا السيناريو فإن هذه الحرب الضخمة خفية على الحكومة ولا يعلم البيت الأبيض بها رغم أن نصف مدينة شيكاغو سقطت مدمرة بسببها! الغاية من وراء تدمير تلك المخلوقات ليست نبيلة، بل تجري بالاتفاق مع مستثمر اسمه جوشوا يريد استغلالها في مشاريع علمية. ونراه لا يقل عن كايد ييغر في اعتزاره بأفعاله عارضا إحدى تجارب مؤسسته عندما يحرك شيئا مبهما من دون أن يلمسه فيحوله إلى راديو حينا، وإلى كرات صغيرة متلاصقة حينا آخر، وأيضا إلى مسدس وهو يقول: «أستطيع صنع أي شيء».

كان على المخرج مايكل باي أن يستعين به لعله كان يستطيع أن يحقق عملا أفضل من هذه الملهاة المضجّة والمكلفة التي تعاني من الترهل وعدم الاتساق، مع كبر حجم الفيلم من جزء إلى آخر، ومع الرغبة في حشد المزيد من الغرائبيات لجمهور لا يكف عن طلب المزيد، فإن الحاصل هو نوع من التكتل الشحمي الذي أدّى إلى انتفاخ وبدانة سلسلة «ترانسفورمرز» عوض أن يرفعها إلى فوق فتتقدم على ما جرى تحقيقه منها سابقا، ولا ينفع تسليتنا بمواقف بطله الأخلاقية إذا ما كانت نية المخرج التقاط بعض المشاهد للفتاة من أجل إظهار جمالها لا للقاء درامي مع المضمون، بل لمجرد تلبية ما يطلبه منه المشاهدون.